جدل حفل «الافتتاح الباريسي» يزداد... وفلسطين تضغط لإبعاد إسرائيل من «الألعاب»

الجزائرية إيمان تحصل على الأهلية الجنسية... وتلوث السين يؤجل المنافسات... ولاعبة مبارزة مصرية: أنا حامل!

جدل حفل الافتتاح يتواصل رغم مرور أربعة أيام منه (رويترز)
جدل حفل الافتتاح يتواصل رغم مرور أربعة أيام منه (رويترز)
TT

جدل حفل «الافتتاح الباريسي» يزداد... وفلسطين تضغط لإبعاد إسرائيل من «الألعاب»

جدل حفل الافتتاح يتواصل رغم مرور أربعة أيام منه (رويترز)
جدل حفل الافتتاح يتواصل رغم مرور أربعة أيام منه (رويترز)

بعد أربعة أيام، لا يزال حفل افتتاح أولمبياد باريس يثير ردود فعل في جميع أنحاء العالم الثلاثاء، بدءاً من دونالد ترمب الذي وصفه بـ«المهين»، وصولاً إلى منسقة الموسيقى الفرنسية باربرا بوتش التي تقدمت بشكوى بعد تعرضها لمضايقات إلكترونية على خلفية مشاركتها في أحد العروض.

وقال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»: «أنا منفتح جداً، لكنني أعتقد أن ما فعلوه كان مهيناً».

على غرار سياسيين يمينيين متطرفين في أوروبا، ندد ترمب بعرض أدّته مجموعة ممن يُعرفون بـ«دراغ كوين»، وعده البعض أنه يستهزئ بعشاء المسيح الأخير مع رسله، وهو ما نفاه المنظمون.

باربرا بوتش، الناشطة النسوية والمثلية، هي من أبطال العرض، وأصبحت «هدفاً لمضايقات إلكترونية عنيفة»، كما قالت الاثنين عبر «إنستغرام».

المصرية ندى حافظ تحيي الجماهير على مساندتها (حساب ندى في انستغرام)

ورفعت الفنانة شكوى الثلاثاء بسبب المضايقات والتهديدات بالقتل والإهانات التي وصلتها.

بدأ الجدل الدائر حول هذا العرض يتصاعد قبل انتهائه الجمعة، مع تعبير شخصيات من اليمين واليمين المتطرف، مثل الفرنسية ماريون ماريشال والإيطالي ماتيو سالفيني، عن سخطها من حفل الافتتاح الذي يحمل رؤية «تسعى للسخرية من المسيحيين».

واستنكر الأساقفة الفرنسيون «الغلو والاستفزاز» في بعض فقرات الحفل التي «تضمنت للأسف مشاهد سخرية واستهزاء بالمسيحية»، وانتقد المطران يونان حنو، راعي أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك ذلك حيث قال: «إنها إساءة لا للدين فقط لكن للإنسانية»، داعياً المسيحيين العراقيين إلى الصيام؛ احتجاجاً على ذلك.

كما ندّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء بحفل «لا أخلاقي تجاه العالم المسيحي».

وقال إردوغان خلال اجتماع لحزبه: «سأتصل بالبابا في أول مناسبة للتحدث معه بشأن قلة الأخلاق المرتكبة تجاه العالم المسيحي وتجاه كل المسيحيين»، مضيفاً أن «الألعاب الأولمبية استخدمت أداة انحراف لإفساد الطبيعة البشرية».

وزاد: «هل تتصورون أن يتم افتتاح حدث رياضي من المفترض أن يوحد الناس، بإبداء عدائية تجاه قيم البشريّة؟».

بدوره، أدان الأزهر في بيان «مشاهد الإساءة للمسيح»، و«ترويج الشذوذ والتحول الجنسي».

ونفى المدير الفني لحفلة الافتتاح توما جولي أن يكون العرض مستوحى من لوحة العشاء الأخير، مؤكداً أن الفكرة تكمن في «إقامة احتفال وثني مرتبط بآلهة أوليمبوس».

