منتخب ألمانيا... خسر لكنه لم يفشل!

توني كروس اعتزل وقد يتبعه مانويل نوير (أ.ب)
توني كروس اعتزل وقد يتبعه مانويل نوير (أ.ب)
TT

منتخب ألمانيا... خسر لكنه لم يفشل!

توني كروس اعتزل وقد يتبعه مانويل نوير (أ.ب)
توني كروس اعتزل وقد يتبعه مانويل نوير (أ.ب)

لا تزال ألمانيا تشعر بغصة الخسارة في اللحظات الأخيرة أمام إسبانيا، في ربع نهائي بطولة أوروبا. وهذا أمر مفهوم؛ لأنه عندما أُطلقت صافرة النهاية في شتوتغارت بعد الهزيمة 2-1، غابت الشمس عن صيف وعد بالكثير.

على أرض الملعب، كان أنطونيو روديغر مستلقياً في منطقة الست ياردات. واتكأ جوشوا كيميتش دون مبالاة على عارضة المرمى. انهار توماس مولر -الذي كانت مسيرته المهنية تومض أمام عينيه- بالبكاء، بينما كان المشجعون الذين بقوا في الخلف -جميعهم- يصفقون لمنتخبهم من الملعب. سُحبت القمصان على الوجوه، والأيدي على الرؤوس. كانت طريقة مدمرة لنهاية البطولة حسب وصف شبكة «The Athletic».

بالعودة إلى غرفة ملابس المنتخب الألماني، بالكاد كان هناك صوت. تحدث جوليان ناغلسمان عما تم إنجازه وما تبقى لتحقيقه. كان ناغلسمان مندهشاً من رد فعل المشجعين في «نيكارستاديون»، وبكى على الهواء وهو يتأمل ما رآه في جميع أنحاء البلاد؛ مسيرات المشجعين والغناء، والدلائل على أن البلاد -بعد ما يقرب من عقد من الزمن- كانت تستثمر حقاً في فريقها مرة أخرى.

لم يكن ذلك وهماً. فقد انخفضت نسبة المشاهدة التلفزيونية المحلية لمباريات ألمانيا في كأس العالم 2022 في قطر، إلى أقل من 11 مليون مشاهد. أما خلال هذه البطولة، فقد بدأت مرتفعة، واستمرت في الزيادة: 22 مليوناً أمام أسكوتلندا، و23.9 مليون أمام المجر، و25.5 مليون أمام سويسرا.

كان ناغلسمان ولاعبوه يأملون في الفوز بـ«يورو 2024»؛ لكن المهمة الحقيقية كانت استعادة بعض الكبرياء. وقد حدث ذلك. لكنهم حققوا أكثر من ذلك. فالمنتخب الوطني الذي كان يُنظر إليه في أوقات مختلفة منذ الفوز بكأس العالم 2014 على أنه عتيق أو فاسد أو مزيج سام من الاثنين، انتهت قصته الآن؛ حيث لن تفوز ألمانيا بهذه البطولة، لمغادرتها.

غادر المنتخب الألماني شتوتغارت في وقت متأخر من ليلة الجمعة، ووصلوا إلى قاعدتهم في هرتسوغنوراخ في الساعات الأولى من صباح السبت. عندما وصلوا، بعد منتصف الليل، كان هناك مشجعون في انتظارهم عند المدخل. وظل كثير من المدربين واللاعبين مستيقظين حتى بزوغ الفجر، يتحدثون عن المباراة والمستقبل.

في صباح اليوم التالي، ألقى كل من رودي فولر وبيرند نيوندورف، المدير الرياضي ورئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، خطابات للاعبين والجهاز الفني، وكذلك فعل ناغلسمان. أصبح بعض اللاعبين عاطفيين؛ حيث بكى البعض منهم.

استمتع اللاعبون بإدارة ناغلسمان وتدريبه الموجه نحو التفاصيل. ومنذ تعيينه وهم معجبون أيضاً بالطبيعة التعاونية لعمله. يبدو اللعب للمنتخب الوطني بالنسبة لكثيرين وكأنه جهد جماعي كبير. كما أن إسهامات ساندرو فاغنر، مساعد ناغلسمان الذي يتمتع بكثير من الصلاحيات التدريبية داخل هذا التشكيل، كانت أيضاً بمثابة انتصار.

