إسبانيا تقع في طريق ألمانيا حال الوصول لربع النهائي

القرعة تخدم إنجلترا «غير المقنعة» بملاقاة سلوفاكيا... وفرنسا تصطدم ببلجيكا

المنتخب الإسباني قدم أفضل العروض بدور المجموعات لكن عليه عبور طريق صعب حتى النهائي (اب)
المنتخب الإسباني قدم أفضل العروض بدور المجموعات لكن عليه عبور طريق صعب حتى النهائي (اب)
TT

إسبانيا تقع في طريق ألمانيا حال الوصول لربع النهائي

المنتخب الإسباني قدم أفضل العروض بدور المجموعات لكن عليه عبور طريق صعب حتى النهائي (اب)
المنتخب الإسباني قدم أفضل العروض بدور المجموعات لكن عليه عبور طريق صعب حتى النهائي (اب)

دور المجموعات شهد 7 أهداف عكسية و8 متأخرة حاسمة وتراجع مستوى النجوم الكبار حجزت جميع المنتخبات الكبيرة مكانها في الدور ثمن النهائي من كأس أوروبا 2024 لكرة القدم المقامة في ألمانيا والذي ينطلق السبت، ولو أن بعضها لم تُقنع في أدائها خلال المباريات الثلاث الأولى ضمن دور المجموعات.

وكانت فرنسا وإنجلترا تُعتبران الأبرز للتتويج بلقب البطولة قبل انطلاقها، لكنهما لم تقدما الأداء المقنع، إذ اكتفتا بتسجيل هدفين فقط في ثلاث مباريات على الرغم من أن صفوفهما تضمان بعض أفضل المهاجمين في العالم.

وبعد دور المجموعات أظهر المنتخب الإسباني أنه الأكثر إبهاراً، وبدرجة أقل نسبيا المنتخب الألماني المستضيف والبرتغال القوية رغم السقوط في الجولة الأخيرة أمام جورجيا بهدفين نظيفين.

ووفقا لنتائج دور المجموعات، ستلتقي ألمانيا مع الدنمارك وسويسرا مع إيطاليا السبت في مستهل مباريات ثمن النهائي بخروج المغلوب، ثم تلتقي إنجلترا مع سلوفاكيا وإسبانيا مع جورجيا الأحد، وفرنسا مع بلجيكا والبرتغال ضد سلوفينيا الاثنين، وتختتم الجولة بمواجهتي هولندا مع رومانيا وتركيا ضد النمسا الثلاثاء.

وبعدما عجزت فرنسا وصيفة بطل كأس العالم 2022 في احتلال صدارة المجموعة الرابعة واكتفت بالمركز الثاني خلف النمسا، كان عليها انتظار مواجهة صعبة ضد بلجيكا.

وقال ديدييه ديشامب مدرب فرنسا الذي افتقد لمهاجمه الأبرز كيليان مبابي في التعادل السلبي مع هولندا بالجولة الثانية بسبب كسر في أنفه، قبل أن يشركه في الثالثة ضد بولندا التي انتهت بالتعادل 1-1: «كنا في مجموعة صعبة للغاية. فزنا على النمسا لكنها تصدرت، لقد حققنا هدفنا الأوّل. الآن تبدأ منافسة جديدة».

المنتخب الجورجي حقق المفاجاة وتأهل للدور الثاني في أول ظهور بكأس اوروبا (اب)

واعتبر المدرب الذي قاد فرنسا في خمس بطولاتٍ كبرى خلال 12 عاماً، أن الانطباعات التي تتركها مرحلة المجموعات لا تعبر عن شكل المنافسة في الأدوار التالية. وكان يُمكن أن تلتقي فرنسا بطلة كأس العالم 2018 مع إنجلترا وصيفة كأس أوروبا في نسختها الأخيرة ضمن نصف النهائي، لو أنها حلّت في صدارة مجموعتها وفاز كل منهما في ثمن النهائي ثم ربع النهائي. عوضاً عن ذلك، ستلتقي بلجيكا في دور الـ16 فيما يواجه الفائز من هذه المواجهة البرتغال في حال فوزها على سلوفينيا.

