أسدل الستار على منافسات موسم 2023 - 2024 في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي شهد سطوع نجم كثير من الصفقات الجديدة.
ويعدّ «البريميرليغ» الوجهة الأفضل لنجوم كرة القدم حول العالم، نظراً إلى قوة المنافسة، مما يجعل الأضواء مسلطة على الجميع.
ويحاول كل لاعب تقديم نفسه بأفضل صورة ممكنة من أجل الصعود للقمة والانتقال لأفضل أندية العالم؛ سواء في إنجلترا وخارجها. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على أفضل الصفقات هذا الموسم:
ديكلان رايس (آرسنال)
إن أسهل طريقة تعكس الإضافة الهائلة التي قدمها ديكلان رايس لآرسنال هي أنه جعل الـ105 ملايين جنيه إسترليني التي دُفعت للتعاقد معه تبدو زهيدة بطريقة أو بأخرى.
لقد نجح اللاعب، البالغ من العمر 25 عاماً، الذي غاب عن مباراة واحدة فقط هذا الموسم في جميع المسابقات، في إحداث تحول هائل في خط وسط آرسنال، بالإضافة إلى أن ذكاءه الكبير في النواحي الدفاعية والخططية والتكتيكية، ومثابرته، قد منحا الحرية لزملائه الآخرين، خصوصاً مارتن أوديغارد، للتقدم للأمام والتألق بشكل كبير.
وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن بوكايو ساكا ومارتن أوديغارد هما فقط من صنعا أهدافاً أكثر من رايس مع آرسنال في الدوري هذا الموسم، كما أن جزءاً كبيراً من فاعلية آرسنال في الكرات الثابتة يعود إلى براعة رايس في التمرير. إنه لاعب خط وسط متكامل وقائد بالفطرة، ولاعب من الطراز العالمي.
روس باركلي (لوتون تاون)
ربما يستحق جمهور لوتون تاون جائزة أفضل أغنية هذا الموسم، عن الأغنية الرائعة التي يرددها لنجم الفريق روس باركلي، والتي تقول كلماتها: «لا يوجد أحد مثل روس باركلي يجعلني أشعر بالسعادة بهذه الطريقة».
لقد بدا الانتقال إلى لوتون تاون في البداية مجرد محطة أخرى في رحلة تراجع باركلي المحزنة منذ انتقاله من إيفرتون إلى تشيلسي في عام 2018. لكن من خلال اللعب في مركز جديد وارتداء القميص رقم 6، قدم اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً مستويات استثنائية.
لقد تعاقد لوتون تاون مع باركلي دون مقابل في صفقة انتقال حر، وهو ما يجعله بالتأكيد أفضل صفقة لهذا الموسم. وقد استفاد باركلي كثيراً من وجوده في نادٍ يقدر موهبته وإمكاناته كثيراً، فضلاً عن اللعب تحت قيادة مدير فني قادر على توظيف قدراته كما ينبغي داخل المستطيل الأخضر.
لكن الأخبار السيئة بالنسبة إلى لوتون تاون، الذي هبط لدوري الدرجة الأولى، تتمثل في أنه سيواجه منافسة صعبة للغاية للإبقاء على خدمات باركلي هذا الصيف.
آدم وارتون (كريستال بالاس)
لم يكن من الممكن أن تكون بداية آدم وارتون مع كريستال بالاس أسوأ من ذلك؛ فبعد يومين فقط من قدومه من بلاكبيرن مقابل 18 مليون جنيه إسترليني، شارك وارتون مع كريستال بالاس بديلاً بعد مرور 28 دقيقة بينما كانت النتيجة تشير إلى تأخر فريقه بهدف دون رد أمام برايتون.
وبعد 6 دقائق فقط، اهتزت شباك كريستال بالاس بهدفين آخرين، وكان وارتون هو المتسبب في الهدف الثالث بعدما فقد الكرة.