بدوره، قال المغني فيليب كاترين الذي ظهر في شخصية الإله الإغريقي ديونيسوس وجسمه مغطى باللون الأزرق اللامع وشبه عارٍ، وهو مشهد أثار جدلاً أيضاً، إن «الأمر المؤكد هو أننا لم نتحدث مع توما جولي أبداً عن الدين، ولا عن العشاء الأخير».

وعبّر المغني الذي شدّد عبر أعمدة صحيفة «لوموند» على أنه نشأ في الديانة المسيحية، عن دهشته من ردود الفعل، قائلاً: «الأجمل في هذا الإيمان هو فكرة العفو، فسامحوني إن تسببت في سوء فهم، وإن صدمت الناس فأنا آسف».

وفي شأن آخر، كشف رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب، الثلاثاء، أنه كرّر طلبه من اللجنة الأولمبية الدولية بإقصاء إسرائيل عن أولمبياد باريس، خصوصاً بسبب الحرب الدائرة راهناً في غزة.

وفي رسالة أولى رسمية وجّهها قبل انطلاق الأولمبياد في 26 يوليو (تموز) إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قال الطرف الفلسطيني: «تصرّفت اللجنة الأولمبية الدولية وفيفا بطريقة حاسمة ضد منتهكي الهدنة الأولمبية، والدليل إيقاف الفرق الروسية من قبل الأولمبية الدولية رداً على غزو أوكرانيا. لم نتلق أي ردّ على هذا الطلب رغم (خطورة) الموقف»، وفق ما قال الرجوب في مؤتمر صحافي في السفارة الفلسطينية في باريس، مشيراً إلى أنه سيلجأ «إلى كل الخيارات» القانونية لتقديم طلبه من المحكمة الرياضية السويسرية، وصولاً إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

وتابع الرجوب: «أرسلنا تذكيراً هذا الصباح»، مطالبين من الأولمبية الدولية «توضيح ما إذا كان انتهاك الهدنة الأولمبية، تطبيق نظام فصل عنصري، ضمّ الأراضي الفلسطينية، وأن يكون الرياضيون الإسرائيليون أعضاء في جيش الاحتلال، سيؤدّون إلى تغيير سياسة اللجنة الأولمبية الدولية فيما يتعلّق بمشاركة إسرائيل في الأحداث الرياضية الدولية».

وأردف «أن تكون حيادياً من وجهة نظر سياسية، وأن تكون سلبياً هما أمران مختلفان». من جهتها، قالت اللجنة الأولمبية الدولية، الثلاثاء، إن رئيسها الألماني توماس باخ قابل الرجوب «خلال الأسبوع».

وقال المتحدّث باسمها: «اعتماداً إلى من تستمعون، هناك بين 20 و30 حرباً في العالم. وإذا استمعنا إلى كل الشكاوى من كل الفرق، فلن يبقى أحد هنا»، مضيفاً: «مهمتنا هي مهمة رياضية، نترك السياسة للسياسيين».

وتأجّلت مسابقة الترياثلون للرجال قبل ساعات فقط من موعد انطلاقها، بعدما كشفت اختبارات جودة المياه في نهر السين عن مستويات تلوّث غير صحّية.

وفيما تعهد المنظّمون مرّات عدّة أن النهر سيكون آمناً للرياضيين للسباحة فيه، قالوا إن مسابقة الرجال ستؤجل لمدة 24 ساعة، وستُقام فور نهاية منافسات السيدات الأربعاء.

وقال المدير الفني لاتحاد الترياثلون الفرنسي بنجامين مازي إن هناك «بعض الغضب» من المشاركين الذين استيقظوا باكراً قبل أن يُبلغوا بالتأجيل.

وألقى بيان مشترك من باريس 2024 والاتحاد الدولي للترياثلون باللوم في التلوّث المفرط على الأمطار الغزيرة التي هطلت فوق العاصمة الفرنسية يومي الجمعة والسبت، ما أدى إلى رفع مستويات التلوّث في النهر، حيث تتدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة.

