«كأس أوروبا»: سويسرا... مرشحةً أولى أمام إنجلترا أو سلوفاكيا

مراد ياكين يحاصره المصورون بعد قيادته سويسرا لربع النهائي (رويترز)
مراد ياكين يحاصره المصورون بعد قيادته سويسرا لربع النهائي (رويترز)
TT

«كأس أوروبا»: سويسرا... مرشحةً أولى أمام إنجلترا أو سلوفاكيا

مراد ياكين يحاصره المصورون بعد قيادته سويسرا لربع النهائي (رويترز)
مراد ياكين يحاصره المصورون بعد قيادته سويسرا لربع النهائي (رويترز)

لا يُفترض بسويسرا أن تفعل أشياء كهذه... لقد اكتسب المنتخب السويسري سمعة بأنه يمثل بالنسبة إلى «البطولة الأوروبية» ما تمثله المكسيك بالنسبة إلى «كأس العالم»، فهم يتأهلون دائماً من دور المجموعات، لكنهم لم يتأهلوا مطلقاً إلى ما بعد الدور الأول من الأدوار الإقصائية، باستثناء عندما تخطوا فرنسا بعد ركلات الترجيح قبل 3 سنوات.

لكن هذه المباراة كانت مختلفة. هنا؛ تفوقت سويسرا على حامل اللقب، إيطاليا، واستحقت تماماً الفوز 2 - 0. قال مديرهم مراد ياكين: «لم يكن الأمر مجرد أننا فزنا؛ لقد كان (الطريقة) التي فزنا بها. كان ذلك مجزياً للغاية».

حصار سويسري على لاعب إيطالي واحد (رويترز)

كانت الشكوك التي سبقت البطولة في سويسرا هي أن هذه البطولة قد تكون النسخة التي قد ينتهي فيها رقمهم القياسي في التأهل إلى مرحلة خروج المغلوب (5 مرات متتالية في كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية)، وهو أمر لا يمكن أن تضاهيها فيه سوى فرنسا.

وبدلاً من ذلك، ربما يدحضون الجزء الآخر من سمعتهم، وهو شعورهم بأنهم لا يتركون مطلقاً انطباعاً دائماً في البطولة. هذا الفوز في حد ذاته يعدّ بالتأكيد أفضل نتيجة لهم في القرن الحادي والعشرين، أمام جمهور في برلين سيطرت عليه القمصان السويسرية الحمراء.

فرحة سويسرية كبرى بعد الوصول إلى دور الثمانية (أ.ف.ب)

بدت إيطاليا غير مستعدة لتحدي مواجهة سويسرا، وهو ما كان مفاجئاً للغاية؛ فقد لعب فريق ياكين تقريباً كما فعلوا طوال دور المجموعات. على وجه الخصوص؛ كان هناك تشابه كبير مع الطريقة التي هزموا بها المجر في المباراة الأولى بالمجموعة، مع كثير من المداورة في الجانب الأيسر.

كانت الخطورة السويسرية في الجهة اليسرى (أ.ب)

وأشار ياكين إلى أنه أراد بالفعل أن ينوّع فريقه من خطورته الهجومية. وقال: «أردت أن يتجه لعبنا إلى اليمين أكثر قليلاً... أن نلعب أكثر في كلا الجانبين، وليس فقط في الجهة اليسرى. هذا يجعل خطة لعبنا غير متوقعة أكثر».

لكن من الخارج، بدا الأمر كله متعلقاً بالجهة اليسرى.

على الورق، تعتمد سويسرا على 3 لاعبين في الدفاع، وهو النظام الذي تحول إليه ياكين بشكل مفاجئ بعد مشوار مخيب للآمال في التصفيات، مما أثار الشكوك حول أمان وظيفته. لكن الدفاع المكون من 3 لاعبين على الورق يصبح شيئاً مختلفاً.

