«أولمبياد باريس - قوى»: لايلز يطرد شياطين طوكيو بذهبية باريس

نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)
نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)
TT

«أولمبياد باريس - قوى»: لايلز يطرد شياطين طوكيو بذهبية باريس

نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)
نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)

طرد العدّاء الأميركي نواه لايلز شياطين أولمبياد طوكيو قبل ثلاث سنوات حين أخفق في إحراز أي ذهبية، بفوزه بالمعدن الأصفر في سباق 100 متر في ألعاب باريس، ضمن سعيه لملء الفراغ الذي خلفه اعتزال أسطورة سباقات السرعة الجامايكي أوسين بولت.

واصل الفصل الثاني من مسلسل الثلاثية الذهبية الذي استهله في بطولة العالم في بودابست العام الماضي (100م و200م والتتابع 4 مرات 100م) بنيله المعدن الأصفر في سباق 100 متر في ستاد فرنسا بوقت قدره (9.79 ث)، متفوّقاً بالصورة النهائية (فوتو فينيش) على تومسون صاحب الفضية (9.79 ث وبالتحديد 9.789 ث).

وأنهى لايلز فترة عجاف استمرت 20 عاماً لم يتوقف خلالها العداؤون الأميركيون عن مهمة البحث عن الذهب لهذه المسافة. كان جاستن غاتلين آخر من فاز بالذهب الأولمبي في 100 متر لدى الرجال والسيدات، وذلك في أثينا 2004.

وصف البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى العداء لايلز، الذي جدّد عقده مع «أديداس» هذا الموسم، وعدّ الأكبر منذ تجديد عقد بولت مع بوما، بأنه «نجم روك مطلق».

وبدا للبعض أن لايلز، البالغ 27 عاماً، أشبه بمغنّي الراب الأميركي صاحب الشعر المجعّد أكثر من كونه نجم روك، حين صُوّر في العاصمة المجرية سلسلة وثائقية على منصة «نتفليكس» بعنوان «سبرينت».

وفي الموسم الثاني لهذه السلسلة، ستشكّل الألعاب الأولمبية في باريس المسرح المثالي.

تُسلّط الكاميرات الضوء بقوة على لايلز الواثق من نفسه، والذي يبدو أنه أكثر من مستعد لإعادة شعبية سباقات السرعة، حيث إن وقاحته كانت واضحة للجميع في سلسلة من المقاطع الصوتية الجديرة بالاقتباس في الموسم الأول.

قال لايلز عن كونه عداءً سريعاً في سباقات «السبرينت»: «يجب أن تكون لديك عقلية إلهية».

وتابع: «أنا مؤمن بأن اللحظة ليست أكبر مني، بل اللحظة خُلقت من أجلي».

وفي حين يصرّ الكثير من الخبراء على أن مثل هذه النظرة ليست نادرة بين الرياضيين النخبة، فلا شك أن أسلوبه الوقح يزعج كثيراً من الأشخاص الآخرين، ولا سيما جحافل نجوم دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وجماهيرهم، بعدما شكّك لايلز في ادعائهم بأنهم «أبطال العالم» الحقيقيون.

ويقرّ لايلز الذي تحدث علناً عن معاناته مع مشاكل صحية عقلية ومع الاكتئاب في السنوات الأخيرة، بأن شهرته الواسعة باتت تسبب مشكلة له في القرية الأولمبية.

«لقد أصبحت مشهوراً في القرية، ولسوء الحظ، كان ذلك مصحوباً بمجموعة من التحديات الخاصة في القدرة على إيجاد مساحتي الخاصة داخل القرية، سواء كان ذلك خلال تناول الطعام أو التدرّب في صالة الألعاب الرياضية»، هكذا قال لايلز.

حصده الذهب في باريس، يعوّض تجربته المخيبة للآمال في طوكيو حين لم ينل سوى برونزية سباق 200م.

واستطرد قائلا: «لا تزال تلك البرونزية تُحرق ثقباً في صدري»، مضيفاً: «سأحملها معي أثناء باريس فقط لتذكيري بأن هذا ليس اللون الذي سأعود به».

