هل انطفأت نار صلاح بعد شجاره مع «كلوب»؟

المشادة بين النجم ومدربه أثارت جدلاً واسعاً في العالم

كلوب وصلاح في مشادة غير معتادة في لقاء وست هام (رويترز)
كلوب وصلاح في مشادة غير معتادة في لقاء وست هام (رويترز)
TT

هل انطفأت نار صلاح بعد شجاره مع «كلوب»؟

كلوب وصلاح في مشادة غير معتادة في لقاء وست هام (رويترز)
كلوب وصلاح في مشادة غير معتادة في لقاء وست هام (رويترز)

خرج محمد صلاح من الممر المؤدي إلى استاد لندن وهو يتحدث مع ديفيد مويز.

عندما وضع مدرب وست هام يونايتد يده على كتفه وودعه، كان صلاح محاطاً بأحد أفراد طاقم الأمن في ليفربول في مسافة قصيرة سيراً على الأقدام إلى حافلة الفريق.

لقد استغرق الأمر منه تجاوز مجموعة من المراسلين المتحمسين للحصول على تصريحه حول خلاف غير لائق مع مدربه أثناء انتظاره ليجري تقديمه على مقاعد البدلاء، قبل 11 دقيقة من انتهاء التعادل 2 - 2.

وقبل لحظات، سعى يورغن كلوب إلى إنهاء الموقف خلال مؤتمره الصحافي بقوله: «لقد تحدثنا عن ذلك في غرفة تبديل الملابس، لكن الأمر انتهى بالنسبة لي. هذا كل شيء». ورداً على سؤال عما إذا كان المهاجم المصري يرى الأمور بهذه الطريقة، أضاف كلوب: «لقد كان انطباعي، نعم».

من الممارسات المعتادة بالنسبة لصلاح أن يرفض طلبات إجراء مقابلة، فقد توقف فقط بعد المباراة للتحدث إلى الصحافة المكتوبة في المملكة المتحدة مرتين خلال ما يقرب من 7 سنوات، لكن هذا لم يكن الرد المبتسم المعتاد: «ليس اليوم، شكراً لك»، بل قال دون أن يكسر خطوته: «ستشتعل نار اليوم إذا تكلمت».

لقد جرى نطق الكلمات بموضوعية. «نار؟» استفسر المراسل، فأجاب قائد منتخب مصر: «بالطبع».

وبعد أن حاول مدربه إخماد النيران، سكب صلاح البنزين.

لم تكن هناك حاجة إلى «النار». كان بإمكانه أن ينتهز الفرصة للتقليل من شأن المشاجرة. والأفضل من ذلك أنه كان بإمكانه الاعتذار علناً عن عدم الاحترام الذي أظهره لكلوب، ولكنه لم يفعل ذلك.

بعد أسابيع قليلة بائسة شهدت تفكك تحدي ليفربول على اللقب، كان مشهداً حزيناً آخر في جولة وداع كلوب.

للسياق، جرت إضافة صلاح إلى مجموعة قيادة النادي في الصيف الماضي؛ لأنه كان يعد نموذجاً يحتذى به للشباب في الفريق. ولم تكن هذه لحظة قصيرة من الغضب. استمرت أكثر من دقيقة.

بدأت نقطة التوتر مع صلاح، الذي كان منزعجاً من بقائه على مقاعد البدلاء فترة طويلة، وكان متردداً في مصافحة كلوب، بينما كان يستعد للمشاركة. جرى تبادل الكلمات قبل أن يجد كلوب زملاءه البدلاء داروين نونيز وجو غوميز أكثر استعداداً لاحتضانه.

مع استمرار الأحداث، ابتعد كلوب في البداية عن الموقف، وركز انتباهه على الملعب قبل أن يعود نحو صلاح ويخرج شيئاً آخر من صدره.

ما تلا ذلك كان غير مقبول على الإطلاق، حيث كان صلاح، الذي عادة ما يكون معتدل الأخلاق، ينفس عن نزوته تجاه مديره، ويرفع ذراعيه ويشير في اتجاه كلوب. لقد تطلب الأمر من نونيز، وهو صانع السلام غير المتوقع، أن يتدخل لتهدئة زميله في الفريق.

عند صافرة النهاية، كان صلاح أول لاعب من ليفربول يغادر الملعب، ووجّه بعض التصفيق فترة وجيزة نحو نهاية المباراة، قبل أن يعبث بشعره ويختفي في النفق. كان هذا هو اليوم الذي اندلع فيه الإحباط الذي كان يتراكم بداخله تدريجياً.

صلاح فشل في التسجيل في وست هام بعد دخوله بديلاً (إ.ب.أ)

كانت متانة صلاح رائعة مثل إنجازاته التهديفية منذ وصوله إلى أنفيلد قادماً من روما في صيف عام 2017. لقد غاب عن 10 مباريات فقط في الدوري خلال مواسمه الستة الأولى في ليفربول.