على الورق... تعتمد سويسرا على 3 لاعبين في الدفاع (أ.ف.ب)

ريكاردو رودريغيز؛ الظهير الأيسر السابق المعروف بقدرته على التمرير العرضي، لا يبقى «قلب دفاع على الجانب الأيسر»؛ بل يقوم بانطلاقات متداخلة مفاجئة. ويسمح ذلك لميشيل آيبيشسر، الذي فرض نفسه بوصفه أحد النجوم البارزين في البطولة، في سن الـ27، بالانتقال إلى الداخل من مركز الظهير الجناح، ليصبح اللاعب رقم 10 الإضافي. وتعني هذه الحركة أن روبن فارغاس؛ المهاجم الأيسر، يمكنه البقاء على الجانب الأيسر أو الاندفاع إلى الداخل بالتناوب، ودائماً ما يفاجئ الخصم بتحركاته. بالنسبة إلى جيوفاني دي لورينزو، الظهير الأيمن لإيطاليا، ربما أصعب مباراة لعبها في مسيرته كانت الخسارة 1 - 0 أمام إسبانيا في دور المجموعات، حيث خدعته تحركات جناح إسبانيا نيكو ويليامز. لم تكن هذه التجربة أفضل بكثير، حيث كان هناك كثير من اللاعبين الذين تحلقوا حوله... لاحظوا رودريغيز وآيبيشسر وفارغاس في المساحة التي كان من المفترض أن يدافع فيها.

بدت إيطاليا غير مستعدة لتحدي مواجهة سويسرا (رويترز)

لم يكن رودريغيز وحده الذي قدم تداخلاً مفاجئاً في الجهة اليسرى. كانت هذه هي الخطورة السويسرية في هذا الجانب، فقد جاء الهدف الأول عندما ظهر دان ندويي؛ الجناح الأيمن لسويسرا، فجأة إلى اليسار ليندمج مع فارغاس. شتت هذا التمرير انتباه دي لورينزو وزميله الدفاعي أليساندرو باستوني، مما فتح ممراً من فارغاس إلى ريمو فريولر الذي انطلق داخل منطقة الجزاء وسدد الكرة بعد كرة مرتدة.

سجل فارغاس الهدف الثاني، الذي بدا كأنه حسم المباراة، بعد 27 ثانية فقط من بداية الشوط الثاني. مرة أخرى جاء الهدف من هجمة على الجانب الأيسر، هذه المرة مع وجود آيبيشسر في مركزه المعتاد في الخارج، وتوغل غرانيت تشاكا إلى الأمام، وأكمل فارغاس المثلث بحركة في الجهة اليسرى من الداخل. كانت تسديدته الرائعة في الزاوية البعيدة نموذجية... «قبل بداية الشوط الثاني، قال لي غرانيت: (روبن، أرجوك سجل هدفاً. عندما حصلت على الكرة، تذكرت ذلك».

لم تقدم إيطاليا الكثير. كانت هذه رابع مباراة لهم في البطولة (استقبلت شباكهم الهدف الأول في جميع المباريات). لقد أصبحوا من أكثر الفرق المحيرة في كرة القدم الدولية. كان من الغريب أنهم فازوا بـ«يورو 2020» وفشلوا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في كلتا البطولتين. الآن يفتقر فريقهم ببساطة إلى الجودة الفردية. أربعة لاعبين أساسيين فقط بعد نجاحهم في «بطولة أوروبا» قبل 3 سنوات لعبوا دوراً رئيسياً هنا. كان حارس المرمى جيجي دوناروما ممتازاً مرة أخرى. عانى دي لورينزو من بطولة صعبة. لاعب خط الوسط نيكو باريلا يلعب الآن دوراً مختلفاً وأعمق بكثير، بينما لم يعد الجناح فيديريكو تشيزا كما كان منذ غيابه لمدة عام بسبب إصابة خطرة في الركبة. تنظر إلى هذه التشكيلة وتتساءل: أين هي جودة النجوم؛ خصوصاً في الهجوم؟

سويسرا ستواجه إنجلترا أو سلوفاكيا (أ.ف.ب)

لطالما اشتهرت إيطاليا منذ نحو قرن من الزمان بالكرة الدفاعية، لكن المفارقة أنها لطالما أنتجت مهاجمين من الطراز الرفيع، لكن ما يثير السخرية هو أن إيطاليا لم تستفد منهم على أكمل وجه. الآن تحولت إيطاليا تدريجاً إلى أسلوب هجومي أكثر، لكن هل أنتجوا مهاجماً من الطراز العالمي منذ الجيل الذي فاز بكأس العالم في 2006؟

