أدت الفوضى الجماهيرية فجر الاثنين إلى تأخير انطلاق المباراة النهائية لنهائيات كوبا أميركا في كرة القدم بين الأرجنتين حاملة اللقب وكولومبيا في ميامي، لمدة 30 دقيقة بسبب اقتحام الجماهير الملعب بالقوة.
وعاد لاعبو منتخبي الأرجنتين وكولومبيا إلى غرف الملابس أثناء عمليات الإحماء على ملعب هارد روك في ميامي بعد التأخير.
وأعلن منظمو البطولة على منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «يرجى العلم أنه سيتم تأجيل انطلاق المباراة لمدة 30 دقيقة، بدءاً من الساعة 8.30 مساءً بالتوقيت المحلي».
ويبدو أن المنظمين يشيرون إلى أن التأخير كان بسبب محاولة المشجعين غير المسجلين دخول الملعب.
وأضافوا: «يرجى العلم أن الأشخاص الذين ليس لديهم تذاكر لن يتمكنوا من دخول الملعب. فقط أولئك الذين اشتروا التذاكر سيكونون قادرين على الدخول بمجرد إعادة فتح الأبواب».
وجاء التأخير بعد أن ظل آلاف المشجعين ينتظرون خارج الملعب.
واحتجز مئات المشجعين عند مدخل الملعب، حيث ظلت الأبواب مغلقة بعد أكثر من ساعة من افتتاحها المفترض عند الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي.
وقال أفراد من جهاز الأمن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن البوابات أُغلقت لأن المشجعين اقتحموا الملعب عندما فُتحت لفترة وجيزة، دون معرفة ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يحملون تذاكر أم لا.
واشتبكت الشرطة وأفراد الأمن مع المشجعين الذين حاولوا دخول الملعب قبل انطلاق المباراة.
وشاهد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» في مكان الحادث العديد من المشجعين يتلقون العلاج من المسعفين داخل الملعب.
وقالت شرطة ميامي في بيان لها إنه وقعت «حوادث عدة» قبل المباراة في الملعب، مضيفة: «هذه الأحداث كانت نتيجة للسلوك الجامح للجماهير التي حاولت الوصول إلى الملعب».
وتابعت: «نحن نطلب من الجميع التحلي بالصبر والالتزام بالقوانين التي وضعها ضباطنا، السلوك الجامح سيؤدي إلى طردكم أو اعتقالكم. نحن لا نتسامح مطلقاً مع السلوك الجامح من كل الحاضرين».
لكن المشجعين وجهوا انتقادات إلى المنظمين، حيث قال كاربارييي، أحد مشجعي الأرجنتين، إن المشجعين عوملوا مثل «الحيوانات».
وأضاف: «إنهم يعاملوننا مثل الحيوانات، ولا يوجد أي تنظيم على الإطلاق، ولا يوجد شيء، أعني أنهم لم يستعدوا لـ60 ألف شخص»، موضحاً: «لا توجد استعداد، الناس يفقدون الوعي».
ورداً عن سؤال عما إذا كان الوضع خطيراً، قال «100 في المائة. ما زلت أرتجف. أشعر وكأنني بقرة».
ووصف مشجعون آخرون أجرت «وكالة الصحافة الفرنسية» مقابلات معهم مشاهد فوضوية عند بوابات الدخول، حيث اقتحم بعض المشجعين الملعب متجاوزين موظفي الأمن مع تفاقم الإحباط.
وقال دافيد فرنانديس، وهو مشجع كولومبي من غينزفيل (فلوريدا): «كان الأمر جنونياً، كان الناس يحاولون بكل الوسائل الممكنة الدخول».
وأضاف: «لم يرغبوا في الانتظار. لقد اقتحموا الملعب إلى الداخل. فُتحت الأبواب ثلاث مرات، وكانت الأمور تسير على ما يرام لمدة دقيقتين أو ثلاث دقائق ثم بدأ العديد من الناس في الركض».
وأعربت روسي رياليس، وهي مشجعة أخرى، عن أسفها قائلة: «الناس يشعرون بالإحباط ونفاد الصبر، لذا يضغطون، إنها فوضى»، مشيرة إلى انزعاج الجماهير من عدم القدرة على الوصول إلى الملعب.
وأضافت: «كان ينبغي عليهم فتح الأبواب في وقت سابق للسماح للناس بالدخول بهدوء».
وتأتي مشاهد الفوضى في الوقت الذي يتم فيه التدقيق بشكل خاص على السلامة العامة خلال هذه المباراة النهائية بعد أعمال العنف في المدرجات التي اندلعت في نهاية مباراة نصف النهائي بين كولومبيا وأوروغواي الأربعاء في شارلوت بكارولينا الشمالية.
وصعد لاعبو أوروغواي إلى المدرجات واشتبكوا مع المشجعين الكولومبيين، زاعمين أن أفراد عائلاتهم تعرضوا إلى التهديد من قبلهم عقب الخسارة 0-1.