ويُمكن أن تصطدم ألمانيا المستضيفة مع إسبانيا في ربع النهائي أيضاً، حال بلوغهما هذا الدور بعد مواجهة الدنمارك وجورجيا توالياً.

على الرغم من الفوز في جميع المباريات الثلاث والخروج بشباكٍ نظيفة فيها، علّق لويس دي لا فوينتي مدرب المنتخب الإسباني: «لا يُكلّف الحلم أي شيء، لكن علينا أن نُبقي أقدامنا على الأرض، نحن نسير بشكل جيد ونريد مواصلة التقدم حتى أبعد نقطة».

كانت إيطاليا توّجت باللقب في النسخة الماضية بعدما فازت هي الأخرى في جميع مبارياتها ضمن دور المجموعات ومن دون أن تتلقى أي هدف. ويُمكن لإيطاليا حاملة اللقب أن تواجه إنجلترا في ربع النهائي في حال تغلبها على سويسرا وفوز إنجلترا على سلوفاكيا.

ونجح منتخب إنجلترا في الثأر لخسارة نهائي النسخة الماضية بركلات الترجيح، وفاز مرتين على إيطاليا في التصفيات، لكن الأداء الذي قدمه في البطولة القارية حتى الآن لم يكن مقنعاً، على الرغم من تصدّر مجموعته الثالثة. بل تعرّض فريق المدرب غاريث ساوثغيت لصافرات الاستهجان بعد التعادل السلبي مع سلوفينيا الثلاثاء.

وعلّق المدرب الإنجليزي الذي من المتوقّع أن ينتهي مشواره مع المنتخب بعد البطولة مهما كانت النتيجة: «لم أرَ أي منتخب آخر يتأهل ويتلقى ردّ فعل (جماهيريا) مماثلا». وبعيداً عن الأسماء الكبيرة، لفتت النمسا وجورجيا الأنظار في دور المجموعات. وبنَت النمسا بقيادة المدرب رالف رانغنيك منتخباً واعداً للبطولة، وتمكنت من مجاراة فرنسا ولو خسرت أمامها بهدفٍ وحيدٍ عكسي (من نيران صديقة)، قبل تغلبها على بولندا وهولندا لتتصدر المجموعة، وتصبح من المرشحين بقوة لبلوغ نصف النهائي.

أما قصة جورجيا فهي مميّزة، كيف أن دولة صغيرة في خضم اضطرابات سياسية تشارك في أول بطولة كبرى لها وتتأهل إلى الأدوار الإقصائية بفوزها في الجولة الحاسمة للمجموعة السادسة بهدفين نظيفين على البرتغال بقيادة نجمها المهاجم كريستيانو رونالدو. لكن ستصطدم جورجيا مع إسبانيا في ثمن النهائي، بعدما كانت خسرت أمامها 1-7 و1-3 في التصفيات. وبلغت سلوفينيا التي بالكاد يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، ثمن النهائي لأول مرة في بطولةٍ كبرى أيضاً، على الرغم من تعادلها في جميع المباريات الثلاث.

على المقلب الآخر، ودّعت كل من كرواتيا وأوكرانيا البطولة كاسمين كبيرين إلى جانب ستة منتخباتٍ أخرى بعد أسبوعين على بدء المنافسات.

وكان دور المجموعات أقل إنتاجية من البطولة الأوروبية الأخيرة، حيث سُجّل 81 هدفاً بعد ثلاث مراحل مقارنة بـ94 هدفاً في عام 2021، وأصبحت المباريات تدريجياً أكثر تحفظاً بعد بداية حيوية للمنافسة.

أهداف متأخرة حاسمة وتراجع مستوى النجوم

كين هداف انجلترا خفت بريقه واكتفى بهدف واحد في 3 مباريات (رويترز)cut out

وربما تكون «يورو 2024» قدمت بعض المبارياتٍ الممتعة وشهدت حضوراً جماهيرياً لافتاً في جميع ملاعب ألمانيا، لكن في المقابل خفت سطوع أفضل نجوم القارة العجوز في الجولات الثلاث الأولى.

بين الإصابات والأداء الهزيل والحظ السيئ، خفت نجم كثير من الوجوه البارزة في عالم كرة القدم الأوروبية مع منتخباتهم.

