أطفئت باريس مرجلها الأولمبي وودعت العالم بحفل ختام أسطوري على ملعب فرنسا الدولي بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية وسط عدد كبير من المشجعين المتحمسين.
وبدأ السباح الفرنسي ليون مارشان مراسم الحفل الختامي وسط أنغام الفرقة الموسيقية سار مارشان داخل أروقة حديقة التويلري التي تحتضن المرجل الأولمبي.ويعد مارشان من أبرز نجوم أولمبياد باريس حيث حصد 5 ميداليات في منافسات السباحة بواقع 4 ميداليات ذهبية وأخرى برونزية.وقام السباح الفرنسي بإطفاء المرجل الأولمبي وبدأ الحفل الختامي في ملعب "دو فرانس" بعزف النشيط الوطني لفرنسا التي احتضنت الأولمبياد خلال الفترة من 24 تموز/يوليو الماضي إلى 11 آب/أغسطس.وسلمت عمدة باريس آن هيدالجو علم اللجنة الأولمبية لنظيرتها كارين باس في لوس أنجليس التي ستحتضن أولمبياد 2028.
وفي مشهد هوليودي بديع لنجم أفلام الأكشن توم كروز، قام هذا الأخير بالنزول إلى ساحة الملعب بواسطه حبل ممتد من سقف الملعب وأنقذ العلم الأولمبي بنقله على دراجة نارية ومن ثم إلى إحدى الطائرات التي حملته إلى أرض الوطن.
وبعد أن استخدمت باريس أبرز معالمها السياحية، مثل برج إيفل وقصر فرساي، يتجه مسؤولو أولمبياد لوس انجليس 2028 إلى إبهار الجماهير بشكل أساسي عبر قائمة من أبرز المشاهير المحليين.وبعد دخول الوفود إلى أرضية الملعب حاملة أعلام بلادها بدأ عرض موسيقي وسط أجواء حماسية مبهجة.وتضمن الحفل عرضا مسرحيا بعنوان "السجلات"، وشمل عرضا خياليا لرحلة عبر الزمن بقيادة "مسافر ذهبي".وبدأت الرحلة من أصول الألعاب الأولمبية مرورا بمستقبل مليء بالخيال العلمي اختفت فيه الألعاب الأولمبية ويجب إعادة اكتشافها.وخلال الرحلة، يكتشف المسافر رموز السلام والوحدة التي تدعم القيم الأولمبية.
وشهد الحفل عروضا لنجوم الموسيقى المولودين في كاليفورنيا بيلي إيليش وفرقة رد هوت تشيلي بيبرز وسنوب دوج.وقال كيسي واسرمان رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لوس انجليس 2028 "إنها اللحظة الأهم في تاريخ أولمبياد لوس انجليس 2028 حتى اللحظة، إذ ستمرر باريس العلم الأولمبي إلى لوس انجليس".وشهدت فرنسا عبر أولمبياد باريس بزوغ نجم ذهبي جديد بعد حصول السباح مارشان على أربع ذهبيات في الأسبوع الأول، قبل أن يحصد لاعب الجودو الفرنسي تيدي رنير ذهبيته الأولمبية الخامسة.وتخطت لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز المشكلات التي واجهتها في طوكيو، وحققت أربع ذهبيات تضاف إلى رصيدها المذهل من الألقاب.وأقيمت منافسات البريك دانس لأول مرة ضمن الجدول الأولمبي، بينما ظهرت منافسات كرة السلة 3×3 والتسلق والتزلج على الألواح وركوب الأمواج للمرة الثانية في الأولمبياد.ولابد أن اللجنة الأولمبية الدولية تشعر بارتياح لعدم اندلاع أي فضائح كبرى رغم أنها تعاملت مع بعض الأمور مثار الجدل.وخيم خلاف بشأن المنشطات بين رياضيين صينيين على منافسات السباحة الأولمبية، حيث واجهت الهيمنة الأمريكية المنافسة الأكبر في عقود.وثار جدل بشأن الهوية الجنسية لملاكمتين وأحقيتهما في المشاركة في الأولمبياد ليبرز الأزمة بين اللجنة ورابطة الملاكمة العالمية التي سحبت اللجنة اعترافها بها.وفازت الجزائرية إيمان خليف، إحدى هاتين الملاكمتين، بالذهبية وحصلت على تقدير منافستها في النهائي.وسمحت أعمال تنظيف نهر السين والتي تكلفت 1.5 مليار دولار بإقامة منافسات الثلاثي وماراثون السباحة في وسط باريس دون موجات من المرض بين الرياضيين حتى وإن تسبب ارتفاع مستوى التلوث في إلغاء بعض التدريبات.ولكن بالنسبة للكثيرين، فإن العاصمة الفرنسية كانت النجم الأكبر بالنظر إلى الخلفية الرائعة التي قدمتها لمعظم المنافسة، من برج إيفل إلى حدائق قصر فرساي الفخم.
وانطلقت المراسم الختامية المرصعة بالنجوم أمام حوالي 71500 متفرج لتتويج ألعاب اولمبية تمت الإشادة بها على نطاق واسع باعتبارها أحد أبرز الألعاب التي أقيمت على الإطلاق.
وأدى قرابة 270 فنانا وراقصاً عروضاً راقصة وفنية، في حين توالى دخول البعثات الرياضية التي شاركت في العرس الاولمبي مع ما يقارب 9000 رياضي ورياضة على وقع اشهر الاغنيات الفرنسية والانجليزية، منها "نحن الأبطال" للمغني فريدي ميركوري "كوين".وشهد اليوم الأخير من المنافسات تفوق الولايات المتحدة على الصين في صراع الميداليات بعد فوز فريق كرة السلة للسيدات الأميركي على فرنسا 67-66 لينتزع الميدالية الذهبية الأخيرة في الألعاب.وبهذا الفوز، وهو اللقب الأولمبي الثامن توالياً للولايات المتحدة في سلة للسيدات، تعادلت الولايات المتحدة والصين في عدد الميداليات الذهبية التي حصلت عليها (40 لكل منهما).واحتلت الولايات المتحدة صدارة جدول الميداليات بإجمالي 126 ميدالية، بينها 44 فضية، بينما حلت الصين ثانية بـ 91 ميدالية، بينها 27 فضية.