أصرّ لايلز الذي عانى من الربو المزمن عندما كان طفلاً، على أنه يتألق والأضواء مسلطة عليه «كلما زاد عدد العيون عليّ، كان أدائي أفضل، أو على الأقل هذا ما يقوله معالجي. عندما تكون كاميرات التلفزة موجّهة نحوي والناس هناك، فأنا لا أخسر».

لا يزال الأميركي يأمل في إكمال محاولة جريئة للفوز بالذهب في أربع مسابقات في باريس، بإضافة سباق التتابع 4 مرات 400م إلى برنامجه.

لقد أثار ضجة في العالم داخل القاعة في غلاسكو في مارس (آذار)، بعد حصوله على الميدالية الفضية في سباق 60م خلف زميله في الفريق كريستيان كولمان، واختير عضواً في فريق التتابع 4 مرات 400م الذي أحرز أيضا الميدالية الفضية. وتسبب ذلك في اتهام الاتحاد الأميركي بمحاباة لايلز.

انتقد صاحب الشأن المشككين، قائلاً: «دعونا نقول فقط إن كثيراً من الناس في الولايات المتحدة كانوا منزعجين للغاية لأنني شاركت في سباق التتابع 4 مرات 400م، وأود أن أقول لهم: اركضوا بشكل أسرع، ادفعوني للأمام!».

وضع بولت حداً لمسيرته على المضمار في عام 2017 بعد فوزه بـ11 ميدالية عالمية وثماني ميداليات أولمبية.

قال لايلز الذي حقق ثنائية السبرينت (100م و200م) في بودابست للمرة الأولى منذ الإنجاز ذاته لبولت في بكين عام 2015: «لقد فعلها أوسين بولت، وقوله لي إنه يرى ما أفعله ويحترمه، أمر مذهل».

وأكّد: «أنا الرجل الذي يريد تجاوز الشهرة على المضمار. أريد أن يراني الناس على المضمار، ولكن أيضاً في مجلة (جي كيو) ومسلسلاتي الوثائقية، وأن يدركوا أنني الرجل الرائع».

تابع: «الميداليات هي الخطوة الأولى لأنها تلفت انتباه الناس. بعد ذلك يمكنك الذهاب إلى اتجاهات مختلفة: الموضة والموسيقى. يمكنك أن تبدأ في التعاون مع أشخاص آخرين وفنانين والعالم».

وصل لايلز إلى باريس وهو يعلم تمام العلم أنه يحتاج إلى تقديم أفضل ما يملك، وذلك ببساطة لأنه لكي يستمر في جذب الانتباه، فهو يحتاج إلى الاستمرار في ترصيع سجلّه بالميداليات، والألعاب الأولمبية هي البطولة العالمية التي يتابعها الأميركيون بشغف.

كانت تلك هي جاذبية بولت: قدرته على الهيمنة والفوز بكثير من الميداليات الذهبية في البطولات العالمية. فاز لايلز بميدالية ذهبية واحدة، ولكن يلوح في الأفق مزيد من منصات التتويج.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد باريس - فروسية»: الأنظار شاخصة نحو الحصان «إدوارد» في نهائي قفز السدود

رياضة عالمية الفارس السويدي هنريك فون إيكرمان وحصانه البطل «كينغ إدوارد» (إ.ب.أ)

«أولمبياد باريس - فروسية»: الأنظار شاخصة نحو الحصان «إدوارد» في نهائي قفز السدود

استحوذ متسابق فروسية قفز السدود السويدي هنريك فون إيكرمان وحصانه البطل كينج إدوارد على الأنظار بشكل كبير خلال تصفيات المسابقة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية البريطانيات كيتي مارشانت وصوفي كايبويل وإيما فينوكين يحتفلن بذهبية الدراجات على المضمار (رويترز)

«أولمبياد باريس - دراجات»: سيدات بريطانيا يُحرِزن ذهبية المضمار

أحرزت بريطانيا، الاثنين، أول ميدالية ذهبية في منافسات الدراجات على المضمار في أولمبياد باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية فرحة لاعبي إسبانيا بالفوز على المغرب والتأهل للمباراة النهائية (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس - قدم»: إسبانيا تنهي مشوار المغرب… وتبلغ النهائي

