رغم مشاكله المالية… برشلونة قريب من داني أولمو

داني أولمو (رويترز)
داني أولمو (رويترز)
TT

رغم مشاكله المالية… برشلونة قريب من داني أولمو

داني أولمو (رويترز)
داني أولمو (رويترز)

يوم الأحد، قرر المدير الرياضي لبرشلونة ديكو أن الوقت قد حان للإدلاء بتصريح وسافر إلى ألمانيا في إطار سعيه للتوصل إلى صفقة لاعب الوسط المهاجم داني أولمو لاعب وسط آر بي لايبزيغ.وفقاً لشبكة The Athletic، كانت المفاوضات جارية منذ أسابيع مع معسكر اللاعب، لكنها تكثفت مع تلاشي احتمالية وصول نيكو ويليامز جناح أتلتيك بلباو.

ذكرت تقارير يوم الثلاثاء أن برشلونة توصل إلى اتفاق مبدئي مع لايبزيغ للتعاقد مع أولمو مقابل 60 مليون يورو (66 مليون دولار؛ 52 مليون جنيه إسترليني)، بما في ذلك الإضافات.سيكون التعاقد مع أحد نجوم حملة إسبانيا الناجحة في بطولة أمم أوروبا أكبر صفقة في هذا الدور. لكنها ليست المهمة الأصعب التي يواجهها هذا الصيف: فالبارسا لديه عمل حقيقي يتعين عليه القيام به عندما يتعلق الأمر ببيع اللاعبين وتحقيق التوازن في دفاتره.يمكن للبارسا التعاقد مع لاعبين ولكن لا يمكن تسجيل أي وافد جديد في الدوري الإسباني لأنه يخرق الحد الأقصى للرواتب الذي تفرضه المسابقة، والذي يتم احتسابه وفقًا لإيرادات النادي. يعاني البارسا من فجوة قدرها 100 مليون يورو في حساباته للفترة 2023-24، ويرجع ذلك جزئيًا إلى فشل مخطط «استوديوهات برشلونة» حيث كان يأمل في جمع الأموال من خلال بيع حصة في ذراعه الإعلامي.

وقالت مصادر النادي - التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لحماية أدوارها مثل جميع من تم ذكرهم في هذا المقال - إنهم يتوقعون تحركًا إيجابيًا هذا الأسبوع.سيكون تحرير مساحة في فاتورة أجورهم بمثابة مساعدة كبيرة، لكن يبدو أن أي تخارج سيبقى عالقاً.

لا أحد من كبار اللاعبين في الفريق في عجلة من أمره للرحيل.إذن ما هو الوضع مع تلك الأسماء التي قد يفكرون في بيعها؟لعب غوندوغان 51 مباراة مع برشلونة خلال موسم 2023-24، وسجل خمسة أهداف وصنع 14 تمريرة حاسمة، وهو رقم قياسي في مسيرة لاعب الوسط الذي انضم في صفقة انتقال حر من مانشستر سيتي الصيف الماضي. يمكن القول إنه كان أكثر لاعبي الفريق صلابة في موسم مخيب للآمال، ولكن هناك شكوك متزايدة حول مستقبله.سيكون برشلونة على استعداد للتحدث مع غوندوغان، 33 عامًا، ومعرفة ما إذا كان يميل إلى الاستماع إلى عروض من أماكن أخرى.كان غوندوغان واحدًا من اللاعبين القلائل الذين لم يتم وضعهم في هذا المركز في وقت سابق من هذا الصيف، لكنه مصمم على البقاء.

