أولمبياد باريس: بوبوفيتشي من حالة مرضية إلى أول بطل سباحة في تاريخ رومانيا

ديفيد بوبوفيتشي (أ.ف.ب)
ديفيد بوبوفيتشي (أ.ف.ب)
TT

أولمبياد باريس: بوبوفيتشي من حالة مرضية إلى أول بطل سباحة في تاريخ رومانيا

ديفيد بوبوفيتشي (أ.ف.ب)
ديفيد بوبوفيتشي (أ.ف.ب)

عندما أُرسل ديفيد بوبوفيتشي للمرة الأولى إلى حوض السباحة بعمر الرابعة، لم يكن الهدف بالتأكيد صناعة بطل للمستقبل، بل كان علاجياً؛ لأنه عانى من انحراف في العمود الفقري أو ما يُعرف بالمصطلح الطبي بـ«الجنف». لكن بعد 15 عاماً دخل التاريخ بوصفه أول سباح روماني يحرز ذهبية في الألعاب الأولمبية.

إنه «شيء تاريخي. أول ذهبية لبلادي في منافسات الرجال»، هذا ما قاله ابن الـ19 ربيعاً، الاثنين، بعد إحرازه الميدالية الذهبية لسباق 200 حرة في أولمبياد باريس 2024، مضيفاً: «أنا سعيد جداً. لم يكن بإمكاني تحقيق ذلك لو لم يقف البلد خلفي ومعي».

بوبوفيتشي أوّل سباح روماني يحرز ذهبية في الألعاب الأولمبية (أ.ف.ب)

وبعد سباق مثير جداً تغيّرت فيه الصدارة أكثر من مرة، وصل ابن الـ19 عاماً في المركز الأول بزمن 1:44.72 دقيقة، متقدماً بفارق 0.02 ثانية فقط على صاحب الفضية البريطاني ماثيو ريتشاردز، و0.07 ثانية على الأميركي لوك هوبسون الذي نال البرونزية.

وسبق لبوبوفيتشي أن شارك قبل ثلاثة أعوام في «أولمبياد طوكيو» حيث خاض سباقات 50 و100 و200م حرة، لكنه لم يفز بأي ميدالية قبل أن يعوّض لاحقاً في بطولة العالم بودابست 2022، حين أحرز ثنائية 100 و200 حرة.

الزمن الذي حققه، الأحد، في «لا ديفانس أرينا» في العاصمة الفرنسية، بعيد إلى حد ما عن أفضل رقم شخصي له، وقدره 1:42.97 ثانية، حققه في صيف 2022 خلال بطولة أوروبا في روما، حين بات ثالث أسرع سباح في تاريخ هذا السباق بعد صاحب الرقم القياسي الألماني بول بيدرمان (1:42.00 حققه عام 2009)، والأسطورة الأميركي مايكل فيلبس (1:42.96 خلال أولمبياد بكين عام 2008).

بوبوفيتشي عانى من انحراف في العمود الفقري (د.ب.أ)

«اليوم كان من أجلي»: لكن ما حققه بوبوفيتشي، الاثنين، في أحواض باريس كان كافياً بالتأكيد لتدوين اسمه في السجل الأولمبي، على أمل تحقيق الثنائية والفوز بسباق 100م حرة، الذي تبدأ تصفياته بدءاً من الثلاثاء.

وأهدى بوبوفيتشي، الذي حلّ رابعاً في هذا السباق قبل ثلاثة أعوام في العاصمة اليابانية، رومانيا لقبها الأولمبي الأول في السباحة منذ أثينا 2004، حين أحرزت كاميليا بوتيك لقب 200م حرة أيضاً، والأهم من ذلك أنه أصبح أول بطل أولمبي في السباحة من رومانيا التي رفعت رصيدها الإجمالي في الأحواض إلى أربع ذهبيات فقط (فازت ديانا موكانو عام 2000 بذهبيتي 100 و200 ظهر).

ما حققه في باريس «في نهاية اليوم كان من أجلي. فعلته من أجل الطفل في داخلي، فعلته من أجل أصدقائي، والفريق الموجود معي والمقرب مني، وأيضاً من أجل بلدي».

بدأ بوبوفيتشي طريقه نحو النجومية حين كان في الرابعة عشرة من عمره، خلال مشاركته في ثلاثة سباقات في الأولمبياد الأوروبي للشباب، حيث فاز في 100م حرة مع رقم قياسي للبطولة (49.82 ثانية)، كما نال فضيتي 50م حرة و200م حرة.

وفي بطولة بلاده عام 2020 أعطى لمحة واضحة عما يمكن أن يصل إليه حين سجل 49.26 ثانية في 100م حرة، متفوقاً بعمر السادسة عشرة على الرقم الذي سجله البطل الأولمبي والعالمي الأميركي كايليب دريسل حين كان في عمره (49.28 ث).

بوبوفيتشي قال لا يوجد سباح مثالي حتى مايكل فيلبس (رويترز)

«لا يوجد سباح مثالي» حتى... فيلبس: واصل مشواره الصعودي في العام التالي خلال بطولة أوروبا للشباب حين أحرز ثلاثية 50 و100 و200م حرة، محطماً أيضاً الرقم القياسي العالمي للشباب خلال سباق التتابع 4 مرات 100م حرة، بتسجيله 47.56 ثانية، ليتفوّق على رقم الروسي أندري ميناكوف (47.57 عام 2020).

