«أولمبياد باريس - قوى»: الرياضة لم تعد الأولوية بالنسبة للأوكرانية ماهوتشيخ

الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيخ حاملة الرقم القياسي العالمي في الوثب العالي (رويترز)
الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيخ حاملة الرقم القياسي العالمي في الوثب العالي (رويترز)
TT

«أولمبياد باريس - قوى»: الرياضة لم تعد الأولوية بالنسبة للأوكرانية ماهوتشيخ

الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيخ حاملة الرقم القياسي العالمي في الوثب العالي (رويترز)
الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيخ حاملة الرقم القياسي العالمي في الوثب العالي (رويترز)

أن تكون قادماً من بلد غارق في الدماء والدمار منذ فبراير (شباط) 2022 بسبب الغزو الروسي، تصبح الرياضة شيئاً هامشياً وفق ما ترى الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيخ، حاملة الرقم القياسي العالمي في الوثب العالي، والقادمة إلى أولمبياد باريس كأبرز المرشحات للذهب بعد إحرازها اللقب العالمي العام الماضي.

تعيش عائلة ابنة الـ22 عاماً في دنيبرو، حيث يتعرضون لقصف يومي وهجمات صاروخية من الجيش الروسي بحسب ماهوتشيخ التي غادرت بعد الغزو.

وقالت الأوكرانية: «كما تعلمون، قبل بدء الحرب، كانت الرياضة الشيء المهم في حياتنا حقاً، لكننا الآن نقدّر حقاً الأرواح، نقدّر الأرواح البشرية أكثر بكثير»، بعد الإدراك أن «الحياة لا تقدر بثمن».

وكعادتها، واضعة الكحل على عينيها بلوني علم بلادها الأزرق والأصفر، تأهلت ماهوتشيخ بسهولة إلى نهائي الأحد مع زميلتها في الفريق الأوكراني إيرينا غيراتشينكو.

سجلت كل منهما 1.95م، لكن مواطنتهما الحائزة على الميدالية الفضية في مونديال 2017 يوليا ليفتشينكو لم تتأهل.

تكمن نقاط قوة أوكرانيا في منافسات الميدان حيث تأهل رامي المطرقة ميخايلو كولكان إلى نهائي الأحد، ما يجعل الناس في الوطن متسمرين خلف التلفاز من أجل متابعة أمسية تنسيهم ولو مؤقتاً المآسي اليومية.

على الصعيد الرياضي، أقرت ماهوتشيخ بأنها تشعر بالضغط بسبب كونها حاملة الرقم القياسي العالمي الجديد، الذي سجلته في السابع من يوليو (تموز) خلال لقاء باريس بعدما حققت 2.10م، بفارق سنتيمتر عن الرقم القياسي السابق الذي سجلته البلغارية ستيفكا كوستادينوفا في روما عام 1987.

لكن فكرة أنها تمثل أوكرانيا في هذه الفترة الصعبة جداً تمنحها الدافع كي تقاتل في باريس من أجل الذهبية بعدما اكتفت بالبرونزية في أولمبياد طوكيو قبل ثلاثة أعوام، حيث كانت الذهبية من نصيب الروسية ماريا لاسيتسكيني، التي شاركت في حينها تحت علم محايد بسبب فضيحة التنشط والغائبة عن النسخة الحالية بسبب غزو أوكرانيا.

وأوضحت: «إنها فرصتي كي أظهر للجميع أننا سنواصل القتال وأن الحرب في أوكرانيا لم تتوقف»، مضيفة أن باريس 2024 تشكل فرصة أيضاً لإظهار «قوتنا الذهنية وأن نظهر للناس أننا سنقاتل حتى النهاية، وسنقاتل من أجل حريتنا، استقلالنا في كل مجال».

كانت زميلتها غيراتشينكو سعيدة جداً بعد وصولها إلى النهائي الأولمبي الثالث لها، وتأمل في تحسين المركز الرابع الذي احتلته في طوكيو قبل ثلاثة أعوام.

وقالت ابنة الـ29 عاماً: «أنا سعيدة لأني لست في النهائي فقط، بل لأني في الألعاب الأولمبية، وبالنسبة لي إنه احتفال رائع»، مضيفةً: «هذا بالطبع من أجل شعب أوكرانيا، لأننا نستطيع أن نقفز من أجلهم، لأن شعبنا شجاع للغاية وللجيش الذي جعل من الممكن لنا المنافسة هنا».

تعرّضت ليفتشينكو للإصابة، ومرت بموسم متقلب لكنها تقبلت فشل الوصول إلى النهائي، لأن هناك شيئاً آخر يعوض عليها ذلك، وفق ما كشفت، قائلة «تزوجت في حفل زفاف عائلي دافئ. بالتالي، لم أعد صديقة أحد ما، بل أصبحت زوجته، وهذا يجعلني سعيدة للغاية».