ولا تتأثر هذه العقلية بالتعاقد مع أولمو، الذي يمكنه اللعب في مراكز مشابهة للاعب الألماني. تقول مصادر مقربة من غوندوغان إنه يشعر بالراحة في برشلونة ولا يزال يرى نفسه يلعب دورًا مهمًا بعد أن منحه مجلس الإدارة الثقة في الصيف الماضي."هذا هو الوضع الذي وجد معظم اللاعبين الكبار في فريق برشلونة أنفسهم فيه"، قال مصدر مقرب من مجلس إدارة البارسا لشبكة The Athletic : فرينكي دي يونغ، ورافينها، وأندرياس كريستنسن، وحتى روبرت ليفاندوفسكي كانوا هناك."ليس من المستغرب أن نرى النادي يختبر المياه مع غوندوغان، لكن لا أحد من هؤلاء اللاعبين في عجلة من أمره للرحيل أو السعي للحصول على عقد جديد. إنهم بخير هنا".غوندوغان هو واحد من اللاعبين القلائل في برشلونة الذين يمكنهم القيام بأدوار مختلفة في خط الوسط، أو حتى في مركز الظهير الأيمن. وقد يؤدي هذا التنوع إلى منحه الكثير من الفرص في مشروع هانزي فليك الجديد. يبدو أن التفريط في راتب غوندوغان غير مرجح.كان أراوخو محط أنظار الكثير من الأندية في وقت سابق من هذا الصيف، حيث يأمل برشلونة في الحصول على عروض بقيمة 80 مليون يورو لضم المدافع البالغ من العمر 25 عامًا، والذي يبدو أن أفضل سنواته لا تزال أمامه.ينتهي عقد اللاعب الأوروغوياني في عام 2026، ومن المتوقع أن يدخل في مفاوضات لزيادة راتبه. كان بيعه سيجنبنا ذلك، لكن الإصابة التي تعرض لها في الركبة في كوبا أميركا مزقت هذه الفكرة إلى أشلاء.كان أراوخو عمليًا اللاعب الوحيد من اللاعبين الكبار الذي يستحق زيادة راتبه، مما يجعله واحدًا من القلائل الذين كانوا منفتحين على الاستماع إلى العروض من الخارج. ولكن الآن سيتعين على هذا النقاش الانتظار حتى يناير (كانون الثاني) على الأقل، عندما يأمل برشلونة أن يعود إلى الملاعب.

لم يكن تشافي وحده الذي فشل المهاجم البرازيلي فيتور روكي البالغ من العمر 19 عامًا في إقناعه الموسم الماضي. لم يكن فليك أيضًا معجبًا باللاعب الذي تم تقديم موعد التعاقد معه من أتليتكو باراناينسي بمبلغ 30 مليون يورو (مع إمكانية إضافة 31 مليون يورو أخرى) إلى يناير. شارك روكي من على مقاعد البدلاء في آخر مباراتين لبرشلونة في فترة الإعداد للموسم الجديد أمام ريال مدريد وميلان. وقد تفوق عليه ليفاندوفسكي وباو فيكتور (22 عامًا) في ترتيب اللاعبين الأساسيين، ويبدو روكي مفتقدًا للثقة كلما دخل الملعب.سيعمل برشلونة على إيجاد وجهة جديدة لروكي في الأسابيع المقبلة. لم يتم تسجيله حتى الآن - لم يتمكن من اللعب في الموسم الماضي فقط لأنه شغل مكان غافي المصاب في الميزانية - ولا يملك مكانًا في فريق فليك.في نهاية الموسم الماضي، قال وكيل أعماله أندريه كوري إن الطريقة الوحيدة التي سيغادر بها روكي برشلونة ستكون في صفقة انتقال دائم وليس على سبيل الإعارة. وتلقى روكي عروضًا من أندية في الدوري السعودي للمحترفين، لكن برشلونة يتوقع بقاءه في أوروبا إذا رحل.نحن نضع هذين الاسمين معًا لأنهما حالتان متشابهتان تمامًا. فهما ليسا ضمن خطط فليك ولديهما أجور كبيرة.

تشير التقارير إلى أن رواتب لينغليت (29 عامًا) وفاتي تبلغ قيمتها مجتمعة 30 مليون يورو خلال موسم 2024-25. يستحق لينغليت بعض الرواتب المؤجلة التي تم الاتفاق عليها خلال جائحة كوفيد-19، في حين أن تمديد عقد فاتي الذي وقعه في 2021 تم عندما كان نجمًا صاعدًا. يبدو الوضع مختلفًا للغاية بالنسبة لصاحب الـ21 عامًا بعد إعارة مخيبة للآمال في برايتون الموسم الماضي، وظهور لامين يامال والتعاقد مع أولمو.كان من الممكن أن يفكر برشلونة في الاحتفاظ بهم إذا كانت رواتبهم أقل، لكن لا يمكنهم تحمل ذلك في الوقت الحالي.

ذكرت تقارير قبل جولة برشلونة التحضيرية للموسم الجديد في الولايات المتحدة أن مفاوضات جرت مع بورتو بشأن انتقال الظهير السنغالي فايي البالغ من العمر 20 عامًا، لكنهما فشلا في الاتفاق على الأرقام.ولا يزال البارسا منفتحًا على العروض المقدمة لضم فايي بعد الموسم الرائع الذي قدمه مع فريقه الثاني برشلونة أتليتك بلباو والذي لعب فيه 35 مباراة وسجل أربعة أهداف. تعاقد معه البارسا من فريق إن كيه كوستوسيجا الكرواتي العام الماضي مقابل 1.5 مليون يورو، لذا يُنظر إليه كلاعب يمكن أن يحقق أرباحًا جيدة.يمتلك الفريق الأول للبارسا عددًا كبيرًا من اللاعبين في مركز قلب الدفاع، ومن الصعب أن نرى فايي يشق طريقه في خطط فليكس، لذا فإن الأمر يستحق أن نراقبه.

