مشجعو تايوان يحتفلون بذهبية الريشة الطائرة دون شعارات سياسية

المشجعون التايوانيون يحتفلون خارج الملعب (أ.ب)
المشجعون التايوانيون يحتفلون خارج الملعب (أ.ب)
TT

مشجعو تايوان يحتفلون بذهبية الريشة الطائرة دون شعارات سياسية

المشجعون التايوانيون يحتفلون خارج الملعب (أ.ب)
المشجعون التايوانيون يحتفلون خارج الملعب (أ.ب)

احتفلت جماهير تايوان بأول ميدالية ذهبية لبلادهم في أولمبياد باريس 2024، الأحد، بعد الفوز بنهائي زوجي الرجال في الريشة الطائرة الذي أقيم بدون علمهم الوطني، بعد أن طبق أفراد الأمن قواعد اللجنة الأولمبية الدولية.

واحتفظ الثنائي التايواني المكون من لي يانغ ووانغ تشي لين باللقب بعد فوزه على الثنائي الصيني المؤلف من ليانغ ويكينغ ووانغ تشانغ أمام جماهير تايوانية مبتهجة، لكن تمت مصادرة لافتات بعضهم واضطر آخرون إلى مسح طلاء وجوههم.

وقالت مينا سيوي (28 عاماً) وهي مهندسة من تايوان: «كتبت (على لافتتي) باللغة التايوانية، وليس الصينية، لأنني أريد تشجيعهم».

وقالت إن لافتتها صُودرت بعد أن فحص الحراس الرسالة باستخدام برنامج ترجمة.

كانت لافتة سيوي بألوان علم تايوان عبارة عن خلفية حمراء مكتوب عليها: «تايوان أنت الأفضل!» باللونين الأزرق والأبيض.

وتحظر قواعد اللجنة الأولمبية الدولية الأعلام أو اللافتات التي تحتوي على رسائل سياسية أو تدعم الدول التي لا تشارك في الألعاب الأولمبية.

وتشارك تايوان في الألعاب الأولمبية تحت اسم «الصين الوطنية» لتجنب اعتراضات الصين التي تدعي أن الجزيرة تقع ضمن أراضيها. وترفض حكومة تايوان مزاعم السيادة الصينية.

وقالت أسرة تايوانية مكونة من أربعة أفراد لـ«رويترز» إنهم رسموا العلم التايواني على وجوههم لكنهم أجبروا على غسله قبل أن يتمكنوا من دخول الملعب.

وهتف المتفرجون: «تايوان» في كل مرة سجل فيها فريقهم نقطة. وتمكن أحد المشجعين على الأقل من إدخال علم تايوان والتلويح به من المدرجات.

وبعد المباراة، احتفل مشجعو تايوان بفوزهم بالميدالية الذهبية وهم يهتفون «تايوان تايوان» و«تايوان رقم 1».

وقال رئيس تايوان لاي تشينغ تي عبر موقع «فيسبوك» إن «فريق لين ووانغ واجه خصوماً أقوياء وقاتل حتى النهاية، ليوحد ويلهم تايوان!».

عندما سُئلا عن منشور رئيس تايوان، توقف لي ووانغ لعدة ثوانٍ وبدا عليهما عدم الارتياح.

وقال وانغ: «السؤال صعب للغاية. نشكر الجميع على كل الدعم الذي تلقيناه وسنستمر في العمل الجاد. سنقدم أداء أفضل في المستقبل».

وقالت إيزا تشانغ، وهي مشجعة صينية تقيم في باريس، إنه على الرغم من أن الفريق الذي كانت تشجعه جاء في المركز الثاني، فإنها سعيدة بالنتيجة لأنه لا فرق بين الصين والصين الوطنية بالنسبة لها.


