قال المدرب محمد شعوة، مكتشف إيمان خليف والرجل الذي كان وراء دخولها عالم الملاكمة، إن بطلة الجزائر كانت ضحية صراع بين المؤسسات الحاكمة للرياضة، وإن الفوز بميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس سيكون أكبر رد على كل من تسبب لها في ضرر. وقال شعوة في مقابلة مع «رويترز»: «صراع سياسي راحت ضحيته فتاة مسكينة. لكن الميدالية الذهبية ستكون أكبر رد على هؤلاء الناس ورد الاعتبار».
وكانت إيمان، الحائزة الميدالية الفضية في بطولة العالم 2022، والملاكمة التايوانية لين يو-تينغ في دائرة الضوء مؤخراً، ضمن خلاف بشأن الهوية الجنسية هيمن على عناوين الأخبار، وكان موضوعاً للكثير من النقاش على منصات التواصل الاجتماعي. وتم استبعاد الملاكمتين من بطولة العالم 2023 في نيودلهي بعد فشلهما في اجتياز قواعد الاتحاد الدولي للملاكمة، التي تمنع الرياضيين الذين لديهم هرمونات ذكورية من المنافسة في منافسات السيدات. ورغم ذلك فإن اللجنة الأولمبية الدولية المنظمة لمنافسات الملاكمة في ألعاب باريس سمحت بمشاركتها في الأولمبياد. وتذكر شعوة بداية تعرفه على إيمان قائلاً: «أنا أول واحد اكتشف إيمان عبر زميل من القرية التي تعيش فيها. حكى لي عن تفوقها الرياضي. قلت لها في أول يوم جاءت فيه إن شاء الله تكونين بطلة للجزائر وتصبحين رياضية عالمية وبطلة أولمبية خلال 4 سنوات. هي من عائلة متواضعة مادياً. كان من الصعب على طفلة من ولاية محافظة دخول هذا العالم وتأقلمت مع أول فريق نسوي كونته بعد إقناعها بدخول رياضة الملاكمة. أبهرت إيمان الجميع. إنها ملاكمة قوية وتتميز بسرعة رد الفعل مقارنةً بباقي المنافسات. طورناها بدنياً حتى كوّنت العضلات التي ينتقدها الناس الآن، إيمان كانت نحيفة جداً. من البداية كنت أحضر لمشروع بطلة أولمبية، وغيرت الميزان من 50 إلى 54 كيلوغراماً. بدأت في نهاية 2015 وبداية 2016، إيمان قصة كفاح، هي من عائلة متواضعة 6 بنات وولد واحد، وكانت تعاون والدها وتبيع الخبز على الطريق، ولذلك اكتسبت الصلابة».
لكنه أضاف أن إيمان فرضت نفسها حتى وصلت للفريق الوطني.
وقال شعوة إن إيمان تأثرت جداً بكل ما قيل عنها، خصوصاً من منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني «لكن الحمد لله لم تنسَق لهذه الحملة وأعطتهم درساً في الأخلاق والرياضة».
وأضاف: «واجهنا الإيطالية في منافسات كثيرة سابقة وهي تعرف إيمان جيداً. بعد الخسارة منحها الاتحاد الدولي مكافأة مالية، وهذا يفسر نظرية المؤامرة». وأعلن الاتحاد الدولي للملاكمة منح الإيطالية كاريني، التي خسرت نزالها في دور الـ16 في وزن الوسط أمام الجزائرية إيمان في باريس بعد 46 ثانية فقط، مكافأة مالية قدرها 50 ألف دولار.
وانسحبت كاريني من الجولة الأولى بعد تلقيها سلسلة من اللكمات من إيمان. وقال الاتحاد الدولي للملاكمة، الذي جردته اللجنة الأولمبية الدولية العام الماضي من الاعتراف به دولياً، إن كاريني ستحصل على 50 ألف دولار، والاتحاد الإيطالي للعبة على 25 ألف دولار إضافية، وسيتلقى مدربها 25 ألف دولار أخرى. وقال رئيس الاتحاد الدولي عمر كريمليف: «لا أفهم لماذا أفسدوا الملاكمة النسائية. يجب على الرياضيات المؤهلات فقط التنافس في الحلبة من أجل السلامة. لم أتحمل رؤية دموعها».
ويقول مدرب إيمان إن الملاكمة الجزائرية اجتهدت كثيراً للوصول إلى مكانتها الحالية.
وأضاف: «حين جاءت في عامها الأول كانت عضلاتها عضلات طفلة طبيعية... طفلة كانت تتطلع لنسيان الفقر وعملت لتطوير نفسها. أكيد الدولة الجزائرية من أعلى هرم السلطة لن تترك هذه القضية، لمقاضاة كل من تسبب في التشهير بإيمان أو حاول التسبب لها في أي ضرر».
وقال إن طموح إيمان حالياً هو رد اعتبار كل الجزائريين «بعد كل هذه الأشياء اللي صارت لازم نجيبوا ميدالية ذهبية لرد اعتبار إيمان، وإن شاء الله نجيبوا هذه الميدالية لنسكت أفواه هذه الناس. المهمة بتاعتنا كانت رياضية، وهما اللي دخلونا في صراع. لقد تعبنا كثيراً في العامين الماضيين، ابتعدنا عن العائلة وعن ديارنا وإن شاء الله يكون الجزاء من جنس العمل».