برشلونة مقبل على صيف مليء بالتقشف بسبب المشاكل المالية

إدارة النادي أبلغت الأجهزة واللاعبين أن الفريق سيكون مشابهاً للموسم الماضي

لا خيارات أمام خوان لابورتا مهما فعل (رويترز)
لا خيارات أمام خوان لابورتا مهما فعل (رويترز)
TT

برشلونة مقبل على صيف مليء بالتقشف بسبب المشاكل المالية

لا خيارات أمام خوان لابورتا مهما فعل (رويترز)
لا خيارات أمام خوان لابورتا مهما فعل (رويترز)

التقط نسخة من أي صحيفة رياضية في برشلونة، ومن المحتمل أن تقرأ شائعات عن انتقالات محتملة، مثل لويس دياز لاعب ليفربول، أو نيكو ويليامز لاعب أتلتيك بلباو، أو الظهير الأيمن لباير ليفركوزن جيريمي فريمبونغ.

لكن الحقيقة بحسب شبكة «The Athletic» هي أن برشلونة يبدو أنه مقبل على صيف من التقشف في سوق الانتقالات نظراً لمشاكله المالية. وقد أكد النادي في اجتماعاته مع اللاعبين وممثليهم أن الفريق سيكون مشابهاً جداً للموسم الماضي.

أحد الأسباب التي دفعت مجلس الإدارة لاختيار هانزي فليك بديلاً لتشافي هو أنهم رأوا أن الألماني هو الشخص الذي يمكنه تحقيق أفضل النتائج في الفريق الحالي، وفقاً لمصادر البارسا، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لحماية العلاقات، مثل جميع من ذكروا في هذا التحقيق. وهذا يشير إلى أنهم لن يقوموا بكثير من التحركات فيما يتعلق بالتعاقدات.

بيع اللاعبين مسألة أخرى. برشلونة لديه ثغرة بقيمة 100 مليون يورو (107 ملايين دولار - 85 مليون جنيه إسترليني) في حساباته للفترة 2023 - 2024، ما يعني أن الدوري الإسباني لن يسمح له بالتعاقد مع أي لاعب هذا الصيف، كما الحال الآن - أو حتى تسجيل اللاعبين الحاليين فيتور روكي أو إنيغو مارتينيز. إنهم منفتحون على بيع أي لاعب لإصلاح ذلك، باستثناء أولئك الذين يعدّون غير قابلين للمساس، مثل لامين يامال وغافي وبيدري وباو كوبارسي.

كيف تبدو تشكيلة فليك إذن؟

سيظل الحارس الألماني الخيار الأول لبرشلونة، تحت قيادة مدربه السابق في المنتخب الوطني فليك.

سيبقى الحارس المولود في أليكانتي الخيار الثاني لبرشلونة. لقد أثبت أنه كان مناسباً جيداً في هذا المركز عندما أصيب تير شتيغن الموسم الماضي.

شارك فورت لأول مرة تحت قيادة تشافي في يناير (كانون الثاني) الماضي، لكنه سيستمر في الجمع بين اللعب مع فريق برشلونة أتليتك، الفريق الرديف للنادي الذي يضم لاعبين شباباً، والفريق الأول.

هو ظهير أيمن، ويمكنه اللعب على اليسار، وهو لاعب متكامل يريد النادي الاحتفاظ به. لقد قدّم بعض العروض المقنعة بعد تصعيده الموسم الماضي. والظهير الأيمن هو مركز إشكالي بالنسبة للبارسا.

وعلى الرغم من عدم رغبته في اللعب في هذا المركز، فإن اللاعب الفرنسي قضى وقتاً أطول في مركز الظهير الأيمن، مقارنة بمركزه المفضل في قلب الدفاع الموسم الماضي.

إذا لم يتمكن برشلونة من جلب ظهير أيمن، فمن المتوقع أن يستمر في اللعب في كلا المركزين. لكن فليك طلب التعاقد مع ظهير أيمن، مثل فريمبونغ، ما يشير إلى أنه قد يبقي على كوندي في مركز قلب الدفاع. وأنهى كوندي الموسم بشكل رائع، ويأمل أن يواصل هذا المستوى بعد بطولة أوروبا مع فرنسا.

