أولمبياد باريس: سيدات أميركا يسقطن السامبا ويخطفن ذهبية كرة القدم

توجن باللقب للمرة الخامسة... ووداع حزين للأسطورة البرازيلية مارتا

لاعبات أميركا خلال تتويجهن بالذهبية (أ.ف.ب)
لاعبات أميركا خلال تتويجهن بالذهبية (أ.ف.ب)
TT

أولمبياد باريس: سيدات أميركا يسقطن السامبا ويخطفن ذهبية كرة القدم

لاعبات أميركا خلال تتويجهن بالذهبية (أ.ف.ب)
لاعبات أميركا خلال تتويجهن بالذهبية (أ.ف.ب)

تُوجت الولايات المتحدة بذهبية مسابقة كرة القدم للسيدات للمرة الأولى منذ 2012 والخامسة في تاريخها، وذلك بفوزها في النهائي مرة ثالثة على برازيل مارتا 1-0، السبت، على ملعب «بارك دي برينس» في أولمبياد باريس 2024.

ومرة أخرى و... أخيرة، خسرت الأسطورة البرازيلية مارتا أمام الأميركيات، بعدما اختبرت الأمر نفسه عامي 2004 و2008، لتفشل بالتالي في توديع المنتخب بلقب كبير أول معه، بما أن أولمبياد باريس سيكون المشاركة الأخيرة لابنة الـ38 عاماً، وفق ما أعلنت في وقت سابق.

لاعبات البرازيل يواسين بعضهن عقب خسارة النهائي (رويترز)

وتدين الأميركيات بالفوز والذهب إلى مالوري سوانسون، التي سجلت الهدف الوحيد في الدقيقة 57.

وبلغت سيدات منتخب الولايات المتحدة المباراة النهائية للمرة السادسة في تاريخهن، بعدما تغلبن على ألمانيا 1-0 بعد التمديد، في حين أطاحت البرازيل بإسبانيا بطلة العالم، بالفوز عليها 4-2 الثلاثاء.

وتوجت الولايات المتحدة باللقب الأول في نسخة 1996 على أرضها على حساب الصين، وحلّت وصيفة في عام 2000 في سيدني، بخسارتها أمام النرويج، قبل أن تكسب 3 نسخ متتالية: 2004 في العاصمة اليونانية، و2008 في بكين (كلاهما على حساب البرازيل) و2012 في لندن (على حساب اليابان).

لاعبات أميركا وفرحة عارمة بالذهبية (أ.ف.ب)

وبدأت مارتا - أفضل لاعبة في العالم 6 مرات، التي لم تُحرز أيضاً اللقب العالمي واكتفت بالفضية عام 2007 بالخسارة في النهائي أمام ألمانيا، بعدما تخطت الولايات المتحدة في نصف النهائي برباعية نظيفة سجلت منها هدفين - اللقاء على مقاعد البديلات بعد 20 عاماً على مواجهتها الأولى في النهائي مع الأميركيات، حين خسرت وزميلاتها 1-2 بعد التمديد في أثينا 2004، قبل أن يتكرر المشهد بعدها بأربعة أعوام في بكين 2008 بالخسارة 0-1 بعد التمديد أيضاً.

ولم تكن المشاركة الأولمبية السادسة لمارتا موفقة، إذ غابت عن مباراتي فرنسا (1-0) وإسبانيا بطلة العالم (2-4) في ربع ونصف النهائي، وذلك نتيجة طردها أمام الأخيرة في المباراة الأخيرة من دور المجموعات (0-2).

من المواجهة التي جمعت أميركا والبرازيل على ذهبية كرة قدم السيدات في أولمبياد باريس (رويترز)

وقدّم المنتخبان مباراة مفتوحة في شوطها الأول، وحصل كل منهما على فرص عدة لافتتاح التسجيل من دون توفيق، أبرزها للبرازيل برأسيتين على التوالي لغابي بورتيليو، ولودميلا (28) التي سددت أيضاً كرة بعيدة بجانب القائم (41)، قبل أن تتبعها بورتيليو بتسديدة تألقت الحارسة أليسا نايهر في صدها (2+45).

وفي بداية الشوط الثاني، نجحت الأميركيات في الوصول إلى شباك الحارسة لورينا، عبر مالون سوانسون الذي وصلتها الكرة على الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء بتمريرة بينية من كوربين ألبرت، فتقدمت بها قبل أن تُسدد على يسار الحارسة (57).