لقد غاب عن كثير من وقت اللعب هذا الموسم. إصابة في أوتار الركبة في كأس الأمم الأفريقية يوم 18 يناير (كانون الثاني) أبعدته عن الملاعب حتى الرحلة إلى برينتفورد في 17 فبراير (شباط)، ثم انهار على الفور مرة أخرى، وقضى 3 أسابيع أخرى على الهامش، ولم يكن متاحاً لنهائي كأس كاراباو.

منذ عودته إلى الملاعب، سجل 5 أهداف فقط في 13 مباراة، اثنان منها من ركلات جزاء. خلال تلك الفترة المدمرة، خرج ليفربول من كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي، وخرج من السباق على اللقب.

وفي 3 من المباريات الست الماضية، جلس صلاح على مقاعد البدلاء. كل ما عليك فعله هو إلقاء نظرة على رد فعله عند استبداله في المباريات لتقدير مدى الألم الذي يلحق به.

والحقيقة القاسية هي أنه لا يمكن أن تكون لديه أي شكوى بشأن التغاضي عنه في الآونة الأخيرة. لم يضغط كما ينبغي أن يكون خارج الكرة، لقد خذلته لمسته مراراً وتكراراً، وفي الثلث الأخير، أهدر الكرة. لقد بدا كأنه لاعب يفتقر إلى الإيقاع والثقة.

يعد تحديد مستقبل صلاح أحد أكثر العناصر إلحاحاً في خطة المدرب الجديد المحتمل آرني سلوت، بينما يستعد لتولي المسؤولية خلفاً لكلوب.

إنها معضلة حقيقية. هذا أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي. المهاجم الذي يحتل المركز الخامس في قائمة الهدافين على الإطلاق برصيد 210 أهداف في 346 مباراة، ولا يزال هدّافاً برصيد 24 هدفاً في جميع المسابقات في 2023 - 2024. أصبح أول لاعب من ليفربول يسجل أكثر من 20 هدفاً في جميع المسابقات في 7 مواسم متتالية.

سيكون من السابق لأوانه وصف تراجعه بوصفه دليلاً على أنه قوة متراجعة، ولكن مع بلوغه 32 عاماً في يونيو (حزيران) ودخوله العام الأخير من صفقته، سيكون تقديم تمديد مربح آخر لشخص يكسب أكثر من 350 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع مقامرة كبيرة.

في أغسطس (آب) الماضي، رفض ليفربول عرضاً بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني يرتفع إلى 150 مليون جنيه إسترليني مع إضافات من نادي الاتحاد السعودي، إلى حد كبير لأنه لم يكن لديهم الوقت الكافي للعثور على بديل مناسب. وإذا جرى إطلاق عرض مماثل في وقت مبكر من هذا الصيف، فمن المؤكد أنهم سيشعرون بإغراء الاستفادة منه نظراً لنموذج أعمالهم القائم على الاستدامة الذاتية.

سيعتمد الكثير على صلاح نفسه. هل هو مستعد لتوديع نخبة كرة القدم في أوروبا والتوجه إلى الدوري السعودي؟ هناك مدرسة فكرية مفادها أنه يفضل الانتظار للسنة الأخيرة من عقده ثم يغادر كوكيل حر، وعندها يتمكن من الحصول على رسوم توقيع ضخمة.

لكن صلاح يحتاج إلى التفكير فيما حدث في استاد لندن لأنه خذل نفسه. إذا كان لديه شيء ليخرجه من صدره، فيجب أن يحدث ذلك خلف أبواب مغلقة.

لقد رفع كلوب صلاح إلى أيقونة عالمية في أنفيلد، وكان مدربه المغادر يستحق أفضل من هذا.


مقالات ذات صلة

«الدوري الإيطالي»: إنتر إلى الصدارة بخماسية في فيرونا

رياضة عالمية انتر ميلان سحق فيرونا بخماسية (رويترز)

«الدوري الإيطالي»: إنتر إلى الصدارة بخماسية في فيرونا

حقق إنتر ميلان فوزاً ساحقاً 5 - صفر على مضيفه هيلاس فيرونا السبت ليعتلي صدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (فيرونا)
رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (يسار) يسعى إلى العودة للتهديف (د.ب.أ)

أنشيلوتي: مبابي سيعود للتسجيل عاجلاً أم آجلاً

لم يسجل كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، أي هدف منذ أكثر من شهر.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية ماكس فرستابن متصدر بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» (أ.ف.ب)

فرستابن يحشد أسلحته من أجل لقب «فورمولا 1»

قال ماكس فرستابن، متصدر بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات، إنه فوجئ بتفوقه على منافسه على اللقب، لاندو نوريس.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
رياضة عالمية نيكولاس جاكسون مهاجم تشيلسي يحتفل بهدفه في مرمى ليستر (أ.ب)

«البريميرليغ»: تشيلسي يعزز مركزه الثالث بفوز صعب على ليستر

عزز تشيلسي مركزه الثالث في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بفوز صعب على مستضيفه ليستر سيتي 2 - 1 (السبت).

