إنجلترا تواجه سلوفاكيا وتخشى تكرار سيناريو 2016

إسبانيا تبدأ الطريق نحو اللقب الرابع بمواجهة جورجيا مفاجأة «أمم أوروبا»

منتخب إنجلترا ... إلى أين بعد الأداء المتواضع في دور المجموعات؟ (أ.ب)
منتخب إنجلترا ... إلى أين بعد الأداء المتواضع في دور المجموعات؟ (أ.ب)
TT

إنجلترا تواجه سلوفاكيا وتخشى تكرار سيناريو 2016

منتخب إنجلترا ... إلى أين بعد الأداء المتواضع في دور المجموعات؟ (أ.ب)
منتخب إنجلترا ... إلى أين بعد الأداء المتواضع في دور المجموعات؟ (أ.ب)

ستكون مواجهة سلوفاكيا بمثابة بداية جديدة أو نهاية لمشوار المنتخب الإنجليزي في بطولة كأس أمم أوروبا المقامة حالياً في ألمانيا، حيث سيدخل فريق المدرب غاريث ساوثغيت المباراة، التي من المقرر أن تقام (الأحد)، وسط انتقادات عنيفة لأداء الفريق في دور المجموعات. وتأهل المنتخب الإنجليزي لدور الـ16، بعد تصدره المجموعة الثالثة برصيد 5 نقاط، جمعها من الفوز على صربيا بهدف نظيف، والتعادل مع الدنمارك بهدف لمثله، والتعادل السلبي مع سلوفينيا.

ورغم تصدر المجموعة، لم يسلم الفريق من الانتقادات، حيث سجل هدفين فقط في دور المجموعات، مقارنة مع باقي المرشحين للفوز باللقب مثل ألمانيا صاحبة الأرض (سجلت 8 أهداف) وإسبانيا (سجلت 5 أهداف) والبرتغال (5 أهداف)، فإن الفريق فشل في إقناع محبيه وجماهيره بقدرته على المنافسة على اللقب.

ويضم المنتخب الإنجليزي الكثير من النجوم، وعلى رأسهم لاعب ريال مدريد جود بيلينغهام، الذي تُوج بلقب الدوري ودوري أبطال أوروبا في أول موسم له مع ريال مدريد الإسباني، كما أنّه سجل هدف إنجلترا في المباراة الأولى أمام صربيا. ويوجد النجم هاري كين، قائد الفريق وهداف بايرن ميونيخ الألماني، إلى جانب أسماء شابة مثل بوكايو ساكا لاعب آرسنال وفيل فودين جناح مانشستر سيتي، وديكلان رايس لاعب وسط آرسنال، وأسماء تشارك للمرة الأولى مع المنتخب مثل كول بالمر مهاجم تشيلسي وأنتوني جوردون لاعب نيوكاسل وغيرهم.

ويتحمل المدرب ساوثغيت، الانتقادات الكبيرة بخصوص أداء فريقه في البطولة، خصوصاً مع عدم ثباته على التشكيل، لا سيما في وسط الملعب، حيث أصر على إشراك ترينت ألكسندر أرنولد، مدافع ليفربول، في خط الوسط إلى جانب رايس وبيلينغهام، وهي تجربة لم تنجح في مواجهة صربيا. واعتمد ساوثغيت بعد ذلك على كونور غالاغير، لاعب وسط تشيلسي، وأدى ذلك إلى تراجع أداء أرنولد في المباراة الثالثة أمام سلوفينيا، ليتحمل المدرب مسؤولية تراجع أداء بعض اللاعبين وعلى رأسهم أرنولد.

وبسبب الأداء الذي قدّمه الفريق في دور المجموعات، عادت الصحف البريطانية والإعلام إلى تذكير الجماهير باستبعاد ساوثغيت بعض الأسماء مثل جاك غريليش، جناح مانشستر سيتي، وماركوس راشفورد، مهاجم مانشستر يونايتد، بوصف ذلك دلالة على تخبّط المدرب في اختياراته للبطولة التي يهدف الفريق الإنجليزي للتتويج بها للمرة الأولى في تاريخه.