لم يجد المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يشارك في كأس أوروبا للمرة السادسة في رقمٍ قياسي، الطريق إلى المرمى بعد على الرغم من أنه بدأ جميع المباريات بشكلٍ أساسي. وفي حال سجّل، سيصبح اللاعب الأكبر سناً الذي يُسجّل في البطولة بعمر الـ39 عاماً.

واكتفى كيليان مبابي الذي يُعتبر من قبل كثيرين أفضل لاعبٍ في العالم حالياً، بإحراز هدفٍ وحيدٍ من ركلة جزاء في تعادلٍ مخيّبٍ لفرنسا مع بولندا 1-1، أدّى إلى تنازل «الديوك» عن صدارة المجموعة الرابعة.

وأهدر مبابي فرصةً ذهبيةً بمواجهة النمسا في الجولة الأولى، ثم غاب عن المباراة الثانية بسبب كسرٍ في أنفه قبل أن يعود في الثالثة مرتدياً قناعاً واقياً. وأكد المدرب ديشامب: «أتوقع أن يزيد غلّته التهديفية حين يواجه بلجيكا في ثمن النهائي، إنه متعطّش للعب والمباراة أمام بولندا ساعدته على التعود على القناع الواقي». بدوره، غاب المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي عن المواجهة الأولى التي انتهت بالخسارة أمام هولندا بسبب إصابةٍ في الفخذ، ولم يكن بعد دخوله من مقاعد الاحتياط في اللقاء الثاني الذي خسره أمام النمسا ليودع مهاجم برشلونة الإسباني رفقة منتخب بلاده البطولة مبكرا، علما بأنه سجّل من ركلة جزاء في التعادل مع فرنسا باللقاء الأخير. وفي إنجلترا، سجّل الثنائي هاري كين وجود بيلينغهام من اللعب المفتوح بمواجهة الدنمارك وصربيا توالياً، لكن مستواهما لم يرتقِ لذلك الذي يُقدمانه مع بايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد الإسباني هذا الموسم.

استبدل غاريث ساوثغيت مدرب المنتخب الإنجليزي مهاجمه كين في التعادل الممل مع الدنمارك 1-1 ضمن المرحلة الثانية، لكن الأداء أمام سلوفينيا في التعادل السلبي كان أكثر تواضعاً. دافع المدرب عن مهاجمه الأعلى تهديفا بالدوري الألماني مع فريق بايرن ميونيخ قائلاً: «لن يتألق كل لاعب في كل مباراة، الظروف والضغوط تفرض نفسها على اللاعبين». أما الفرنسي أنطوان غريزمان والإنجليزي فيل فودن، فغابا أيضاً عن قائمة الهدّافين على الرغم من تقديمهما مستوياتٍ كبيرة مع نادييهما أتلتيكو مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي.

بسبب إهداره بعض الفرص أمام هولندا في التعادل السلبي، وضع المدرب ديشامب لاعبه غريزمان على مقاعد الاحتياط أمام بولندا ثم أشركه في الدقيقة 61.

مهاجمٌ كبير آخر لم يدوّن اسمه بين الهدّافين، هو البلجيكي روميلو لوكاكو، الهدّاف التاريخي لمنتخب بلاده. لكن لا يُمكن إنكار أنه حاول التسجيل، إذ ألغى له حكم الفيديو المساعد ثلاثة أهداف.

وودّع المخضرم الكرواتي لوكا مودريتش البالغ 38 عاماً وأحد أبرز نجوم منتخب بلاده، البطولة على الرغم من تسجيله هدفاً واحداً أمام إيطاليا بعد إهدار ركلة جزاء في الجولة الثالثة ومعاناته مع زملائه في أول جولتين.

وكان ملاحظاً تسجيل 7 أهداف عكسية في دور المجموعات، ما يمثّل 26 في المائة من الأهداف الـ27 العكسية المسجّلة في تاريخ البطولة القاريّة. حيث سجّل كل من الألماني أنطونيو روديغر (في مباراة أسكوتلندا)، والنمساوي ماكسيميليان فوبر (في مباراة فرنسا)، والتشيكي روبن هراناش (في مباراة البرتغال)، والألباني كلاوس غياسولا (في مباراة كرواتيا)، والإيطالي ريكاردو كالافيوري (في مباراة إسبانيا)، والتركي ساميت أكايدين (في مباراة البرتغال)، والهولندي دونيل مالن (في مباراة النمسا).