تمكن كولكان من تحقيق 77.42 م في رمي المطرقة، وقال صاحب الميدالية البرونزية الأوروبية، البالغ من العمر 23 عاماً، إنه سعيد لتمكنه من منح الناس في الوطن سبباً للسعادة.

لكنه شخصياً منزعج من الحرارة المرتفعة في باريس وصعوبة النوم في غرفته في القرية الأولمبية، ما اضطره للنوم على الشرفة، إذ قال: «أنا أحب الطقس البارد. بالنسبة لي إنه (الطقس) حار جداً لأن لدي الكثير من العضلات (قال ممازحاً وهو يربت على بطنه)، لذلك وضعت السرير على الشرفة».


مقالات ذات صلة

«أولمبياد باريس»: الكورية الجنوبية يانغ تفوز بذهبية في الرماية

رياضة عالمية يانغ جي إن (إ.ب.أ)

«أولمبياد باريس»: الكورية الجنوبية يانغ تفوز بذهبية في الرماية

فازت الكورية الجنوبية يانغ جي-إن بالميدالية الذهبية لمسابقة الرماية بالمسدس من مسافة 25 متراً للسيدات في أولمبياد باريس الصيفي اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية الأمطار الغزيرة لا تزال تغمر شبكات الصرف الصحي وهو ما يهدد جودة نهر السين (أ.ب)

«أولمبياد باريس - ترياثلون»: إلغاء المسابقة المختلطة بسبب جودة نهر السين

ألغى منظّمو أولمبياد باريس، السبت، تمارين المسابقة المختلطة لرياضة الترياثلون، بعد أن لوّثت الأمطار الغزيرة الممرّ المائي بحيث لا يمكن السباحة فيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لحظة اللكمة الخطافية السريعة بعد ثوان من انطلاقة المباراة (أ.ف.ب)

الملاكمة الإيطالية كاريني: لست غاضبة من إيمان… إذا التقيتها سأعانقها!

اعتذرت الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني عن عدم تهنئتها منافستها الجزائرية إيمان خليف.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية سابالينكا (إ.ب.أ)

«دورة واشنطن»: سابالينكا تبلغ نصف النهائي… وروبليف يودّع

بلغت البيلاروسية أرينا سابالينكا المصنّفة ثالثة عالمياً، نصف نهائي دورة واشنطن لكرة المضرب (500 نقطة)، بفوزها على مواطنتها فيكتوريا أزارينكا (20).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية تُوّجت بفضية منحتها بطاقة المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس»: كايليا نمور توازن القلب بين فرنسا والجزائر

وصيفة بطلة العالم لاعبة الجمباز الشابة كايليا نمور، لديها فكرة واحدة فقط في ذهنها: أن تصبح بطلة أولمبية. كان من الممكن أن يكون ذلك بألوان فرنسا في باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

أولمبياد باريس: عودة الخلاف حول «جنس» إيمان خليف

منتخب المغرب يحتفل بعد تأهله على حساب الأميركي  لدور الربع النهائي في أولمبياد باريس أمس ( أ.ف.ب)
منتخب المغرب يحتفل بعد تأهله على حساب الأميركي لدور الربع النهائي في أولمبياد باريس أمس ( أ.ف.ب)
TT

أولمبياد باريس: عودة الخلاف حول «جنس» إيمان خليف

منتخب المغرب يحتفل بعد تأهله على حساب الأميركي  لدور الربع النهائي في أولمبياد باريس أمس ( أ.ف.ب)
منتخب المغرب يحتفل بعد تأهله على حساب الأميركي لدور الربع النهائي في أولمبياد باريس أمس ( أ.ف.ب)

ضجت حسابات مسؤولين ومشاهير جزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة على هجمات طالت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف التي ثار جدل كبير حول مشاركتها هي والملاكمة التايوانية، لين يو تينغ، في أولمبياد باريس، بسبب خلاف حول تحديد جنسيهما؛ نظراً لأن لديهما كروموسومات ذكورة.

إيمان فازت الخميس في دور الـ16 من وزن الوسط على الإيطالية أنجيلا كاريني في 46 ثانية، وقررت الأخيرة الانسحاب خوفاً على حياتها، مما تسبب في زيادة الضغوط على اللجنة الأولمبية الدولية، إذ اجتمعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني مع رئيسها توماس باخ، وقالت إن نزال كاريني وإيمان «لم يكن بين أنداد».

في المقابل، ندد وزير الشباب والرياضة الجزائري عبد الرحمن حماد بالحملة ضد إيمان، وقال إنها «تتنافى مع الأخلاق والقيم الأولمبية».