أندية الدوري الإنجليزي تستعد للتصويت على إلغاء تقنية «الفار»

جدل بشأن ما إذا كان البحث عن الدقة والعدالة يستحق التضحية بسير المباريات بسلاسة

جماهير كرة القدم التي تحضر بالملاعب تشعر بالملل من تقنية الفار لإنها لا تشاهد إعادات الفيديو (رويترز)
جماهير كرة القدم التي تحضر بالملاعب تشعر بالملل من تقنية الفار لإنها لا تشاهد إعادات الفيديو (رويترز)
TT

أندية الدوري الإنجليزي تستعد للتصويت على إلغاء تقنية «الفار»

جماهير كرة القدم التي تحضر بالملاعب تشعر بالملل من تقنية الفار لإنها لا تشاهد إعادات الفيديو (رويترز)
جماهير كرة القدم التي تحضر بالملاعب تشعر بالملل من تقنية الفار لإنها لا تشاهد إعادات الفيديو (رويترز)

ستصوت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الخميس، على الاقتراح الذي تقدم به نادي ولفرهامبتون لإلغاء تقنية حكم الفيديو المساعد (فار)، لكن من شبه المؤكد أنه لن يحظى بتأييد الغالبية، وإن كان ذلك سيفتح الباب لمراجعة شاملة لما حققته هذه التقنية من العدالة. ولكي ينجح ولفرهامبتون في تمرير اقتراحه لا بد من الحصول على موافقة 14 نادياً من أصل 20 بالدوري الممتاز. لكن من المؤكد أنه حتى في حالة عدم موافقة غالبية الأندية على إلغاء تقنية حكم الفيديو، فإن ذلك قد يؤدي إلى مراجعة جادة للطريقة التي تعمل بها، وإجراء تقييم حقيقي للأمور التي نجحت فيها هذه التقنية، والأشياء الأخرى التي لم تنجح في تحقيقها، وهي الخطوة التي طال انتظارها.

لقد أصبح التشاور غير عصري في العالم الحديث، وأصبح السياسيون من جميع المشارب يتصرفون في كثير من الأحيان بموجب أمر يجب تنفيذه، وهو الشيء الذي أصبح ينطبق أيضاً على كرة القدم. لقد تم فرض تقنية «فار» في نهائيات كأس العالم 2018، مع الحد الأدنى من البحث أو المناقشات اللازمة، ومن دون أن يتحقق أي شخص من العواقب المحتملة.

وبينما كان الشعور العام أن التقنية قد نجحت في مونديال روسيا، فقد وقع خطآن كبيران للغاية، وربما لم تحدث ضجة كبيرة بشأنهما لأنهما لم يلحقا الضرر بفريق لديه أعداد كبير من المشجعين. كان يجب أن يُطرد كريستيانو رونالدو بسبب تدخله الواضح بضربة بالمرفق في مباراة البرتغال أمام إيران، بالإضافة إلى أن ركلة الجزاء التي تعادلت منها فرنسا في المباراة النهائية ضد كرواتيا كانت بسبب قرار غير منطقي تماماً، بحجة احتساب لمسة يد ضد إيفان بيريسيتش.

وقد سلط ذلك الضوء على الفور على مشكلتين رئيسيتين؛ أولاً أن الأشخاص الذين يديرون هذه التقنية بشر وعرضة لنقاط الضعف والتأثر بالأجواء العامة المحيطة، ففي حالة رونالدو، هناك رغبة مفهومة في عدم طرد أحد أشهر اللاعبين في العالم!

كما أدى ذلك إلى ظهور واحدة من أولى الحالات الجدلية التي أدت إلى تعقيد المشكلة، حيث أشار كل من نجمي كرة القدم السابقين الانجليزي آلن شيرار والعاجي ديدييه دروغبا، إلى أن الحكم كان على حق عندما أشهر البطاقة الصفراء فقط في وجه رونالدو (بل وربما لم يكن الأمر يتطلب ذلك أيضاً)، لأنه كان يتعين على الحكم أن ينظر إلى الحالة من زوايا متعددة، وأن يأخذ الوقت اللازم لحسم قراره. وتساءلوا: كيف إذن يمكن أن يكون الخطأ واضحاً بما يكفي لإلغاء القرار الأصلي للحكم؟

مراجعة الفيديو جعلت حكم الساحة ينتظر وقت طويل لحسم قراراته (ا ف ب)