وإلى جانب الأداء السيئ للفريق، يخشى الإنجليز تكرار سيناريوهات الماضي، حيث مرّ الفريق بمرحلة مشابهة في نسخة عام 2016 بفرنسا تحت قيادة روي هودجسون، حينما خرج من دور الـ16. وكانت المفاجأة في ذلك الوقت بخروج المنتخب الإنجليزي على يد آيسلندا، التي كانت تشارك للمرة الأولى في تاريخها، وهو العامل الذي سيحاول الفريق السلوفاكي ومدربه الإيطالي فرانشيسكو كالزونا العمل عليه خلال المواجهة.

وحقّق المنتخب السلوفاكي التأهل لدور الـ16 للمرة الثانية في تاريخه، وذلك بعدما احتل المركز الثالث في المجموعة الخامسة بالبطولة. واستهل الفريق مشواره بفوز مفاجئ على بلجيكا، المرشحة للمنافسة على اللقب، بهدف نظيف، قبل أن يتلقى خسارة محيرة أمام أوكرانيا بنتيجة 1 – 2، لكن التعادل مع رومانيا بنتيجة 1 – 1، ضمن له التأهل لدور الـ16 بصفته واحداً من أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث في المجموعات.

وسبق للفريقين أن التقيا في نسخة عام 2016 في فرنسا، حيث خيّم التعادل السلبي على المواجهة، قبل أن يخرجا من دور الـ16، بخسارة إنجلترا المدوية أمام آيسلندا، وخسارة سلوفاكيا أمام ألمانيا بثلاثية نظيفة. ويعول الفريق السلوفاكي على الكثير من العناصر الموجودة في صفوفه إلى جانب سكرانز ودودا، حيث يبرز اسم المدافع ميلان سكرينيار، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، ومارتن دوبرافكا، حارس نيوكاسل الإنجليزي، وستانيسلاف لوبوتوكا، لاعب وسط نابولي الإيطالي.

منتخب إسبانيا ... عروضه في دور المجموعات ترشحه لحصد اللقب (أ.ف.ب)

إسبانيا - جورجيا

يستضيف ملعب كولن مواجهة بين إسبانيا وجورجيا، (الأحد) أيضاً، ضمن منافسات دور الـ16 بالبطولة القارية. وتأهل المنتخب الإسباني إلى دور الـ16 بعد تصدره المجموعة الثانية، التي ضمت إلى جانبه كلاً من إيطاليا وكرواتيا وألبانيا. ورغم صعوبة المجموعة التي تم وصفها بـ«مجموعة الموت»، نجح المنتخب الإسباني في تحقيق فوز رائع في بداية مشواره على حساب كرواتيا بثلاثية نظيفة، قبل أن يفوز على إيطاليا وألبانيا بهدف نظيف.

على الجانب الآخر، حقق منتخب جورجيا تأهلاً تاريخياً لدور الـ16 في أول ظهور له في تاريخه بالبطولة، حيث احتل المركز الثالث في المجموعة السادسة التي ضمت إلى جانبه منتخبات البرتغال وتركيا والتشيك. ولم تكن بداية جورجيا مثالية، حيث خسر الفريق بهدف مقابل ثلاثة أمام تركيا، قبل التعادل مع التشيك بهدف لمثله، ثم الفوز التاريخي على البرتغال بهدفين دون رد.

ويعد المنتخب الإسباني المرشح الأوفر حظاً، ليس فقط للفوز على جورجيا، ولكن للفوز بلقب البطولة، عطفاً على الأداء الرائع الذي قدّمه في دور المجموعات، وتألقت مجموعة من أبرز لاعبيه، رغم الانتقادات التي وجهت لمدربه لويس دي لافوينتي قبل انطلاق البطولة. وبقيادة ألفارو موراتا، تألّق المنتخب الإسباني في الدور الأول، حيث برز نجمه الشاب لامين يامال، لاعب برشلونة، الذي أظهر موهبته الكبيرة على المسرح الأوروبي ونال الإعجاب والإشادة من جانب الجماهير والإعلام.

كما تألق رودري، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، وقاد خط الوسط الذي تكون كذلك من بيدري لاعب برشلونة، وفابيان رويز، لاعب وسط باريس سان جيرمان الفرنسي. ولم يقتصر التألق فقط على الأسماء المذكورة، بل امتد ليشمل كذلك نيكو ويليامز، مهاجم أتليتك بلباو، الذي دفع تألقه في دور المجموعات بعض الأندية الأوروبية الكبرى لطلب التعاقد معه في فترة الانتقالات الصيفية، مثل آرسنال وتشيلسي وليفربول في إنجلترا وبرشلونة في إسبانيا.

