هل تعد إسبانيا أفضل منتخب في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024؟

إنجلترا «التي لا تستسلم» بدأت تسير في الاتجاه الصحيح وتحقق الفوز بعد التأخر في النتيجة

لاعبو إنجلترا بعد تخطي هولندا والتأهل لنهائي «يورو 2024»
لاعبو إنجلترا بعد تخطي هولندا والتأهل لنهائي «يورو 2024»
TT

هل تعد إسبانيا أفضل منتخب في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024؟

لاعبو إنجلترا بعد تخطي هولندا والتأهل لنهائي «يورو 2024»
لاعبو إنجلترا بعد تخطي هولندا والتأهل لنهائي «يورو 2024»

خسرت كوت ديفوار مباراتها الثانية في دور المجموعات في كأس الأمم الأفريقية هذا العام، قبل أن تخسر المباراة الثالثة برباعية نظيفة أمام غينيا الاستوائية، وهو ما كان يعني أنها، ووفقا لأي تقييم واقعي، في طريقها للخروج من البطولة التي استضافتها على ملاعبها، خاصة عندما تقدمت غانا بهدفين دون رد على موزمبيق، وهو ما بدا وكأنه يُنهي تماما إمكانية تأهل كوت ديفوار إلى دور الستة عشر كواحد من أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث.

لكن بعد ذلك سجلت موزمبيق هدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع، وتأهلت كوت ديفوار وأقالت مديرها الفني. وبعد التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة 86 أمام السنغال، والتعادل في الدقيقة الأخيرة وهي تلعب بعشرة لاعبين أمام مالي، واصلت كوت ديفوار تقدمها ووصلت إلى المباراة النهائية.

لقد انتهى الأمر بفوز كوت ديفوار في مباراتي نصف النهائي والنهائي بسهولة. وبنهاية البطولة، بدت كوت ديفوار وكأنها أفضل فريق في المسابقة! وفي وقت سابق من البطولة، كانت كوت ديفوار توصف بأنها فريق مفكك ومهلهل، لكنها رفضت الاستسلام وحاربت ضد كل التوقعات. ويبدو أنها قد استمدت قوتها من الشعور الذي لا يمكن تفسيره بأنه لا يمكن التفوق عليها. ويعني هذا أن الفريق الذي يفوز بالبطولة ربما لا يبدو هو الفريق الأفضل في البداية، بل وربما لا يكون الفريق الأفضل من الأساس!

في الحقيقة، تعد إسبانيا أفضل فريق في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، وبفارق كبير عن باقي المنتخبات. وقد شهدت هذه البطولة تقديم المنتخبات الصغيرة كرة قدم مفتوحة وممتعة، في حين كانت المنتخبات الكبرى تلعب ببطء وحذر. ربما يرجع هذا جزئياً إلى التأثير الناجم عن تعرض اللاعبين للإرهاق المتراكم بسبب كثرة عدد المباريات، بالإضافة إلى تداعيات الاضطرابات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا وإقامة كأس العالم الأخيرة في فصل الشتاء في قطر. وكان كل هذا يعني أن مباريات كرة القدم لم تتوقف تقريبا منذ انتهاء فترة الإغلاق نتيجة تفشي فيروس كورونا.

لكن هناك سببا آخر أيضا وهو الاعتقاد بأن اللعب الحذر هو الطريق للفوز بالبطولات. فعندما لا تستقبل أهدافا فإن هذا يعني أنك لن تخسر. وبالتالي، تعتمد معظم المنتخبات على اللعب الدفاعي الحذر وتضييق المساحات، والاعتماد على اللاعبين أصحاب المهارات والإمكانات الكبيرة لصنع الفارق في اللحظات الحاسمة.

