90 مسؤول صحة ذهنية في أولمبياد باريس

في أولمبياد باريس 2024 سيضم نحو 90 منتخباً وطنياً مسؤولين في مجال الصحة الذهنية (أ.ف.ب)
في أولمبياد باريس 2024 سيضم نحو 90 منتخباً وطنياً مسؤولين في مجال الصحة الذهنية (أ.ف.ب)
TT

90 مسؤول صحة ذهنية في أولمبياد باريس

في أولمبياد باريس 2024 سيضم نحو 90 منتخباً وطنياً مسؤولين في مجال الصحة الذهنية (أ.ف.ب)
في أولمبياد باريس 2024 سيضم نحو 90 منتخباً وطنياً مسؤولين في مجال الصحة الذهنية (أ.ف.ب)

باتت الصحّة الذهنية من أساسيات الرياضة بعدما كان الحديث عنها بمثابة شيء محرّم، لا سيما بعد الذي اختبره الرياضيون والرياضيات في الأعوام الأخيرة من انهيارات نفسية خلال الأحداث الكبرى، ولعل أبرزها في أولمبياد طوكيو صيف 2021 حين تصدّرت أسطورة الجمباز الأميركية سيمون بايلز العناوين، ليس بسبب إنجازات جديدة، بل لانسحابها من مسابقات عدّة بسبب وضعها النفسي.

تقول بايلز إن قدراتها البدنية الهائلة التي قادتها للتأهل إلى أولمبياد باريس، حيث ستخوض الألعاب الصيفية للمرة الثالثة في مسيرتها، ترتكز إلى الاهتمام الكبير أيضاً بالصحة الذهنية.

وضمنت بايلز نهاية الشهر الماضي فرصة تعويض كابوس ألعاب طوكيو بتأهلّها إلى أولمبياد باريس، بعد سيطرتها على تجارب انتقاء المنتخب الأميركي المشارك في النسخة الثالثة والثلاثين من الألعاب الصيفية.

ويأتي التأهل المتوقع لبايلز، بعدما أحرزت في بداية يونيو (حزيران) لقب بطولة الولايات المتحدة للمسابقة الكاملة، مرّة تاسعة قياسية في مسيرتها الزاخرة.

عادت بايلز إلى المسابقات في أغسطس (آب) 2023، بعد عام من التوقّف، إثر انهيارها في أولمبياد طوكيو، حيث انسحبت من مسابقات عدّة صيف 2021؛ لوقوعها ضحية فقدان التوازن خلال الدوران في الهواء (تويستيز).

وتُعدّ بايلز من الأكثر تتويجاً بالألقاب في التاريخ، وكانت مرشّحة فوق العادة للفوز بست ميداليات ذهبية في ألعاب طوكيو، لكنها انسحبت من غالبية المنافسات من أجل أن تمنح الأولوية لصحتها الذهنية.

واكتفت الفائزة بـ37 لقباً عالمياً وأولمبياً، بينها أربع ذهبيات في أولمبياد ريو 2016، بالتنافس في نهائي عارضة التوازن، حيث فازت بالميدالية البرونزية.

وأمام حشد مبتهج في مينيابوليس خلال تجارب انتقاء المنتخب الأميركي، قالت بايلز في إشارة إلى ما حدث معها في صيف 2021: «لم أتخيّل أبداً أني سأعود إلى صالة الألعاب الرياضية مرّة أخرى... أن أشعر بالحرية مجدداً».

وعزت عودتها إلى التألق الذي كانت عليه قبل ألعاب طوكيو إلى «رؤية المعالج النفسي كل يوم خميس»، معتبرة أن هذا الأمر بات بمثابة «ديانة بالنسبة لي. لهذا السبب أنا هنا اليوم».

تعاطف كثر معها بعد الذي حصل معها في أولمبياد طوكيو، لكن وصفها آخرون بالانهزامية لاعتبارهم أنها كلفت الفريق الأميركي الذهبية.

بالنسبة لمدرّبتها الفرنسية سيسيل لاندي، فإن القرار الذي اتخذته بايلز ساعد في إخراج الحديث عن الصحة الذهنية من خانة المحرّمات؛ ما يشكّل نعمة للمتنافسين في جميع الألعاب الرياضية.