وزجّ بعدها المدرب أرثور إلياس بمارتا ضمن 3 تبديلات، في محاولة لاستدراك الوضع، لكن شيئاً لم يتغير، إذ عرفت الأميركيات كيف يتعاملن مع الوضع، ومنع البرازيل من تهديد مرمى نايهر، والسير بالمباراة والذهبية الخامسة إلى بر الأمان.


مقالات ذات صلة

أولمبياد باريس... الحصيلة الأسوأ لألمانيا منذ 1992

رياضة عالمية احتلال المركز العاشر أسوأ مما حدث في طوكيو (أ.ف.ب)

أولمبياد باريس... الحصيلة الأسوأ لألمانيا منذ 1992

أنهت ألمانيا منافسات دورة الألعاب الأولمبية بباريس بـ12 ميدالية ذهبية و33 ميدالية في المجمل بالمركز العاشر وهو ما يُعد أسوأ حصيلة لها منذ إعادة توحيد البلاد.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية شاكاري ريتشاردسون (أ.ف.ب)

أولمبياد باريس: أبرز إخفاقات وخيبات الرياضيين

جدالات ومرشحون بارزون غابوا أو اضطروا إلى الاستسلام، كلها مشاعر سلبية كان لدورة الألعاب الأولمبية في باريس نصيب منها من خلال فشل وخيبة أمل وإخفاق بعض النجوم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية العلم الفرنسي رفع كثيراً في منصات التتويج خلال الأولمبياد (رويترز)

أكبر حصيلة ميداليات لفرنسا في الأولمبياد منذ عام 1900

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد رفع سقف التوقعات بدعوة الرياضيين الفرنسيين بحصد ما بين 50 و60 ميدالية في أولمبياد باريس 2024، وهو ما تحقق.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية منتخب أميركا للسيدات يحتفل بالفوز (أ.ب)

أولمبياد باريس: الولايات المتحدة تتصدر ترتيب الميداليات بذهبية سلة السيدات

سار منتخب سيدات الولايات المتحدة على خطى الرجال وأحرز مجدداً لقب مسابقة كرة السلة بفوزه الصعب جداً على المضيف الفرنسي بفارق نقطة فقط.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية سيمون بايلز (أ.ب)

أولمبياد باريس: نجوم الألعاب من بايلز ومارشان إلى ديوكوفيتش... والجماهير

برز كثير من النجوم في دورة الألعاب الأولمبية بباريس ورصعوا أعناقهم بالمعدن الأصفر بدءاً من أيقونة الجمباز الأميركية سيمون بايلز

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أولمبياد باريس»: «مدينة النور» كانت نجم الألعاب

أولمبياد باريس إحدى أعظم نسخ الألعاب الأولمبية على مرّ العصور (أ.ب)
أولمبياد باريس إحدى أعظم نسخ الألعاب الأولمبية على مرّ العصور (أ.ب)
TT

«أولمبياد باريس»: «مدينة النور» كانت نجم الألعاب

أولمبياد باريس إحدى أعظم نسخ الألعاب الأولمبية على مرّ العصور (أ.ب)
أولمبياد باريس إحدى أعظم نسخ الألعاب الأولمبية على مرّ العصور (أ.ب)

من كان نجم إحدى أعظم نسخ الألعاب الأولمبية على مرّ العصور؟ ببساطة، باريس. بفضل خيال المنظّمين الذين وضعوا ملاعب وقاعات ومنصّات مؤقتة بين المعالم العالمية الشهيرة.

هذا هو رأي هيو روبرتسون، الوزير البريطاني المسؤول عن تنظيم دورة لندن 2012، واثنين من المسؤولين السابقين في اللجنة الأولمبية الدولية.

من كرة الطائرة الشاطئية عند برج إيفل، إلى الأجواء الأنيقة في قصر فرساي لفعاليات الفروسية، وهيبة القصر الكبير مستضيف منافسات السيف والتايكوندو، كانت ألعاب باريس بمثابة دليل سياحي حقيقي إلى «مدينة النور».

قال الآيرلندي مايكل باين، المدير السابق للتسويق في اللجنة الأولمبية الدولية لوكالة الصحافة الفرنسية إن باريس نجحت من حيث الإرث في ضمان «عودة الأولمبياد بوضوح» بعد «فوضى ريو» ودورة طوكيو 2021 المتأثرة بـ«كوفيد».

وأضاف: «ستظل هذه الألعاب واحدة من أعظم الألعاب الأولمبية على مرّ العصور. تقديم باريس كمنصّة أولمبية ضخمة، مع مبانيها الرمزية الرائعة في الخلفية، كان له تأثير كبير على نسب المشاهدات التلفزيونية في جميع أنحاء العالم».