كما شهدت البطولة 8 أهداف متأخرة حاسمة بالوقت المحتسب بدل الضائع وجميع الأهداف عن طريق بدلاء بدءا من الهدف الخامس الذي أحرزه إيمري تشان في الدقيقة 93 في فوز ألمانيا 5-1 على أسكوتلندا. وسجلت سويسرا هدفا متأخرا عبر بريل إمبولو في فوزها 3-1 على المجر.

وأحرز البديل كلاوس جياسولا هدف التعادل المثير لألبانيا في الدقيقة 95 خلال تعادلها 2-2 مع كرواتيا، وكريم أكتورك أوغلو لتركيا في الدقيقة 97 من الفوز 3-1 على جورجيا، والبرتغالي فرانسيسكو كونسيساو لهدف الفوز في الدقيقة 92 على جمهورية التشيك (2-1) ولوكا يوفيتش هدف التعادل لصربيا أمام سلوفينيا في الدقيقة 95. وسجل نيكلاس فولكروغ هدفا قاتلا منح منتخب ألمانيا تعادلا بشق الأنفس أمام سويسرا في الدقيقة 92، وأنقذ البديل ماتيا زاكايني إيطاليا من السقوط أمام كرواتيا بهدف التعادل 1-1 في الدقيقة 94.


مقالات ذات صلة

هل أصاب ريال مدريد بمقاطعته حفل الجوائز الذهبية؟

رياضة عالمية فينيسيوس كان ينتظر فوزه لكن الجائزة ذهبت لغيره (أ.ف.ب)

هل أصاب ريال مدريد بمقاطعته حفل الجوائز الذهبية؟

ربما يكون ريال مدريد هو من لفت الأنظار بشكل مذهل للغاية هذه الليلة بمقاطعته حفل جوائز الأفضل. لكن... فوز رودري بالكرة الذهبية ليس مثيراً للجدل حقاً، أليس كذلك؟

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية مارتن أوديغارد (رويترز)

مدرب النرويج: أوديغارد سيعود الشهر المقبل

قال المدير الفني لمنتخب النرويج ستالي سولباكن إن قائد آرسنال مارتن أوديغارد في طريقه للعودة إلى الملاعب خلال فترة التوقف الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني).

The Athletic (أوسلو)
رياضة عالمية جانب من تقديم برايان ريمر مدرباً للدنمارك (أ.ب)

ريمر مدرباً لمنتخب الدنمارك لكرة القدم

أعلن الاتحاد الدنماركي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، تعيين برايان ريمر مدرباً للمنتخب الأول خلفاً لكاسبر يولماند، الذي استقال في يوليو (تموز) الماضي.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
رياضة عالمية مايكل كوكس وصفه بأنه «حرباء تكتيكية» قبل وصوله إلى تشيلسي (رويترز)

ما نوع كرة القدم التي سيلعب بها توخيل مع إنجلترا؟

تنقسم الآراء حول الإدارة الفنية للمنتخبات... فبينما يرى الكثيرون أن قيادة منتخب بلد ما هو أعلى شرف في كرة القدم، يرى آخرون أنه يفتقر إلى العمق التكتيكي.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية خافيير تيباس (إ.ب.أ)

تيباس لرئيس «فيفا»: ألغِ كأس العالم للأندية... نعرف أنك لم تبعها ولم تسوِّقها!

طلب خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، الأربعاء، من جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، «إلغاء» بطولة كأس العالم للأندية الصيف المقبل.