تكهنت التقارير بأن أراوغو هو اللاعب الأكثر احتمالاً لبيعه نظراً لجودته، بمقابل مادي مرتفع محتمل. لكن مصادر مقربة من اللاعب تقول إنه غادر إلى أوروغواي للمشاركة مع منتخب بلاده في كوبا أميركا دون أن يتم إبلاغه بأي عملية بيع محتملة.

أظهر المدافع متعدد الاستخدامات قدراته القيادية، وتم اختياره أحد قادة الفريق الأربعة العام الماضي. ولا يخطط الرئيس خوان لابورتا للتعاقد معه، ولكن مع الوضع المالي للبارسا، لا يمكنك أن تعرف أبداً.

لم يصل اللاعب الدنماركي إلى مستوى موسمه الأول مع البارسا في الموسم الماضي، لكنه أظهر براعة في اللعب كلاعب وسط دفاعي، وسيعتمد عليه فليك.

ومع ذلك، وصل كريستنسن في صفقة انتقال حر من تشيلسي، ما يعني أن أي أجر يتلقاه النادي مقابل الحصول على خدماته سيكون ربحاً خالصاً. لم يستبعد برشلونة بيعه إذا تلقى عرضاً جيداً.

أحد اللاعبين القلائل الذين يرى مجلس الإدارة أنه لا يمكن المساس به. لقد أصبح اللاعب الشاب لاعباً أساسياً بلا منازع منذ ظهوره الأول في يناير الماضي، حيث قدّم أداءً رائعاً في المباراة ضد نابولي في دوري أبطال أوروبا، كما أنه قدّم أداءً رائعاً أمام باريس سان جيرمان في ملعب حديقة الأمراء.

وهو أحد لاعبي برشلونة غير المسجلين في الدوري الإسباني، ما يعني أنه لن يتمكن من اللعب ما لم يجد النادي حلاً.

لاعبو برشلونة فشلوا في تحقيق الفوز بالدوري الموسم الماضي (رويترز)

يبدو مستقبل اللاعب الإسباني غير مؤكد، نظراً لأن أراوخو لا يبدو أنه مستعد للانتقال. يمتلك برشلونة كثيراً من لاعبي قلب الدفاع، وسيكون من الأسهل على النادي التخلص منه نظراً لأنه غير مسجل. شارك في 25 مباراة فقط مع فريق تشافي الموسم الماضي.

وافق بالدي على عقد جديد العام الماضي حتى عام 2028 مع شرط جزائي بقيمة مليار يورو، لكن برشلونة لم يتمكن من تسجيله نظراً للفراغ في حساباته. ومع ذلك، فإنهم يعتمدون على خريج الأكاديمية.

لم يكن الظهير الأيسر مؤثراً في الموسم الماضي، كما كان في موسمه الأول، وعانى من إصابة قوية في أوتار الركبة، حيث شارك في 28 مباراة فقط. ويأمل أن يعود إلى أفضل مستوياته تحت قيادة فليك.

مصادر في برشلونة تعدّ رحيل روميو أمراً مفروغاً منه. تم التعاقد مع لاعب خط الوسط الذي صنعته لاماسيا من جيرونا ليحلّ محلّ سيرجيو بوسكيتس، لكنه تلاشى بعد إصابة فرينكي دي يونغ في سبتمبر (أيلول) الماضي، لتنتهي بذلك شراكة واعدة.

بدا روميو فاقداً للثقة في نهاية الموسم ولم يتأقلم مع الفريق. يمكن أن يعود إلى جيرونا بعد أن منع المدير الرياضي للبارسا ديكو انتقاله في فترة الانتقالات في يناير.

لا يرغب برشلونة في بيع لاعب الوسط الألماني، لكنه لا يعدّه غير قابل للمساس به. إذا قدّم أحد الأندية عرضاً جيداً، فإن النادي سيفكر في بيعه.

لا يزال من غير الواضح كيف سيشكل فريق فليك فريقه، وقد يكون مركز غوندوغان مختلفاً للغاية اعتماداً على ما إذا كانوا سيجلبون لاعب خط وسط دفاعياً. إذا فعلوا ذلك، فمن المرجح أن يتم استخدامه بالقرب من منطقة جزاء الخصم. أما إذا لم يفعلوا ذلك، فقد يضطرون إلى استخدامه في مركز أعمق، وهو ما لم يكن يتمتع به في الموسم الماضي.