ولم يُخف المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، أبداً أنه يرى ما حققته البرتغال في كأس الأمم الأوروبية 2016 وفرنسا في كأس العالم 2018 نموذجين يجب أن يحتذي بهما. ونتيجة لذلك، نجح ساوثغيت في مقاومة كل الانتقادات والمطالبات بأن يتخلى عن اللعب الدفاعي الحذر (اللعب الممتع يأتي من خلال التوازن، وليس من خلال الدفع بأكبر عدد من اللاعبين المهاريين فقط: لا يهم عدد المهاجمين الموجودين على أرض الملعب إذا لم تتمكن من ممارسة الضغط واستخلاص الكرة ومنحها لهم، وإذا لم يجد هؤلاء المهاجمون المساحة اللازمة للتحرك).

وهناك مفارقة يجب الإشارة إليها هنا، فكرة القدم تعيش في الوعي الجماعي من خلال لحظات من المشاعر المشتركة، وكانت أكثر اللحظات التي لا تنسى لفرنسا في كأس العالم 2018 عندما انهار المنتخب الفرنسي وتأخر في النتيجة أمام الأرجنتين بهدفين مقابل هدف وحيد في دور الستة عشر، قبل أن يسجل بنيامين بافارد هدفا رائعا من تسديدة بعيدة المدى، ويضيف كيليان مبابي ثنائية لتنتهي المباراة بفوز فرنسا بأربعة أهداف مقابل هدفين، وهي المباراة التي لا يزال الجميع يتذكرها أكثر من الانتصارين اللاحقين لفرنسا على كل من أوروغواي وبلجيكا!

واتكينز وفرحة إحراز هدف الفوز على هولندا (رويترز)

وعلاوة على ذلك، فازت البرتغال بكأس الأمم الأوروبية 2016 دون أن تفعل أي شيء يذكر! إن العزيمة هي التي تصنع المعجزات، وقد نجحت إنجلترا بالفعل في تقديم ثلاث لمحات بطولية خلال هذه البطولة. فبغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية أمام إسبانيا (الأحد) المقبل، فإن الهدف القاتل الذي أحرزه جود بيلينغهام بركلة خلفية مزدوجة، وابتسامة بوكايو ساكا المريحة، واستقبال أولي واتكينز للكرة بشكل رائع وتسجيله لهدف الفوز في الدور قبل النهائي، ستظل دائما خالدة في أذهان عشاق كرة القدم الإنجليزية إلى جانب الهدف الثالث لجيف هيرست في كأس العالم عام 1966، وتسديدة ديفيد بلات في كأس العالم عام 1990، وتسديدة تيدي شيرينغهام في عام 1996.

في الحقيقة، لم نر في البطولات الثلاث السابقة للمنتخب الإنجليزي تحت قيادة ساوثغيت مثل هذه اللحظات الاستثنائية من الإرادة والعزيمة التي نراها هذه المرة في كأس الأمم الأوروبية 2024. وعلاوة على ذلك، لم تقتصر هذه اللحظات الاستثنائية على لاعب واحد فقط، وإنما قام بها عدد من اللاعبين المختلفين. وعلى الرغم من أن خمسة أهداف من إجمالي الأهداف التي سجلها المنتخب الإنجليزي في هذه البطولة جاءت عن طريق هاري كين وجود بيلينغهام، فإن مساهماتهما بخلاف ذلك كانت محدودة. وفي المقابل، لا يمكننا أن ننسى تمريرات كوبي ماينو، وركلتي ترجيح ترينت ألكسندر أرنولد وإيفان توني، والحماس الشديد لساكا، وتألق بيكفورد قبل أن ينجح واتكينز في إحراز هدف الفوز.

فماذا لو نجح المنتخب الإنجليزي في تكرار مع فعلته كوت ديفوار؟ وهل كانت إنجلترا بحاجة حقا لتقديم هذا الأداء السيئ والممل أمام الدنمارك لكي تعيد ضبط الأمور وتحقق الانتصارات بعد ذلك وتصل إلى المباراة النهائية؟

بيكفورد ... تألق في حراسة عرين إنجلترا وخاصة أمام هولندا (أ,ب)

في الحقيقة، تعد إسبانيا المرشح الأوفر حظا للفوز بالمباراة النهائية، في ضوء المستويات القوية التي قدمتها خلال البطولة، خاصة أن لديها أفضل مهاجمين في هذه البطولة، وهما يامين لامال ونيكو ويليامز. وعلاوة على ذلك، لديها رودري الذي لا يخسر أبداً، ولديها داني كارفاخال صاحب الخبرات الكبيرة من خلال الفوز بالكثير من البطولات والألقاب.

