لماذا سيكون سافينيو صانع الألعاب المثالي لهالاند في مانشستر سيتي؟

صفقة غوارديولا الجديدة ستزيد فاعلية خط الهجوم وسترفع من حمية المنافسة بين لاعبي الجناح الأيسر

تألق سافينيو الموسم الماضي جعله يحجز مكاناً في تشكيلة البرازيل بـ«كوبا أميركا» الأخيرة (أ.ب)
تألق سافينيو الموسم الماضي جعله يحجز مكاناً في تشكيلة البرازيل بـ«كوبا أميركا» الأخيرة (أ.ب)
TT

لماذا سيكون سافينيو صانع الألعاب المثالي لهالاند في مانشستر سيتي؟

تألق سافينيو الموسم الماضي جعله يحجز مكاناً في تشكيلة البرازيل بـ«كوبا أميركا» الأخيرة (أ.ب)
تألق سافينيو الموسم الماضي جعله يحجز مكاناً في تشكيلة البرازيل بـ«كوبا أميركا» الأخيرة (أ.ب)

فاز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي وللمرة الرابعة على التوالي في إنجاز غير مسبوق بالبطولة، وكانت حصيلته 96 هدفاً، لكن من الواضح للجميع أن النادي لا يعتزم الاكتفاء بما حققه، ويسعى للوصول إلى مستويات وآفاق جديدة. وكان تعاقد مانشستر سيتي، بقيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، مع النجم البرازيلي الدولي سافينيو إحدى أكثر الصفقات لفتاً للانتباه خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، والتي تعبر عن أهداف الفريق الهجومية.

يُنظر إلى الجناح البرازيلي سافيو دي أوليفيرا البالغ من العمر 20 عاماً والشهير بسافينيو على أنه من ألمع المواهب الشابة في عالم كرة القدم، بعدما توهج في الدوري الإسباني الممتاز وقدم مستويات استثنائية مع فريق جيرونا الموسم الماضي.

يمتلك سافينيو قدماً يسرى ساحرة، وينطلق مثل السهم بسرعة فائقة متحكماً في الكرة بمهارة عالية. بمجرد أن يستقبل الكرة، فإن أول شيء يخطر بباله عادة هو محاولة التخلص من اللاعب الذي يراقبه للقيام بشيء غير تقليدي دون أن يفقد الكرة.

يمتلك راقص السامبا البرازيلي سرعة مذهلة، ويمكنه اختراق خطوط المنافسين في أي مكان على أرض الملعب، قبل أن ينطلق بالكرة للأمام ولديه هدف معين يسعى لتحقيقه هو هز الشباك. وعلاوة على ذلك، يمكنه اللعب في عمق الملعب أو في مركز الجناح الأيمن، لكن جيرونا كان يعتمد عليه في الأساس في الناحية اليسرى، حيث قدم مستويات رائعة.

يحب سافينيو أن يضع المنافسين تحت ضغط في موقع دفاعي، وهو ما يعني أنه كان أكثر لاعبي الدوري الإسباني الممتاز الموسم الماضي انطلاقاً بالكرة من الخلف للأمام، وتشير شركة «أوبتا» للإحصاءات إلى أنه فعل ذلك 201 مرة، كانت معظم هذه الانطلاقات من الناحية اليسرى، لكن في بعض الأحيان كان سافينيو ينطلق أيضاً من عمق الملعب أو بشكل قطري.

وكلما وجد نفسه في مواجهة فردية، فإنه نادراً ما يفشل في المرور من المنافس. من المؤكد أن هذه الميزة ستجعل مانشستر سيتي يزيد من لعبه المباشر على مرمى المنافسين، وتسرع من قدرة الفريق على خلق مشكلات كبيرة للخصوم في الهجمات المرتدة السريعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الفرق التي ستعتمد على التكتل الدفاعي أمام مانشستر سيتي ستعاني أيضاً بسبب قدرات النجم البرازيلي الفائقة في المراوغة واختراق الخطوط.