ويسعى منتخب إسبانيا إلى استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ نسخة عام 2012 في بولندا وأوكرانيا، وتحقيق اللقب للمرة الرابعة في تاريخه، حيث سبق له الفوز باللقب، إلى جانب النسخة المذكورة، في عامي 1964 و2008. وتألق المنتخب الإسباني في نسخة عام 2020 ووصل إلى الدور قبل النهائي، لكنه في دور الـ16 بالتحديد، كان على موعد مع مواجهة مثيرة للغاية مع كرواتيا، انتهت لصالحه بنتيجة 4 - 5. ونجح المنتخب الإسباني بعد ذلك في الفوز على سويسرا 1 - 3 بضربات الترجيح بعد التعادل 1 - 1، قبل الخسارة في قبل النهائي أمام إيطاليا بضربات الترجيح 2 - 4. ولا يرغب دي لافوينتي في تكرار سيناريو النسخة الماضية، ويسعى لتحقيق الفوز للمضي قدماً في سعيه لتتويج بلاده باللقب الرابع في تاريخ البطولة.

فرانشيسكو كالزونا مدرب سلوفاكيا (أ.ف.ب)

على الجانب الآخر، يدخل المنتخب الجورجي المواجهة وليس لديه ما يخسره، خصوصاً أن تأهله يعد تاريخياً بالنظر إلى المشاركة الأولى له في تاريخه بالبطولة. ويتسلح الفريق بنجم نابولي الإيطالي وجناحه كفيتشا كفاراتسيخليا، الذي سجل هدف التقدم في شباك البرتغال في المباراة الأخيرة بدور المجموعات، ويعد «كفارا» من أبرز الأسماء المطلوبة دائماً في سوق الانتقالات في أوروبا، بعد تألقه اللافت في آخر موسمين مع نابولي، وتحقيقه لقب الدوري في موسم 2023-2022.

وإلى جانب «كفارا»، يبرز اسم جيورجيس ميكاوتادزي، مهاجم ميتز الفرنسي، وهداف البطولة برصيد 3 أهداف. وسجل ميكاوتادزي في شباك تركيا بالمباراة الأولى، ثم سجل في شباك التشيك في المباراة الثانية، وتوج نفسه هدافاً للبطولة، حتى الآن، بتسجيله هدفاً من ضربة جزاء في شباك البرتغال في آخر مباريات دور المجموعات. ويمكن القول إن الحارس جورجي مامارادشفيلي، لاعب فالنسيا الإسباني، قد أدى دوراً كبيراً في صعود منتخب بلاده لدور الـ16، بتصدياته الحاسمة، ليس فقط أمام البرتغال في المباراة الأخيرة، ولكن في جميع مباريات جورجيا بالبطولة.

ويلي سانيول مدرب جورجيا (د.ب.أ)

لكن تفاؤل المنتخب الجورجي بإمكانات لاعبيه وبأدائه الجيد في دور المجموعات، تقابله إحصائية لا تبشر بالخير قبل المواجهة التي ستقام في كولون، حيث التقى الفريقان في تصفيات البطولة. ووقع منتخبا إسبانيا وجورجيا في المجموعة الأولى بالتصفيات، حيث فاز المنتخب الإسباني في تبليسي بنتيجة كبيرة 7 - 1، قبل أن يعيد تفوقه مجدداً على أرضه بنتيجة 1 - 3.

وسيكون على المنتخب الجورجي ومدربه الفرنسي ويلي سانيول، عدم الالتفات إلى تلك النتيجة، حينما تنطلق صافرة بداية المباراة في كولن. سانيول، وهو نجم فرنسي سابق، سبق له المشاركة مع المنتخب الفرنسي في بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا، حيث وصل الفريق إلى نهائي البطولة قبل الخسارة أمام إيطاليا بضربات الترجيح. ويبرز اسم عربي في الجهاز المعاون لسانيول، وهو التونسي عادل الشاذلي، الذي سبق له اللعب في كأس العالم 2006، حيث كان المنتخب التونسي في المجموعة الثامنة التي ضمت إسبانيا والسعودية وأوكرانيا.