عقد المدير الفني لوتشيانو سباليتي مؤتمراً صحافياً مطولاً ومليئاً بالتشاؤم عندما اعترف بأن فريقه لم يكن جيداً بما فيه الكفاية، لكنه ركز بشكل مفاجئ على افتقار فريقه إلى اللياقة البدنية في أكثر أيام البطولة حرارة. وقال: «نحن بحاجة إلى لاعبين يتمتعون بمزيد من اللياقة البدنية». وأضاف: «عندما تعتقد أنك تستطيع اللعب بجودة عالية، ولكنك تفقد هذا الإيقاع ولا تستطيع الحفاظ عليه لمدة 90 دقيقة، فمن الطبيعي أن تحتاج بعد ذلك إلى خلط الأمور وإضفاء مزيد من القوة البدنية... لقد رأينا في تلك الالتحامات الثنائية (واحد ضد واحد) أننا عانينا، وهذا يجعل من الصعب استعادة الكرة».

جماهير سويسرا احتفلت بالفوز الكبير وبلوغ ربع النهائي (إ.ب.أ)

دائماً ما تكون العناصر البدنية جزءاً رئيسياً من المباريات، ولطالما عانت إيطاليا من عقدة افتقارها الواضح إلى الاندفاع البدني، وغالباً ما يُشار إلى ذلك بوصفه سبباً لتفضيلهم اللعب بطريقة دفاعية، لمنع تعرضهم للثنائيات الفردية. لكن سويسرا كانت متفوقة من حيث الجودة الفنية والخيال واللعب الجماعي في الثلث الأخير... «كل المدربين الآخرين خاضوا 20 مباراة، وبعضهم أكثر من ذلك، وأنا خضت 10 مباريات فقط»؛ احتج سباليتي، مع بعض المبررات.

سيواجهون إنجلترا أو سلوفاكيا في الدور التالي، وعلى أساس الأداء حتى الآن، ستكون سويسرا مستعدة لمواجهة أي منهما.


مقالات ذات صلة

سولانكي يعود لتشكيلة إنجلترا بعد 7 سنوات من مشاركته الدولية الوحيدة

رياضة عالمية سولانكي (رويترز)

سولانكي يعود لتشكيلة إنجلترا بعد 7 سنوات من مشاركته الدولية الوحيدة

انضم دومينيك سولانكي مهاجم توتنهام هوتسبير إلى تشكيلة المدرب المؤقت لمنتخب إنجلترا لي كارسلي استعداداً لمباراتي اليونان وفنلندا في دوري الأمم الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مارك كوكوريلا أفلت من ركلة جزاء ضد إسبانيا أمام ألمانيا (رويترز)

«يويفا» يعترف بحق ألمانيا في الحصول على ضربة جزاء أمام إسبانيا

اعترف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بأن المنتخب الألماني استحق الحصول على ضربة جزاء في مباراة دور الثمانية ببطولة كأس أمم أوروبا 2024 التي أقيمت على أرضه.

«الشرق الأوسط» (نيون)
رياضة عالمية مسؤولون آيرلنديون خلال اجتماع في دبلن (إ.ب.أ)

الحكومة البريطانية لن تموّل ملعب آيرلندا الشمالية لاستضافة كأس أوروبا 2028

لن تُموّل الحكومة البريطانية تحديث الملعب المقترح من آيرلندا الشمالية لاستضافة كأس أوروبا 2028 في كرة القدم، وفقاً لما أعلن وزراء الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الصراع الساخن على الكرة كان عنوانا للمباراة المثيرة بين هولندا والمانيا (رويترز)

ألمانيا فخورة بمنتخبها وهولندا تكتشف ثنائياً هجومياً جديداً

خلف التعادل المثير بين هولندا وضيفتها ألمانيا 2-2 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة لدوري الأمم الأوروبية لكرة القدم،

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية ديدييه ديشان (رويترز)

ديشان: مبابي ليس لاعباً محورياً خالصاً

أكد مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان أنه يواصل العمل على إيجاد طريقة للحصول على أفضل أداء من كيليان مبابي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

هل وصل تن هاغ إلى حافة الهاوية مع مانشستر يونايتد؟

لاعبو مانشستر يونايتد وأحزان السقوط بثلاثية أمام توتنهام (رويترز)
لاعبو مانشستر يونايتد وأحزان السقوط بثلاثية أمام توتنهام (رويترز)
TT