ويرغب برشلونة في بيع دي يونغ بمقابل مادي نظراً لأنه سيكون أحد أكثر اللاعبين جاذبية للأندية الأخرى، لكن اللاعب الهولندي يريد البقاء ويرتبط بعقد لعامين مقبلين.

ومن المعروف أن النادي حاول بيعه إلى مانشستر يونايتد قبل عامين، لكنه لم يرغب في الرحيل. إنه سعيد في برشلونة ولا يفكر في الرحيل، حتى لو لم يقدم الأداء المتوقع منه ولم يجد بعد مركزه المثالي.

لقد أنهى الموسم في حالة جيدة بعد موسم آخر قضى فيه فترات طويلة خارج الملعب مصاباً. وقد بدأ يستعيد مستواه في بطولة أوروبا مع منتخب إسبانيا، حيث يبدو أنه يشعر بالراحة أكثر فأكثر في فريق لويس دي لا فوينتي. إنه لاعب آخر يعدّه النادي لاعباً لا يمكن المساس به.

كان فيرمين النجم المتألق في الرحلة التحضيرية للموسم الجديد إلى الولايات المتحدة في الصيف الماضي، وسجل هدفاً رائعاً في كلاسيكو دالاس بعد فترة إعارة مع فريق ليناريس من الدرجة الثالثة وفرض نفسه في خطط تشافي.

حصل على استدعاء إلى كأس الأمم الأوروبية مع منتخب إسبانيا وسجل 11 هدفاً في 43 مباراة في الموسم الماضي، وهو أفضل عائد للاعب وسط برشلونة منذ سيسك فابريغاس في 2013 - 2014. وقد أخبره النادي برغبته في الاحتفاظ به.

لاعب آخر من اللاعبين الذين يرى مجلس الإدارة أنه لا غنى عنه. منذ إصابته بقطع في الرباط الصليبي الأمامي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، افتقد الفريق أسلوبه المثابر وقيادته.

تسير عملية تعافي اللاعب الشاب بشكل جيد، ومن المتوقع أن يعود مباشرة إلى الفريق عند عودته، على أمل أن يكون ذلك في وقت لاحق من هذا العام أو في يناير 2025 على أقصى تقدير. لكن هناك قضية قانونية تتعلق بتسجيله، عقد غافي مع الفريق الأول مسجل فقط في الدوري الإسباني بسبب أمر قضائي مؤقت تم التوصل إليه في المحاكم الإسبانية.

لاعب مميز وحاسم لمستقبل برشلونة. شقّ اللاعب المراهق طريقه بقوة إلى التشكيلة الأساسية في الموسم الماضي، وأصبح مؤخراً أصغر لاعب في تاريخ اليورو. مستقبله في النادي أكثر من مضمون، ومن المتوقع أن يكون أحد قادة الفريق على الرغم من صغر سنه.

أدى الأداء الجيد الذي قدّمه يامال إلى إزاحة رافينيا من مركزه المفضل في الجناح الأيمن. لكن اللاعب البرازيلي عمل جاهداً على إعادة اكتشاف نفسه كجناح أيسر، حتى كلاعب وسط متقدم، مع أداء متميز من الجهة اليسرى في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان. كان برشلونة يرغب في التخلي عنه هذا الصيف، لكنه مصمم على البقاء.

أحد اللاعبين الذين لا يستبعد النادي بيعهم، ولكنه يريد البقاء. لم يكن اللاعب الإسباني متناسقاً في الموسم الماضي، لكن مصادر مقربة من اللاعب قالت لشبكة «The Athletic» إن فليك يحب توريس، وإنه تخلى عن اللعب في أولمبياد باريس لمحاولة كسب ثقة الألماني في فترة الإعداد للموسم الجديد.

سيظل المهاجم البولندي لاعباً مهماً رغم راتبه الباهظ. وسيتقاضى ليفاندوفسكي 32 مليون يورو، وهو أعلى راتب سنوي يتقاضاه حتى الآن، وهو وعد من مجلس الإدارة، بعد أن قبل في البداية بأجر أقل بعد انتقاله من بايرن ميونيخ.