The Athletic (بروكسل)

سقوط الكبار عنوان الجولة الرابعة لدوري الأبطال

سومر حارس الانتر يضرب بقبضته رأس مورينو لاعب أرسنال في لقطة أثارت غضب أرتيتا لعدم احتسابها ركلة جزاء (اب)
سومر حارس الانتر يضرب بقبضته رأس مورينو لاعب أرسنال في لقطة أثارت غضب أرتيتا لعدم احتسابها ركلة جزاء (اب)
TT

سقوط الكبار عنوان الجولة الرابعة لدوري الأبطال

سومر حارس الانتر يضرب بقبضته رأس مورينو لاعب أرسنال في لقطة أثارت غضب أرتيتا لعدم احتسابها ركلة جزاء (اب)
سومر حارس الانتر يضرب بقبضته رأس مورينو لاعب أرسنال في لقطة أثارت غضب أرتيتا لعدم احتسابها ركلة جزاء (اب)

كان سقوط الكبار عنوان الجولة الرابعة لمسابقة دوري أبطال أوروبا بحلتها الجديدة، حيث خسر آرسنال الإنجليزي أمام إنتر ميلان الإيطالي وسان جيرمان الفرنسي في معقله أمام

أتليتكو مدريد الإسباني، بعدما سقط ريال مدريد الإسباني حامل اللقب ومانشستر سيتي بطل إنجلترا أيضاً أمام كل من ميلان الإيطالي وسبورتنغ لشبونة البرتغالي على التوالي.

ويعيش آرسنال فترة انعدام وزن في الآونة الأخيرة، حيث فشل في تحقيق الفوز في آخر ثلاث مباريات في الدوري المحلي فمني بخسارتين وتعادل مرة واحدة ليتراجع إلى المركز الخامس متخلفاً بفارق 7 نقاط عن ليفربول المتصدر، بينما توقف رصيده عند 7 نقاط من أربع جولات بالمسابقة الأوروبية بعد الهزيمة من الإنتر.

مينغز أمسك بالكرة ظنا ان اللعب متوقفا فكلف استون فيلا ضربة جزاء وخسارة (رويترز)cut out

وأعرب الإسباني ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال عن حزنه للخسارة أمام إنتر، وقال: «من الصعب للغاية تقبل هذه الخسارة، تم احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل ضدنا، بينما تجاهل الحكام احتساب ركلة جزاء لمصلحتنا كانت واضحة جداً».

وجاء الهدف الوحيد للمباراة قبل نهاية الشوط الأول بعدما نال إنتر ميلان ركلة جزاء، عندما لعبت ركلة حرة إلى داخل منطقة الجزاء لتصل إلى مهدي طارمي الذي سدد لتصطدم بذراع الإسباني ميكل مورينو من مسافة قريبة ليحتسب الحكم ركلة جزاء سددها بنجاح هاكان تشالهان أوغلو. وكان الحكم رفض احتساب ركلة جزاء لمورينو قبل هذه الواقعة بعد

العودة لتقنية حكم الفيديو المساعد (فار)، عندما ظهر أنه تعرض للكمة في الرأس من قبل يان سومر، حارس الإنتر ميلان، في إحدى الكرات العرضية المشتركة.

إنريكي يعترف بصعوبة موقف سان جيرمان (ا ب ا)cut out

وعلق أرتيتا على ركلة الجزاء التي احتسبت على مورينو، وقال: «حسناً، أنا لا أفهم، إنه مجرد رد فعل طبيعي. لا توجد خطورة على الإطلاق، لا يمكن أن يكون لديك رد فعل أفضل لأن الكرة قريبة للغاية. ولكن حسناً، قرروا احتسابها ركلة جزاء. ولكن إذا كانت هذه ركلة جزاء، فإن لمورينو ركلة جزاء أوضح، عندما تلقى لكمة في الرأس، إنها ركلة جزاء بنسبة ألف في المائة. وهذه هي الهوامش في المباراة التي يصعب للغاية تقبلها».

وكانت ركلة الجزاء التي سجلها تشلهان أوغلو، أول هدف يسكن مرمى آرسنال في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وشعر أرتيتا بأن فريقه كان يستحق نتيجة أفضل من المباراة التي قال عنها: «إنها أفضل مباراة لعبناها في الأعوام الأخيرة بأوروبا».

وضغط آرسنال بقوة لتسجيل هدف التعادل ولكن دفاع إنتر تمكن من صد هذه الهجمات. وقال أرتيتا: «أنا محبط للغاية أيضاً، لأن هناك قرارين حددا في النهاية مسار المباراة ونتيجتها».