الظهير الأيمن المولود في الولايات المتحدة الأميركية والذي لعب للمكسيك وقضى الموسم الماضي معارًا في لاس بالماس، ومن غير المتوقع أن يبقى أراوخو في برشلونة. لم يتمكن من إقناع فليك هذا الصيف، وقد فضّل المدرب الألماني خريجي لاماسيا هيكتور فورت وأليكس فالي في مركزه.ويستعد برشلونة لإيجاد وجهة جديدة لصاحب الـ22 عامًا، حيث تشير التقارير إلى أن إشبيلية خيارًا مطروحًا بعد أن عين مدربه في الموسم الماضي فرانسيسكو خافيير غارسيا بيمينيكا.


مقالات ذات صلة

توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

رياضة عالمية توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

أوقف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية ضد لاعبَين من برشلونة هما لامين يامال وأليخاندرو بالدي خلال «الكلاسيكو» أمام ريال مدريد

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يشيد بدور فليك مع برشلونة (د.ب.أ)

ميسي يشيد بدور فليك في تطوير شباب برشلونة

أكد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في تاريخ نادي برشلونة الإسباني، أنه لاحظ التطور الكبير الذي قدمه المدرب الألماني الحالي للفريق هانسي فليك.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية روبرت ليفاندوفسكي (يمين) يواصل التألق مع برشلونة (إ.ب.أ)

ليفاندوفسكي يزدهر في برشلونة المتجدد

قد يكون روبرت ليفاندوفسكي يبلغ من العمر 36 عاماً، لكن إذا كنت تعتقد أنه يُظهر علامات تباطؤ، فأنت مخطئ تماماً.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية مدرب برشلونة هانسي فليك (إ.ب.أ)

فليك: على برشلونة معرفة كيفية الفوز من دون يامال

حث هانسي فليك مدرب برشلونة لاعبي فريقه، الجمعة، على تكثيف جهودهم خلال مواجهة سيلتا فيغو في الدوري الإسباني، السبت.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية جانب من عمليات تجديد ملعب «كامب نو» (نادي برشلونة)

برشلونة يؤجل عودته لملعب «كامب نو»

أرجأ نادي برشلونة المنافس في الدوري الإسباني الممتاز العودة إلى ملعبه كامب نو، الذي تم تجديده، حتى منتصف فبراير (شباط) المقبل.

«الشرق الأوسط» (مدريد )

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
TT

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول عام 2017، إذ سجل وصنع أهدافاً قادت الريدز إلى منصات التتويج المحلية والعالمية.

ولا يزال صلاح يواصل العطاء بشكل مثير للإعجاب. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أحرز هدفاً في المباراة التي فاز فيها الريدز على برايتون بهدفين مقابل هدف وحيد، وكان ذلك هو هدفه رقم 164 في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعني تجاوزه أسطورة ليفربول السابق روبي فاولر ووصوله إلى المركز الثامن في قائمة أفضل هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه.

وبعد ذلك، وبفضل تمريرته الحاسمة وهدفه رقم 165 في المباراة التي فاز فيها ليفربول على أستون فيلا بهدفين دون رد، أصبح صلاح أول لاعب في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا هذا الموسم يسجل ويصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات، إذ سجل عشرة أهداف وصنع مثلها في 17 مباراة فقط هذا الموسم.

وكان الوحيد الذي انضم إليه في هذا الإنجاز مواطنه ونجم آينتراخت فرانكفورت عمر مرموش، وهو ما جعل الناس يقولون مرة أخرى: «محمد صلاح هو الوحيد أيضاً الذي سجل وصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات هذا الموسم».

صلاح وصل هذا الموسم إلى أفضل معدل في صناعة الأهداف (أ.ف.ب)

بدأ ليفربول مسيرته بعد رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب بشكل رائع، إذ حقق أرني سلوت الفوز في 9 من أول 11 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تأهل ليفربول إلى الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ويتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا باعتباره الفريق الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات من أربع مباريات.

ولم يكن من الغريب أن يكون صلاح المساهم الرئيسي في وصول الفريق إلى صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه على أستون فيلا. والآن، يتوقع الكمبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات أن يفوز الريدز باللقب. وكان موسم 2019-20، عندما فاز بلقب الدوري، الموسم الوحيد الذي جمع فيه ليفربول عدداً أكبر من النقاط بعد مرور 11 جولة من الموسم (كان قد حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل في مباراة واحدة في أول 11 جولة من الموسم).

