مع انطلاق الأولمبياد... شبان غزة يحاولون دفن همومهم بلعب الكرة

لن يحظى الفريق الفائز من بين هؤلاء الشبان بأي تكريم ولا جائزة
لن يحظى الفريق الفائز من بين هؤلاء الشبان بأي تكريم ولا جائزة
TT

مع انطلاق الأولمبياد... شبان غزة يحاولون دفن همومهم بلعب الكرة

لن يحظى الفريق الفائز من بين هؤلاء الشبان بأي تكريم ولا جائزة
لن يحظى الفريق الفائز من بين هؤلاء الشبان بأي تكريم ولا جائزة

يلعب شبان فلسطينيون، ألهمتهم دورة الألعاب الأولمبية التي تبدأ على بُعد عوالم شاسعة منهم في باريس، مباريات ينافسون فيها بعضهم في مدارس تؤوي نازحين في قطاع غزة الذي تمزقه الحرب، في إلهاء عن أهوال القصف الإسرائيلي نادراً ما يتاح لهم.

عثر لاعبون على كأس تحت الأنقاض كانوا يبحثون عنها لتعطيهم إحساساً ولو بسيطاً بالإنجاز

وبينما تتركز أنظار العالم على منافسات دورة الألعاب الأولمبية في فرنسا، لن يحظى الفريق الفائز من بين هؤلاء الشبان على أي تكريم، ولا جائزة في القطاع الصغير الذي حوّلته الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى حطام.

وعثر لاعبون على كأس تحت الأنقاض كانوا يبحثون عنها لتعطيهم إحساساً ولو بسيطاً بالإنجاز وسط فوضى الحرب. لكنها شكلت تذكيراً مؤلماً بأن قطاع غزة قد يستغرق سنوات ليتعافى من إراقة الدماء.

قال أبو سيف، أحد منظمي دورة ألعاب كرة القدم في غزة، التي يتنافس فيها لاعبون يرتدون الأحمر أو الأسود «إحنا أتمينا وأنجزنا وحققنا المباريات هذه عشان في العالم كله بتصير أولمبيات، وعلى حد التحديد الأولمبيات اللي بتصير في فرنسا».

هكذا وضع أطفال غزة مرمى فريقهم للعب الكرة (أ.ف.ب)

وأضاف عن أملهم في أن يلفت ذلك النظر لمحنتهم العصيبة، في وقت يهتم العالم كله بالحدث الذي تستضيفه فرنسا «يعني العالم كله بينظر إلها وبيتطلع إلها، ومبسوط عليها. كنا نتمنى أن العالم ينظر إلنا في قطاع غزة، في قطاع غزة المنكوب والمضطهد، ينظر ويتطلع أنه كيف أن حتى أبسط حقوقنا في الرياضة اللي هي الكورة... إحنا بنحبها وبنمارسها، وهي هوايتنا. وإحنا شعب نحب السلام».

ومضى يقول «ملاعبنا كلها اتدمرت، أنديتنا كلها اتدمرت. يعني أنتم شايفين الكرة اللي بنلعب بيها كرة قديمة جداً في مركز الإيواء، ومراكز الإيواء اتدمرت. يعني الاحتلال مخلاش (لم يترك) إشي إلا أما دمره، الشجرة، الحجر، الطير، العصفور، مفيش حاجة إلا ودمرها الاحتلال».

قال أبو سيف منظم إحدى الدورات الرياضية إن الملاعب دمرت (رويترز)

قطاع غزة الذي يعاني الفقر المدقع اعتاد شبانه على التأقلم مع اللعب في منشآت رياضية متواضعة. لكن الحرب دمرت كل شيء، وأتت على هذا القليل المتاح من حلبات ملاكمة لملاعب كرة قدم متربة.

لكن روح الرياضيين لم تنكسر حتى رغم وصول عدد قتلى الحملة العسكرية الإسرائيلية حتى الآن إلى ما يتجاوز 39 ألفاً وفقا لسلطات غزة.

ملعب في أحد مراكز الإيواء بات مسرحاً لقضاء الوقت (رويترز)

وقال مصطفى أبو حشيش، المشارك في المباريات «بنحاول نعمل نشاط هذه المدرسة الرياضي، وبنحاول نغير وضع الحياة اللي إحنا فيها. نرفه عن الناس والأطفال قدر المستطاع، ونوصل رسالة للعالم برضه أجمع، بأن إحنا شعب نستحق الحياة وبيبحث عن حقه في الحياة حقه لأطفاله».

روح الرياضيين لم تنكسر حتى رغم وصول عدد القتلى بالآلاف (رويترز)

وتابع قائلا «رسالتنا بسيطة جداً أن إحنا ناس واقع ظلم علينا، وبدنا الناس تشوفنا وترانا، وتعرف كل اللي بيصير عندنا من خلال الرياضة».