مقالات ذات صلة

مدرب سلوفينيا لكرة اليد يثير الجدل بتصريحاته: لست حزيناً على الخسارة

رياضة عالمية أوروس زورمان (رويترز)

مدرب سلوفينيا لكرة اليد يثير الجدل بتصريحاته: لست حزيناً على الخسارة

لمح مدرب منتخب سلوفينيا لكرة اليد (رجال)، إلى أنه لم يكن حزيناً بعد الخسارة 29-36 أمام ألمانيا في دور المجموعات، بدورة الألعاب الأولمبية، باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يويهونغ لي يحرز ذهبية المسدس السريع في مسابقة الرماية (رويترز)

«أولمبياد باريس-رماية»: الصيني لي يحرز ذهبية المسدس السريع 25 متراً

أحرز الصيني يويهونغ لي ذهبية المسدس السريع 25 متراً في مسابقة الرماية ضمن دورة الألعاب الأولمبية بباريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية سيمون بايلز (أ.ب)

أولمبياد باريس: بايلز لمزيد من الذهب ودوبلانتيس لتحطيم رقمه القياسي العالمي

تسعى نجمة الجمباز الأميركية سيمون بايلز لحصد ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين إضافيتين الاثنين لإسدال الستار على دورة ألعاب تاريخية في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية عبد الرحمن سامبا (أ.ب)

«أولمبياد باريس-قوى»: القطري سامبا إلى نصف نهائي سباق 400 م حواجز

بلغ العداء القطري عبد الرحمن سامبا الدور نصف النهائي لسباق 400 م حواجز في منافسات ألعاب القوى بدورة الألعاب الأولمبية في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية المنتخب الأميركي فاز في جميع مبارياته الثلاث وتصدر مجموعته (رويترز)

«أولمبياد باريس - سلة»: منتخب أميركا للسيدات يصطدم بنيجيريا في «الثمانية»

واجه منتخب أميركا النسائي لكرة السلة نظيره النيجيري في دور الثمانية ضمن منافسات اللعبة بأولمبياد باريس الصيفية بينما تلتقي فرنسا الدولة المضيفة مع ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (ليل (فرنسا))

«أولمبياد باريس - قوى»: لايلز يطرد شياطين طوكيو بذهبية باريس

نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)
نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)
TT

«أولمبياد باريس - قوى»: لايلز يطرد شياطين طوكيو بذهبية باريس

نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)
نواه لايلز يعبر خط النهاية ليفوز بنهائي سباق 100م للرجال (أ.ف.ب)

طرد العدّاء الأميركي نواه لايلز شياطين أولمبياد طوكيو قبل ثلاث سنوات حين أخفق في إحراز أي ذهبية، بفوزه بالمعدن الأصفر في سباق 100 متر في ألعاب باريس، ضمن سعيه لملء الفراغ الذي خلفه اعتزال أسطورة سباقات السرعة الجامايكي أوسين بولت.

واصل الفصل الثاني من مسلسل الثلاثية الذهبية الذي استهله في بطولة العالم في بودابست العام الماضي (100م و200م والتتابع 4 مرات 100م) بنيله المعدن الأصفر في سباق 100 متر في ستاد فرنسا بوقت قدره (9.79 ث)، متفوّقاً بالصورة النهائية (فوتو فينيش) على تومسون صاحب الفضية (9.79 ث وبالتحديد 9.789 ث).

وأنهى لايلز فترة عجاف استمرت 20 عاماً لم يتوقف خلالها العداؤون الأميركيون عن مهمة البحث عن الذهب لهذه المسافة. كان جاستن غاتلين آخر من فاز بالذهب الأولمبي في 100 متر لدى الرجال والسيدات، وذلك في أثينا 2004.

وصف البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى العداء لايلز، الذي جدّد عقده مع «أديداس» هذا الموسم، وعدّ الأكبر منذ تجديد عقد بولت مع بوما، بأنه «نجم روك مطلق».

وبدا للبعض أن لايلز، البالغ 27 عاماً، أشبه بمغنّي الراب الأميركي صاحب الشعر المجعّد أكثر من كونه نجم روك، حين صُوّر في العاصمة المجرية سلسلة وثائقية على منصة «نتفليكس» بعنوان «سبرينت».

وفي الموسم الثاني لهذه السلسلة، ستشكّل الألعاب الأولمبية في باريس المسرح المثالي.

تُسلّط الكاميرات الضوء بقوة على لايلز الواثق من نفسه، والذي يبدو أنه أكثر من مستعد لإعادة شعبية سباقات السرعة، حيث إن وقاحته كانت واضحة للجميع في سلسلة من المقاطع الصوتية الجديرة بالاقتباس في الموسم الأول.

قال لايلز عن كونه عداءً سريعاً في سباقات «السبرينت»: «يجب أن تكون لديك عقلية إلهية».

وتابع: «أنا مؤمن بأن اللحظة ليست أكبر مني، بل اللحظة خُلقت من أجلي».