ليفاندوفيسكي (يمين) دخل التاريخ بتسجيله الهدف رقم 700 لبرشلونة في دوري الابطال (ا ب ا)

في المقابل أثنى سيموني إنزاغي مدرب إنتر على دفاع فريقه للحفاظ على التقدم والخروم بالنقاط الثلاثة رفعت رصيده إلى عشر نقاط من أربع مباريا، وذلك بعد فوز إنتر أيضا على مانشستر سيتي في البطولة الحالية.

ويعد إنتر وأتلانتا الإيطاليين الفريقين الوحيدين اللذين لم يستقبلا أي هدف في البطولة الأوروبية حتى الآن. وقال إنزاغي: «قدمنا أداءً رائعاً، ولم نتلق أي أهداف أمام آرسنال ومانشستر سيتي. هذا مصدر فخر كبير، ولكن الآن علينا الاستمرار على هذا المنوال».

وقام آرسنال بـ21 محاولة تهديفية مقابل سبع محاولات لإنتر لكنه نادراً ما بدا قادراً على هز الشباك، إذ قدم فريق إنزاغي عرضاً دفاعياً رائعاً عززه تألق يان بيسيك الذي قال عنه إنزاغي: «كان جيداً للغاية (بيسيك) ولا يحتاج إلى إثبات أي شيء لي. أعرف مدى جودته، لعب مباراتين رائعتين أمام سيتي وآرسنال هذا الموسم. مشكلته الوحيدة هي أن فريقنا يضم مدافعين رائعين آخرين، وبالتالي لا يمكنه اللعب طوال الوقت، لكنني أعرف مدى جودته». وواجه إنتر، الذي خسر في النهائي أمام مانشستر سيتي عام 2023، ضغطاً هجومياً متواصلاً في الشوط الثاني لكنه استعرض قدرة كبيرة على الصمود ليحافظ على تقدمه ويحسن وضعه في جدول الترتيب بين أربعة فرق تمتلك عشر نقاط، بينما يحتل ليفربول الصدارة برصيد 12 نقطة.

وقال لاوتارو مارتينيز قائد إنتر ميلان: «أفضل شيء في هذه المباراة هو النقاط الثلاث، ثم روح الفريق والرغبة في القتال التي نظهرها على أرض الملعب. هذه المباريات مهمة للغاية لجدول الترتيب. لم نستقبل أي أهداف، وهذا أمر إيجابي لأننا استقبلنا الكثير من الأهداف في الدوري (المحلي). يجب أن نستمر في رفع المستوى. نريد كل شيء، تاريخ هذا النادي يقول ذلك. أريد الفوز بكل شيء».

وسيكون على إنتر أن يبرهن على هذا التفوق عندما يلتقي نابولي المتصدر مساء الأحد في قمة منافسات الجولة الثانية عشرة للدوري الإيطالي.

ويبدو حال سان جيرمان في المسابقة الأوروبية أسوأ كثيراً من آرسنال بعدما مني بخسارة صادمة على أرضه أمام أتليتكو مدريد الإسباني 1 - 2 في الرمق الأخير، تراجع على إثرها إلى المركز 25 في ترتيب المجموعة الموحدة التي تضم 36 فريقاً.

واعترف الإسباني لويس إنريكي مدرب سان جيرمان بأن فريقه بات في دائرة خطر عدم التأهل إلى دور الـ16. ووصف مشواره القاري هذا الموسم بـأنه «غير قابل للتفسير»، وأوضح قائلاً: «يجب أن أشاهد هذه المباراة مجدداً، لكن في الحقيقة ما حصل في آخر ثلاث مباريات غير قابل للتفسير وغير عادل».

ليفاندوفيسكي (يمين) سجل ثناية من خماسية فوز برشلونة على رد ستار الصربي ودخل التاريخ (رويترز)

وبعد فوزه افتتاحاً على جيرونا الإسباني في الوقت القاتل، خسر سان جيرمان على أرض آرسنال ثم تعادل مع آيندهوفن الهولندي قبل سقوطه مجدداً أمام أتليتكو ليتوقف رصيده عند 4 نقاط، بينما رفع أتليتكو مدريد آماله في التقدم بحصوله على النقطة السادسة. وأضاف إنريكي: «نلعب جيداً ونفرض سيطرتنا على المنافسين، لذا الحصول على أربع نقاط من أربع مباريات بمثابة (مزحة سمجة)، من الصعب جداً تفسير هذه السلسلة من سوء الحظ في ثلاث مباريات».