أكمل باين، الذي أشرف على تحوّل في علامة اللجنة الأولمبية الدولية، ورعايتها خلال عقدين من الزمن، أن ما فعله المنظّمون في استغلال معالم باريس وجمالها الطبيعي سيكون له تأثير كبير على المدن المتقدّمة لاستضافة الألعاب الأولمبية.

وشرح: «أعتقد أن باريس، مع مواقعها المنتشرة في المدينة، حيث خلفياتها الرمزية المذهلة (من دون بناء بنية رياضية جديدة رئيسية)، ستبدأ عصراً جديداً بالكامل لدى المدن الراغبة في استضافة الألعاب الأولمبية، كما فعلت برشلونة 1992».

بدوره، قال تيرينس بيرنز، المسؤول السابق في تسويق اللجنة الأولمبية الدولية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه يعتقد أن باريس قد وضعت «معياراً عالياً جداً» بالنسبة لمدينة لوس أنجليس، التي تستضيف نسخة 2028.

تابع: «كل دورة أولمبية تُقدّم شيئاً فريداً. ستُذكر هذه الدورة بقدر ما ستُذكر المدينة التي أقيمت فيها. كان هناك الكثير على المحك لنجاح باريس 2024».

وأردف: «كل موقع كان يبدو وكأنه قطعة من التاريخ، وأحببت كيف استخدموا المدينة نفسها كلوحة رسموا عليها ألعاباً جميلة لا مثيل لها».

أما روبرتسون، الذي كان نائباً محافظاً في بريطانيا وترأس الجمعية الأولمبية البريطانية منذ عام 2016، فقال إن حديقة لندن الأولمبية من دورة 2012 التي تحتوي على «استادات تقليدية في كل مكان» قد تكون الأخيرة من نوعها.

إذا كان هناك شيء واحد تعلمته فعلاً من باريس، فهو استخدام الأماكن (الملاعب والمنصات والقاعات) المؤقتة في مواقع رائعة.

وأردف: «يجب على المضيفين المستقبليين استخدام ذلك كنموذج بعدم بناء استادات دائمة، وبدلاً من ذلك وضع المنصات المؤقتة في مواقع جميلة».

منافسات الكرة الشاطئية أمام برج إيفل (أ.ب)

«سحر الشعلة»: أشار روبرتسون (61 عاماً) إلى أن موقعاً واحداً كان الأكثر تميّزاً بالنسبة له، وهو المكان الذي حققت فيه بريطانيا نجاحاً في ظهور فريقها الأخير.

ذلك الموقع، هو قصر فرساي الذي احتضن منافسات الفروسية «أحد أعظم المواقع على مرّ العصور».

وأضاف: «الجلوس في تلك الحلبة مع رؤية قصر فرساي في الخلفية... لا أستطيع التفكير في موقع أفضل في الألعاب الخمس التي حضرتها».

حضر بيرنز كثيراً من الألعاب، لكن أنفاسه توقفت عند أحد المواقع.

وقال: «كان موقع كرة الطائرة الشاطئية هو الأكثر روعة لأي حدث رياضي رأيته على الإطلاق».

أما بالنسبة للحفل الافتتاحي الثوري على نهر السين، فكان بيرنز غير متحمس، مفضّلاً تقليد تجمّع الرياضيين في الاستاد. روبرتسون يخالفه الرأي.

شرح روبرتسون: «كان من المهم جداً أن يقف الفرنسيون خلف الألعاب دعماً لها، وقد نجح الحفل».

وتابع: «الحفل الافتتاحي هو عرض لكيف تشعر المدينة المضيفة حيال نفسها ومن خلال هذا المعيار ستشعر باريس أنه كان بداية ناجحة».

قصر فرساي احتضن منافسات الفروسية (أ.ف.ب)

«مفتقر للحساسية الثقافية»: بالنسبة إلى باين، كانت مراسم الافتتاح تتضمّن إحدى السلبيات القليلة في ألعاب باريس. اعتبر أن المنظمين المحليين لم يكشفوا عن محتوى الحفل للجنة الأولمبية الدولية مسبقاً.

قال: «مشهد (العشاء الأخير) كان غير ضروري أبداً ويفتقر للحساسية الثقافية لجمهور عالمي. ليس من المفاجئ أنهم أخفوه عن اللجنة الأولمبية الدولية التي كانت ستمنعه».

مع ذلك، رأى باين أن الإيجابيات تجاوزت السلبيات وسرد الابتكارات مثل «تفاعل المشجعين» و«سحر الشعلة الأولمبية» الذي قد يكون الأعظم «على الإطلاق».