وفي حين يصرّ الكثير من الخبراء على أن مثل هذه النظرة ليست نادرة بين الرياضيين النخبة، فلا شك أن أسلوبه الوقح يزعج كثيراً من الأشخاص الآخرين، ولا سيما جحافل نجوم دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وجماهيرهم، بعدما شكّك لايلز في ادعائهم بأنهم «أبطال العالم» الحقيقيون.

ويقرّ لايلز الذي تحدث علناً عن معاناته مع مشاكل صحية عقلية ومع الاكتئاب في السنوات الأخيرة، بأن شهرته الواسعة باتت تسبب مشكلة له في القرية الأولمبية.

«لقد أصبحت مشهوراً في القرية، ولسوء الحظ، كان ذلك مصحوباً بمجموعة من التحديات الخاصة في القدرة على إيجاد مساحتي الخاصة داخل القرية، سواء كان ذلك خلال تناول الطعام أو التدرّب في صالة الألعاب الرياضية»، هكذا قال لايلز.

حصده الذهب في باريس، يعوّض تجربته المخيبة للآمال في طوكيو حين لم ينل سوى برونزية سباق 200م.

واستطرد قائلا: «لا تزال تلك البرونزية تُحرق ثقباً في صدري»، مضيفاً: «سأحملها معي أثناء باريس فقط لتذكيري بأن هذا ليس اللون الذي سأعود به».

أصرّ لايلز الذي عانى من الربو المزمن عندما كان طفلاً، على أنه يتألق والأضواء مسلطة عليه «كلما زاد عدد العيون عليّ، كان أدائي أفضل، أو على الأقل هذا ما يقوله معالجي. عندما تكون كاميرات التلفزة موجّهة نحوي والناس هناك، فأنا لا أخسر».

لا يزال الأميركي يأمل في إكمال محاولة جريئة للفوز بالذهب في أربع مسابقات في باريس، بإضافة سباق التتابع 4 مرات 400م إلى برنامجه.

لقد أثار ضجة في العالم داخل القاعة في غلاسكو في مارس (آذار)، بعد حصوله على الميدالية الفضية في سباق 60م خلف زميله في الفريق كريستيان كولمان، واختير عضواً في فريق التتابع 4 مرات 400م الذي أحرز أيضا الميدالية الفضية. وتسبب ذلك في اتهام الاتحاد الأميركي بمحاباة لايلز.

انتقد صاحب الشأن المشككين، قائلاً: «دعونا نقول فقط إن كثيراً من الناس في الولايات المتحدة كانوا منزعجين للغاية لأنني شاركت في سباق التتابع 4 مرات 400م، وأود أن أقول لهم: اركضوا بشكل أسرع، ادفعوني للأمام!».

وضع بولت حداً لمسيرته على المضمار في عام 2017 بعد فوزه بـ11 ميدالية عالمية وثماني ميداليات أولمبية.

قال لايلز الذي حقق ثنائية السبرينت (100م و200م) في بودابست للمرة الأولى منذ الإنجاز ذاته لبولت في بكين عام 2015: «لقد فعلها أوسين بولت، وقوله لي إنه يرى ما أفعله ويحترمه، أمر مذهل».

وأكّد: «أنا الرجل الذي يريد تجاوز الشهرة على المضمار. أريد أن يراني الناس على المضمار، ولكن أيضاً في مجلة (جي كيو) ومسلسلاتي الوثائقية، وأن يدركوا أنني الرجل الرائع».

تابع: «الميداليات هي الخطوة الأولى لأنها تلفت انتباه الناس. بعد ذلك يمكنك الذهاب إلى اتجاهات مختلفة: الموضة والموسيقى. يمكنك أن تبدأ في التعاون مع أشخاص آخرين وفنانين والعالم».

وصل لايلز إلى باريس وهو يعلم تمام العلم أنه يحتاج إلى تقديم أفضل ما يملك، وذلك ببساطة لأنه لكي يستمر في جذب الانتباه، فهو يحتاج إلى الاستمرار في ترصيع سجلّه بالميداليات، والألعاب الأولمبية هي البطولة العالمية التي يتابعها الأميركيون بشغف.

كانت تلك هي جاذبية بولت: قدرته على الهيمنة والفوز بكثير من الميداليات الذهبية في البطولات العالمية. فاز لايلز بميدالية ذهبية واحدة، ولكن يلوح في الأفق مزيد من منصات التتويج.