هل وصل تن هاغ إلى حافة الهاوية مع مانشستر يونايتد؟

لاعبو مانشستر يونايتد وأحزان السقوط بثلاثية أمام توتنهام (رويترز)
لاعبو مانشستر يونايتد وأحزان السقوط بثلاثية أمام توتنهام (رويترز)

مع مرور 90 دقيقة من مباراة مانشستر يونايتد أمام بورتو على ملعب «دراغاو»، بدا الأمر وكأن المدير الفني للشياطين الحمر، إريك تن هاغ، يتجه نحو الهاوية، حيث فشل فريقه في الحفاظ على تقدمه بهدفين دون رد، وتعرض لاعبه برونو فرنانديز للطرد مرة أخرى، وكان الفريق يتجه إلى هزيمة مذلة. ربما لم تكن هذه الهزيمة ستعني نهاية مشوار تن هاغ في «أولد ترافورد»، لكنها بالتأكيد كانت ستتركه يتأرجح، أقرب من أي وقت مضى، على حافة الهاوية.

لكن قبل أن يتحول هذا السيناريو إلى حقيقة، ارتقى هاري ماغواير عالياً وأحرز هدف التعادل في الوقت القاتل وخفف الضغط عن كاهل مديره الفني، ولو بشكل طفيف. وقال تن هاغ لشبكة «تي إن تي سبورتس»: «سنصل إلى هناك. لا تحكموا علينا في هذه اللحظة، احكموا علينا في نهاية الموسم. نحن نواصل العمل، وسوف نتحسن. لقد وصلنا إلى مباريات نهائية في آخر موسمين، وسنواصل القتال».

وفي ظل احتلال مانشستر يونايتد للمركز الثالث عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي ظل التكهنات التي أعقبت الخسارة المذلة بثلاثية نظيفة على ملعبه أمام توتنهام بأن تن هاغ أمامه مباراتان فقط لإنقاذ وظيفته، فمن المرجح - حسب تحليل سام دروري على موقع «بي بي سي» - أن تنتهي مسيرة المدير الفني الهولندي مع مانشستر يونايتد قريباً إذا لم تتحسن نتائج ومستويات الفريق في أقرب وقت ممكن.

وبعد الفوز بثلاثية نظيفة على ساوثهامبتون والفوز الساحق بسبعة أهداف دون رد في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على بارنسلي، ثم الأداء القوي خلال الشوط الأول أمام كريستال بالاس في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، كانت هناك محاولة من قبل البعض للإيحاء بأن مانشستر يونايتد قد أظهر علامات على التحسن. لكن يجب الإشارة إلى أن بارنسلي يلعب في دوري الدرجة الثانية، كما أن مانشستر يونايتد كان سيئاً قبل أن يُهدر ساوثهامبتون ركلة جزاء في الدقيقة 33. كما كان سيئاً في آخر نصف ساعة أمام كريستال بالاس. فإلى أي مدى سقط مانشستر يونايتد للدرجة التي تجعل البعض يرى أن التعادل السلبي والفوز أمام فريقين ضمن آخر ثلاثة فرق في جدول الترتيب يمكن أن يصبح دليلاً على التحسن؟ وعلاوة على ذلك، بدا التعادل الممل أمام تفينتي بهدف لكل فريق مألوفاً في هذا السياق.

بداية السقوط... راتكليف (وسط) يرفع الدعم عن تن هاغ (إ.ب.أ)

وقال تن هاغ: «يمكنكم أن تروا الروح العالية والارتباط بين الطاقم الفني والفريق. اللاعبون مترابطون معاً، ويتمتعون بروح عالية ويريدون تحقيق الإنجازات. لدينا عقلية جيدة، لكن يتعين علينا أن نتحسن في بعض مناطق الدفاع. لقد حافظنا على نظافة شباكنا ثلاث مرات منذ فترة ليست بالطويلة، لذلك يمكننا الدفاع بشكل جيد للغاية، لكن يتعين علينا العودة إلى اللعب بنفس القوة». لكن ذلك يفرض طرح السؤال التالي: إلى أي مدى ساء الأمر، وماذا تقول الإحصائيات عن ولاية تن هاغ؟ رغم ثقة تن هاغ المستمرة في نفسه وفي فريقه، تشير الأرقام إلى أنه منذ تولي المدير الفني الهولندي القيادة الفنية للفريق في عام 2022. لم يستقبل أي نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز ثلاثة أهداف أو أكثر في مباراة واحدة أكثر من مانشستر يونايتد.