ويريد لابورتا أن يستعين به فليك أكثر من تشافي، وهي إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بين الرئيس والمدرب في الموسم الماضي.

هانز فليك (رويترز)

بذل البارسا جهداً كبيراً في يناير الماضي للتعاقد معه في البداية بقيمة 30 مليون يورو قادماً من أتليتكو باراناينسي، وتعتقد مصادر في مجلس الإدارة أنه لم يتم استخدامه بشكل كافٍ في الموسم الماضي. ويرغبون في أن يشارك بشكل أكبر، لكن قبل الصيف كانت فكرتهم هي إعارته إلى نادٍ إسباني حتى يتمكن من مواصلة تأقلمه مع كرة القدم الأوروبية.

ويرغب برشلونة في استعادة جواو فيليكس وجواو كانسيلو بعد فترتي إعارة الثنائي من أتلتيكو مدريد ومانشستر سيتي، لكنه لا يستطيع فعل ذلك بسبب زيادة الراتب.

ينتهي عقد القائد سيرجي روبيرتو في 30 يونيو (حزيران) المقبل. وقد ذكرت «The Athletic» أنه يتفاوض مع أندية أخرى، فهو حريص على البقاء، لكنه منفتح على الخروج، حيث لم يعجب معسكره بالطريقة التي تعامل بها البارسا في المفاوضات من أجل الاحتفاظ به.

سيعود 7 لاعبين بعد إعارتهم الموسم الماضي. يشعر أنسو فاتي وكأنه لاعب منسي بعد الفترة غير الناجحة التي قضاها في برايتون، لكن عقده يمتد حتى عام 2027 ولا يستبعد النادي إرساله على سبيل الإعارة مرة أخرى أو إدراجه في صفقة مبادلة لاعبين.

سيرجينو ديست ليس ضمن خطط النادي للموسم المقبل، بعد أن توقفت فترة لعبه في «بي إس في آيندهوفن» بسبب إصابة خطيرة في الركبة في أبريل (نيسان). وتبدو فرص إيريك غارسيا واعدة أكثر بعد أن ساعد جيرونا في التأهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى، كما أن الظهير الأيمن المكسيكي المولود في الولايات المتحدة جوليان أراوخو سيحصل على فرصة لإقناع فليك في فترة الإعداد للموسم الجديد بعد إعارته في لاس بالماس.

يأمل برشلونة في جمع بعض الأموال من خلال بيع الظهير الأيسر أليكس فالي، الذي قضى الموسم الماضي في ليفانتي، مع وجود عروض من عدة أندية، بما في ذلك بعض الأندية في الدوري الإنجليزي الممتاز. لم يغير كل من كليمنت لينغليت ولاعب الوسط بابلو توريه موقفهما في أستون فيلا وجيرونا على التوالي.

وقد توصل الفريقان بالفعل إلى اتفاق مبدئي لبيع المهاجم مارك جيو، البالغ من العمر 18 عاماً، إلى تشيلسي مقابل الشرط الجزائي البالغ 6 ملايين يورو. وذكرت صحيفة «الأتلتيك»، يوم الخميس، أن اللاعب سيخضع للفحوصات الطبية في النادي اللندني الغربي.

وسيعزز حارس مرمى برشلونة الأتلتي، أندير أسترالاجا، صفوف الفريق الأول، كما أن قائد الفريق ولاعب الوسط الدفاعي مارك كاسادو قد يصبح أساسياً بعد توقيعه على تمديد عقده حتى 2028، وسيشارك في فترة الإعداد للموسم الجديد مع فريق فليك، ولكن مصادر النادي لم تستبعد إرساله على سبيل الإعارة إذا لم يرَ الألماني ما يكفي من اللاعب.