وتركزت أنظار العالم على القتال في قطاع غزة منذ هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل. وذكرت إحصاءات إسرائيلية أن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 وأسر أكثر من 250 رهينة.

سيدات يتابعن مباريات أطفالهن في غزة (رويترز)

وفي الوقت الراهن، ربما يجد الشبان الذين يلعبون كرة القدم في قطاع غزة متنفساً وجيزاً يلهيهم عن الضربات الجوية والقصف والاجتياح البري. لكن ذلك قد لا يدوم طويلاً إذا أخفق مجدداً وسطاء من مصر والولايات المتحدة وقطر في التوصل لوقف لإطلاق النار.

منافسة كبيرة بين شبان غزة للفوز بمباريات في مدينة الحرب (رويترز)

وفي العاشر من يوليو تموز، قال شهود إن صاروخاً إسرائيلياً سقط على مخيم للنازحين في جنوب قطاع غزة خلال تجمعهم هناك لمشاهدة مباراة كرة قدم في إحدى المدارس.

وتقول إسرائيل إنها تبذل كل ما في وسعها لتجنب قتل المدنيين.


مقالات ذات صلة

منع بطل الدراجات الأولمبي ريتشاردسون من تمثيل أستراليا

رياضة عالمية ماثيو ريتشاردسون (رويترز)

منع بطل الدراجات الأولمبي ريتشاردسون من تمثيل أستراليا

قال الاتحاد الأسترالي للدراجات، اليوم الاثنين، إنه لن يُسمح لماثيو ريتشاردسون بالعودة للانضمام إلى الفريق في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
رياضة عالمية إيما ماكيون (أ.ف.ب)

أسطورة السباحة الأسترالية ماكيون تعتزل بعد مسيرة أولمبية عظيمة

اعتزلت السبّاحة إيما ماكيون، الأكثر تتويجاً في تاريخ أستراليا الأولمبي وصاحبة ثمانية أرقام قياسية عالمية، الاثنين، عن عمر يناهز 30 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
رياضة عالمية أليستير براونلي (أ.ب)

براونلي بطل الأولمبياد مرتين يعتزل لعبة «الثلاثي»

أعلن أليستير براونلي، الفائز بذهبيتين أولمبيتين في الثلاثي وبطل العالم مرتين، اعتزاله في عمر الـ36 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آدم بيتي (رويترز)

بيتي: لست مستعداً لاتخاذ قرار المشاركة في «أولمبياد 2028»

قال السباح البريطاني آدم بيتي، بطل الأولمبياد 3 مرات، إنه غير مستعد الآن لاتخاذ قراره بشأن المشاركة في أولمبياد لوس أنجليس 2028، وذلك بعدما أصيب بالإحباط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الوكالة الدولية للاختبارات أن 10.3 في المائة من الرياضيين لم يتم اختبار تعاطيهم للمواد المنشطة في الأشهر الـ6 (أ.ف.ب)

67 فائزاً بميداليات لم يخضعوا لاختبارات المنشطات قبل «أولمبياد باريس»

ذكر تقرير صادر من الوكالة الدولية للاختبارات أن 3.‏10 في المائة من الرياضيين، بما في ذلك 67 رياضياً فازوا بميداليات.

«الشرق الأوسط» (لايبزغ)

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)
من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)
TT

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)
من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)

أهدر برايتون فرصة الارتقاء الى المركز الثاني مؤقتا بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع جاره الجنوبي ساوثهامبتون الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز.

وبهذه النتيجة رفع برايتون رصيده الى 23 نقطة ليرتقي الى المركز الثالث موقتا متقدما بفارق نقطة واحدة عن تشيلسي وارسنال ومتخلفا بفارق 8 نقاط عن ليفربول المتصدر ونقطتين عن مانشستر سيتي الثاني، في المقابل بقي ساوثمبتون في المركز الاخير برصيد 5 نقاط من اصل 39 ممكنة.

ويعتبر برايتون، مفاجأة الموسم بقيادة مدربه الشاب الالماني فابيان هورتسلر اصغر المدربين في الدوري الانجليزي الممتاز (31 عاما) وقد نجح في الفوز على مانشستر سيتي بطل المواسم الاربعة الماضية وعلى مانشستر يونايتد.

تقدم برايتون بهدف سجله الجناح الياباني كاورو ميتوما بعد مرو 29 دقيقة، قبل ان يدرك ساوثمبتون التعادل بواسطة فلين داونز (59).

وسجل ساوثمبتون هدفا ثانيا عبر كاميرون ارتشر لكن الحكم لم يحتسبه بداعي التسلل (67).