مقالات ذات صلة

ماذا لو درب دي لافوينتي ريال مدريد؟

رياضة عالمية لويس دي لا فوينتي مدرب منتخب إسبانيا (إ.ب.أ)

ماذا لو درب دي لافوينتي ريال مدريد؟

إن الجدل المتزايد حول كارلو أنشيلوتي يجعلنا نعتقد أن مستقبله غير مؤكد حقاً.

مهند علي (الرياض)
ليون غوريتسكا (يمين) شارك أساسياً بعد غياب (أ.ب)

كومباني: غوريتسكا نموذج للاعبي بايرن

يرى فينسنت كومباني، المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ، أن ليون غوريتسكا قدوة لكل اللاعبين الذين لا يوجدون ضمن الخيارات الأساسية للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عربية من مباراة الأهلي والاتحاد السكندري (الأهلي)

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

فشل فريق الأهلي في الحفاظ على تقدمه بهدف نظيف أمام الاتحاد السكندري، وتعادل معه 1/1 في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة الثالثة من الدوري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية روبن أموريم المدرب الجديد لمانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: أنا «الحالم» القادر على إعادة أمجاد يونايتد!

قال المدرب البرتغالي روبن أموريم إنه الرجل المناسب لإعادة مانشستر يونايتد أخيراً إلى مجده السابق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس مهاجم باير ليفركوزن (أ.ف.ب)

ليفركوزن يخسر بونيفاس «مباريات عدة»

خسر باير ليفركوزن بطل ألمانيا جهود مهاجمه النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس «مباريات عدة» بعد عودته من النافذة الدولية الأخيرة مصاباً.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
TT

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول عام 2017، إذ سجل وصنع أهدافاً قادت الريدز إلى منصات التتويج المحلية والعالمية.

ولا يزال صلاح يواصل العطاء بشكل مثير للإعجاب. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أحرز هدفاً في المباراة التي فاز فيها الريدز على برايتون بهدفين مقابل هدف وحيد، وكان ذلك هو هدفه رقم 164 في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعني تجاوزه أسطورة ليفربول السابق روبي فاولر ووصوله إلى المركز الثامن في قائمة أفضل هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه.

وبعد ذلك، وبفضل تمريرته الحاسمة وهدفه رقم 165 في المباراة التي فاز فيها ليفربول على أستون فيلا بهدفين دون رد، أصبح صلاح أول لاعب في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا هذا الموسم يسجل ويصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات، إذ سجل عشرة أهداف وصنع مثلها في 17 مباراة فقط هذا الموسم.

وكان الوحيد الذي انضم إليه في هذا الإنجاز مواطنه ونجم آينتراخت فرانكفورت عمر مرموش، وهو ما جعل الناس يقولون مرة أخرى: «محمد صلاح هو الوحيد أيضاً الذي سجل وصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات هذا الموسم».

صلاح وصل هذا الموسم إلى أفضل معدل في صناعة الأهداف (أ.ف.ب)

بدأ ليفربول مسيرته بعد رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب بشكل رائع، إذ حقق أرني سلوت الفوز في 9 من أول 11 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تأهل ليفربول إلى الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ويتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا باعتباره الفريق الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات من أربع مباريات.

ولم يكن من الغريب أن يكون صلاح المساهم الرئيسي في وصول الفريق إلى صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه على أستون فيلا. والآن، يتوقع الكمبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات أن يفوز الريدز باللقب. وكان موسم 2019-20، عندما فاز بلقب الدوري، الموسم الوحيد الذي جمع فيه ليفربول عدداً أكبر من النقاط بعد مرور 11 جولة من الموسم (كان قد حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل في مباراة واحدة في أول 11 جولة من الموسم).

وأمام أستون فيلا بقيادة مديره الفني أوناي إيمري، لم تكن تمريرة صلاح الحاسمة في الهدف الذي سجله داروين نونيز متعمدة، حيث كان النجم المصري يحاول الركض نحو المرمى بنفسه قبل أن يسقطه ليون بايلي، ثم اندفع نونيز نحو الكرة المرتدة ووضعها في الشباك، لكن السبب الرئيسي وراء هذا الهدف هو صلاح أيضاً، لأنه انطلق بسرعة فائقة في هجمة مرتدة سريعة بعد قطع الكرة من ركلة ركنية لأستون فيلا.

