«أولمبياد باريس»: فرنسا تتجاوز أميركا بسهولة في منافسات كرة القدم

أحداث غير تقليدية شهدتها مباراة الأرجنتين والمغرب انتهت بفوز «أسود الأطلس»

فرحة فرنسية بعد الفوز على منتخب أميركا (أ.ب)
فرحة فرنسية بعد الفوز على منتخب أميركا (أ.ب)
TT

«أولمبياد باريس»: فرنسا تتجاوز أميركا بسهولة في منافسات كرة القدم

فرحة فرنسية بعد الفوز على منتخب أميركا (أ.ب)
فرحة فرنسية بعد الفوز على منتخب أميركا (أ.ب)

بدأت فرنسا صاحبة الضيافة مشوارها في مرسيليا بشكل جيد، بتسجيل هدفين في غضون ثماني دقائق بعد مرور ساعة من اللعب، ومنحتها ضربة رأس متأخرة من لويك بادي فوزاً مريحاً 3-صفر على الولايات المتحدة، ضمن منافسات مسابقة كرة القدم من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي ستفتح رسمياً، الجمعة.

وأطلق ألكسندر لاكازيت احتفالات جماهير فرنسا بتسديدة رائعة من مسافة ليفتتح التسجيل، قبل أن يضاعف مايكل أوليسي تقدم فريق المدرب تييري هنري.

وبعد الأحداث غير التقليدية في مباراة الأرجنتين والمغرب، فإن المنظمين شعروا بالارتياح لأن المباراة الافتتاحية لإسرائيل في المجموعة الرابعة أمام مالي على ملعب بارك دي برانس مرت بسلام.

وأقيمت المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 وسط إجراءات أمنية مشددة بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة.

بدورها، فازت إسبانيا 2-1 على أوزبكستان في مستهل مباريات المجموعة الثالثة بعدما عانت في فرض سيطرتها في بداية اللقاء.

وسجل مارك بوبيل هدف التقدم لإسبانيا في الدقيقة 29 مستغلاً ضربة رأس من زميله أبيل رويز.

وأدركت أوزبكستان، التي استقبلتها جماهيرها المبتهجة، التعادل عن طريق إلدور شومورودوف من ركلة جزاء احتُسبت بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد بسبب خطأ على باو كوبارسي قبل الاستراحة.

وقال سانتياغو دينيا مدرب إسبانيا «لم أشعر بالمفاجأة (من أداء) أوزبكستان. حققنا هدفنا لكنها كانت مباراة صعبة للغاية والآن حان الوقت للتحسن. أبلغت الفريق بين شوطي اللقاء أن علينا التحسن في تناقل الكرة وهو ما افتقدناه. علينا أن نحسن ذلك، وإذا قمنا بذلك سنحظى بالعديد من الخيارات لتحقيق الفوز».

وأهدرت إسبانيا فرصة ذهبية لاستعادة تقدمها بعد الاستراحة حين أهدر سيرجيو غوميز ركلة جزاء، لكن لاعب ريال سوسيداد عوض الخطأ وسجل هدف الفوز في الدقيقة 62.

في المقابل، فاز المغرب 2-1 على الأرجنتين في مستهل مبارياته بالمجموعة الثانية في سانت إيتيان، بعدما ظن الجميع أن المباراة انتهت بالتعادل 2-2.

وسجل كريستيان ميدينا هدف التعادل للأرجنتين في الدقيقة 16 من الوقت بدل الضائع للمباراة بعدما تابع كرة مرتدة من العارضة، قبل أن تقتحم الجماهير أرض الملعب ليغادر كلا الفريقين نحو غرفة تبديل الملابس.

وبعد مغادرة كلا الفريقين لأرض الملعب، اكتشفا أن المباراة لم تنته وأن حكم اللقاء قرر إيقافها ولم يُطلق صفارة النهاية.