تلك كانت مشاركته الأخيرة، قبل خوض تجربته الأولمبية الأولى قبل ثلاثة أعوام في طوكيو حيث تأهل إلى نهائي سباقي 200 و100م حرة، لكنّه فشل في الصعود إلى منصة التتويج، بعدما حلّ رابعاً في الأول بفارق 0.02 ثانية فقط عن صاحب البرونزية، في حين جاء سابعاً في الثاني.

لكن «2022 كان العام الذي صعدت فيه إلى النجومية في عالم السباحة في بلادي. كان العام الذي بت فيه سريعاً جداً. تذوقت هذا العالم الجديد، ما هو بداية مسيرة جديدة»، وفق ما أفاد، الاثنين، في إشارة منه إلى تألقه في أحواض بودابست حين تُوّج بطلاً للعالم في 200 و100م حرة.

بعدها «كنت في مرحلة تأقلم مع كل شيء جديد بالنسبة إليّ هذا العام، بدأت الاستمتاع والتمرن من دون كلل. الجمهور لا يرى سوى المجد، نحن فقط نعلم حجم العمل الكبير الذي يحصل خلف الكواليس».

بالنسبة إليه «لا يوجد شيء اسمه السباح المثالي حتى مايكل فيلبس. إنه الأكثر تتويجاً، الأفضل بكل موضوعية»، لكن «كل ما بإمكانك فعله هو مطاردة الكمال. هذا كل ما أفكر به في كل يوم أتدرب فيه. أحاول أن أكون قريباً من المثالية، مع الإدراك أنه لا يمكنك أبداً لمس الكمال».


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية سيدات أستراليا لم يصمدن أمام الكنديات في نصف نهائي منافسات الرغبي (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس - رغبي»: سيدات كندا يهزمن أستراليا ويلتقين نيوزيلندا في النهائي

بلغ منتخب كندا المباراة النهائية من منافسات سباعيات الرغبي للسيدات بدورة الألعاب الأولمبية في باريس، وذلك عقب تغلبه على نظيره الأسترالي 21 /12.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة سعودية صالح آل عباس (الشرق الأوسط)

الاتفاق يقترب من آل عباس ‬

علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن إدارة نادي الاتفاق تنتظر موافقة لجنة الاستدامة المالية من أجل التعاقد مع صالح آل عباس، مهاجم نادي الرياض، في صفقة انتقال حر.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عالمية محمد عبيشة (يسار) وزميله زهير الجروي ثنائي المغرب في الكرة الطائرة الشاطئية (أ.ب)

«أولمبياد باريس - طائرة شاطئية»: المغربي عبيشة سعيد رغم الخسارة أمام أميركا

عبّر محمد عبيشة، نجم منتخب المغرب للكرة الطائرة الشاطئية للرجال، عن رضاه بشأن مستوى فريقه، رغم الخسارة أمام أميركا صفر - 2.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية بلال بن نعمة يسدد لكمة قوية لمنافسه الأميركي خلال نزال وزن الذبابة في الأولمبياد (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس - ملاكمة»: الفرنسي بن نعمة يثير حماس الجماهير

أثار الملاكم الفرنسي بلال بن نعمة حماس الجماهير في حلبة نورث باريس أرينا، الثلاثاء، عندما تغلب على الأميركي روسكو هيل في مواجهة مشوقة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أولمبياد باريس - طائرة شاطئية»: المغربي عبيشة سعيد رغم الخسارة أمام أميركا

محمد عبيشة (يسار) وزميله زهير الجروي ثنائي المغرب في الكرة الطائرة الشاطئية (أ.ب)
محمد عبيشة (يسار) وزميله زهير الجروي ثنائي المغرب في الكرة الطائرة الشاطئية (أ.ب)
TT

«أولمبياد باريس - طائرة شاطئية»: المغربي عبيشة سعيد رغم الخسارة أمام أميركا

محمد عبيشة (يسار) وزميله زهير الجروي ثنائي المغرب في الكرة الطائرة الشاطئية (أ.ب)
محمد عبيشة (يسار) وزميله زهير الجروي ثنائي المغرب في الكرة الطائرة الشاطئية (أ.ب)

عبّر محمد عبيشة، نجم منتخب المغرب للكرة الطائرة الشاطئية للرجال، عن رضاه بشأن مستوى فريقه، رغم الخسارة أمام أميركا صفر - 2، الثلاثاء، في أولمبياد باريس 2024.

وقدّم الثنائي المغربي المكون من عبيشة وزميله زهير الجروي أداءً طيباً قبل أن يخسرا بنتيجة 38 - 49.

وتلقى منتخب المغرب هزيمته الثانية على التوالي بعد خسارته في الجولة الأولى أمام البرازيل صفر - 2 أيضاً، لكن بنتيجة 28 - 42، كما خسرت أميركا في الجولة الأولى على يد كوبا صفر - 2 بنتيجة 36 - 42.

وقال عبيشة في تصريحات خاصة لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «نحمد الله على الأداء، تمكنّا من مجاراة المنتخب الأميركي المصنف الخامس عالمياً».

وأضاف: «قاتلنا حتى النهاية، لكن عانينا من الإنهاك بعد 3 أيام من مواجهة البرازيل في الجولة الأولى».

وتابع: «دخلنا في أجواء المباراة أمام أميركا، وعرفنا نقاط ضعفهم وتمكنّا من مجاراتهم، رغم طول قامة الفريق المنافس».

وختم بالقول: «كان باستطاعتنا حسم الجولة الثانية لصالحنا والتقدم في منافسات البطولة، لكن نتمنى أن يلازمنا الحظ في الاستحقاقات المقبلة».

عاجل سماع دوي انفجار قوي في العاصمة اللبنانية بيروت (رويترز)