وأحرز صلاح الهدف الثاني بطريقته المعتادة، فبعد قطع الكرة من دييغو كارلوس في منتصف الملعب، اندفع النجم المصري نحو المرمى بسرعة هائلة وسدد الكرة في مرمى الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز المتوج مؤخراً بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن صلاح سجل وصنع في مباراة واحدة بالدوري الإنجليزي الممتاز للمرة 35، ولا يتفوق عليه في هذا الأمر سوى واين روني (36 مرة)، وبالتالي فإن صلاح بحاجة إلى التسجيل والصناعة في مباراة واحدة أخرى ليصبح أكثر من فعل ذلك في تاريخ المسابقة.

لقد كان أداءً استثنائياً مرة أخرى من اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً، بعد أن صنع هدفين يوم الثلاثاء الماضي ليقود الريدز للفوز برباعية نظيفة على بطل ألمانيا باير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا.

وعلاوة على ذلك، فإن وصوله إلى 10 أهداف و10 تمريرات حاسمة في 17 مباراة فقط يجعله أسرع لاعب يفعل ذلك مع ليفربول في آخر 40 موسماً. ويأتي النجم الأورغوياني لويس سواريز في المركز الثاني، إذ فعل ذلك في 23 مباراة في موسم 2013-14.

بقاء صلاح في ليفربول بات ضرورة حتمية بالنسبة لمسؤولي وجماهير النادي (الشرق الأوسط)

دعونا نتوقف قليلاً عن استخدام عبارة «محمد صلاح هو الوحيد...»، ونقول هذه المرة إن اللاعبين الوحيدين الذين ساهموا في أهداف أكثر من صلاح هذا الموسم في جميع المسابقات في الدوريات الخمس الكبرى هم هاري كين (24 هدفاً)، ومرموش (24 هدفاً) وروبرت ليفاندوفسكي (21 هدفاً).

وهذا هو الموسم الرابع على التوالي الذي يتجاوز فيه صلاح الرقم 10 في كل من تسجيل وصناعة الأهداف، كما أنه الآن في أفضل معدل له على الإطلاق من حيث المساهمة في الأهداف لكل 90 دقيقة منذ وصوله إلى ملعب «آنفيلد» قبل أكثر من سبع سنوات. لقد ساهم صلاح في 20 هدفاً في 1347 دقيقة فقط هذا الموسم، وهو ما يعني تسجيل أو صناعة هدف كل 67.5 دقيقة في جميع المسابقات هذا الموسم. وخلال موسمه الأول المذهل مع النادي في 2017-18، الذي سجل فيه 44 هدفاً وصنع 14 هدفاً، وصل متوسط مساهماته في الأهداف إلى هدف كل 71 دقيقة.

لقد عودنا صلاح دائماً على تسجيل الأهداف، كما يخلق الفرص لزملائه بطريقة استثنائية. لقد تمكن من صناعة 10 أهداف أو أكثر في كل موسم من المواسم التي قضاها في ليفربول، باستثناء موسم 2020-21 عندما صنع 6 أهداف. ومع ذلك، يبدو صلاح في طريقه لأن ينهي الموسم الحالي بأعلى حصيلة له مع الريدز في موسم واحد، حيث لا يحتاج إلا لصناعة 7 أهداف أخرى ليتجاوز أكبر عدد من التمريرات الحاسمة له في موسم واحد، الذي وصل إلى 16 تمريرة حاسمة في موسم 2022-23. ويعد صلاح ومواطنه مرموش اللاعبين الوحيدين اللذين صنعا 10 أهداف أو أكثر في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا في جميع المسابقات هذا الموسم، في حين أن 7 لاعبين فقط في هذه الدوريات صنعوا فرصاً من اللعب المفتوح أكثر من صلاح (30 فرصة).