وبحلول يوم الأحد، في المؤتمر الصحافي الأخير في هرتسوغنوراخ، كانت الأنظار تتجه نحو المستقبل. كان ناغلسمان لا يزال في مرحلة البداية؛ لكنه هو ونيوندورف وفولر كانوا يركزون على المستقبل.

قال نيوندورف: «لقد خسرنا؛ لكننا لم نفشل».

جلس فولر بجواره، ووصف فولر التحسن النفسي في الفريق: «أردنا أن نكون أفضل فريق في العالم مرة أخرى. لم نصل إلى هناك بعد؛ لكننا لسنا بعيدين عن ذلك أيضاً. لقد كان أداءً رائعاً أمام إسبانيا. كان من المستحيل العودة من التأخر بهدف قبل بضعة أشهر».

اعتزل توني كروس؛ حيث كانت «يورو 2024» هي لحظة وداعه، رغم حاجة ناغلسمان له بشدة.

لم يحسم مانويل نوير (38 عاماً) قراره بشأن الاستمرار في كرة القدم الدولية من عدمه، وسيتخذ قراره في الأسابيع المقبلة. أما توماس مولر (34 عاماً) فيرتبط بعقد مع بايرن ميونيخ يمتد حتى صيف 2025، ويبدو أنه على الأرجح قد لعب مباراته الأخيرة مع منتخب ألمانيا.

نوير شخصية عملاقة في كرة القدم الألمانية. ومع ذلك، فإن مارك- أندريه تير شتيغن (32 عاماً) هو واحد من أفضل حراس المرمى في أوروبا، ومع جودة توزيعاته، فهو مناسب تماماً للعب مع ناغلسمان. يجب أن يكون هذا الانتقال سهلاً نسبياً.

وبالمثل، مولر يتمتع بمكانة هائلة داخل المنتخب الألماني، على الرغم من دوره الهامشي في هذه البطولة، وكان سلوكه خلال المباريات والتدريبات موضع إعجاب كبير؛ خصوصاً من قبل زملائه الشباب في الفريق، ومع ذلك فإن رحيله لن يترك فراغاً فنياً.

كروس مختلف، وتعويضه هو الأولوية. يعرف ناغلسمان مدى صعوبة ذلك.

قال يوم السبت: «لن نتمكن من تعويضه على الفور. لو كان الأمر سهلاً لما كان أحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم. مع ألكسندر بافلوفيتش وأنجيلو ستيلر لدينا لاعبون يمكنهم تعويض أسلوب لعبه».

لو لم يكن قد استسلم لالتهاب اللوزتين عشية البطولة، لكان بافلوفيتش قد لعب دوراً هذا الصيف بديلاً لكروس، لسبب وجيه، فقد بدأ أقل من 20 مباراة في «البوندسليغا» مع بايرن ميونيخ، بعد أن تخرج للتو من أكاديمية النادي؛ لكنه صانع لعب جيد، ويمكنه مع مرور الوقت أن يكرر كثيراً مما قدمه كروس.

أما ستيلر (23 عاماً) فهو لاعب أقل شهرة؛ لكنه مثير للاهتمام بالقدر نفسه. وهو خريج آخر من أكاديمية بايرن ميونيخ؛ لكنه سلك طريقاً مختلفاً. انضم إلى سيباستيان هونيس في هوفنهايم عندما انتهى عقده مع بايرن ميونيخ في عام 2021، قبل أن يتبعه مرة أخرى إلى شتوتغارت، في عام 2023.

تم التعاقد مع ستيلر بالفعل ليحل محل واتارو إندو، قائد منتخب اليابان الذي تم بيعه إلى ليفربول. في موسم 2023- 2024، أكمل نادي شتوتغارت قفزة نوعية في «البوندسليغا»؛ حيث تحسَّن من المركز السادس عشر إلى الثاني في أول موسم كامل لهونيس. كان ستيلر مجرد قصة من قصص إيجابية كثيرة؛ لكنه قد يكون الشخصية الأكثر إقناعاً في النادي. فهو صريح وأحادي التفكير، وغالباً ما يكون جريئاً في طريقة تعبيره عن نفسه، سواء على أرض الملعب أو في وسائل الإعلام. يتحدث كما لو كان أكبر من عمره بعقد من الزمن، وعندما يكون الأداء سيئاً، لا يخشى إبداء رأيه في السبب.