خسر كريستال بالاس هذه المباراة بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد في ذلك اليوم في أوائل فبراير (شباط) الماضي، لكن منذ ذلك الحين شارك لاعب خط الوسط الشاب في جميع المباريات، ولعب دوراً أساسياً في أن يصبح كريستال بالاس أحد أكثر فرق الدوري الإنجليزي الممتاز إثارة تحت قيادة المدير الفني أوليفر غلاسنر.
يتميز وارتون بتمريراته الدقيقة وتحركاته الذكية وتمركزه المميز، وتشير تقارير إلى أن نادي بايرن ميونيخ يرغب في التعاقد معه مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يعني حصول كريستال بالاس على أكثر من 3 أضعاف المبلغ الذي دفعه لضم اللاعب قبل أقل من 4 أشهر فقط.
وقال غلاسنر عن وارتون قبل فوز كريستال بالاس الساحق على مانشستر يونايتد برباعية نظيفة: «لقد تطور بسرعة فائقة. إنه رائع فيما يتعلق باتخاذ القرارات الصحيحة، وتحركاته، وحلوله من لمسة أو لمستين».
كاي هافرتز (آرسنال)
يبدو الأمر كما لو أن كاي هافرتز قد انتقل من تشيلسي إلى آرسنال منذ زمن بعيد، رغم أن ذلك قد حدث في يونيو (حزيران) الماضي فقط مقابل 65 مليون جنيه إسترليني.
في البداية، اعتمد المدير الفني للمدفعجية، ميكيل أرتيتا، على هافرتز في مركز خط الوسط الحر الذي يتقدم من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس (وحتى ظهيراً أيسر مع منتخب ألمانيا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي)، ولم يسجل اللاعب الألماني سوى هدف وحيد (من ركلة جزاء) لناديه الجديد في أول 19 مباراة، وبالتالي كانت الشكوك تحوم حول قدرته على النجاح.
لكن منذ أن جرى تغيير مركزه ليلعب مهاجماً وهمياً، أصبح اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً أساسياً ولا غنى عنه على الإطلاق في آرسنال بفضل أهدافه وقدرته على الربط بين خطوط الفريق المختلفة، وتهديده المستمر مرمى المنافسين في الكرات العالية، ومجهوده الوفير، وطريقة لعبه التي تضع مصلحة الفريق في المقدمة دائماً بعيداً عن أي أنانية.
ومن دون هافرتز، فمن المؤكد أن آرسنال لم يكن لينافس على اللقب.
كول بالمر (تشيلسي)
خلال الصيف الماضي، كان بالمر قريباً من الانتقال على سبيل الإعارة إلى بيرنلي. وخلال هذا الصيف، سيتوجه صانع ألعاب تشيلسي إلى بطولة كأس الأمم الأوروبية مع منتخب إنجلترا بوصفه أحد أكثر اللاعبين تألقاً في جميع الملاعب الأوروبية.
ويُعد بالمر، الذي أكمل عامه الثاني والعشرين في 6 مايو (أيار) الحالي، هو اللاعب الثالث فقط في التاريخ الذي يساهم في أكثر من 30 هدفاً في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز عندما كان يبلغ من العمر 21 عاماً أو أقل - بعد روبي فاولر وكريس سوتون.
يتميز اللاعب الشاب بالهدوء الشديد، الذي يصل إلى حد «البرود» في بعض الأحيان، والثقة الكبيرة بالنفس، والقدرة الفائقة على الوصول إلى مستويات جديدة من التألق، كما رأينا في المباراة التي أحرز فيها 4 أهداف في مرمى إيفرتون.
وعندما غاب بالمر عن مباراة فريقه أمام آرسنال الشهر الماضي بسبب المرض، قال المدير الفني للبلوز آنذاك، ماوريسيو بوكيتينو، إن هذه «فرصة جيدة لزملائه» ليحلوا محله.
وقال بوكيتينو: «هذا هو نادي تشيلسي لكرة القدم، وليس نادي كول بالمر لكرة القدم»، لكن الحقيقة أن نتيجة المباراة كانت تشير إلى ما هو عكس ذلك تماماً، حيث خسر الفريق في غياب بالمر بـ5 أهداف دون رد!
* خدمة «الغارديان»