من ناحية أخرى، كشفت المبارزة المصرية ندى حافظ عن مشاركتها في منافسات سيف الحسام في دورة الألعاب الأولمبية في باريس وهي حامل في شهرها السابع.

وكتبت ندى البالغة من العمر 26 عاماً في حسابها على «إنستغرام» في وقت متأخر، الاثنين، بعد خروجها من الدور ثمن النهائي: «ما بدا لكم أنه كان هناك شخصان على حلبة التباري، ولكن في الواقع كان هناك ثلاثة! أنا، ومنافستي، والشخص الذي سينضم قريباً إلى عالمنا، طفلي الصغير».

وتخطت حافظ التي بدأت ممارسة المبارزة في سن الحادية عشرة، الأميركية إليزابيث تارتاكوفسكي 15 - 13 في الدور الأول، قبل أن تخسر أمام الكورية الجنوبية هايونغ جيون 7 - 15 في ثمن النهائي.

وأضافت: «لقد واجهت أنا وطفلي قدراً لا بأس به من التحديات، سواء كانت جسدية أو عاطفية. إن رحلة الحمل صعبة بما فيه الكفاية، ولكن الاضطرار إلى الكفاح من أجل الحفاظ على التوازن بين الحياة والرياضة أمر مرهق تماماً، حتى لو كان الأمر يستحق ذلك».

وتابعت: «أكتب هذا المنشور لأقول إن الفخر يملأ كياني لتأمين مكاني في ثمن النهائي!».

وأردفت قائلة: «أنا محظوظة لأنني شاركت ثقة زوجي إبراهيم إيهاب، وثقة عائلتي في أن أتمكن من الوصول إلى هذا الحد. كانت هذه الألعاب الأولمبية مختلفة، ثلاث مرات أولمبية، ولكن هذه المرة أحمل طفلاً أولمبياً صغيراً!» في إشارة إلى مشاركتها الثالثة في الألعاب بعد ريو عام 2016، وطوكيو عام 2021.

إلى ذلك، حصلت الجزائرية إيمان خليف على الضوء الأخضر من اللجنة الأولمبية الدولية للمشاركة في مسابقة الملاكمة ضمن أولمبياد باريس 2024 المقام حالياً، وذلك بعدما أوقفت العام الماضي من قبل الاتحاد الدولي للعبة بسبب عدم استيفاء معايير الأهلية الجنسية.

وتبدأ خليف مشوارها الأولمبي الخميس بمواجهة الإيطالية أنجيلينا كاريني في وزن 66 كلغ ضمن دور الـ16، والأمر نفسه بالنسبة للملاكمة الأخرى المعنية بهذا القرار التايوانية يو تينغ لين التي تلعب الجمعة في الدور ذاته ضد لاعبة أوزبكستان سيتورا تورديبيكوفا في وزن 57 كلغ.

وقال المتحدّث باسم اللجنة الأولمبية الدولية مارك آدامز للصحافيين: «كل من يتنافس في فئة السيدات يمتثل لمعايير الأهلية. إنهن (بالمجمل) نساء في جوازات سفرهن، ويُذكر أن هذه هي حالهن، وهن إناث».

وتابع: «لقد تنافست هاتان الرياضيتان عدة مرات من قبل لسنوات عدة. لم تظهرا فجأة من العدم»، مُذكّراً أنهما شاركتا أيضاً في الألعاب الأولمبية الأخيرة في طوكيو صيف 2021.


