نظراً للنجاح الذي رافق الألعاب الأولى في أثينا عام 1896، طلبت اللجنة الأولمبية اليونانية من اللجنة الدولية أن تعترف بأثينا عاصمة أولمبية مدى الحياة، وتكون المدينة الوحيدة التي يحق لها استقبال الألعاب الأولمبية في المستقبل.
لكن اللجنة الأولمبية الدولية تريّثت في إقرار مشروع مماثل يحرم مدناً كثيرة من شرف الاستضافة والتنظيم.
لكنها في الوقت عينه سمحت للجنة اليونانية إقامة دورات أولمبية في أثينا يكون توقيتها بين «الدورات العالمية»، علماً بأن الفكرة أساساً لقيت معارضة من رئيس اللجنة بيار دو كوبرتان وغالبية الأعضاء. غير أن الملك اليوناني جورج أصرّ على المبدأ.
وهكذا أقيمت دورة واحدة عام 1906 في أثينا، غير أن نتائجها لم تُسجّل رسمياً في سجل الدورات الأولمبية العادية، لذا فإن أثينا عدلت عن إقامة دورة ثانية.
وأُجريت المباريات والمسابقات من 22 أبريل (نيسان) إلى 2 مايو (أيار) بمشاركة 877 رياضياً و7 رياضيات من 20 بلداً.
وسُجّلت بداية المشاركات العربية عبر مصر، كما دخلت فنلندا على خط المتبارين، وحصد لها فيرنر ويكمان ذهبية في المصارعة، وفيرنر جارفينن برونزية رمي القرص وذهبية المسابقة عينها وفق الأسلوب القديم.
أراد اليونانيون مناسبة عظيمة في الذكرى العاشرة لإعادة إحياء الألعاب الأولمبية، لا سيما أنهم نادوا بإقامتها دائماً في مهدها على غرار العصور الغابرة، لذا شهدت تنظيماً أنسى كثيرين خيبات وفوضى دورتي 1900 و1904. لم تؤثر الهزات الأرضية التي ضربت عامذاك سان فرانسيسكو وأدت إلى حرائق وخسائر، وأودت بحياة 6 آلاف شخص في تايوان، و1500 في تشيلي، في تعديل البرنامج أو موعده.
وشملت المنافسات ألعاب القوى والسلاح ورفع الأثقال وكرة القدم والدراجات والمصارعة والتجذيف والرماية والسباحة والتنس والجمباز.
وحصد أبطال 19 دولة الميداليات، وتصدّرت فرنسا الترتيب برصيد 15 ذهبية و9 فضيات و16 برونزية، تلتها الولايات المتحدة (12 - 6 - 6) ثم اليونان (8 - 13 - 13).
وحضرت البعثة الأميركية على متن باخرة خاصة، وبرز فريقها في الجمباز، فقطف 10 ميداليات وكان أفضل أفراده أنتون هايدا الفائز بخمس ذهبيات وفضية واحدة. وتميز أبطال المبارزة الكوبيون ومنهم رامون فونست (5 ذهبيات) الفائز في باريس 1900 وسانت لويس 1904.
وتنافست ألمانيا والمجر على ميداليات الغطس والسباحة.
المهم في الدورة «الاعتراضية»، أنها أرست لتقليد استعراض الفرق وعروض حفل الافتتاح التي لم تعر أي اهتمام استثنائي أو تحضر لها خطوات تنظيمية في الدورتين السابقتين، ما سيتعزّز ويتطوّر لاحقاً بدءاً من دورة لندن عام 1908.