أنهت إسبانيا الوصيفة المشوار الرائع للمنتخب المغربي في دور الأربعة عندما تغلبت عليه 2-1 الاثنين في مرسيليا وبلغت المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (مارسيليا)
رياضة سعودية الحوذان وفيلار بعد توقيع العقد (الشرق الأوسط)

«ريدسترايك» والدوري الأميركي لـ«السلة» يطلقان أول بطولة محترفين في السعودية

أعلن الدوري المحترف المستقل لكرة السلة بالولايات المتحدة عن شراكة استراتيجية مع شركة «ريدسترايك» البريطانية العالمية التي تُعدّ من روّاد شركات التسويق الرياضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عالمية نهاية مثيرة لمنافسات المبارزة في أولمبياد باريس (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس - مبارزة»: اليابان تهيمن... وفرنسا تحقّق أفضل رقم منذ 1996

كانت فرنسا تأمل في أن يكون لها النصيب الأكبر من ميداليات المبارزة في أولمبياد باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أولمبياد باريس - غطس»: الصينية كوان تهيمن على منافسات المنصة الثابتة

متسابقة الغطس الصينية كوان هونغ تشان تتألق في أولمبياد باريس (أ.ف.ب)
متسابقة الغطس الصينية كوان هونغ تشان تتألق في أولمبياد باريس (أ.ف.ب)
TT

«أولمبياد باريس - غطس»: الصينية كوان تهيمن على منافسات المنصة الثابتة

متسابقة الغطس الصينية كوان هونغ تشان تتألق في أولمبياد باريس (أ.ف.ب)
متسابقة الغطس الصينية كوان هونغ تشان تتألق في أولمبياد باريس (أ.ف.ب)

ستسعى متسابقة الغطس الصينية كوان هونغ تشان إلى تأكيد هيمنتها في منافسات القفز من المنصة الثابتة من ارتفاع 10 أمتار للسيدات بعد تصدرها ترتيب قبل النهائي، الاثنين.

واختتمت حاملة اللقب المنافسة برصيد 421.05 نقطة بعد 5 محاولات مثالية متفوقة بفارق 18 نقطة على زميلتها في الفريق تشين يو سي.

وأظهرت الفتاة (17 عاماً) مستويات ثابتة، إذ سجلت متوسط ​​84.23 نقطة من جميع محاولاتها العشر في التصفيات التمهيدية وقبل النهائي.

وكانت هي المتسابقة الوحيدة التي تتجاوز 90 نقطة في أي محاولة لتتلقى تصفيقاً حاراً من الجماهير.

ومن المرجح أن تكون تشين، التي فازت بمسابقة القفز المتزامن من ارتفاع 10 أمتار للسيدات مع كوان، الأسبوع الماضي، منافستها الرئيسية في النهائي، الثلاثاء.

وحصلت محاولتها الثالثة في قبل النهائي على ثاني أعلى رصيد في اليوم، 87.45 نقطة، بدخولها الرائع للماء بعد 3 لفات خلفية من وضعية الوقوف على يديها.

وكانت تشين أيضاً وصيفة لكوان في أولمبياد طوكيو قبل 3 سنوات.

وستكون البريطانية أندريا سبيندوليني سيريكس بين المتنافسات على الميداليات في النهائي أيضاً، بعدما أسهمت تحركاتها المتقنة ودخولها الأنيق للماء إلى احتلال المركز الثاني خلف الصينية في قبل النهائي.

وحصلت سبيندوليني سيريكس على الميدالية البرونزية في مسابقة القفز المتزامن من ارتفاع 10 أمتار للسيدات مع زميلتها لويس تولسون، التي غابت عن القائمة النهائية المكونة من 12 متسابقة بفارق مركز واحد.

وتأهلت الكندية كايلي ماكاي للنهائي بعد حصولها على المركز السابع في قبل النهائي، لكنها كانت المتسابقة الوحيدة إلى جانب الصينية التي سجلت أكثر من 80 نقطة، الاثنين.

كما تأهلت الكورية الشمالية كيم مي راي، التي حققت الميدالية الفضية في القفز المتزامن بجانب جو جين مي، إلى النهائي بعد حصولها على المركز الرابع في قبل النهائي.