لكن الهدف الأساسي من تقنية «فار» أنه يمكنك رؤية اللعبة من زوايا متعددة: فعبارة «واضح وظاهر» لا تعني أنه يمكن اتخاذ القرار من اللقطة الأولى التي يختارها مخرج اللقاء. ولهذا السبب، فإن فكرة أنه إذا استغرق حكام الفيديو أكثر من دقيقة، فيجب أن يتم اعتماد القرار الأصلي لحكم اللقاء، هي فكرة مضللة للغاية؛ فماذا لو فشل مخرج اللقاء في تحديد الزاوية التي تُظهر التدخل بالمرفق بشكل واضح حتى الثانية 61؟ بمجرد إيقاف المباراة، يمكنك أيضاً اتخاذ القرار الصحيح؛ كما أن وضع الحكام الذين يتعرضون لضغوط شديدة تحت قلق إضافي ناتج عن ضرورة اتخاذ قرار نهائي قبل نهاية الدقيقة، لا يساعد أي أحد في هذه اللعبة.

ثانياً، حولت تقنية «فار» المباريات إلى شيء تتم مراقبته بشكل مفرط، وأصبح حكام الفيديو مثل كهنة طائفة أصولية متشددة يبحثون عن أي خطيئة بلا رحمة حتى يتمكنوا من معاقبتها! وبغض النظر عما إذا كانت الكرة تتحرك بسرعة فائقة وانحرفت بشكل مفاجئ أمامك لتصدم بيدك الملتصقة بجسدك، أم لا، فيجب التكفير عن هذه الخطيئة باحتساب ركلة جزاء! ولا تتجرأ أن تسأل عن السبب في ذلك، بل يتعين عليك أن تقدم التضحية اللازمة وتنصاع للقرار من دون مناقشة.

ولحسن الحظ، كان هناك بعض الانفتاح في هذا الصدد، لكن فيما يتعلق بلمسات اليد على وجه التحديد، كان الأمر قاسياً، كأن التقنية تبحث عن أي لمسة يد لاحتساب ركلة جزاء، بدلاً من أن تسأل نفسها عما إذا كان اللاعب الذي اصطدمت الكرة بيده قد فعل ذلك بشكل متعمد أم لا. لكن قبل الدخول في هذه التفاصيل، هناك شيء أكثر أهمية بكثير يعمل مؤشراً مفيداً لفهم الاتجاه المتصاعد في كرة القدم، والذي يجعل الجمهور يفضل مشاهدة المباريات من خلال شاشات التلفزيون على مشاهدتها من الملعب. فبالنسبة لمشاهدة المباريات من الملعب، تكون تقنية «فار» شيئاً مروعاً حقاً، حيث لا يتعلق الأمر فقط بتوقف المباريات كثيراً وفقدان سلاستها، أو بأنه من الصعب الاحتفال بالهدف من دون معرفة ما إذا كان من الممكن إلغاؤه بسبب تدخل بعض الأشخاص البعيدين تماماً عن اللعبة؛ وإنما يتعلق الأمر بالدقائق الطويلة التي تتوقف فيها المباراة انتظاراً لقرار حكام الفيديو، دون أن يكون هناك أي شيء يمكن للجمهور الموجود في الملعب مشاهدته، سوى اللاعبين الذين ينتظرون أيضاً القرار النهائي الذي لا يتم التواصل بشأنه بشكل صحيح أبداً.

لقد أصبح «الفار» ظاهرة تلفزيونية. أما بالنسبة للمشجعين الذين يشاهدون المباراة من الملعب، فإنهم قد يغضبون ضد قرارات معينة، لكنهم نادراً ما يعرفون على وجه اليقين أنهم مخطئون. إن أولئك الذين يشاهدون عمليات الإعادة أكثر من مرة في أعقاب اللعبة مباشرة، هم الذين يطالبون باتخاذ القرار الصحيح ورفع الظلم القائم.

يمكن وصف تجربة «الفار» بالنسبة لمن يشاهدون المباراة عبر شاشة التلفزيون بأنها جيدة، لأنهم يرون زوايا مختلفة، وخطوط التسلل المرسومة، ولديهم على الأقل فهم عام لهذه العملية. أما بالنسبة لأولئك الذين نادراً ما يشاهدون المباريات من الملعب - وحتى بالنسبة للصحافيين الذين لديهم شاشات إلى جانبهم - فمن السهل أن ينسوا مدى سوء التجربة بالنسبة للجماهير، الذين دفع كثير منهم في كثير من الأحيان مبالغ مالية كبيرة من أجل الحصول على تذاكر المباريات.