«الشرق الأوسط» (ليستر)
رياضة عالمية باتريك فييرا تولى تدريب جنوى لإنقاذه من الهبوط (أ.ب)

فييرا مدرباً لجنوى... هل لديه ما يثبته؟

عاد باتريك فييرا إلى إيطاليا، بعد أكثر من 14 عاماً من رحيله عن الإنتر للانضمام إلى مانشستر سيتي في نهاية مسيرته الكروية.

«الشرق الأوسط» (جنوى)

بوستيكوغلو: قد أفقد وظيفتي في عيد الميلاد!

أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (أ.ف.ب)
أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (أ.ف.ب)
TT

بوستيكوغلو: قد أفقد وظيفتي في عيد الميلاد!

أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (أ.ف.ب)
أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (أ.ف.ب)

سيكمل أنجي بوستيكوغلو 50 مباراة في قيادة توتنهام هوتسبير المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت، ولا يزال الحكم على تأثير المدرب الأسترالي على الفريق صعباً.

ويحتل فريقه المركز العاشر في جدول الترتيب، قبل حلوله ضيفاً على مانشستر سيتي حامل اللقب، وستؤدي الهزيمة إلى إثارة مزيد من الجدل حول التقدُّم الذي يحرزه بوستيكوغلو.

وقاد بوستيكوغلو (59 عاماً) توتنهام إلى تحقيق المركز الخامس في موسمه الأول مع الفريق، وهو تحسُّن كبير مقارنة باحتلال المركز الثامن في الموسم السابق عليه.

لكن بعد بداية مذهلة لعهده مع توتنهام، عندما حصل على 26 نقطة من أول 10 مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، اتسمت الفترة اللاحقة بعدم ثبات المستوى.

فاز توتنهام هذا الموسم بـ5 مباريات وخسر 5 من أول 11 مباراة خاضها، وكانت آخر انتكاسة قبل فترة التوقف الدولية عندما خسر (2 - 1) على ملعبه أمام إبسويتش تاون.

وفي حديثه للصحافيين، الجمعة، قال مدرب سيلتيك السابق إن فريقه تقدَّم عن الموسم الماضي، وإن الحكم عليه في وقت مبكر جداً من الموسم كان غير عادل، رغم إقراره بأنه يواجه فترة حاسمة بخوض 9 مباريات في غضون 29 يوماً.

وقال للصحافيين: «أعتقد أنها ستكون فترة محورية حقاً من الموسم. إذا بقينا في المركز العاشر في عيد الميلاد، فلن يكون الناس سعداء حقاً، لكننا قد لا نحتل المركز العاشر».

وأضاف: «كنا سنحتل المركز الثالث لو هزمنا إبسويتش. وأعتقد أن هذا المؤتمر الصحافي كان سيكون مختلفاً كثيراً؛ أليس كذلك؟ لن أسمح بأن تحدد نتيجة واحدة حياتي. أتبنَّى منظوراً أوسع نوعاً ما حول هذه الأمور، لأنني أعرف مدى تقلُّبها. لكننا بحاجة إلى إصلاح موقفنا بالتأكيد. إذا كنا في المركز العاشر في عيد الميلاد، فنعم، لن يكون الأمر رائعاً بالتأكيد وقطعاً وحقاً لذا سيحدث كثير من التدقيق حولي».

يصر بوستيكوغلو على حدوث تقدم في أول 50 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد تسلّمه فريقاً يحتاج إلى إعادة بناء كبيرة. وقدَّم فريقه أداءً رائعاً في بعض الأحيان هذا الموسم محققاً الفوز على فرق، مثل مانشستر يونايتد وأستون فيلا، وفاز على مانشستر سيتي في طريقه إلى بلوغ دور الثمانية في كأس الرابطة.

لكن كان هناك كثير من الأخطاء، مثل الخسارة أمام إبسويتش وكريستال بالاس، ويقول منتقدون إنه يعزف عن الحيد عن مبادئه الهجومية.

ورداً على سؤال حول تقييمه لـ50 مباراة مع الفريق، قال بوستيكوغلو: «أين أعتقد أننا سنكون بعد 50 مباراة؟ الله يعلم يا صديقي. كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ بكثير الآن، لكن عندما تنظر إلى الأمر من المنظور الحالي للرقم 10، فإنك لا تبدو في وضع جيد إلى حد ما، وأنا أتفهم ذلك، وعلينا تحسينه. لكن خلال الـ50 مباراة، أعتقد أن هناك ما يكفي لإظهار مدى تقدُّمنا ​​كفريق، ونحن نتطور كي نصبح الفريق الذي نريده. العامل الأساسي هو المباريات الـ50 المقبلة، إذا كان من الممكن أن تكون أفضل من الـ50 الأولى؛ فهذا يعني أولاً أنني ما زلتُ هنا. لكن ثانياً أعتقد أننا سنكون في وضع جيد».