كيف بدلت إنجلترا عقليتها في ركلات الترجيح؟

احتفال لاعبي إنجلترا بالفوز على سويسرا بركلات الترجيح (أ.ف.ب)
احتفال لاعبي إنجلترا بالفوز على سويسرا بركلات الترجيح (أ.ف.ب)
TT

كيف بدلت إنجلترا عقليتها في ركلات الترجيح؟

احتفال لاعبي إنجلترا بالفوز على سويسرا بركلات الترجيح (أ.ف.ب)
احتفال لاعبي إنجلترا بالفوز على سويسرا بركلات الترجيح (أ.ف.ب)

أثبتت الركلات الخمس الناجحة والواثقة التي قادت إنجلترا للفوز على سويسرا يوم السبت الماضي، تحول المنتخب الإنجليزي لكرة القدم من أحد أسوأ الفرق في أداء ركلات الترجيح إلى فريق واثق حاليا ولا يعتمد على الحظ في تحقيق ذلك.

وكانت مشكلات ركلات الجزاء في إنجلترا موثقة جيدا، وعندما تولى غاريث ساوثغيت منصبه مدربا للمنتخب الإنجليزي في 2016، كان يعلم أن كسر هذا الارتباط السلبي إحدى أهم مهامه.

ومن المفارقات أن إهداره ركلة ترجيح في قبل نهائي بطولة أوروبا 1996 ضد ألمانيا، أو بشكل أكثر تحديدا قراره برفع يده لتنفيذ الركلة عندما كان من الواضح أنه غير مؤهل للقيام بذلك، كان في قلب مشكلات إنجلترا.

وتحدث المدافع السابق جاري نيفيل الذي تحول إلى محلل، الأسبوع الماضي عن كيفية اختيار اللاعبين الذين سينفذون ركلات الترجيح في نهائيات كأس العالم 2006 من خلال منافسة غير رسمية في التدريب انتهت بقلب الدفاع جيمي كاراغر من بين المرشحين الخمسة.

وفي ركلات الترجيح في دور الثمانية ضد البرتغال، أهدر الركلة الحاسمة في محاولته الثانية بعد أن نفذ الركلة الأولى قبل أن يطلق الحكم صفارته.

وكان هذا النهج غير الرسمي وما ترتب عليه من فشل منتظم هو الخلفية التي أطلق بها الاتحاد الإنجليزي للعبة خطة رائعة للتحقيق في كل شيء يتعلق بعلاقة إنجلترا مع ركلات الترجيح، وهو الأمر الذي أشاد به عالم النفس السلوكي النرويجي جير يورهه في كتابه «الضغط. دروس من سيكولوجية ركلات الترجيح».

وقال يورهه لـ«رويترز» في مقابلة أجريت مؤخرا: «لقد فوجئت وشعرت بسعادة غامرة عندما سمعت ما كانوا يفعلونه لأنني لم أر شيئا مثل ذلك من قبل».

وكان الرجل الرئيسي في العملية هو كريس ماركام، الذي قضى أربع سنوات محللا في الاتحاد الإنجليزي وكان وراء مشروع مدته 18 شهرا استهدف على وجه التحديد الفوز بركلات الترجيح في كأس العالم 2018 على خلفية الخسارة خمس مرات متتالية.

وقال ماركام ليورهه: «لقد وجدت اقتباسات من آخر خمسة مدربين لإنجلترا قبل غاريث ساوثغيت، باستثناء سام ألاردايس، وقالوا إن ركلات الترجيح قائمة على الحظ برمتها أو أنه لا يمكنك التدريب على هذا النوع من الضغط. من الناحية النفسية، الحديث عن الحظ يبعد الأمر عن اللاعبين وكان هذا عملي بالتأكيد، أن أعيد الأمر للاعبين».