من الواضح أن تجربة المشجعين داخل الملاعب يمكن تحسينها إلى حد ما، حتى لو كانت طبيعة كرة القدم، - وتعدد الاحتمالات - تعني أن فحوصات تقنية «الفار» لا يمكن أن تصبح أبداً جزءاً من تجربة المشجعين، كما الحال في نظام مراجعة القرارات بلعبة الكريكيت. لكن مع ذلك، تبدو تقنية «الفار» كأنها مشكلة تتعلق بالمشجعين الذين يشاهدون المباريات عبر شاشات التلفزيون.

صحيح أن مستوى الدقة الذي يزعم حكام «الفار» أنهم يطبقونه في حالات التسلل أمر مثير للسخرية، نظراً للحالات المثيرة للجدل التي رأيناها جميعاً، لكن الحقيقة أن قانون التسلل لم يتم وضعه في الأساس لكي نرى مثل هذه القرارات الجدلية بسبب التقدم بملّيمترات! ومع ذلك، تجب الإشارة إلى أن قرارات تقنية «الفار» المتعلقة بحالات التسلل في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن، لا تزال أكثر دقة من القرارات التي يتخذها حكم يبلغ من العمر 40 عاماً، ويركض على بعد 50 ياردة لرؤية اللعبة. ومن شأن احتساب حالات التسلل بشكل شبه آلي أن يجعل العملية أكثر دقة، والأهم من ذلك، أكثر سرعة.

ومع ذلك، يظل من غير الواضح ما إذا كانت الدقة الكبرى التي جلبتها تقنية «الفار» (على الرغم من المفارقة الكبيرة في هذا الصدد، نظراً لأن الجميع كانوا يتوقعون في البداية أن تكون هذه التقنية متكاملة، وهو ما جعلهم الآن يشعرون بأنها تفتقر للدقة، ويؤدي بالتبعية إلى تبني البعض لنظرية المؤامرة)، تستحق - أم لا - التضحية بسلاسة المباريات، وفقدان الزخم، وتوقف المباريات لفترات طويلة، بالشكل الذي يصيب الجمهور في المدرجات بالإحباط والملل.

قد يبدو الأمر غريباً نظراً لكيفية تقديم كرة القدم هذه الأيام منتجاً ترفيهياً، لكن لا يبدو أن أحداً قد تساءل عما ستفعله تقنية «الفار» فيما يتعلق بشعور المشجعين باللعبة. لكن يبدو أن شعور الجمهور في الملعب لم يعد يثير اهتمام مسؤولي كرة القدم بعد الآن!

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة عالمية محمد صلاح (د.ب.أ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)
فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)
TT

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)
فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وسجّل التشيكي توماس سوتشيك (الدقيقة 10) وأرون وان-بيساكا (53) الهدفين ليفوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ويبقى عاشراً برصيد 18 نقطة. في المقابل، رفع وست هام رصيده إلى 15 نقطة في المركز الرابع عشر.

ومن شأن الفوز أن يخفف الضغط على كاهل مدرب وست هام، الإسباني خولن لوبيتيغي، الذي حقق فريقه بداية سيئة هذا الموسم. وكان لوبيتيغي تسلم تدريب الفريق خلال الصيف خلفاً للاسكوتلندي ديفيد مويز.

بدا نيوكاسل المباراة بقوة وسجل مهاجمه السويدي الكسندر إيزاك هدفاً عندما سدد الكرة من فوق حارس وست هام البولندي لوكاس فابيانسكي، لكن الهدف لم يُحتسب بداعي التسلل بعد مرور 5 دقائق.

ومن أول فرصة نجح وست هام في افتتاح التسجيل عندما ارتقى سوتشيك برأسه لكرة من ركلة ركنية وأودعها الشباك (10).

حاول نيوكاسل إدراك التعادل، لكن دفاع الفريق اللندني أحبط جميع محاولاته خلال الشوط الأول.

واستمر نيوكاسل في ضغطه في الشوط الثاني، لكن وست هام نجح في تعزيز تقدمه عندما سجل أرون وان-بيساكا أول أهدافه مع فريقه منذ انتقاله من مانشستر يونايتد الصيف الماضي مستغلاً تمريرة من جاريد بوين (53).

ولعب مدرب نيوكاسل إدي هاو ورقتين هجومتين بإشراكه جايكوب مورفي وكالوم ويلسون لكن من دون جدوى.