وأقر إنريكي أن لاعبي الفريق الذي خسر هدافه كيليان مبابي المنتقل لريال مدريد الإسباني «متأثرون» لكنه مستمر في «حمايتهم».

ويحل سان جيرمان ضيفاً على بايرن ميونيخ الألماني ثم على رد بول سالزبورغ، فيما يلعب أتليتكو مدريد خارج أرضه ضد سبارتا براغ التشيكي ثم يستضيف سلوفان براتيسلافا.

ويذكر أن بايرن ميونيخ تفادى موقفاً محرجاً بفوزه الصعب على بنفيكا البرتغالي بهدف نظيف، بعد هزيمتين متتاليتين في البطولة القارية.

وأكد البلجيكي فينسنت كومباني مدرب البايرن: «من المهم بالنسبة لنا الفوز بمباراة بهذه الطريقة، حافظ اللاعبون على هدوئهم رغم الصعوبات التي واجهوها لتسجيل هدف. سددنا 24 كرة على المرمى والمنافس سدد واحدة. هذه هي مباريات دوري أبطال أوروبا».

وسجل بايرن ميونيخ هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 67 من رأسية جمال موسيالا الذي علق: «كنا ندرك أنه يتعين علينا الفوز حتى لا يتأزم موقفنا بالمجموعة، قمنا بعمل جيد. واجهنا أوقاتاً صعبة للتكيف مع المباراة، ولكن لا يمكننا الفوز بأربعة أو خمسة أهداف في كل مباراة. في بعض الأحيان الفوز بهدف نظيف يجب أن يكون كافياً».

ويمكن القول إن برشلونة الإسباني هو بطل الجولة الرابعة بفوزه على مضيفه سرفينا زفيزدا (رد ستار) الصربي 5 - 2 محققاً إنجازاً فريداً في دوري الأبطال منذ موسم 1959 - 1960. وحقق النادي الكاتالوني فوزه الثالث على التوالي في البطولة القارية بأربعة أهداف أو أكثر. وبعد الخسارة المفاجئة على ملعب موناكو الفرنسي 1 - 2 وفاز برشلونة على يانج بويز السويسري 5 - صفر وعلى بايرن ميونيخ 4 - 1 قبل الفوز على رد ستار 5 - 2. وكانت المرة الأخيرة التي تمكن فيها برشلونة من تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في دوري الأبطال، مع تسجيل أربعة أهداف أو أكثر قبل 64 عاماً بحضور النجوم السابقين كوبالا ولويس سواريز وفيران أوليفييا، حيث فاز الفريق آنذاك على ميلان الإيطالي 5 - 1 في إياب دور الستة عشر ثم فاز على ولفرهامبتون الإنجليزي 4 - صفر و5 - 2 في مواجهتي دور الثمانية، ليبلغ المربع الذهبي بعد تسجيله 26 هدفاً في ثمان مباريات.

وبدوره تمكن البولندي الدولي روبرت ليفاندوفسكي من وضع اسمه في قائمة أساطير برشلونة بتسجيله هدفين من خماسية الفوز على الفريق الصربي. وانضم ليفاندوفسكي إلى قائمة أساطير برشلونة، التي تضم أمثال البلغاري خريستو ستويتشكوف والأرجنتيني ليونيل ميسي والكاميروني صامويل إيتو بعد تسجيله الهدف رقم 700 للنادي الكاتالوني في دوري الأبطال.

وسجل برشلونة ظهوره الأول على الساحة القارية في الثالث من سبتمبر (أيلول) 1959 على ملعب فاسيل ليفسكي في صوفيا، وفي ذلك اليوم سجل خوان سيجارا الهدف الأول للفريق في المسابقة، ومن ذلك الحين أحرز الفريق 702 هدفاً.

