وسط كل الأحزان الحالية بعد الخروج من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم «يورو 2024» من دور الثمانية أمام المنتخب الإسباني، هناك شعور بأن ألمانيا يمكنها أن تتطلع لمستقبل باهر في كرة القدم مرة أخرى.
وكان المنتخب الألماني من الفرق التي يخشى الجميع مواجهتها في البطولة المقامة على أرضه، وذلك بعد سنوات من الظهور بأداء متواضع، والذي بلغ ذروته بالخروج من دور المجموعات في نسختي كأس العالم 2018 في روسيا، و2022 في قطر.
وعندما قال يوليان ناغلسمان، المدير الفني للمنتخب الألماني، السبت: «إنه من المؤلم أن تضطر للانتظار مدة عامين لتصبح بطلاً للعالم»، كان هذا أكثر من مجرد تحدٍّ.
وستكون البطولة الكبرى المقبلة هي كأس العالم 2026، التي تقام في أميركا وكندا والمكسيك، وتبدأ الاستعدادات بشكل فعال في سبتمبر (أيلول).
وستكون المهمة الرئيسية لناغلسمان هي البحث عن اللاعب الذي يمكنه أن يحل محل توني كروس الذي انتهت مسيرته الزاخرة بالألقاب بعد الخسارة في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي أمام إسبانيا 1 - 2.
وتراجع كروس (34 عاماً) عن قراره باعتزال اللعب الدولي في مارس (آذار)، ومنح الاستقرار في خط الوسط الذي كان الفريق في حاجة ماسة إليه.
وربما أيضاً خاض الحارس مانويل نوير، والمهاجم توماس مولر، بجانب كروس، آخر أعضاء الفريق الفائز بكأس العالم 2014، آخر مبارياتهم على المستوى الدولي. ولم يتضح بعد مستقبل قائد الفريق إلكاي غندوغان.
ولكن ناغلسمان لديه أساس جيد، يقوده الثنائي الساحر جمال موسيالا وفلوريان فيرتز. وهناك أيضاً لاعبان رائعان هما ألكسندر بافلوفيتش الذي غاب عن البطولة بسبب المرض، وماكسيميليان بيير.
وقال ناغلسمان: «لدينا فريق أعماره ليست صغيرة للغاية، وأيضاً القليل من اللاعبين الكبار. بالتأكيد سنحتاج لإجراء تعديلات بالفريق لكي نقدم بعض المباريات الجيدة، وتكوين أفضل فريق ممكن لخوض التصفيات المؤهلة لكأس العالم في 2025».
تولى ناغلسمان، مدرب بايرن ميونيخ السابق، تدريب المنتخب الألماني في سبتمبر، وفي الربيع جدد تعاقده لما بعد «اليورو» وحتى عام 2026.
وأجرى ناغلسمان تغييرات كبيرة في تشكيل الفريق بعد الخسارة في المباراتين الوديتين في نوفمبر (تشرين الثاني) أمام تركيا والنمسا، وأتى ذلك بنتائج مذهلة. وكانت الخسارة أمام إسبانيا هي أول هزيمة يتلقاها المنتخب الألماني هذا العام في 9 مباريات.
وأعيد اكتشاف الروح الجماعية للفريق، كما استعاد أيضاً حب الجماهير للمنتخب الوطني، الذي تُوج بأربعة ألقاب لكأس العالم وثلاثة ألقاب أوروبية في السابق.
وأثنى ناغلسمان أيضاً على روح الفريق، ووجَّه رسالة تتجاوز كرة القدم إلى الأمة.
وقال المدير الفني: «يجب أن يعرف اللاعبون أنهم تمكنوا من إيقاظ البلاد التي غالباً ما تكون غارقة في حالة من الكآبة، وقدموا بعض اللحظات الجيدة».
وأضاف: «آمل أن يحدث هذا التكافل بين الجماهير والفريق في المجتمع العادي أيضاً، وأن ندرك أن بإمكاننا تحقيق المزيد معاً، وليس عندما يسير كل شخص في طريقه الخاص». وأكد: «معاً نصبح أقوياء، مع جارك تكون أقوى».