وأبلغ مدير الملعب وكالة «رويترز» أن المباراة توقفت. كما أوضح موقع الألعاب الأولمبية أن المباراة «متوقفة».

وتم استئناف اللقاء، في تمام الساعة السابعة بالتوقيت المحلي، بعد ساعتين من النهاية الأولى له، وألغى الحكم هدف ميدينا بداعي التسلل.

واستكملت المباراة لمدة ثلاث دقائق و15 ثانية، بعد إلغاء الهدف عقب مراجعة حكم الفيديو المساعد، بحثت فيها الأرجنتين عن التعادل مجدداً لكن المغرب تمكن من الصمود والفوز بالمباراة.

وقال خافيير ماسكيرانو مدرب الأرجنتين «لا أتذكر أن شيئاً كهذا حدث على هذا المستوى، أن يتم إيقاف المباراة لمدة ساعة ونصف، والإحماء لعشر دقائق ثم لعب ثلاث أخرى. ما حدث على أرض الملعب كان فضيحة، إنها ليست بطولة للأحياء، إنها دورة الألعاب الأولمبية».

وقال المنظمون لاحقاً إنهم يعملون لفهم الأسباب التي أدت إلى اقتحام الجماهير لأرض الملعب وتحديد الإجراءات المناسبة.

وكان المهاجم رحيمي، الذي يشارك في التشكيلة كلاعب فوق السن مع القائد أشرف حكيمي، قد منح التقدم للمغرب في الوقت بدل الضائع للشوط الأول بعدما حول تمريرة منخفضة من زميله بلال الخنوس مباشرة في الشباك.

وسجل مهاجم العين الإماراتي الهدف الثاني من ركلة جزاء بعد أربع دقائق من انطلاق الشوط الثاني بعد سقوط إلياس أخوماش عقب التحام قوي مع خوليو سولير.

وقلص خوليانو سيميوني الفارق في الدقيقة 68 للأرجنتين، التي حصدت الميدالية الذهبية مرتين، لينتفض فريق المدرب خافيير ماسكيرانو محاولاً إدراك التعادل.

واقتحمت الجماهير أرض الملعب في اليوم الأول من منافسات كرة القدم بعد هدف ميدينا وألقت مقذوفات على اللاعبين مع اندلاع الفوضى في الملعب الواقع بشرق فرنسا.

وتعرّضت الأرجنتين لصيحات الاستهجان من قبل المتفرجين، بسبب جدل أثير بعد فيديو لاعب منتخب الأرجنتين الحائز على كوبا أميركا الأخيرة، إنزو فرنانديز، الذي وصفه الاتحاد الفرنسي للعبة بأنه «عنصري وتمييزي».


مقالات ذات صلة

كاتس يحذر من استهداف الرياضيين الإسرائيليين في «أولمبياد باريس»

رياضة عالمية الشرطة الفرنسية حاضرة في كل مكان لحماية الألعاب الأولمبية (رويترز)

كاتس يحذر من استهداف الرياضيين الإسرائيليين في «أولمبياد باريس»

حذَّر وزير الخارجية الإسرئيلي يسرائيل كاتس من تلقيه معلومات استخبارتية بشأن التهديد المحتمَل من جانب عملاء إيرانيين وجماعات إرهابية تخطط لاستهداف رياضيي بلاده.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
رياضة عالمية جنود فرنسيون يقفون لحماية دورة الألعاب الأولمبية (أ.ب)

الألعاب الأولمبية فرصة ذهبية لتجار المخدرات في باريس

استكمل تجّار المخدرات في باريس، هم أيضاً، استعداداتهم لاستقبال الحشود المرتقبة لحضور فعاليات الألعاب الأولمبية، إذ وعدوا بتوفير كميات كافية من موادهم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة سعودية الفارس رمزي الدهامي (اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية)

«دنيا ورمزي» يحملان علم السعودية في افتتاح «أولمبياد باريس»