مقالات ذات صلة

مفاجأة سارة للصينية قوان بعد فوزها بذهبية الغطس

رياضة عالمية الصين هيمنت على ذهب رياضة الغطس (د.ب.أ)

مفاجأة سارة للصينية قوان بعد فوزها بذهبية الغطس

شعرت الصينية قوان هونغشن بسعادة بالغة عندما ظهرت مواطنتها بطلة التزلج في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، إيلين جو، في مؤتمرها الصحافي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ديوكوفيتش يمني النفس بالظفر باللقب الأولمبي وهو الوحيد الذي يغيب عن سجله (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس»: ديوكوفيتش وألكاراس يواصلان زحفهما نحو الذهب

واصل الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف ثانيا عالميا والإسباني كارلوس ألكاراس الثالث زحفهما نحو لقبهما الأولمبي الأول بعدما بلغا ربع نهائي مسابقة كرة المضرب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية المنتخب المصري خسر في أعقاب تسيّد شبه كامل على أجواء المواجهة (أ.ب)

خضير لاعب مصر للمبارزة: تفاصيل بسيطة كلفتنا الخسارة أمام فرنسا

عبر ياسين خضير لاعب منتخب مصر للمبارزة عن سعادته بالفوز على كندا في المباراة الترتيبية لتحديد المراكز من الخامس إلى الثامن ضمن منافسات سلاح السابر في أولمبياد.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لاعبة تنس الطاولة الصينية السابقة ني شا لين (أ.ب)

لاعبة تنس الطاولة الستينية شا لين تودع باريس مبكراً

انتهت المشاركة الأولمبية السادسة للاعبة تنس الطاولة الصينية السابقة ني شا لين، التي تمثل لوكسمبورغ حاليا، مبكرا الأربعاء بعد خسارتها أمام الصينية سون ينغ تشا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية منى ماكشاري (أ.ب)

السباحة ماكشاري: نجاح آيرلندا ثمرة عمل لسنوات

قالت منى ماكشاري السباحة الآيرلندية، الفائزة بالميدالية البرونزية في سباحة الصدر للسيدات، اليوم الأربعاء، إن نجاح بلادها في منافسات السباحة في ألعاب باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

لاعبة تنس الطاولة الستينية شا لين تودع باريس مبكراً

لاعبة تنس الطاولة الصينية السابقة ني شا لين (أ.ب)
لاعبة تنس الطاولة الصينية السابقة ني شا لين (أ.ب)
TT

لاعبة تنس الطاولة الستينية شا لين تودع باريس مبكراً

لاعبة تنس الطاولة الصينية السابقة ني شا لين (أ.ب)
لاعبة تنس الطاولة الصينية السابقة ني شا لين (أ.ب)

انتهت المشاركة الأولمبية السادسة للاعبة تنس الطاولة الصينية السابقة ني شا لين، التي تمثل لوكسمبورغ حاليا، مبكرا الأربعاء بعد خسارتها أمام الصينية سون ينغ تشا المصنفة الأولى التي ساعدتها اللاعبة البالغة من العمر 61 عاما خلال تدريباتها هذا الأسبوع للاستعداد لخوض نهائي الزوجي المختلط.

وبالنسبة لني، بطلة العالم السابقة مع الصين، فإن مغامرتها في باريس كانت حلما تحقق.

وقالت ني، التي خسرت 4-صفر أمام ينغ تشا في دور الـ 32: «أنا متحمسة للغاية وممتنة لأنني حصلت على فرصة اللعب ضد المصنفة الأولى عالميا. لقد فتحت عيني حقا على ما يعنيه أن تكون المصنفة الأولى. كانت كثير من الضربات التي كانت ستسجل في مباريات أخرى سهلة للغاية بالنسبة لها، ولم تؤثر عليها على الإطلاق».

وني، بطلة العالم في عام 1983، هي أكبر رياضية تخوض منافسات تنس الطاولة في ألعاب باريس.

وانتقلت إلى لوكسمبورغ في ثمانينات القرن العشرين بعد فوزها بالميدالية الذهبية لبطولة العالم مرتين مع الصين.

ولم تشارك ني في أولمبياد 1996 لأنها لم ترغب في تمثيل بلد آخر سوى الصين، رغم أنها غيرت رأيها بعد عدة سنوات عندما أدركت أن الرياضة لا تتعلق فقط بالجنسية.

عاجل مصدران أمنيان لـ«رويترز»: العثور على جثة القائد العسكري بـ«حزب الله» فؤاد شكر بين الحطام في الضاحية الجنوبية لبيروت