ووافق ساوثغيت على رؤية ماركام، الذي تعمقت في تفاصيل العملية، بما في ذلك الخطوات السابقة والزاوية والسرعة وتقنيات التنفس والمناطق المثالية للتصويب وحراس المرمى بالإضافة إلى كيفية تصرف اللاعبين بشكل فردي وتجاه بعضهم البعض بعد كل تسديدة خاصة عند إهدار الركلة.

لقد أتى كل ذلك بثماره عندما فازت إنجلترا على كولومبيا في دور الستة عشر في كأس العالم 2018 في روسيا، ورغم خسارتهم في نهائي بطولة أوروبا 2020 بركلات الترجيح أمام إيطاليا، فقد فازوا الآن بثلاث من آخر أربع مباريات بركلات الترجيح، بما في ذلك مباراة فاصلة في دوري الأمم الأوروبية، وكل ذلك تحت قيادة ساوثغيت.

كان هذا التغيير في العقلية ملموسا تقريبا في دوسلدورف. لعبت إنجلترا في الوقت الإضافي كما لو كانت تريد ركلات الترجيح، بينما كان السويسريون يشنون سلسلة من الهجمات الشرسة في وقت متأخر.

وخرج هاري كين، أحد منفذي ركلات الترجيح في إنجلترا، من الملعب في هذا الوقت لكنه قال إنه شعر بالهدوء وهو يشاهد المباراة من خارج الملعب قبل ركلات الترجيح.

لكن ليس من قبيل الصدفة، أن يكون لدى إنجلترا خمسة لاعبين مثاليين. كول بالمر، الذي لم يهدر أي ركلة جزاء، وإيفان توني، الذي سجل 31 من أصل 33، وبوكايو ساكا، جميعهم ينفذون ركلات الجزاء بشكل منتظم مع أنديتهم، في حين أن جود بلينغهام وترينت ألكسندر-أرنولد لاعبان من الطراز العالمي.

وسجل جميعهم بأنواع مختلفة من الركلات، واحتفلوا جميعا بشكل كبير أمام جماهير إنجلترا خلف المرمى - «خدعة» أخرى حددها ماركام على أنها تساعد اللاعب التالي.

والعنصر الرئيسي الآخر، بطبيعة الحال، هو حارس المرمى الذي يمكنه إنقاذ واحدة على الأقل من التسديدات التي يواجهها.

وكان لدى جوردان بيكفورد قائمة بجميع اللاعبين السويسريين المرشحين لتنفيذ ركلات الترجيح والزوايا المفضلة لهم مسجلة على زجاجة المياه الخاصة به، ولكن، بنفس القدر من الأهمية، استخدم تقنيات «التشتيت» التي أكد يورهه أنها أساسية.

وبعد حديثين منفصلين مع الحكم اتخذ بيكفورد مكانه وتصدى للركلة التي جاءت في الاتجاه الذي أخبرته به زجاجته ليمنح إنجلترا انتصارا ثمينا.


مقالات ذات صلة

جاكسون يعوض تشيلسي عن فشله في التعاقد مع أوسيمين

رياضة عالمية نيكولاس جاكسون يواصل التألق مع تشيلسي هذا الموسم (رويترز)

جاكسون يعوض تشيلسي عن فشله في التعاقد مع أوسيمين

من الجيد أن تشيلسي لم ينجح في مساعيه للتعاقد مع فيكتور أوسيمين في فترة الانتقالات الصيفية هذا العام.

The Athletic (لندن)
رياضة عربية الإسباني فليكس سانشيز مدرب فريق السد القطري (السد القطري)

مدرب السد: غيابات الهلال لا تعني أفضليتنا

كشف الإسباني فليكس سانشيز مدرب فريق السد القطري أن غيابات فريق الهلال لا تمثل نقطة قوة لهم، مشيراً إلى أن السد إذا ظهر بمستواه المعهود فسيحقق الفوز.