وعلاوة على ذلك، فخلال الـ62 مباراة التي لعبها مانشستر يونايتد منذ بداية الموسم الماضي، استقبلت شباكه هدفين في 31 مناسبة - وهو أكبر عدد لأي فريق حالي في الدوري الإنجليزي الممتاز. حافظ مانشستر يونايتد على نظافة شباكه أربع مرات حتى الآن هذا الموسم؛ لكن بالنسبة لفريق يطمح إلى المنافسة على الألقاب الكبرى محلياً وقارياً، فإن استقبال هدفين أو أكثر في كل مباراة أخرى ليس مثالياً على أقل تقدير. وهذا يعني أنه رغم تحقيق إنجاز رائع بتسجيل ثلاثة أهداف في كل مباراة من آخر أربع مباريات أوروبية خارج أرضه، فقد خسر مانشستر يونايتد مباراتين من هذه المباريات الأربع ولم يحقق الفوز في أي منها.

قائد برونو فرنانديز يتعرض للطرد في المواجهة أمام بورتو (رويترز)

وكان التعادل مع بورتو أيضاً مثالاً آخر على عادة سيئة للفريق وهي الفشل في الحفاظ على التقدم في النتيجة. وفي هذه المباراة، تقدم مانشستر يونايتد بهدفين دون رد ثم اهتزت شباكه بثلاثة أهداف متتالية ليتأخر في النتيجة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يُطرد القائد برونو فرنانديز في الدقيقة 81. وكانت هذه هي البطاقة الحمراء الثانية للاعب البرتغالي في مباراتين، رغم إلغاء البطاقة الأولى التي حصل عليها خلال الهزيمة المذلة أمام توتنهام بعد أن قدم النادي استئنافاً.

لقد خاض الشياطين الحمر الآن خمس مباريات من دون تحقيق أي فوز في المسابقات الأوروبية، رغم تقدمهم بهدفين على الأقل في ثلاث منها! في الواقع، فشل مانشستر يونايتد في تحقيق الفوز في كل من المناسبات الأربع الأخيرة التي تقدم فيها بهدفين في البطولات الأوروبية. ويعد استقبال الكثير من الأهداف نقطة ضعف واضحة لمانشستر يونايتد، وحتى عندما يتقدم الفريق في النتيجة، فإنه يسمح للمنافس بالعودة في النتيجة بكل سهولة.

وبالتالي، يمكن القول إن تن هاغ «يسير على حبل مشدود»، إن جاز التعبير. وحتى بعد تجنب الهزيمة في البرتغال، لا يزال تن هاغ يتعرض لضغوط وانتقادات كبيرة قبل استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز (الأحد) أمام أستون فيلا. لقد استمر في منصبه هذا الصيف، بعد أن عوض خيبة أمل احتلال المركز الثامن في الدوري بالفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي. لكن البداية السيئة للفريق هذا الموسم زادت الضغوط على المدير الفني البالغ من العمر 54 عاماً مرة أخرى، ولا يتوقع مارك أوغدن، كاتب بارز في شبكة «إي إس بي إن»، أن يُقال تن هاغ من منصبه حتى لو خسر مانشستر يونايتد أمام أستون فيلا على ملعب «فيلا بارك». وقال أوغدن لـ«بي بي سي»: «سأُفاجأ إذا فقد وظيفته. يأمل مانشستر يونايتد أن يقلب الأمور، لكن من الواضح أنه يسير على حبل مشدود».