وقالت لاندي: «أعتقد أنه كان من المعيب تقريباً التحدّث (إلى معالج نفسي)»؛ لأن غالباً ما يقول لك الناس «لديك مشكلة»، مضيفة: «إنه (اللجوء إلى معالج) يساعد جميع الرياضيين. الأمر لا يتعلّق بوجود مشكلة. إنه في الواقع القيام بإجراءات استباقية والحرص على أن تكون أفضل ما يمكن أن تصل إليه كرياضي وشخص من خلال القيام بهذا العمل».

ورأت لاندي أنه بدأ الاعتراف بالصحة الذهنية كعنصر أساسي في الإنجازات الرياضية.

وقد استجابت الاتحادات والهيئات الرياضية لهذا المتطلّب المهم الجديد، حيث قدّمت الموارد وأضافت متخصّصين في مجال الصحة الذهنية إلى طواقمها.

وفي أولمبياد باريس 2024، سيضم نحو 90 منتخباً وطنياً مسؤولين معتمدين في مجال الصحة الذهنية، في حين قدّم المنظّمون مجموعة من وسائل الراحة التي تهدف إلى تعزيز الصحة الذهنية.

تحدّث أسطورة السباحة الأميركي مايكل فيلبس بصراحة عن معاناته، قائلاً في 2018 إنه بعد كل مشاركة أولمبية كان يقع في «حالة من الاكتئاب الكبير».

ويمكن للشكوك أن تضرب حتى عندما يبدو الرياضي مستعداً لفرض سطوته على أكبر المسارح.

فبعد عام فقط من فوزه بخمس ميداليات ذهبية في أولمبياد طوكيو، انسحب السباح الأميركي كايليب دريسل فجأة من بطولة العالم لعام 2022 لأسباب طبية غير محدّدة.

ومنذ ذلك الوقت، تحدّث عن الضرر الذهني الذي تسبّب به سعيه للوصول إلى الكمال وأجبره على الابتعاد عن الأحواض لمدّة عام تقريباً.

وسيكون دريسل موجوداً في باريس 2024 مع فرصة للدفاع عن اثنتين من الميداليات الذهبية الثلاث التي فاز بها في طوكيو.

وتنسب السباحة الأميركية ريغان سميث الفضل في استعادة مستواها إلى العمل مع عالمة النفس إميلي كلويه، سباحة النخبة السابقة التي تعمل الآن مع الاتحاد الأميركي للعبة.

كانت سميث في السابعة عشرة من عمرها عندما سجّلت رقمين قياسيين عالميين في سباقي 100 و200 متر ظهراً عام 2019.

لكن أزمة الثقة بالنفس وتراجع المستوى جعلاها تكتفي بفضيتين وبرونزية في أولمبياد طوكيو.

وقالت النجمة البالغة الآن 22 عاماً والتي تتمرّن مع مدرّب فيلبس السابق بوب باومان، إن التغيير في التدريب وقرارها باستشارة اختصاصي في الصحة الذهنية ساعداها على العودة إلى مستواها السابق؛ ما خوّلها استعادة الرقم القياسي العالمي لسباق 100 م ظهراً خلال تجارب انتقاء المنتخب الأميركي لباريس 2024.

وتطرّقت سميث إلى مسألة لجوئها إلى معالج نفسي: «كنت خائفة في البداية. كنت خائفة من طلب المساعدة، ثم قمت بذلك أخيراً وأدركت ما كنت أفتقده لفترة طويلة».

صحيح أن مواطنها وزميلها في المنتخب جاك أليكسي، المتخصّص بالسباحة الحرة والذي سيخوض أول أولمبياد له، لم يطلب المساعدة من معالج نفسي، لكنه يعتقد أن الصحّة الذهنية هي «جزء كبير من النجاح» في رياضة حيث يمكن أن تمضي الكثير من الأشهر أو حتى سنوات في التحضير من أجل سباق ينتهي في أقل من دقيقة واحدة.

وقال: «أخذت الأمر على عاتقي وبدأت في تدوين يومياتي منذ عام ونصف العام لكتابة أفكاري على الورق وتحليل عملية تحضيري وما أفعله داخل حوض السباحة وخارجه. لقد ساعدني ذلك على تحقيق النجاح على مدار العامين الماضيين. أعتقد أنه من المهم التحقّق من الجانب الذهني الذي لا يقلّ أهمية عن الجانب البدني».


