10 نقاط جديرة بالدراسة في الجولة الـ34 من الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا

مانشستر يونايتد ينجو من فخ كوفنتري وليفربول يواصل المنافسة على الصدارة... ومعاناة مويز تتواصل

كاليوم (الثاني من اليمين) يحرز هدف كوفنتري الثاني في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)
كاليوم (الثاني من اليمين) يحرز هدف كوفنتري الثاني في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)
TT

10 نقاط جديرة بالدراسة في الجولة الـ34 من الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا

كاليوم (الثاني من اليمين) يحرز هدف كوفنتري الثاني في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)
كاليوم (الثاني من اليمين) يحرز هدف كوفنتري الثاني في شباك مانشستر يونايتد (رويترز)

كلفت حالة تسلل بفارق ضئيل فريق كوفنتري سيتي مكانا في نهائي كأس إنجلترا بعد انتفاضة رائعة أمام مانشستر يونايتد لكن المدرب مارك روبنز قال إنه فخور بلاعبيه بعد الخسارة بركلات الترجيح. بات العمود الفقري لآرسنال في موضع شك بعد خسارتين متتاليتين أمام أستون فيلا وبايرن ميونيخ لكن فريق المدرب ميكل أرتيتا رد على المشككين بفوز 2-صفر على ملعب وولفرهامبتون واندرارز، ليُظهر أن صراعه على الفوز باللقب لم ينته بعد. تمتع ترينت ألكسندر-أرنولد بعودة لا تنسى في أول مباراة له بالتشكيلة الأساسية لليفربول منذ أكثر من شهرين عقب إصابة في الركبة. وسجل الدولي الإنجليزي هدفا رائعا من ركلة حرة ليساهم في إعادة آمال الفريق في الفوز باللقب. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط جديرة بالدراسة في الجولة الـ34 من الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا:

مانشستر يونايتد يجتاز

ديباي تألق مع أستون فيلا أمام بورنموث وأحرز هدفا (ب.أ)

رياح ويمبلي العاتية

بدلاً من الفوضى التي عودنا عليها مانشستر يونايتد، سيطر الفريق على مجريات اللقاء أمام كوفنتري سيتي بشكل كامل خلال أول 70 دقيقة، ولم يسمح للاعبي الفريق المنافس بتهديد مرماه إلا نادرا. لكن بعد ذلك، انهار مانشستر يونايتد تماما ودخل في حالة من الفوضى العارمة. لقد تقدم مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة، لكنه انهار تماما بعد الدقيقة 70 واهتزت شباكه بثلاثة أهداف متتالية، بل وسجل كوفنتري سيتي الهدف الرابع في الوقت القاتل، لكن تقنية الفار أنقذت مانشستر يونايتد عندما ألغت الهدف بداعي التسلل ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح. لقد أهدر كاسيميرو ركلة الجزاء الأولى لمانشستر يونايتد، وبدا الأمر وكأن القدر يريد أن يكافئ كوفنتري سيتي، لكن أندريه أونانا كان على مستوى الحدث وتألق بشدة، حيث تصدى لركلتي جزاء ليقود فريقه للوصول إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي وينقذ المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ من الإقالة، على الأقل في الوقت الحالي. (كوفنتري سيتي 3-3 مانشستر يونايتد /2-4 بركلات الترجيح/).

أمسية سعيدة لمارك روبنز

وُصفت مباراة مانشستر يونايتد وكوفنتري سيتي بأنها «ديربي مارك روبنز»، نسبة إلى المدير الفني لكوفنتري سيتي، لكن الرجل نفسه قال بحزم: «الأمر لا يتعلق بي». لكن بعد الأداء القوي الذي قدمه كوفنتري سيتي في مباراة الدور نصف النهائي لكأس إنجلترا، فمن المؤكد أن الأمر كان يتعلق تماما بروبنز، الذي بدأ اللقاء بشكل سيئ من الناحية الخططية عندما قرر الاعتماد على خمسة لاعبين في خط الدفاع، وهو الأمر الذي أعطى ديوغو دالوت المساحة الكافية للتحرك وتشكيل خطورة كبيرة على مرمى كوفنتري سيتي، بل وسمح لمانشستر يونايتد بأن يسيطر على الأمور تماما. ومع بداية الشوط الثاني، تدارك روبنز خطأه وغير طريقة اللعب ليعتمد على أربعة لاعبين في الخط الخلفي. لقد أدى هذا التغيير الخططي إلى حدوث تحول هائل في أحداث اللقاء، حيث سمح لكوفنتري سيتي بتقديم أداء أفضل، لكنه لم يسجل بل واستقبل هدفا ثالثا. حافظ روبنز على ثقته في نفسه وفي فريقه، وأجرى تبديلات ذكية، ووقف الحظ إلى جانب فريقه وسجل هدفين في غضون 10 دقائق، وهدفا آخر في الدقيقة 95. واستمرت هذه الحكاية الخيالية وكان كوفنتري سيتي قريبا من الفوز بالمباراة عندما سجل الهدف الرابع لولا تقنية الفار التي ألغته بداعي التسلل. لقد خسر كوفنتري سيتي المباراة بركلات الترجيح لكنه فاز بقلوب الملايين بسبب الروح القتالية العالية التي لعب بها، وهذه هي المتعة التي تعودنا عليها دائما في مباريات كأس إنجلترا.