بوصفه لاعباً، فإن ملفه الشخصي مشابه لملف بافلوفيتش. إنه صانع لعب، ومن المفترض أن يناسب أيضاً طريقة لعب ناغلسمان.

هل يمكنهما اللعب معاً؟ مسألة مختلفة. لكن بطولة «يورو 2024» أظهرت أن ناغلسمان كان أكثر استخداماً للفريق مما كان يُفترض أن يكون عليه. لقد أجرى تغييرات طوال البطولة، وسعى إلى إيجاد حلول للتحديات المختلفة التي قدمتها البطولة. إن استبدال كروس أمر مستحيل، كما يعترف هو، ولكن يجب أن تكون كل مساهماته أكثر قابلية للتحقيق.

قد يكون هذا هو شعار الجيل القادم. تضم كرة القدم الألمانية كثيراً من اللاعبين الموهوبين القادمين، ولكن لا توجد أسماء بارزة حقاً. فالمهاجم براجان جرودا من ماينز، ولاعب الوسط روكو ريتز من بوروسيا مونشنغلادباخ، لاعبان موهوبان تدربا مع المنتخب الأول قبل البطولة، وسيكونان جزءاً من مستقبله. لوكا نيتز (21 عاماً) مدافع ولاعب خط وسط جيد في الجانب الأيسر، ومثله مثل ريتز، نجح أيضاً في إثبات نفسه في فريق غلادباخ المتعثر. وينبغي أن يبرز قبل وقت طويل أيضاً.

ربما يعاود فيليكس نميتشا الظهور في فريق دورتموند الجديد بقيادة نوري شاهين. ربما يفعل ميرلين روهل، لاعب وسط فرايبورغ، الشيء نفسه. سيقضي روبرت فاغنر -وهو لاعب قوي يجيد التحكم بالكرة- الموسم على سبيل الإعارة في سانت باولي، وسيكون أحد اللاعبين الذين تجب مراقبتهم.

ماكس باير، مهاجم هوفنهايم هو جزء من حاضر الفريق. لقد قدم مساهمة واضحة أمام سويسرا في المجموعة، ومن الواضح أنه يحظى بالفعل بثقة ناغلسمان. وهذا أمر مهم. كان البحث عن اللاعب رقم 9 الألماني الجديد طويل الأمد. قد لا يكون باير هو المطلوب تماماً، ليس بعد على الأقل، ولكن كان هناك كثير من القلق بشأن ما إذا كان بإمكان البلاد أن تنتج هدّافين. ينعكس ذلك جزئياً في نبرة الخطاب المحيط بكاي هافيرتز، وبطريقة أكثر إيجابية، نيكلاس فولكروغ.

ربما هذه هي اللحظة المناسبة للنظر في هذه المشكلة بطريقة مختلفة؟ فبدلاً من الجري وراء لاعبين محددين، قد يكون من الأفضل لألمانيا أن تفكر في التركيبة العامة لمنتخبها، ففي النهاية، ناغلسمان مدرب فني على مستوى عالٍ، والأهم من ذلك، فإن الثقة غير المبررة في المواهب الفردية كانت -على مدى السنوات الثماني الماضية- إحدى مشكلات ألمانيا. لذلك قد لا يكون هناك جيرد مولر أو يورغن كلينسمان جديد في الأفق، ولكن لا يزال هناك عناصر قيّمة يمكن أن تكون جزءاً من هذا التوجه نحو عام 2026، إذا اكتسبت مسيرتهم المهنية زخماً.

تعرض نيلسون فايبر (19 عاماً) لاعب ماينز لإصابة خطيرة في الركبة في سبتمبر (أيلول) 2023؛ لكنه عاد لائقاً مرة أخرى، وجزءاً من الفريق الذي جدد بو هنريكسن شبابه. زميله في الفريق، جوناثان بوركارت، عاد أيضاً من إصابة خطيرة، وهو من نوعية المهاجمين الذين يضغطون على المنافسين، ويناسب أسلوب لعب ناغلسمان.