مقالات ذات صلة

توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

رياضة عالمية توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

توقيف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية خلال الكلاسيكو

أوقف ثلاثة مشجعين بتهمة توجيه إساءات عنصرية ضد لاعبَين من برشلونة هما لامين يامال وأليخاندرو بالدي خلال «الكلاسيكو» أمام ريال مدريد

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يشيد بدور فليك مع برشلونة (د.ب.أ)

ميسي يشيد بدور فليك في تطوير شباب برشلونة

أكد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في تاريخ نادي برشلونة الإسباني، أنه لاحظ التطور الكبير الذي قدمه المدرب الألماني الحالي للفريق هانسي فليك.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية روبرت ليفاندوفسكي (يمين) يواصل التألق مع برشلونة (إ.ب.أ)

ليفاندوفسكي يزدهر في برشلونة المتجدد

قد يكون روبرت ليفاندوفسكي يبلغ من العمر 36 عاماً، لكن إذا كنت تعتقد أنه يُظهر علامات تباطؤ، فأنت مخطئ تماماً.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية مدرب برشلونة هانسي فليك (إ.ب.أ)

فليك: على برشلونة معرفة كيفية الفوز من دون يامال

حث هانسي فليك مدرب برشلونة لاعبي فريقه، الجمعة، على تكثيف جهودهم خلال مواجهة سيلتا فيغو في الدوري الإسباني، السبت.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية جانب من عمليات تجديد ملعب «كامب نو» (نادي برشلونة)

برشلونة يؤجل عودته لملعب «كامب نو»

أرجأ نادي برشلونة المنافس في الدوري الإسباني الممتاز العودة إلى ملعبه كامب نو، الذي تم تجديده، حتى منتصف فبراير (شباط) المقبل.

«الشرق الأوسط» (مدريد )

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
TT

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)
صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول عام 2017، إذ سجل وصنع أهدافاً قادت الريدز إلى منصات التتويج المحلية والعالمية.

ولا يزال صلاح يواصل العطاء بشكل مثير للإعجاب. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أحرز هدفاً في المباراة التي فاز فيها الريدز على برايتون بهدفين مقابل هدف وحيد، وكان ذلك هو هدفه رقم 164 في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعني تجاوزه أسطورة ليفربول السابق روبي فاولر ووصوله إلى المركز الثامن في قائمة أفضل هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه.

وبعد ذلك، وبفضل تمريرته الحاسمة وهدفه رقم 165 في المباراة التي فاز فيها ليفربول على أستون فيلا بهدفين دون رد، أصبح صلاح أول لاعب في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا هذا الموسم يسجل ويصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات، إذ سجل عشرة أهداف وصنع مثلها في 17 مباراة فقط هذا الموسم.

وكان الوحيد الذي انضم إليه في هذا الإنجاز مواطنه ونجم آينتراخت فرانكفورت عمر مرموش، وهو ما جعل الناس يقولون مرة أخرى: «محمد صلاح هو الوحيد أيضاً الذي سجل وصنع عشرة أهداف أو أكثر في جميع المسابقات هذا الموسم».

صلاح وصل هذا الموسم إلى أفضل معدل في صناعة الأهداف (أ.ف.ب)

بدأ ليفربول مسيرته بعد رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب بشكل رائع، إذ حقق أرني سلوت الفوز في 9 من أول 11 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تأهل ليفربول إلى الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ويتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا باعتباره الفريق الوحيد الذي حقق أربعة انتصارات من أربع مباريات.

ولم يكن من الغريب أن يكون صلاح المساهم الرئيسي في وصول الفريق إلى صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوزه على أستون فيلا. والآن، يتوقع الكمبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات أن يفوز الريدز باللقب. وكان موسم 2019-20، عندما فاز بلقب الدوري، الموسم الوحيد الذي جمع فيه ليفربول عدداً أكبر من النقاط بعد مرور 11 جولة من الموسم (كان قد حقق الفوز في عشر مباريات وتعادل في مباراة واحدة في أول 11 جولة من الموسم).

وأمام أستون فيلا بقيادة مديره الفني أوناي إيمري، لم تكن تمريرة صلاح الحاسمة في الهدف الذي سجله داروين نونيز متعمدة، حيث كان النجم المصري يحاول الركض نحو المرمى بنفسه قبل أن يسقطه ليون بايلي، ثم اندفع نونيز نحو الكرة المرتدة ووضعها في الشباك، لكن السبب الرئيسي وراء هذا الهدف هو صلاح أيضاً، لأنه انطلق بسرعة فائقة في هجمة مرتدة سريعة بعد قطع الكرة من ركلة ركنية لأستون فيلا.

