«أولمبياد 1996»: حكاية شعبية سورية اسمها غادة شعاع

غادة شعاع التي برعت في سباقات الضاحية ولعبة كرة السلة منذ صغرها (الأولمبية الدولية)
غادة شعاع التي برعت في سباقات الضاحية ولعبة كرة السلة منذ صغرها (الأولمبية الدولية)
TT

«أولمبياد 1996»: حكاية شعبية سورية اسمها غادة شعاع

غادة شعاع التي برعت في سباقات الضاحية ولعبة كرة السلة منذ صغرها (الأولمبية الدولية)
غادة شعاع التي برعت في سباقات الضاحية ولعبة كرة السلة منذ صغرها (الأولمبية الدولية)

وقائع ميدانية كثيرة كانت تؤشّر إلى تألق السورية غادة شعاع التي برعت في سباقات الضاحية ولعبة كرة السلة منذ صغرها، فاختيرت لمنتخب بلادها، وعُرض عليها الاحتراف في أندية عدة.

وهي بطلة استثنائية في مسابقة صعبة ومعقدة تنفر كثيرات من مزاولتها، نظراً للمجهود الذي تتطلّبه والتضحيات التي تبذل لبلوغ مراتب متقدمة.

إنها المسابقة السباعية التي تجعل من المتفوّقات فيها رياضيات كاملات أو بالأحرى بطلات كاملات.

فرضت غادة شعاع وجودها وأثبتت حضورها بجدارة بين كبيرات هذا الكار، علما بأنها لم تأت من بلد ذي جذور وتقاليد في هذا المضمار. لكنها الموهبة الطبيعية والخامة الفطرية، التي لو سارت الأمور لاحقاً على ما يرام ولم تداهمها الإصابة، لاستطاعت ابنة محردة السورية تحطيم الرقم القياسي العالمي على غرار تألقها عالمياً وأولمبياً.

ولما حانت الساعات الأخيرة من القرن الـ20 كان اختيار شعاع رياضية القرن في سوريا نتيجة طبيعية ومنطقية للإنجازات الرياضية غير المسبوقة التي حققتها لبلادها في ميادين أم الألعاب على مختلف الأصعدة، فقفزت بالرياضة السورية إلى العالمية.

كانت دورة ألعاب البحر المتوسط الـ12 في كاب داغد بفرنسا عام 1993 بداية دخول شعاع العالمية عندما تخلّت عن المشي خطوة خطوة، وقفزت برقمها 890 نقطة، فسجلت 6168 نقطة ونالت الميدالية الفضية، علماً بأنها سجّلت مشاركتها الأولى في بطولة العالم عام 1991 في طوكيو وحلت في المركز 24 (5066 نقطة).

وسطّرت غادة اسمها في سجل العالمية في «دورة النوايا الحسنة» في مدينة سان بطرسبورغ الروسية عام 1994 بميدالية برونزية مسجلة 6361 نقطة، وفي العام ذاته أحرزت ذهبية الألعاب الآسيوية في هيروشيما مسجلة 6260 نقطة.

ثم مهّد لقاء غوتسيش النمساوي الدولي عام 1995 لشعاع الفوز في بطولة العالم منتزعة المركز الأول، بعد أن أبعدت كبرى بطلات العالم وسجلت 6760 نقطة (أفضل رقم عالمي). فتوجّهت إليها الأنظار في مونديال غوتنبرغ (السويد) عام 1995، وهناك انتزعت اللقب العالمي لها ولسوريا مسجلة 6651 نقطة بعد أن قهرت عملاقات، بينهن الأميركية جاكي جوينر كيرسي، والألمانيتان سابين بروان وهايكه دريشلر.

وخاف الجميع على شعاع التي أصبحت حكاية شعبية في سوريا، من أضواء الشهرة، لكن الشابة الواثقة والطموحة المتحفزة لبلوغ مراتب أعلى، ردّت في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة عندما سجّلت رقماً شخصياً مقداره 6942 نقطة في لقاء غوتسيش 26 مايو (أيار) 1996، مسجّلة أفضل رقم عالمي في الأعوام الخمسة الأخيرة خلال تلك الفترة.

و«غادة الذهبية» (27 عاماً، 1.87م) لم تخيّب آمال بلادها في دورة أتلانتا عام 1996، فكان صوتها مدوياً وتفوّقت على المشاركات جميعهن، لتنال الميدالية الذهبية الأولى لسوريا في تاريخ الألعاب الأولمبية بعدما سجلت 6780 نقطة وبفارق كبير عن وصيفتها البيلاروسية ناتاشا سازانوفيتش (6563 نقطة)، والبريطانية دينيز لويس (6489 نقطة).

وكانت الميدالية الأولمبية الثانية لسوريا بعد فضية المصارع جوزيف عطية في دورة لوس أنجليس عام 1984، فلقيت تكريماً كبيراً في بلادها بدءاً من الرئيس حافظ الأسد.

غير أن الأداء التصاعدي لشعاع بعد أتلانتا 1996 تراجع بسبب الإصابة، وقد أوفدتها بلادها للعلاج في ألمانيا، حيث أقامت لفترة طويلة، وعملت في مجالات عدة منها التجميل.