المستويات اللافتة لسافينيو مع جيرونا جعلت سيتي يتسابق للتعاقد معه (موقع جيرونا)

إحصاءات الموسم الماضي

تتباهى كرة القدم الإسبانية بوجود عدد كبير من اللاعبين الموهوبين الذين لديهم القدرة على مراوغة المنافسين والمرور منهم، لكن سافينيو كان أفضل لاعب بالدوري الموسم الماضي فيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة وبدء شن الهجمات. بل ووصل الأمر إلى أنه تفوق على لاعبين بارزين من أمثال فينيسيوس جونيور (ريال مدريد) ونيكو ويليامز (أتلتيك بلباو) من حيث إحراز وصناعة الأهداف من حالة الحركة والانطلاق بالكرة، حيث سجل خمسة أهداف وصنع مثلها بهذه الطريقة.

لا يوجد أدنى شك في أن سافينيو موهبة استثنائية، وقد تم اختياره ضمن الفريق المثالي للدوري الإسباني الممتاز الموسم الماضي، رغم أنه بدأ الموسم بوصفه لاعباً شاباً يتحسس خطاه في هذه البطولة القوية. وكانت أرقامه جيدة بشكل مذهل، حيث احتل المرتبة الثانية في كثير من الإحصاءات في الدوري، ولعب دوراً رئيسياً في احتلال جيرونا للمركز الثالث في جدول الترتيب بشكل غير متوقع.

يمتلك غوارديولا بالفعل عدداً كبيراً من الخيارات الجيدة على الأطراف في سيتي، لكن سرعة سافينيو المذهلة وشجاعته المطلقة ستمنح الفريق قوة إضافية كبيرة. وبعد انضمام سافينيو إلى مانشستر سيتي قبل أيام، قال غوارديولا: «لقد أحدث تأثيراً مذهلاً مع جيرونا. يمكنه اللعب في مركز الجناح، وعندما يكون في مواجهة فردية، يكون مدمراً! إنه لا يزال صغيراً في السن. من الضروري التعاقد مع لاعب أو اثنين من هذه النوعية حتى يبقى الفريق في حالة جيدة».

من المؤكد أن غوارديولا يتوقع من سافينيو أن يقدم الدعم اللازم للمهاجم النرويجي العملاق إيرلينغ هالاند، وأن يكرر المستويات الرائعة نفسها ويصنع الأهداف بالطريقة نفسها التي كان عليها مع جيرونا. كان سافينيو يراوغ المنافسين على الجهة اليمنى ثم يرسل كرات عرضية متقنة بالقدم اليسرى نحو القائم البعيد، ويفعل الأمر نفسه بالجانب الأيسر، وهو الأمر الذي كان يستغله زملاؤه في خط الهجوم لهز شباك المنافسين.

يحب هالاند الوجود داخل منطقة الجزاء، ويكاد يكون من المستحيل إيقافه عندما يستقبل تمريرات عرضية متقنة أمام المرمى. تُظهر خريطة التمريرات الحاسمة لسافينيو أن سبعة من الأهداف العشرة التي صنعها جاءت من كرات عرضية من الناحية اليسرى. وكانت خمسة من هذه التمريرات موجهة نحو القائم البعيد، لذلك إذا واصل راقص السامبا البرازيلي اللعب بالطريقة نفسها، فمن المؤكد أن هالاند سيستفيد كثيراً من ذلك، ويرفع من غلته التهديفية القياسية.

ويُعد أقرب لاعب لسافينيو من الخيارات المتاحة حالياً لمانشستر سيتي في مركز الجناح هو جيريمي دوكو، الذي يمكنه أيضاً اللعب على أي من الجانبين. لكن سافينيو أفضل من دوكو فيما يتعلق باللعب المباشر على المرمى، لكنّ اللاعبين يفضلان المرور من المدافعين والكرة بين أقدامهما. من المؤكد أن جمهور مانشستر سيتي يشعر بالمتعة لمجرد تخيل وجود دوكو وسافينيو على الأطراف إلى جانب هالاند في مركز المهاجم الصريح.

وصول سافينيو سيضع كثيراً من الضغط على جاك غريليش على حجز مكان أساسي في مركز الجناح الأيسر. غريليش يتمتع بالثقة والبراعة في الاستحواذ على الكرة مقارنة بمنافسيه الرئيسيين، لكن يتعين عليه أن يتطور فيما يتعلق بالمرور من المنافسين، وهو الشيء الذي كان يفتقر إليه في بعض الأحيان حتى يضمن المشاركة في عدد كبير من المباريات في موسم 2024 - 2025.