ناغلسمان لديه مهمة إعادة بناء المنتخب الألماني (أ.ف.ب)

هؤلاء ليسوا نجوماً؛ بل قطعاً مثيرة للاهتمام يمكن دمجها في مجموعة هجومية يجب أن تبقى معاً لفترة طويلة. يبلغ كل من فلوريان فيرتز وجمال موسيالا 21 عاماً. هافرتز يبلغ من العمر 25 عاماً. كريس فوريتز وليروي ساني ودينيز أونداف لا يزالون في العشرينات من عمرهم. وعلى الرغم من عدم اختياره في هذه المسابقة، فإن كريم أديمي لاعب دورتموند ليس اختياراً فاشلاً كونه في سن 22 عاماً.

أما الطرف الآخر من الملعب فهو أكثر إثارة للقلق؛ مثل غياب اللاعب رقم 9 الصريح، فقد كافحت ألمانيا لإنتاج لاعبين مميزين حقاً في مركز قلب الدفاع على مدار نصف العقد الماضي. لقد كان ثمن الكفاءة في تطوير لاعبين متعددي المهارات ومتعددي المراكز -مثل ماريو جوتزه وماركو ريوس وكاي هافرتز- هو تناقص عدد اللاعبين المتخصصين في مركز واحد. ليس من الواضح من أين ستأتي النخبة الألمانية القادمة في مركز قلب الدفاع، ولا مدى الضرر الذي سيحدثه فقدان أنطونيو روديغر، البالغ من العمر 31 عاماً. ومع ذلك، سيظل كل من نيكو شلوتربيك وجوناثان تاه وفالديمار أنتون في بداية مسيرتهم في عام 2026، ومن المهم عدم المبالغة في تقدير المشكلة.

أسهم ناغلسمان لم تكن أعلى من أي وقت مضى. لقد حظي ناغلسمان المدرب بالإعجاب منذ فترة طويلة، كما أن صناعة لاعبين دوليين من نسيج غير عصري -ماكس ميتلشتات، وفوريش، وأونداف، وأنتون- قد أضاف إلى تلك السمعة. لكنه نجح أيضاً في إظهار إنسانيته أيضاً. كان تعامله مع وسائل الإعلام ممتازاً. وساعد الإخلاص الذي تعامل به خلال المقابلات التي أجراها بعد الإقصاء، مع ذلك الجرح الذي لم يتأثر به، على إضافة بُعدٍ خيِّر يتجاوز عدوانية خط التماس والخبرة التكنوقراطية.

إنه جوليان ناغلسمان الألماني الآن، ولاعبوه هم فريق ألمانيا.

ستستغرق كدمات «يورو 2024» بضعة أسابيع لتلتئم بشكل صحيح؛ لكن التفاؤل له ما يبرره.


مقالات ذات صلة

لاليغا: بالقاتل... جيرونا يتنفس الصعداء

رياضة عالمية كريستيان ستواني يحتفل بتسجيل هدف الفوز (إ.ب.أ)

لاليغا: بالقاتل... جيرونا يتنفس الصعداء

تنفس جيرونا، ثالث الموسم الماضي، الصعداء وعاد إلى سكة الانتصارات بعد سلسلة من 6 مباريات متتالية من دون فوز، محلياً وقارياً، وذلك بتخطيه ضيفه القوي أتلتيك بلباو.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كارلوس ألكاراس (أ.ف.ب)

«دورة شنغهاي»: ألكاراس يتأهل للدور الرابع

تأهل الإسباني كارلوس ألكاراس المصنف الثاني عالمياً لدور الـ16 في دورة شنغهاي للأساتذة للتنس بعد فوزه على الصيني وو يبينغ، الأحد.

«الشرق الأوسط» (شنغهاي)
رياضة عالمية كوكو غوف (أ.ب)

دورة بكين: غوف تهزم موخوفا... وتتوج باللقب

هيمنت كوكو غوف، المصنفة السادسة، على التشيكية غير المصنفة، كارولينا موخوفا، لتفوز 6-1 و6-3 في نهائي بطولة الصين المفتوحة للتنس، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (بكين )
رياضة عالمية دوشان فلاهوفيتش (إ.ب.أ)

الدوري الإيطالي: كالياري يحرم يوفنتوس من استعادة المركز الثاني

حرم كالياري مستضيفه يوفنتوس من استعادة المركز الثاني من إنتر ميلان حامل اللقب، عندما أرغمه على التعادل 1-1 الأحد بالمرحلة السابعة من الدوري الإيطالي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية سيلين بوتييه تحتفل باللقب (الشرق الأوسط)

سلسلة أرامكو لفرق الغولف: الفرنسية بوتييه تتوج باللقب

توجت الفرنسية سيلين بوتييه بلقبها الأول لهذا العام في سلسلة بطولة أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، بعد إنهائها المنافسة بنتيجة مميزة.