وأحرز صلاح الهدف الثاني بطريقته المعتادة، فبعد قطع الكرة من دييغو كارلوس في منتصف الملعب، اندفع النجم المصري نحو المرمى بسرعة هائلة وسدد الكرة في مرمى الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز المتوج مؤخراً بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن صلاح سجل وصنع في مباراة واحدة بالدوري الإنجليزي الممتاز للمرة 35، ولا يتفوق عليه في هذا الأمر سوى واين روني (36 مرة)، وبالتالي فإن صلاح بحاجة إلى التسجيل والصناعة في مباراة واحدة أخرى ليصبح أكثر من فعل ذلك في تاريخ المسابقة.

لقد كان أداءً استثنائياً مرة أخرى من اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً، بعد أن صنع هدفين يوم الثلاثاء الماضي ليقود الريدز للفوز برباعية نظيفة على بطل ألمانيا باير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا.

وعلاوة على ذلك، فإن وصوله إلى 10 أهداف و10 تمريرات حاسمة في 17 مباراة فقط يجعله أسرع لاعب يفعل ذلك مع ليفربول في آخر 40 موسماً. ويأتي النجم الأورغوياني لويس سواريز في المركز الثاني، إذ فعل ذلك في 23 مباراة في موسم 2013-14.

بقاء صلاح في ليفربول بات ضرورة حتمية بالنسبة لمسؤولي وجماهير النادي (الشرق الأوسط)

دعونا نتوقف قليلاً عن استخدام عبارة «محمد صلاح هو الوحيد...»، ونقول هذه المرة إن اللاعبين الوحيدين الذين ساهموا في أهداف أكثر من صلاح هذا الموسم في جميع المسابقات في الدوريات الخمس الكبرى هم هاري كين (24 هدفاً)، ومرموش (24 هدفاً) وروبرت ليفاندوفسكي (21 هدفاً).

وهذا هو الموسم الرابع على التوالي الذي يتجاوز فيه صلاح الرقم 10 في كل من تسجيل وصناعة الأهداف، كما أنه الآن في أفضل معدل له على الإطلاق من حيث المساهمة في الأهداف لكل 90 دقيقة منذ وصوله إلى ملعب «آنفيلد» قبل أكثر من سبع سنوات. لقد ساهم صلاح في 20 هدفاً في 1347 دقيقة فقط هذا الموسم، وهو ما يعني تسجيل أو صناعة هدف كل 67.5 دقيقة في جميع المسابقات هذا الموسم. وخلال موسمه الأول المذهل مع النادي في 2017-18، الذي سجل فيه 44 هدفاً وصنع 14 هدفاً، وصل متوسط مساهماته في الأهداف إلى هدف كل 71 دقيقة.

لقد عودنا صلاح دائماً على تسجيل الأهداف، كما يخلق الفرص لزملائه بطريقة استثنائية. لقد تمكن من صناعة 10 أهداف أو أكثر في كل موسم من المواسم التي قضاها في ليفربول، باستثناء موسم 2020-21 عندما صنع 6 أهداف. ومع ذلك، يبدو صلاح في طريقه لأن ينهي الموسم الحالي بأعلى حصيلة له مع الريدز في موسم واحد، حيث لا يحتاج إلا لصناعة 7 أهداف أخرى ليتجاوز أكبر عدد من التمريرات الحاسمة له في موسم واحد، الذي وصل إلى 16 تمريرة حاسمة في موسم 2022-23. ويعد صلاح ومواطنه مرموش اللاعبين الوحيدين اللذين صنعا 10 أهداف أو أكثر في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا في جميع المسابقات هذا الموسم، في حين أن 7 لاعبين فقط في هذه الدوريات صنعوا فرصاً من اللعب المفتوح أكثر من صلاح (30 فرصة).

صلاح لاعب رئيسي في وصول الفريق إلى صدارة الدوري (أ.ف.ب)

في الحقيقة، يعد صلاح أهم لاعب في ليفربول مرة أخرى هذا الموسم. وبالمقارنة مع زملائه في الفريق، فإن مساهمات صلاح في الأهداف تتجاوز تقريباً ضعف مساهمات أي لاعب آخر (لويس دياز 11 مساهمة تهديفية)، كما صنع النجم المصري فرصاً من اللعب المفتوح تزيد عن أي لاعب آخر بما لا يقل عن تسع فرص (كودي غاكبو 21 فرصة). وعلاوة على ذلك، فإن صلاح، الذي صنع 30 فرصة من اللعب المفتوح، قد تجاوز صانع اللعب الأبرز في ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد بفارق 12 فرصة، حيث صنع النجم الإنجليزي الدولي 18 فرصة من اللعب المفتوح هذا الموسم.