ربما لم تكن هناك حاجة ملحة لتعاقد مانشستر سيتي مع جناح أيسر، لكن مجرد طرح اسم سافينيو يجعل المتابعين يعرفون سبب تحرك المسؤولين بالنادي للقيام بهذه الخطوة، خاصة أن النجم البرازيلي الشاب ما زال في بداية مشواره، وهو قادر على التطور بشكل أكبر خلال المواسم القليلة المقبلة. لقد عدّ هذا النجم الشاب جيداً بما يكفي للمشاركة في أربع مباريات مع منتخب البرازيل في بطولة كوبا أميركا الأخيرة، لذا من المتوقع أن يخوض عدداً كبيراً من المباريات مع مانشستر سيتي خلال الموسم المقبل.


مقالات ذات صلة

هاو: أنا ملتزم مع نيوكاسل... ولا اتصالات مع منتخب إنجلترا

رياضة عالمية إيدي هاو خلال المؤتمر الصحافي (أ.ف.ب)

هاو: أنا ملتزم مع نيوكاسل... ولا اتصالات مع منتخب إنجلترا

نفى مدرب نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم إيدي هاو، الثلاثاء، أي تواصل رسمي معه بشأن منصب تدريب منتخب إنجلترا الشاغر، مؤكداً التزامه التام مع النادي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة عالمية مجسم مقترح لملعب مانشستر يونايتد الجديد الذي يرغب راتكليف في الإسراع ببنائه (موقع مانشستر يونايتد)

راتكليف يهدف إلى بناء ملعب جديد ليونايتد بسعة 100 ألف متفرج

يكلّف الاستاد الجديد ملياري جنيه إسترليني على أن يُبنى خلال 6 سنوات بجوار الملعب الحالي «أولد ترافورد».

رياضة عالمية فيكتور ليندلوف بعد العودة إلى تدريبات مانشستر يونايتد (نادي مانشستر يونايتد)

ليندلوف يعزز صفوف مانشستر يونايتد بعد إصابة يورو

عاد فيكتور ليندلوف مدافع مانشستر يونايتد للتدريبات بشكل كامل وبات جاهزاً للمشاركة في الوقت المناسب بعد إصابة الوافد الجديد ليني يورو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
رياضة عالمية يانغ مين هيوك (نادي توتنهام)

توتنهام يتعاقد مع الشاب الكوري يانغ حتى 2030

أعلن توتنهام هوتسبير، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الأحد، تعاقده مع الجناح الكوري الجنوبي يانغ مين هيوك، من نادي غانغوون الكوري لمدة 6 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا (د.ب.أ)

مدرب تشيلسي: لن تحدث مشكلات عند عودة إنزو

يتوقع إنزو ماريسكا، المدير الفني الجديد لفريق تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، عدم حدوث مشكلات بين اللاعبين عندما يعود إنزو فرنانديز إلى الفريق الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن )

هاشيموتو بعد قيادة اليابان لذهبية الفرق في الجمباز: كدت أفقد الثقة

دايكي هاشيموتو (رويترز)
دايكي هاشيموتو (رويترز)
TT

هاشيموتو بعد قيادة اليابان لذهبية الفرق في الجمباز: كدت أفقد الثقة

دايكي هاشيموتو (رويترز)
دايكي هاشيموتو (رويترز)

يعيش بطل الجمباز الياباني دايكي هاشيموتو، حامل لقب الأولمبياد في منافسات كل الأجهزة، حالة صعبة منذ شهور.

وفي شهر مايو (أيار) الماضي، أجبرته الإصابة على الانسحاب فجأة من بطولة «إن إتش كيه»، البطولة الأهم في هذه الرياضة باليابان، التي كان يأمل أن تكون فرصته للاستعداد قبل دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

وعلى الرغم من أنه لا يزال يعاني من إصابة في إصبعه لم تلتئم بعد، انضم إلى رياضيين آخرين في معسكر تدريبي قبل أولمبياد باريس، كما أنه تساءل عما إذا كان سيتمكن من قيادة الفريق المكون من خمسة لاعبين إلى الميدالية الذهبية التي كانت تتوقعها بلاده.

وقال هاشيموتو للصحافيين، الاثنين: «بصراحة، بدأت أفقد الثقة. عندما انتهى المعسكر التدريبي، لم أكن أستطيع أن أتخيل كيف سأفوز بالميدالية الذهبية».