وأمام أستون فيلا بقيادة مديره الفني أوناي إيمري، لم تكن تمريرة صلاح الحاسمة في الهدف الذي سجله داروين نونيز متعمدة، حيث كان النجم المصري يحاول الركض نحو المرمى بنفسه قبل أن يسقطه ليون بايلي، ثم اندفع نونيز نحو الكرة المرتدة ووضعها في الشباك، لكن السبب الرئيسي وراء هذا الهدف هو صلاح أيضاً، لأنه انطلق بسرعة فائقة في هجمة مرتدة سريعة بعد قطع الكرة من ركلة ركنية لأستون فيلا.

وأحرز صلاح الهدف الثاني بطريقته المعتادة، فبعد قطع الكرة من دييغو كارلوس في منتصف الملعب، اندفع النجم المصري نحو المرمى بسرعة هائلة وسدد الكرة في مرمى الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز المتوج مؤخراً بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن صلاح سجل وصنع في مباراة واحدة بالدوري الإنجليزي الممتاز للمرة 35، ولا يتفوق عليه في هذا الأمر سوى واين روني (36 مرة)، وبالتالي فإن صلاح بحاجة إلى التسجيل والصناعة في مباراة واحدة أخرى ليصبح أكثر من فعل ذلك في تاريخ المسابقة.

لقد كان أداءً استثنائياً مرة أخرى من اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً، بعد أن صنع هدفين يوم الثلاثاء الماضي ليقود الريدز للفوز برباعية نظيفة على بطل ألمانيا باير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا.

وعلاوة على ذلك، فإن وصوله إلى 10 أهداف و10 تمريرات حاسمة في 17 مباراة فقط يجعله أسرع لاعب يفعل ذلك مع ليفربول في آخر 40 موسماً. ويأتي النجم الأورغوياني لويس سواريز في المركز الثاني، إذ فعل ذلك في 23 مباراة في موسم 2013-14.

بقاء صلاح في ليفربول بات ضرورة حتمية بالنسبة لمسؤولي وجماهير النادي (الشرق الأوسط)

دعونا نتوقف قليلاً عن استخدام عبارة «محمد صلاح هو الوحيد...»، ونقول هذه المرة إن اللاعبين الوحيدين الذين ساهموا في أهداف أكثر من صلاح هذا الموسم في جميع المسابقات في الدوريات الخمس الكبرى هم هاري كين (24 هدفاً)، ومرموش (24 هدفاً) وروبرت ليفاندوفسكي (21 هدفاً).

وهذا هو الموسم الرابع على التوالي الذي يتجاوز فيه صلاح الرقم 10 في كل من تسجيل وصناعة الأهداف، كما أنه الآن في أفضل معدل له على الإطلاق من حيث المساهمة في الأهداف لكل 90 دقيقة منذ وصوله إلى ملعب «آنفيلد» قبل أكثر من سبع سنوات. لقد ساهم صلاح في 20 هدفاً في 1347 دقيقة فقط هذا الموسم، وهو ما يعني تسجيل أو صناعة هدف كل 67.5 دقيقة في جميع المسابقات هذا الموسم. وخلال موسمه الأول المذهل مع النادي في 2017-18، الذي سجل فيه 44 هدفاً وصنع 14 هدفاً، وصل متوسط مساهماته في الأهداف إلى هدف كل 71 دقيقة.

لقد عودنا صلاح دائماً على تسجيل الأهداف، كما يخلق الفرص لزملائه بطريقة استثنائية. لقد تمكن من صناعة 10 أهداف أو أكثر في كل موسم من المواسم التي قضاها في ليفربول، باستثناء موسم 2020-21 عندما صنع 6 أهداف. ومع ذلك، يبدو صلاح في طريقه لأن ينهي الموسم الحالي بأعلى حصيلة له مع الريدز في موسم واحد، حيث لا يحتاج إلا لصناعة 7 أهداف أخرى ليتجاوز أكبر عدد من التمريرات الحاسمة له في موسم واحد، الذي وصل إلى 16 تمريرة حاسمة في موسم 2022-23. ويعد صلاح ومواطنه مرموش اللاعبين الوحيدين اللذين صنعا 10 أهداف أو أكثر في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا في جميع المسابقات هذا الموسم، في حين أن 7 لاعبين فقط في هذه الدوريات صنعوا فرصاً من اللعب المفتوح أكثر من صلاح (30 فرصة).