مقالات ذات صلة

جونسون يشتري حصة في كريستال بالاس

رياضة عالمية روبرت وود «وودي» جونسون (رويترز)

جونسون يشتري حصة في كريستال بالاس

قال نادي كريستال بالاس، الاثنين، إن روبرت وود «وودي» جونسون اشترى حصة من ملكية النادي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
رياضة عالمية بول بوغبا (أ.ف.ب)

بوغبا يقترب من التعاقد مع موناكو

يقترب لاعب الوسط بول بوغبا الغائب عن الملاعب منذ ثلاث سنوات من الانتقال إلى موناكو المشارك في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وفقا لما أفادت الاثنين.

«الشرق الأوسط» (مرسيليا)
رياضة عالمية كيرستي كوفنتري وتوماس باخ (أ.ف.ب)

كوفنتري تتسلم المفتاح الذهبي لرئاسة الأولمبية الدولية

تعهدت كيرستي كوفنتري، رئيسة اللجنة الأولمبية الدولية الجديدة، بتعزيز وتوسيع نطاق الألعاب الأولمبية، بعدما تولت مهامّها خلفاً لتوماس باخ.

«الشرق الأوسط» (لوزان)
رياضة عالمية ظل بوتافوغو الذي كان أحد ملوك كرة القدم البرازيلية مثقلاً بالديون على مدار عقود قبل أن يتفوق على باريس سان جيرمان (رويترز)

بوتافوغو يستعيد مكانته بين كبار أندية العالم

ظل بوتافوغو، الذي كان أحد ملوك كرة القدم البرازيلية، مثقلاً بالديون على مدار عقود قبل أن يتفوق على باريس سان جيرمان بكأس العالم للأندية لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية باتت مشاركة المنتخب الإيراني في نهائيات كأس العالم 2026 مهدَّدة بشكل جدي (المنتخب الإيراني)

هل يُقصى منتخب إيران من كأس العالم 2026؟

باتت مشاركة المنتخب الإيراني في نهائيات كأس العالم 2026، مهدَّدة بشكل جدي في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة.

فاتن أبي فرج (بيروت)

جونسون يشتري حصة في كريستال بالاس

روبرت وود «وودي» جونسون (رويترز)
روبرت وود «وودي» جونسون (رويترز)
TT

جونسون يشتري حصة في كريستال بالاس

روبرت وود «وودي» جونسون (رويترز)
روبرت وود «وودي» جونسون (رويترز)

قال نادي كريستال بالاس، الاثنين، إن روبرت وود «وودي» جونسون الشريك في ملكية فريق نيويورك جيتس المنافس في دوري كرة القدم الأميركية، وقَّع اتفاقاً ملزماً لشراء حصة شركة «إيغل فوتبول هولدينغ» في النادي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وتتوقف الصفقة على موافقة رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ورابطة الدوري الممتاز للسيدات، وأشارت تقارير إعلامية بريطانية إلى أنها ستتكلف قرابة 190 مليون جنيه إسترليني (254.39 مليون دولار).

وقال بالاس في بيان: «بينما لا يزال استكمال الصفقة معلقاً بموافقة رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ورابطة دوري الممتاز للسيدات، فإننا لا نتوقع حدوث أي مشكلات، ونتطلع إلى الترحيب بوودي بوصفه شريكاً ومديراً للنادي».

ومن المقرر أن يصبح جونسون (78 عاماً)، سفير أميركا السابق لدى المملكة المتحدة، شريكاً ومديراً في بالاس. وهو أحد ورثة عائلة جونسون التي أسست شركة «جونسون آند جونسون» للأدوية.

وقالت تقارير إعلامية بريطانية إن جونسون اشترى حصة 43 في المائة في بالاس من شركة «إيغل فوتبول هولدينغ» التي تمتلك أيضاً حصصاً في أولمبيك ليون الفرنسي وبوتافوغو البرازيلي، ويقودها رجل الأعمال الأميركي جون تكستور.

ونجح بالاس الذي تأهل إلى الدوري الأوروبي بفوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، بذلك في التعامل مع خطر فقدان مكانه في البطولة القارية بسبب ملكية تكستور في ليون، وهو فريق آخر سيخوض البطولة؛ إذ تمنع لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) مشاركة الأندية تحت الملكية نفسها في البطولات نفسها.

وقال النادي الذي يتخذ من جنوب لندن مقراً له: «نود أن نتقدم بالشكر إلى جون تكستور على مساهمته على مدار السنوات الأربع الماضية، ونتمنى له كل النجاح في المستقبل».

واشترى تكستور حصته السابقة في بالاس مقابل 90 مليون جنيه إسترليني في أغسطس (آب) 2021.