ويبدو أن هذا الشعور بالشك قد اختفى قبل يومين عندما دخل هاشيموتو إلى ملعب «بيرسي أرينا» في باريس، مبتسماً ويلوح بيده للجماهير.

ولكن الثقة لم تدم طويلاً.

وفي العقلة، أخطأ هاشيموتو في نزوله بالهبوط على يديه وقدميه؛ ما أدى إلى تلاشي فرصته في الوصول للنهائي؛ للدفاع عن اللقب في الجهاز.

وقال «لقد أصبحت عبئاً على الفريق، وشعرت أن هذا الأمر كان ثقيلاً للغاية مرة أخرى».

وكانت اليابان تأمل في تصدّر ترتيب التصفيات لتعزيز فرصها في الفوز باللقب، لكنها اضطرت إلى الاكتفاء بالمركز الثاني خلف الصين.

وقال هاشيموتو إن إصرار زملائه في الفريق وتشجيعهم المستمر له كانا السبب في تجاوز هذه اللحظات الصعبة.

وأضاف: «في كل مرة كنت أفتح فيها أبواب ملعب التدريب، كان الجميع يتحدثون عن رغبتهم في الفوز بالميدالية الذهبية. وعندما رأيت ذلك، شعرت من أعماق قلبي أنني أريد القتال من أجل هذا الفريق».

الاثنين، ومع وجود الميدالية على المحك، كان هاشيموتو في حاجة إلى دفعة معنوية إضافية من زملائه في الفريق.

وفي خطأ أثار استنكار الجميع في الملعب، سقط هاشيموتو من على حصان الحلق، ما أدّى إلى تراجع اليابان أمام فريق صيني قوي.

والواقع أن النتيجة المتواضعة، التي سجلها هاشيموتو 13.100، جعلت بلاده تتخلّف عن بقية المنتخبات في المركز الخامس عند منتصف مشوار النهائي.

وقال هاشيموتو، الذي كان جزءاً من الفريق الياباني الذي احتل المركز الثاني خلف روسيا في «ألعاب طوكيو»: «في اللحظة التي سقطت فيها، فكرت في نفسي. (أوه لا، سنخسر الميدالية الذهبية مرة أخرى بسببي). لكن عندما أنهيت المهمة، قال لي زملائي في الفريق تاكاكي سوغينو وكازوما كايا (لا تستسلم، لا يزال بوسعنا أن نفعل ذلك)».

ومع بقاء جهاز واحد فقط من بين الأجهزة الستة، بدا فوز الصين بالميدالية الذهبية شبه مؤكد، إذ كانت اليابان متأخرة بأكثر من ثلاث نقاط، وهو فارق ضخم لا يمكن تعويضه إلا إذا نفّذ اليابانيون سلسلة من الحركات الخالية من العيوب تقريباً، كما تطلّب الأمر من لاعبي الصين ارتكاب بعض الأخطاء الكبرى.

ولحسن الحظ بالنسبة إلى اليابان، هذا هو بالضبط ما حدث على العقلة.

وأخطأ شياو روتينغ بنزوله على ركبتيه، ليحصل على أدنى نتيجة له في اليوم، وهي 13.433.

وبعد دقائق قليلة، تعرّض زميله الصيني سو ويدي لسقوطين عنيفين من العارضة، ليمنح هاشيموتو فرصة للتعويض وفريقه للفوز بالميدالية الذهبية.

وكان هاشيموتو آخر المشاركين في الفريق الياباني؛ إذ قدّم أداء قوياً بتسجيله 14.566 نقطة، ليحصل فريقه على إجمالي 259.594 نقطة. وقد ترك هذا المنافس الصيني الأخير في حاجة إلى تسجيل 15.265 نقطة فقط للتعادل مع اليابان. وقد فشل تشانج بوهينغ في تحقيق هذا الهدف.

وقال هاشيموتو: «سعيد للغاية. الأمر مختلف عن الميدالية الفردية. الجميع يعانقون بعضهم بجنون، ثم يعانقون بعضهم مرة أخرى، رغم أننا احتضنا بعضنا للتو. أشعر أن هذه الميدالية عمّقت روابطنا القوية أكثر».