واختتمت مسيرتها الدولية بإحرازها برونزية السباعي في بطولة العالم عام 1999 في إشبيلية، ثم أخفقت في أولمبياد سيدني 2000، وانسحبت بعد سباق 100 م حواجز، بداعي الإصابة.

ورأت شعاع التي شعرت بمرارة من إهمال الأبطال بعد اعتزالهم وعدم تقديرهم في بلدان عربية عدة، أن «البطل الأولمبي مشروع طويل الأمد وليس شغل سنة أو سنتين. أنا مررت بظروف صعبة جدا، لم يتوافر لي أي من هذه المقومات».

وتابعت: «لا يوجد عندنا جدول زمني للمدرّبين والمدرّبات. هذه الرياضات الفردية في حاجة إلى الصبر ونحن ما عندنا صبر. بالطبع ليس هناك مستحيل، نستطيع أن نغيّر هذا النمط السيئ إن أردنا، المهم أن نخطو الخطوة الأولى».


مقالات ذات صلة

«الدوري الإيطالي»: أتلانتا يبتعد بالصدارة بفوز مثير على إمبولي

رياضة عالمية فرحة لاعبي أتالانتا بالفوز العصيب على إمبولي (أ.ب)

«الدوري الإيطالي»: أتلانتا يبتعد بالصدارة بفوز مثير على إمبولي

سجل شارل دي كاتيلير هدفاً في كل شوط من بينهما هدف قرب النهاية ليقود أتلانتا للفوز 3 - 2 على ضيفه إمبولي ليستعيد فريقه صدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (بيرغامو)
رياضة عالمية محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)

صلاح ينتقد دفاع ليفربول رغم الفوز على توتنهام

تحفظ محمد صلاح نجم ليفربول على الأداء الدفاعي لفريقه رغم الفوز الكبير على توتنهام هوتسبير بنتيجة 6 - 3.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (إ.ب.أ)

ماريسكا: سعيد بأداء تشيلسي رغم التعادل

أبدى إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي سعادته بأداء فريقه رغم تعادله سلبياً مع مضيفه إيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية ماتيوس بيرو يحتفل بهدفه الثاني لبوخوم في مرمى هايدنهايم (أ.ب)

«البوندسليغا»: بوخوم يحقق فوزه الأول هذا الموسم

حقق بوخوم، متذيل الترتيب، فوزه الأول، هذا الموسم، في الدوري الألماني لكرة القدم بفوزه على ضيفه هايدنهايم 2-0، الأحد.

«الشرق الأوسط» (بوخوم)
رياضة عالمية مرسيليا هزم سانت إتيان برباعية وتأهل لثمن نهائي الكأس (أ.ف.ب)

«كأس فرنسا»: بالأربعات... مرسيليا وموناكو ورين إلى ثمن النهائي

قسا مرسيليا على مضيفه سانت إتيان المنقوص وفاز عليه 4-0 الأحد، وبلغ دور الـ16 من مسابقة كأس فرنسا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (سانت إتيان)

صلاح ينتقد دفاع ليفربول رغم الفوز على توتنهام

محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)
محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)
TT

صلاح ينتقد دفاع ليفربول رغم الفوز على توتنهام

محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)
محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)

تحفظ محمد صلاح نجم ليفربول على الأداء الدفاعي لفريقه رغم الفوز الكبير على توتنهام هوتسبير بنتيجة 6 - 3 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الأحد.

وصرح صلاح عبر قناة «سكاي سبورتس» عقب اللقاء: «قدمنا أداء هجومياً مميزاً، أما دفاعياً فنحن بحاجة للتحسن، لأن استقبال 3 أهداف يبقى أمراً صعباً للغاية، وإجمالاً فقد حققنا نتيجة جيدة، وأتمنى أن نواصل النتائج الإيجابية».

وأضاف قائد منتخب مصر(الفراعنة): «توقعنا أن تكون أجواء المباراة مثيرة بسبب طريقة لعب توتنهام، فهم يفتحون الملعب ويقدمون أداء هجومياً ممتعاً وأقوياء بدنياً، وهو ما يفرض علينا أن نكون في أعلى درجات التركيز والحالة الذهنية طوال المباراة».

وواصل نجم ليفربول: «توتنهام لا يغير طريقة لعبه، لقد عانى مانشستر سيتي في هذا الملعب، وواجهت فرق أخرى صعوبة كبيرة أيضاً، لذا أنا سعيد بالفوز بعد هذه المباراة القوية».

وبسؤاله عن كونه أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يسجل 10 أهداف ويقدم 10 تمريرات حاسمة في البطولة قبل احتفالات الكريسماس، رد محمد صلاح: «لم أفكر في ذلك قبل المباراة، ولكنني سعيد بهذا الرقم، ويجعلني فخوراً ويدفعني لمواصلة العمل بجدية».

واختتم صلاح تصريحاته: «الوصول لأفضل رابع هداف في تاريخ ناد كبير بحجم ليفربول إنجاز رائع أيضاً، ولكن يبقى الأهم هو الفوز بالمباراة، وأينما أنهيت مسيرتي الاحترافية سأكون سعيداً بهذا الإنجاز».