ولكي تتفوق على أستون فيلا المنتشي بالفوز التاريخي على بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، سيتعين على تن هاغ إيجاد طريقة لإلهام لاعبيه أو الاستسلام للهزيمة الرابعة في الدوري في سبع مباريات. قال لاعب خط وسط مانشستر يونايتد السابق أوين هارغريفز لشبكة «تي إن تي سبورتس»: «إيريك مرن، وقد أظهر ذلك بالفعل، لكن اللعب على ملعب فيلا بارك سيكون صعباً للغاية. إنه اختبار صعب ويتعين عليه إيجاد طريقة للعودة». وأضاف: «قبل مباراة الفريق أمام بورتو، كنا نتحدث عن المشكلات التي يواجهها مانشستر يونايتد في تسجيل الأهداف، لكننا الآن نتحدث عن المشكلات الدفاعية. في بعض الأحيان يبدو الأمر وكأنهم حلوا مشكلة ما ليواجهوا مشكلة أخرى! هناك الكثير من المشكلات في الفريق، وتن هاغ يتولى المسؤولية منذ فترة طويلة. وسيكون هناك المزيد من التساؤلات خلال الفترة المقبلة!».

الحديث عن إقالة تن هاغ جاء في الوقت الذي رفض فيه الملياردير البريطاني جيم راتكيف مالك مانشستر يونايتد، ضمان مستقبل تن هاغ في أولد ترافورد، مشيراً إلى أن النادي ليس «في المكان الذي من المفترض أن يكون فيه». وبدا راتكليف متشائماً في حديثه لشبكة «بي بي سي» قبل مواجهة يونايتد لأستون فيلا (الأحد)، ولم يكن كلامه مشجعاً تجاه المدرب الذي يواجه خطر الإقالة.

وقال: «لا أريد الإجابة عن هذا السؤال. أنا أحب إريك. أعتقد أنه مدرب جيد جداً، ولكن في النهاية، القرار ليس بيدي». وأشارت تقارير صحافية إلى أن راتكليف تحدث مع الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي وبايرن ميونيخ الألماني السابق بشأن وظيفة تدريب يونايتد خلال مراجعة الموسم الماضي، قبل أن يجدد الثقة بتن هاغ ويمدد عقده لموسم إضافي بعد الفوز المفاجئ على مانشستر سيتي في الكأس.

تن هاغ... إلى أين؟ (رويترز)

وأكّد راتكليف في حديثه أن أي قرار بشأن مدرب أياكس السابق سيُتخذ بالتنسيق مع المدير الرياضي الجديد لمانشستر يونايتد دان أشوورث والرئيس التنفيذي عمر برادة، قائلاً: «فريق الإدارة الذي يدير مانشستر يونايتد هو الذي يجب أن يقرر كيف ندير الفريق بأفضل طريقة ممكنة من جوانب عديدة». وتابع: «لكن هذا الفريق الذي يدير مانشستر يونايتد لم يكن معاً إلا منذ أشهر قليلة، لقد وصلوا فقط في يوليو (تموز) الماضي». وأوضح: «لقد كانوا هناك فقط لمدة يمكنك حسابها بأسابيع تقريباً، لم يكونوا هناك لفترة طويلة لذلك يحتاجون إلى تقييم واتخاذ بعض القرارات المنطقية»، مضيفاً: «هدفنا واضح جداً، نريد إعادة مانشستر يونايتد إلى المكان الذي يجب أن يكون فيه، ومن الواضح أنه ليس هناك حتى الآن. هذا واضح جداً».

كانت هناك نظرية مفادها أن الإبقاء على تن هاغ قد أعطى شركة «إنيوس»، التي تتولى عملية إدارة كرة القدم في مانشستر يونايتد، مبرراً للفشل، لأن هناك شخصاً يمكن التضحية به إذا بدأ هذا الموسم بشكل سيئ! لكن مانشستر يونايتد أبرم صفقات بقيمة 180 مليون جنيه إسترليني خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وكانت كلها على الأرجح بعد موافقة تن هاغ عليها. وبالتالي، تبدو كل هذه الاستثمارات من دون فائدة. فكلما عانى الفريق خلال المباريات المقبلة، ثبت خطأ المسؤولين عندما قرروا الإبقاء على تن هاغ، في خطوة تؤكد أن النادي لا يعرف ما يريده أو يفتقر إلى الذكاء اللازم لتحقيق ما يريد. وهكذا تمضي سفينة الأشباح في طريقها من دون أي خطة أو نظام أو قيادة. ربما لم تعد عائلة غليزر الأميركية تدير الأمور الآن، لكن يبدو الأمر وكأنه لا يوجد أي شخص من الأساس يدير هذا النادي الآن!