صلاح لاعب رئيسي في وصول الفريق إلى صدارة الدوري (أ.ف.ب)

في الحقيقة، يعد صلاح أهم لاعب في ليفربول مرة أخرى هذا الموسم. وبالمقارنة مع زملائه في الفريق، فإن مساهمات صلاح في الأهداف تتجاوز تقريباً ضعف مساهمات أي لاعب آخر (لويس دياز 11 مساهمة تهديفية)، كما صنع النجم المصري فرصاً من اللعب المفتوح تزيد عن أي لاعب آخر بما لا يقل عن تسع فرص (كودي غاكبو 21 فرصة). وعلاوة على ذلك، فإن صلاح، الذي صنع 30 فرصة من اللعب المفتوح، قد تجاوز صانع اللعب الأبرز في ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد بفارق 12 فرصة، حيث صنع النجم الإنجليزي الدولي 18 فرصة من اللعب المفتوح هذا الموسم.

لقد شارك صلاح في 100 هجمة من اللعب المفتوح في جميع المسابقات، وهو ما يزيد بنحو 24 هجمة على الأقل عن أي لاعب آخر في ليفربول. ورغم كل ما يقال، فمن الواضح أن صلاح لا يزال في قمة مسيرته الكروية، أو قريباً منها، وهو الأمر الذي يجعل انتهاء عقده بنهاية الموسم الحالي يخلق الكثير من القلق بين عشاق الريدز.

ربما يكون من المفهوم أن النادي لم يكن في عجلة من أمره لتقديم عرض ضخم لصلاح هذا الصيف، نظراً لأن أداء صلاح كان مخيباً للآمال، مثل أي لاعب آخر بالفريق، بعدما تبخرت آمال ليفربول للفوز باللقب في موسم 2023-24.

النجم المصري قدم مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول (أ.ب)

وكان صلاح قد لعب مباراة واحدة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الفترة بين يوم رأس السنة الجديدة والمباراة التي خاضها الفريق على ملعبه أمام مانشستر سيتي في 10 مارس (آذار). وخلال الفترة من عودته للمشاركة في المباريات وحتى نهاية الموسم، سجل صلاح 3 أهداف فقط في 11 مباراة بالدوري، من بينها ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بالتعادل مع مانشستر يونايتد بهدفين لكل فريق، وهدف وتمريرة حاسمة في الفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين على توتنهام، بعد انتهت آمال الفريق تماماً في المنافسة على لقب الدوري.

لكن لو كانت هناك أي شكوك حول مستوى صلاح، وكيف سيتأقلم مع طريقة اللعب تحت قيادة المدير الفني الجديد أرني سلوت، وما إذا كان لا يزال يستحق الأموال الكبيرة التي سيحصل عليها في حال تمديد عقده، فمن المؤكد أن كل هذه الشكوك قد تلاشت تماماً الآن. خلال الموسم الماضي، تعرض صلاح لانتقادات في بعض الأحيان بسبب بقائه كثيراً بجوار خط التماس وعدم الدخول إلى عمق الملعب، لكن الخريطة الحرارية لتحركاته داخل الملعب خلال الموسمين الماضي والحالي تُظهر أنه يتحرك في عمق الملعب بشكل أقل الآن تحت قيادة سلوت، إذ يتحرك في تلك المساحة على الجانب الأيمن من منطقة الجزاء في كثير من الأحيان، وهذا هو المكان الذي يقدم فيه أفضل مستوياته، كما تُظهر خريطة مشاركته في الأهداف.

تشير التقارير إلى أن ليفربول فتح محادثات بالفعل مع صلاح، إلى جانب فيرجيل فان دايك وألكسندر أرنولد، اللذين تنتهي عقودهما أيضاً في الصيف المقبل. من المؤكد أن قوة النجم المصري في التفاوض قد زادت كثيراً بعد المستويات الرائعة التي قدمها في الأسابيع الأخيرة، وهو ما دفع أحد المشجعين إلى رفع لافتة في مباراة ليفربول يوم السبت الماضي كتب عليها: «إنه يُطلق السهام، جددوا تعاقد محمد الآن»، في إشارة إلى احتفاله الشهير بالقوس والسهم عند إحراز الأهداف. يحقق صلاح أرقاماً مذهلة منذ وصوله إلى ليفربول، فقد سجل 221 هدفاً وصنع 97 هدفاً في 366 مباراة مع النادي، ولم يسجل أقل من 23 هدفاً في موسم واحد. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: إلى متى يُمكن للنجم المصري الاستمرار في تقديم هذه المستويات؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن مشجعي ليفربول يأملون بالتأكيد أن يستمر الملك المصري في ملعب «آنفيلد» لفترة طويلة مقبلة.

* خدمة «الغارديان»