كشفت مصادر مطلعة باللجنة الأولمبية السعودية لـ«رويترز»، الخميس، أن لاعبة التايكوندو دنيا أبو طالب والفارس رمزي الدهامي سيحملان علم المملكة في حفل افتتاح الدورة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية منظمو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس (رويترز)

منظمو «باريس 2024» يحققون في فوضى لقاء الأرجنتين والمغرب

قال منظمو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، اليوم (الخميس)، إنهم يحققون في الأسباب التي أدت إلى اقتحام مشجعين أرض الملعب خلال المباراة الافتتاحية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لاعبة الغولف إيناس لقلالش (رويترز)

«إيناس والرحموني» يحملان علم المغرب في افتتاح «أولمبياد باريس»

قالت اللجنة الأولمبية المغربية، اليوم (الخميس)، إن لاعبة الغولف إيناس لقلالش والفارس ياسين الرحموني سيحملان علم البلاد في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الألعاب الأولمبية فرصة ذهبية لتجار المخدرات في باريس

جنود فرنسيون يقفون لحماية دورة الألعاب الأولمبية (أ.ب)
جنود فرنسيون يقفون لحماية دورة الألعاب الأولمبية (أ.ب)
TT

الألعاب الأولمبية فرصة ذهبية لتجار المخدرات في باريس

جنود فرنسيون يقفون لحماية دورة الألعاب الأولمبية (أ.ب)
جنود فرنسيون يقفون لحماية دورة الألعاب الأولمبية (أ.ب)

استكمل تجّار المخدرات في باريس، هم أيضاً، استعداداتهم لاستقبال الحشود المرتقبة لحضور فعاليات الألعاب الأولمبية، إذ وعدوا بتوفير كميات كافية من موادهم، لكنّهم نبهوا المهتمين إلى أن الأسعار قد ترتفع وأنّ فترة انتظار التسليم قد تكون طويلة في ظل طلب كثيف ومراقبة أمنية يتولاها عشرات الآلاف من عناصر الشرطة.

ويتطلّع الجميع في العاصمة الفرنسية إلى جني الأموال تزامناً مع الألعاب الأولمبية، بدءاً من السكان الذين يؤجرون شققهم وصولاً إلى منظومة النقل التي رفعت أسعار التذاكر، حتى إن الناشطين في عالم الجريمة المنظمة يسعون إلى الاستفادة من هذا الحدث الرياضي.

ويقول تاجر باريسي لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن مستعدون دائماً في هذا المجال»، مكرراً ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال هذا الأسبوع عن أنّ بلاده جاهزة بشكل تام للألعاب الأولمبية.

ويضيف التاجر الذي فضّل إبقاء هويته طي الكتمان: «سيكون هناك دائماً شخص جاهز، هكذا تسير الأمور في حال كانت هناك فرصة لجني الأموال».

ومع انتشار نحو 45 ألف عنصر أمن في الشوارع، يتوقع الخبراء أن تشهد خدمات التوصيل ارتفاعاً في عدد زبائنها.

وفي الواقع، سبق أن شهدت فرنسا ازدهاراً في تطبيقات المراسلة ومنصات التواصل الاجتماعي المخصصة لعمليات توصيل المخدرات، منذ أن أدت إجراءات الإغلاق الناتجة من الجائحة إلى توجيه التجارة نحو العمليات الرقمية وإبعادها عن صيغتها التقليدية في الشوارع.

وفي الوقت نفسه، شهدت فرنسا قلقاً متزايداً بشأن ازدهار تجارة المخدرات وازدياد عمليات القتل بين العصابات المتنافسة.

ويقول المحامي المتخصص في القضايا الجنائية أدريان غابو: «ثمة نوع من الاتجار بالمخدرات مشابه لعمليات توصيل الركاب عبر تطبيق أوبر، مع إتاحة عروض رقمية على تطبيقات مثل (تلغرام) أو توفير عروض ترويجية».

