رغم كل إنجازاتها في المواسم القليلة الماضية، لا تزال إيغا شفيونتيك لم تثبت نجاحها إلى حد كبير على الملاعب العشبية، لكن اللاعبة البولندية لديها فرصة ذهبية لحصد لقبها الأول في ويمبلدون في ظل تعرض منافساتها للإصابات والمرض قبل البطولة الكبرى.
وبدت الحائزة على خمس بطولات كبرى قوية ولا يمكن إيقافها منذ أن ورثت المركز الأول عالميا بعد اعتزال الأسترالية آشلي بارتي عام 2022، رغم أن أيا من 22 لقبا في خزينتها الواسعة لم يكن على الأرضيات الأكثر سلاسة في هذه الرياضة.
لكن بعد حصولها على لقبها الرابع في بطولة فرنسا المفتوحة مؤخرا وسط سلسلة انتصارات متتالية بلغت 19 مباراة منذ مايو (أيار) الماضي، ستتوجه اللاعبة (23 عاما) إلى نادي عموم إنجلترا لتجاوز دور الثمانية للمرة الأولى وإثبات قدراتها كلاعبة بارزة على كافة الأرضيات.
وسيتعين على شفيونتيك التكيف بسرعة مع الأرضية الأقل تفضيلا لها بعد اختيارها عدم المشاركة في البطولات الإعدادية والبقاء منتعشة للبطولة الكبرى الثالثة هذا العام، ويبدو أن مصير كثير من اللاعبات المتميزات قد برر قرارها.
وتعرضت حاملة اللقب ماركيتا فوندروسوفا لإصابة بعد انزلاقها خلال مباراة في بطولة برلين المفتوحة بينما انسحبت أرينا سابالينكا المصنفة الثالثة عالميا من نفس البطولة الأسبوع الماضي بسبب مشكلة في الكتف.
وتوقفت مسيرة التونسية أنس جابر في ألمانيا أيضا بسبب المرض بينما انضمت بطلة 2022 إيلينا ريباكينا إلى وصيفة ويمبلدون العام الماضي في قائمة اللاعبات المريضات، لتصبح الأميركية كوكو غوف المنافسة البارزة الوحيدة التي تتمتع بمسيرة خالية من المشاكل هذا الموسم.
وقالت شفيونتيك بعد فترة وجيزة من تتويجها في رولان غاروس: «كانت لدي هذه الأفكار، مثل القيام بفترة إعداد على الملاعب العشبية حتى أتمكن من تعلم كيفية اللعب هناك. كانت نتيجة العام الماضي جيدة جدا. أشعر أنه في كل عام يكون من الأسهل لي التكيف مع العشب. لذلك أعتقد أنه ليست هناك حاجة للقيام بذلك. أحتاج إلى مواصلة العمل الذي كنت أقوم به. أكبر تقدم يمكنني إحرازه على العشب الآن هو استخدام إرسالاتي التي كانت أفضل ولكن أيضا لا أتوقع الكثير. الكرات مختلفة. التنس مختلف بشكل عام على العشب. سأرى فقط وسأعمل بجدية للعب بشكل أفضل هناك».
* تهديد هائل
بلغت سابالينكا قبل النهائي على الأقل في ست من البطولات الأربع الكبرى منذ عام 2022 قبل أن تخسر لاعبة روسيا البيضاء المريضة في دور الثمانية في رولان غاروس هذا الشهر، لكنها ستمثل تهديدا كبيرا لشفيونتيك إذا كانت في كامل لياقتها.
وتُعد ريباكينا واحدة من القلائل في بطولات اتحاد اللاعبات المحترفات القادرات على معادلة الضربات القوية لسابالينكا بطلة أستراليا المفتوحة مرتين، وسترحب لاعبة كازاخستان المولودة في موسكو بالعودة للملعب الذي حققت فيه أعظم انتصاراتها وهي تسعى للحصول على لقبها الثاني في البطولات الأربع الكبرى.
وستواصل أنس جابر سعيها لتصبح أول عربية وأفريقية تفوز ببطولة كبرى، لكنها اعترفت في باريس بأن بطلة أميركا المفتوحة غوف ظهرت باعتبارها اللاعبة الأقرب للانضمام إلى شفيونتيك وسابالينكا وريباكينا بين اللاعبات الأربع الكبار في منافسات السيدات.
وأضافت اللاعبة التونسية: «الشيء الذي أفضله في كوكو هو روحها القتالية. أعتقد أنها تقدم أداء رائعا الآن لكنني رأيتها تلعب بشكل أفضل من قبل. من الواضح أنها مقاتلة، وستحاول دائما إيجاد حلول، فهي ذكية حقا في الملعب. أراها بالتأكيد ستصبح (ضمن) الأربع الكبار. إنهن الثلاث الكبار الآن».
وغوف، التي لم تعبر الدور الرابع في ويمبلدون، لاعبة أخرى تتطلع للفوز بالبطولة الكبرى التي ستقام في الفترة من الأول إلى 14 يوليو (تموز) المقبل، واستعدت للبطولة بالوصول إلى قبل النهائي في برلين قبل أن تخسر أمام مواطنتها الأميركية جيسيكا بيغولا.
وعلى أمل قلب السيناريو في ويمبلدون، سيكون هناك ثلاث بطلات سابقات للبطولات الأربع الكبرى والمصنفات الأوليات على العالم سابقا، أنجليك كيربر ونعومي أوساكا وكارولين فوزنياكي، وجميعهن في مراحل مختلفة من عودتهن من إجازة الأمومة.
وستكون إيما رادوكانو، المرشحة المحلية وبطلة أميركا المفتوحة 2021، من بين المرشحات أيضا بعد حصولها على بطاقة دعوة لكن الآمال البريطانية ستتوقف على طموحات كاتي بولتر التي دافعت بنجاح عن لقب نوتنغهام هذا الشهر.