«الشرق الأوسط» (شينزين)

دورة بكين: غوف تهزم موخوفا... وتتوج باللقب

كوكو غوف (أ.ب)
كوكو غوف (أ.ب)
TT

دورة بكين: غوف تهزم موخوفا... وتتوج باللقب

كوكو غوف (أ.ب)
كوكو غوف (أ.ب)

هيمنت كوكو غوف، المصنفة السادسة، على التشيكية غير المصنفة، كارولينا موخوفا، لتفوز 6-1 و6-3 في نهائي بطولة الصين المفتوحة للتنس، اليوم (الأحد)، وتصبح أول لاعبة تفوز بأول 7 نهائيات لها في بطولات اتحاد لاعبات التنس المحترفات على الملاعب الصلبة بعصر الاحتراف.

وأطلقت غوف 24 ضربة ناجحة في أداء قوي لتضيف لقب بكين إلى فوزها ببطولة أوكلاند كلاسيك هذا العام، وتحقق ثاني لقب لها في بطولات فئة الألف نقطة في مسيرتها، بعد فوزها في سينسيناتي 2023، بعدما تغلبت أيضاً على موخوفا في النهائي.

وعززت غوف سجلها في المواجهات المباشرة أمام موخوفا إلى 3-صفر، كما فازت بثمانية من أصل تسعة نهائيات خاضتها في بطولات اتحاد لاعبات التنس المحترفات.

وخسرت غوف المجموعة الأولى في ثلاث مباريات متتالية قبل بلوغ النهائي، وبدا أن بطلة أميركا المفتوحة السابقة عازمة على تجاوز هذا الأمر، بعدما فازت بالشوط الأول في المجموعة الافتتاحية دون خسارة أي نقطة، وكسرت إرسال منافستها مبكراً لتتقدم 2-صفر.

واستفادت اللاعبة الأميركية من هذه الدفعة القوية لتفوز بشوطين آخرين دون خسارة أي نقطة، كما كسرت إرسال موخوفا مرة أخرى لتتقدم 5-1.

وبعد عدم خسارة أي نقطة في أول ثلاثة أشواط إرسال لها، انتابت غوف بعض الشكوك عندما اضطرت للدفاع عن نقطة لكسر إرسالها، لكنها تمكنت من حسم المجموعة بضربة أمامية قوية.

وتواصل تراجع مستوى إرسال غوف في وقت مبكر من المجموعة الثانية، وارتكبت خطأين مزدوجين في شوط إرسالها الافتتاحي لتكسر موخوفا إرسالها وتتقدم 2-صفر، لكن اللاعبة الأميركية ردت بأداء شرس، واقتربت من الشبكة لترد كسر الإرسال على الفور.

وبدت موخوفا، التي تغلبت على أرينا سابالينكا بطلة أستراليا المفتوحة وأميركا المفتوحة، والصينية تشنغ تشين ون بطلة أولمبياد باريس في الأدوار السابقة، محبطة بعد خسارة تقدمها، وفازت بنقطتين فقط في الأشواط الثلاثة التالية لتتقدم غوف 4-2 بسهولة.

وفازت كل لاعبة بشوط إرسالها قبل أن تحسم المصنفة الرابعة بالبطولة، الفوز بكسر إرسال التشيكية عندما أطاحت موخوفا بضربة خلفية إلى خارج الملعب في نقطة حسم المباراة.

وفي وقت سابق من اليوم، تغلب الثنائي الإيطالي المكون من سارة إيراني وجاسمين باوليني، الفائزتين بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، على تشان هاو تشنغ وفيرونيكا كوديرميتوفا 6-4 و6-4 في نهائي زوجي السيدات، ليحقق الثنائي الإيطالي لقبه الثالث هذا العام في بطولات اتحاد لاعبات التنس المحترفات.