وتولى ستويتشكوف مسؤولية تسجيل الهدف رقم 100 لبرشلونة في دوري الأبطال، في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) 1993 في مباراة الفوز على أوستريا فيينا النمساوي 2 - 1 في دور الستة عشر. وبعد ذلك بسبعة أعوام، وتحديداً في عام 2000. سجل الهولندي باتريك كلويفرت الهدف رقم 200 للنادي الكتالوني في مباراة الفوز 4 - صفر على ليدز يونايتد الإنجليزي ثم أحرز إيتو الهدف رقم 300 في شباك تشيلسي الإنجليزي في 22 فبراير (شباط) 2006، وسجل الإسباني ديفيد فيا الهدف رقم 400 في شباك روبن كازان في 29 سبتمبر2010، وتكفل الساحر ميسي بتسجيل الهدف رقم 500 في تاريخ الفريق الكاتالوني يوم 30 سبتمبر 2014 في مباراة الهزيمة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي 2 - 3. بينما سجل الكرواتي إيفان راكيتيتش الهدف رقم 600 قارياً خلال الفوز على توتنهام 4 - 2 في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) 2018.

وأشاد الألماني هانزي فليك مدرب برشلونة بالعرض الذي قدمه في معقل منافسه الصربي الذي رفع رصيده إلى 9 نقاط متقدماً للمركز السادس، بينما تلقى رد ستار خسارته الرابعة على التوالي ليبقى بلا رصيد في المركز الخامس والثلاثين (قبل الأخير).

وقال فليك: «قدمنا 100 في المائة من مستوانا على مدار 90 دقيقة... أقدر ما فعلناه وكل ما نفعله. نلعب بشكل جيد للغاية في وجود الكرة، لكننا أيضاً نفرض الضغط وندافع بشكل جيد للغاية، لم يكن الأمر سهلاً لأن رد ستار يعرف كيف يضغط، قدمنا مباراة رائعة».

وأضاف المدرب الألماني الذي نجح في إحداث طفرة بمستوى الفريق منذ توليه المسؤولية بداية الموسم: «ما يهم هو الفوز، وخاصة خارج معقلنا، لأنه ليس من السهل الفوز خارج ملعبك في أوروبا، لذا أشعر بسعادة كبيرة. أتمنى أن نواصل نفس الإيقاع طوال الموسم ونحافظ على ثقتنا، لن يكون الأمر سهلاً، لكننا نعمل بقوة وبعد فترة التوقف الدولي أتمنى أن تبقى الأمور على ما هي عليه».

ويذكر أن الجولة الرابعة لدوري الأبطال قد شهدت أيضاً خسارة أستون فيلا أمام كلوب بروج البلجيكي 1 - صفر من ركلة جزاء غريبة، ليتخلى الفريق الإنجليزي عن الصدارة التي كان يتقاسمها مع مواطنه ليفربول قبل هذه المرحلة.

وأبدى الإسباني أوناي إيمري مدرب أستون فيلا أسفه بعدما لمس تايرون مينغز الكرة بيده بصورة غير مفهومة داخل المنطقة ليتسبب في ركلة جزاء قادت كلوب بروج للفوز.

وأمسك مينغز، بشكل غير مفهوم، الكرة داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 52 معتقداً أن اللعب متوقفاً عندما أعاد إليه زميله حارس المرمى إيمي مارتينيز الكرة من تمريرة قصيرة.

واحتسب الحكم ركلة جزاء سجل منها هانز فأنا كن الهدف الوحيد ليتكبد أستون فيلا أول خسارة في دوري الأبطال هذا الموسم بعدما حقق العلامة الكاملة في أول ثلاث جولات.

وقال إيمري: «غير الخطأ مجريات الأمور بالشوط الثاني، تحول بروج للدفاع وانصب تركيزهم بالكامل على إيقافنا».

واتفق إزري كونسا مدافع أستون فيلا مع مدربه بأن الواقعة قضت على آمال الفريق، وقال: «لم أر الواقعة. رأيت لاعبي بروج يهرولون نحو الحكم يطالبونه باحتساب لمسة يد. إنها واحدة من تلك الأخطاء الغريبة التي تغير من مسار المباريات، لا يوجد ما يمكننا فعله، يجب علينا المضي قدماً».