والأهم من ذلك أن لديها هوية واضحة ونظاما أنتج أفضل اللاعبين فيما يتعلق باللعب السلس من خلال نقل الكرات القصيرة والتحرك المدروس جيدا. وإذا فازت إسبانيا على إنجلترا، فستصبح ثاني فريق - بعد البرازيل في كأس العالم عام 2002 - يفوز بجميع المباريات السبع التي يخوضها في بطولة كبرى.

في مقابل ذلك، تمتلك إنجلترا بعض اللاعبين الرائعين، فضلا عن الشعور بأن الأمور بدأت تسير في الاتجاه الصحيح. وبعدما نجح المنتخب الإنجليزي في تحقيق الفوز بعد التأخر في النتيجة في ثلاث مباريات، ربما أصبح هناك شعور بأنه قادر على تكرار ما فعلته كوت ديفوار في بطولة كأس الأمم الأفريقية في فبراير (شباط) الماضي، وبأنه لا يمكن التغلب عليها!


مقالات ذات صلة

اتحاد الكرة الإنجليزي يسعى لزيادة نسبة الخلفيات العرقية لمدربي إنجلترا

رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

اتحاد الكرة الإنجليزي يسعى لزيادة نسبة الخلفيات العرقية لمدربي إنجلترا

يسعى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى أن تكون 30% من طواقم تدريب منتخبات إنجلترا للرجال من خلفيات عرقية متنوعة بحلول عام 2028.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرنه سلوت (أ.ب)

حارس ليفربول القديم يتألق رغم المستقبل المجهول

استهل الهولندي أرنه سلوت مهامه مدرباً لليفربول الإنجليزي بطريقة شبه مثالية حتى الآن على الصعيدين المحلي والقاري.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية ميكل أرتيتا (إ.ب.أ)

أرتيتا: الفاعلية سلاح آرسنال للفوز على سبورتنغ لشبونة

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن فريقه بحاجة لمزيد من القوة والفاعلية ليحقق الفوز على مضيفه سبورتنغ لشبونة، ويضع حداً لمسيرته السلبية خارج أرضه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

غيراسي يعود لتدريبات دورتموند

سيرهو غيراسي (رويترز)
سيرهو غيراسي (رويترز)
TT

غيراسي يعود لتدريبات دورتموند

سيرهو غيراسي (رويترز)
سيرهو غيراسي (رويترز)

أعلن نادي بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم في بيان، اليوم الثلاثاء، أن مهاجمه سيرهو غيراسي عاد للتدريبات الجماعية بعد غيابه في الفترة الماضية بسبب المرض.

ويحل دورتموند ضيفاً على دينامو زغرب الكرواتي ببطولة دوري أبطال أوروبا غداً الأربعاء، ومن المرجح أن يسافر المهاجم الغيني الآن بعد غيابه عن انتصار فريقه الكبير 4 - صفر على فرايبورغ يوم السبت الماضي بالدوري الألماني (بوندسليغا)، بسبب عدوى تشبه الإنفلونزا.

ولم يشارك إيمري تشان، قائد دورتموند، في تدريبات الفريق قبل السفر إلى كرواتيا.

وأجرى اللاعب المخضرم (30 عاماً) تدريباً فردياً بدلاً من ذلك، فيما لم يكشف دورتموند في البداية عن سبب غياب تشان، لكن المدرب نوري شاهين سيعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق اليوم لحسم الأمور بشأن مشاركته من عدمها في المباراة المقبلة.