لقد شارك صلاح في 100 هجمة من اللعب المفتوح في جميع المسابقات، وهو ما يزيد بنحو 24 هجمة على الأقل عن أي لاعب آخر في ليفربول. ورغم كل ما يقال، فمن الواضح أن صلاح لا يزال في قمة مسيرته الكروية، أو قريباً منها، وهو الأمر الذي يجعل انتهاء عقده بنهاية الموسم الحالي يخلق الكثير من القلق بين عشاق الريدز.

ربما يكون من المفهوم أن النادي لم يكن في عجلة من أمره لتقديم عرض ضخم لصلاح هذا الصيف، نظراً لأن أداء صلاح كان مخيباً للآمال، مثل أي لاعب آخر بالفريق، بعدما تبخرت آمال ليفربول للفوز باللقب في موسم 2023-24.

النجم المصري قدم مستويات استثنائية منذ انضمامه لليفربول (أ.ب)

وكان صلاح قد لعب مباراة واحدة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الفترة بين يوم رأس السنة الجديدة والمباراة التي خاضها الفريق على ملعبه أمام مانشستر سيتي في 10 مارس (آذار). وخلال الفترة من عودته للمشاركة في المباريات وحتى نهاية الموسم، سجل صلاح 3 أهداف فقط في 11 مباراة بالدوري، من بينها ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بالتعادل مع مانشستر يونايتد بهدفين لكل فريق، وهدف وتمريرة حاسمة في الفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين على توتنهام، بعد انتهت آمال الفريق تماماً في المنافسة على لقب الدوري.

لكن لو كانت هناك أي شكوك حول مستوى صلاح، وكيف سيتأقلم مع طريقة اللعب تحت قيادة المدير الفني الجديد أرني سلوت، وما إذا كان لا يزال يستحق الأموال الكبيرة التي سيحصل عليها في حال تمديد عقده، فمن المؤكد أن كل هذه الشكوك قد تلاشت تماماً الآن. خلال الموسم الماضي، تعرض صلاح لانتقادات في بعض الأحيان بسبب بقائه كثيراً بجوار خط التماس وعدم الدخول إلى عمق الملعب، لكن الخريطة الحرارية لتحركاته داخل الملعب خلال الموسمين الماضي والحالي تُظهر أنه يتحرك في عمق الملعب بشكل أقل الآن تحت قيادة سلوت، إذ يتحرك في تلك المساحة على الجانب الأيمن من منطقة الجزاء في كثير من الأحيان، وهذا هو المكان الذي يقدم فيه أفضل مستوياته، كما تُظهر خريطة مشاركته في الأهداف.

تشير التقارير إلى أن ليفربول فتح محادثات بالفعل مع صلاح، إلى جانب فيرجيل فان دايك وألكسندر أرنولد، اللذين تنتهي عقودهما أيضاً في الصيف المقبل. من المؤكد أن قوة النجم المصري في التفاوض قد زادت كثيراً بعد المستويات الرائعة التي قدمها في الأسابيع الأخيرة، وهو ما دفع أحد المشجعين إلى رفع لافتة في مباراة ليفربول يوم السبت الماضي كتب عليها: «إنه يُطلق السهام، جددوا تعاقد محمد الآن»، في إشارة إلى احتفاله الشهير بالقوس والسهم عند إحراز الأهداف. يحقق صلاح أرقاماً مذهلة منذ وصوله إلى ليفربول، فقد سجل 221 هدفاً وصنع 97 هدفاً في 366 مباراة مع النادي، ولم يسجل أقل من 23 هدفاً في موسم واحد. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: إلى متى يُمكن للنجم المصري الاستمرار في تقديم هذه المستويات؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن مشجعي ليفربول يأملون بالتأكيد أن يستمر الملك المصري في ملعب «آنفيلد» لفترة طويلة مقبلة.

* خدمة «الغارديان»