سعد السبيعي (الدوحة )
رياضة عالمية أشرف صبحي (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

مصر: لم نرخص لشركات المراهنات في كرة القدم

أكدت وزارة الرياضة المصرية أن جميع اللوائح المنظمة لإجراءات إشهار الشركات الرياضية تمنع تماماً إشهار أي شركة يتعلق مجال عملها بالمراهنات في كرة القدم أو غيرها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية هانزي فليك (أ.ف.ب)

فليك للاعبي برشلونة: يجب أن نتخلص من الأخطاء

شدد المدرب الألماني هانزي فليك الإثنين عشية لقاء بريست الفرنسي في مسابقة دوري أبطال أوروبا، على ضرورة أن يتخلص فريقه برشلونة من الأخطاء التي كلفته خسارة نقطتين.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية لوكاس كلوسترمان (أ.ف.ب)

كلوسترمان مدافع لايبزيغ لن يشارك أمام إنتر ميلان

سافر لايبزيغ إلى إيطاليا لأداء مباراة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، غداً الثلاثاء، من دون لوكاس كلوسترمان مدافع الفريق.

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

محمد صلاح (د.ب.أ)
محمد صلاح (د.ب.أ)
TT

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

محمد صلاح (د.ب.أ)
محمد صلاح (د.ب.أ)

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن النادي الإنجليزي لا يتوقع حسم مستقبل لاعبه الأعلى أجراً بسرعة، لكنه لا ينوي في الوقت نفسه الحديث بشكل علني عن مصير المفاوضات.

ويعد صلاح أحد 3 نجوم في ليفربول سينتهي تعاقدهم بنهاية الموسم الحالي برفقة كل من المدافع الهولندي فيرجيل فان ديك، والظهير الأيمن الإنجليزي ترينت ألكسندر أرنولد.

ويمكن للاعبين الثلاثة التوقيع لأي نادٍ آخر بحلول يناير (كانون الثاني) المقبل، إذا لم يوقعوا عقوداً جديدة.

من جانبه، أكد النجم المصري أنه يشعر بخيبة أمل، لعدم تحرك مسؤولي النادي لتجديد تعاقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي، قائلاً إن احتمالات رحيله عن الفريق أكبر من استمراره.

ويثير صلاح قلق جماهير ليفربول بعد بصمته البارزة بتسجيل هدفين في الفوز على ساوثهامبتون بنتيجة 3 - 2 الأحد، الذي منح فريقه فرصة الابتعاد في صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي لكرة القدم.

ويقدم النجم المصري أداء مميزاً هذا الموسم، حيث سجل 10 أهداف، إضافة إلى 6 تمريرات حاسمة في أول 12 مباراة ببطولة الدوري، لكنّ هناك غموضاً حول إمكانية استمرار رحلته مع ليفربول التي بدأت قبل 8 مواسم.

وقال صلاح لوسائل الإعلام عقب الفوز على ساوثهامبتون في ملعب سانت ماري: «نحن على مشارف شهر ديسمبر (كانون الأول)، ولم أتلقَّ أي عروض حتى الآن من إدارة النادي، ربما تكون فرصة رحيلي أكبر من استمراري».

وأشار في تصريحات أبرزتها شبكة «سكاي سبورتس»: «أنا موجود في ليفربول منذ سنوات، فلا يوجد نادٍ مثله ولكن مصيري ليس بيدي، وكما قلت من قبل، لم أتلقَّ أي إشارة بشأن مستقبلي مع اقتراب الشهر الجديد».

وأكد صلاح: «بالطبع أشعر بخيبة أمل لعدم تلقي أي عرض، وهناك حب متبادل بيني وبين جماهير الفريق، ولكن الأمر ليس بيدي أو بيد الجماهير، لننتظر ونرَ ما سيحدث».

وأتم نجم ليفربول تصريحاته: «لن أعتزل قريباً؛ بل أركز على اللعب فقط، وأحاول الفوز بلقب الدوري، وربما دوري أبطال أوروبا أيضاً، أنا محبط ولكن سنرى ما سيحدث».