في المرحلة التي سبقت الألعاب الأولمبية، أطلع التجار زبائنهم على ما يمكنهم توقّعه خلال الحدث الرياضي الذي ينطلق الجمعة ويستمر حتى 11 أغسطس (آب).

وكتب أحد التجّار للزبائن: «ستُعَدَّل أسعار خدماتنا بسبب حركة المرور الكثيفة والطلب الكبير».

وستُغلَق مساحات شاسعة في وسط باريس خلال الاحتفالات، مما سيؤدي إلى تعطّل حركة السيارات والمشاة، لدرجة أنّ التاجر الباريسي قال إن الأمر لا يستحق العناء، حتى لمشاهدة الفعاليات.

وفي عملية بيع كانت تجري بين تاجر وزبون، اطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، يحذّر التاجر من أنّ التبادلات لا يمكن أن تتم في العلن.

ويقول في رسالة: «الشرطة بالمرصاد».

إلا أنّ عدداً من التجار الآخرين يبعثون برسائل لزبائنهم بهدف طمأنتهم، كرسالة كُتب فيها: «أبلغكم أنّ خدمة التوصيل ستستمرّ كما هي عليه، رغم إقامة الألعاب الأولمبية».

ومن الباكر الجزم بما إذا كانت الأسعار سترتفع أم لا، لكنّ المحامي المتخصص في القضايا الجنائية ديفيد كورييل، يتوقّع ارتفاعاً في الأسعار.

ويقول: «يتراوح سعر غرام الكوكايين في باريس بين 50 و60 يورو (55 و65 دولاراً)، لكن من المحتمل أن يرتفع راهناً إلى 80 يورو (86.79 دولار)».

وتعهدت فرنسا باتخاذ إجراءات صارمة ضد المبيعات الرقمية للمخدرات، ونشرت أعداداً كبيرة من عناصر الشرطة لإجراء دوريات في باريس خلال الألعاب الأولمبية التي يُتوقّع أن يحضرها 15 مليون شخص.

وبعدما أجرت وكالة الصحافة الفرنسية تدقيقاً لأسعار مبيعات المخدرات المعلن عنها عبر تطبيقات المراسلة، لم تتوصّل إلى ارتفاع مفاجئ في الأسعار، فيما شككت مصادر في الشرطة أيضاً في أن تكون الأسعار قد ارتفعت بشكل سريع.

ويقول محقق في مكتب مكافحة المخدرات لم يذكر اسمه، في حديث عبر وكالة الصحافة الفرنسية: «لم نلاحظ بعد أي تأثير للألعاب الأولمبية» على زيادة مبيعات المخدرات.

وأضاف: «ثمة أصلاً كمية كبيرة جداً من المخدرات المعروضة للبيع».

ويبدو أنّ الشرطة والتجار يتفقون على أنّ الكمية كبيرة.

ويقول التاجر الباريسي: «كان الأمر مختلفاً خلال مرحلة (كوفيد – 19) سُجّل ارتفاع لا يصدق في الأسعار، إذ تضاعفت أسعار المخدرات أو حتى ارتفعت ثلاث مرات. وكان العثور على أي مخدّر ينطوي على تحدٍّ»، مضيفاً: «لقد كان الوضع جيّداً قبل الألعاب الأولمبية».

لن يكون التأثير الفعلي في سوق المخدرات في باريس وفرنسا عموماً واضحاً على الفور، لكنّ الباحثين بدأوا يفكّرون في هذا التأثير.

ويقول الخبير الاقتصادي ناصر العلم: «تجري تعبئة أجهزة إنفاذ القانون بشكل كبير من أجل الألعاب الأولمبية، ولكن هل ذلك سيوفّر فرصاً إضافية للتجار لمتابعة نشاطهم في أماكن أخرى في فرنسا؟».

ويضيف: «ثمة شيء لن نعرفه إلا بعد الحدث».