صلاح لاعب رئيسي في وصول الفريق إلى صدارة الدوري (أ.ف.ب)

في الحقيقة، يعد صلاح أهم لاعب في ليفربول مرة أخرى هذا الموسم. وبالمقارنة مع زملائه في الفريق، فإن مساهمات صلاح في الأهداف تتجاوز تقريباً ضعف مساهمات أي لاعب آخر (لويس دياز 11 مساهمة تهديفية)، كما صنع النجم المصري فرصاً من اللعب المفتوح تزيد عن أي لاعب آخر بما لا يقل عن تسع فرص (كودي غاكبو 21 فرصة). وعلاوة على ذلك، فإن صلاح، الذي صنع 30 فرصة من اللعب المفتوح، قد تجاوز صانع اللعب الأبرز في ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد بفارق 12 فرصة، حيث صنع النجم الإنجليزي الدولي 18 فرصة من اللعب المفتوح هذا الموسم.

لقد شارك صلاح في 100 هجمة من اللعب المفتوح في جميع المسابقات، وهو ما يزيد بنحو 24 هجمة على الأقل عن أي لاعب آخر في ليفربول. ورغم كل ما يقال، فمن الواضح أن صلاح لا يزال في قمة مسيرته الكروية، أو قريباً منها، وهو الأمر الذي يجعل انتهاء عقده بنهاية الموسم الحالي يخلق الكثير من القلق بين عشاق الريدز.

ربما يكون من المفهوم أن النادي لم يكن في عجلة من أمره لتقديم عرض ضخم لصلاح هذا الصيف، نظراً لأن أداء صلاح كان مخيباً للآمال، مثل أي لاعب آخر بالفريق، بعدما تبخرت آمال ليفربول للفوز باللقب في موسم 2023-24.

النجم المصري قدم مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول (أ.ب)

وكان صلاح قد لعب مباراة واحدة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الفترة بين يوم رأس السنة الجديدة والمباراة التي خاضها الفريق على ملعبه أمام مانشستر سيتي في 10 مارس (آذار). وخلال الفترة من عودته للمشاركة في المباريات وحتى نهاية الموسم، سجل صلاح 3 أهداف فقط في 11 مباراة بالدوري، من بينها ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بالتعادل مع مانشستر يونايتد بهدفين لكل فريق، وهدف وتمريرة حاسمة في الفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين على توتنهام، بعد انتهت آمال الفريق تماماً في المنافسة على لقب الدوري.

لكن لو كانت هناك أي شكوك حول مستوى صلاح، وكيف سيتأقلم مع طريقة اللعب تحت قيادة المدير الفني الجديد أرني سلوت، وما إذا كان لا يزال يستحق الأموال الكبيرة التي سيحصل عليها في حال تمديد عقده، فمن المؤكد أن كل هذه الشكوك قد تلاشت تماماً الآن. خلال الموسم الماضي، تعرض صلاح لانتقادات في بعض الأحيان بسبب بقائه كثيراً بجوار خط التماس وعدم الدخول إلى عمق الملعب، لكن الخريطة الحرارية لتحركاته داخل الملعب خلال الموسمين الماضي والحالي تُظهر أنه يتحرك في عمق الملعب بشكل أقل الآن تحت قيادة سلوت، إذ يتحرك في تلك المساحة على الجانب الأيمن من منطقة الجزاء في كثير من الأحيان، وهذا هو المكان الذي يقدم فيه أفضل مستوياته، كما تُظهر خريطة مشاركته في الأهداف.

تشير التقارير إلى أن ليفربول فتح محادثات بالفعل مع صلاح، إلى جانب فيرجيل فان دايك وألكسندر أرنولد، اللذين تنتهي عقودهما أيضاً في الصيف المقبل. من المؤكد أن قوة النجم المصري في التفاوض قد زادت كثيراً بعد المستويات الرائعة التي قدمها في الأسابيع الأخيرة، وهو ما دفع أحد المشجعين إلى رفع لافتة في مباراة ليفربول يوم السبت الماضي كتب عليها: «إنه يُطلق السهام، جددوا تعاقد محمد الآن»، في إشارة إلى احتفاله الشهير بالقوس والسهم عند إحراز الأهداف. يحقق صلاح أرقاماً مذهلة منذ وصوله إلى ليفربول، فقد سجل 221 هدفاً وصنع 97 هدفاً في 366 مباراة مع النادي، ولم يسجل أقل من 23 هدفاً في موسم واحد. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: إلى متى يُمكن للنجم المصري الاستمرار في تقديم هذه المستويات؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن مشجعي ليفربول يأملون بالتأكيد أن يستمر الملك المصري في ملعب «آنفيلد» لفترة طويلة مقبلة.

* خدمة «الغارديان»