جاكسون يفتقر إلى الثقة

في الأوقات الحاسمة

في تشيلسي، يتنافس طابور طويل من اللاعبين على تنفيذ ركلات الجزاء التي يحصل عليها الفريق عندما يكون متقدما في النتيجة برباعية نظيفة، لكن من الصعب اكتشاف القدرة على تحمل المسؤولية عندما تكون المخاطر أعلى! على سبيل المثال، لم يشعر أي لاعب من لاعبي تشيلسي بالانزعاج من كول بالمر عندما قرر تسديد ركلة الجزاء التي احتسبت لفريقه في الوقت المحتسب بدلا من الضائع أمام مانشستر يونايتد، لأنه لا يوجد الكثير من اللاعبين القادرين على تحمل الضغوط في اللحظات الكبيرة. لا يهم أن تشيلسي فعل الكثير من الأشياء الجيدة في مباراة الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر سيتي. وعلى الرغم من أن مانشستر سيتي لم يكن في أفضل حالاته، فإنه يمتلك من الخبرة ما يكفي لحسم مثل هذه المباريات. وعلى النقيض من ذلك، وجد تشيلسي نفسه يخسر بنفس الطريقة مرة أخرى في الوقت القاتل، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى فشل نيكولاس جاكسون في إظهار السبب الذي جعله يعتقد أنه من الجيد أن يحاول تسديد ركلة الجزاء بدلا من بالمر في المباراة التي فاز فيها تشيلسي على إيفرتون بسداسية نظيفة. فأين كانت هذه الثقة التي لا حدود لها أمام مانشستر سيتي؟ لقد أتيحت لجاكسون كثير من الفرص السهلة التي أهدرها جميعا، ومن المؤكد أن الأمر كان سيختلف كثيرا لو أتيحت مثل هذه الفرص للاعب مثل بالمر. (مانشستر سيتي 1-0 تشيلسي).

مويز ومرارة الهزيمة بخماسية أمام كريستال بالاس (رويترز)

منافسو سيتي يعودون إلى المسار الصحيح

كما كان الحال مع آرسنال، كان يتعين على ليفربول ببساطة أن يفوز في نهاية هذا الأسبوع، وقد فعل ذلك وحقق الفوز على فولهام بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. لقد أجرى المدير الفني للريدز، يورغن كلوب، كثيرا من التغييرات في تشكيلة فريقه، وحقق المطلوب وفاز بثلاثية من توقيع كل من ترينت ألكسندر أرنولد ورايان غرافينبيرغ وديوغو جوتا. وبهذه النتيجة، بالإضافة إلى نتيجة مباراة آرسنال، لا يزال السباق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مشتعلا. يفترض معظم الناس أن مانشستر سيتي حسم الصراع على اللقب، ويتفق كومبيوتر أوبتا مع ذلك، حيث يرجح فوز مانشستر سيتي باللقب بنسبة 62 في المائة، مقابل 22 في المائة لآرسنال، و16 في المائة لليفربول. ومع ذلك، يحتل مانشستر سيتي حاليا المركز الثالث في جدول الترتيب (له مباراة مؤجلة)، بنفس عدد الانتصارات التي حققها ليفربول وأقل بانتصار واحد من آرسنال. لكن المباريات التالية لمانشستر سيتي ليست سهلة. فهل لا يزال كثيرون يعتقدون أن الصراع على لقب الدوري قد حسم من الآن؟ (فولهام 1-3 ليفربول).

دفاع آرسنال يصمد مرة أخرى

يبحث آرسنال عن التعاقد مع مهاجم جديد هذا الصيف - ألكسندر إيزاك وإيفان توني من بين المرشحين - لكن خط دفاع آرسنال ربما يكون السبب الرئيسي في استمرار الفريق في المنافسة على لقب الدوري حتى الآن. لقد خرج آرسنال، بقيادة المدير الفني الإسباني الشاب ميكيل أرتيتا، بشباك نظيفة خارج ملعبه في ست مرات متتالية بفوزه على وولفرهامبتون بهدفين دون رد يوم السبت الماضي. قدم بن وايت أداء رائعا في النواحي الهجومية على ملعب وولفرهامبتون، وظهر خط دفاع آرسنال بالكامل بمستوى مميز للغاية. ومع ذلك، ستكون المهمة أصعب بكثير في المواجهات القادمة. وقال ويليام صليبا: «إذا أردنا الضغط على منافسينا يتعين علينا أن نبذل قصارى جهدنا. نعلم أن الأمر سيكون صعباً، لكننا مستعدون لذلك. يتعين علينا أن نضغط ونقدم كل ما لدينا». (وولفرهامبتون 0-2 آرسنال).

ماتيتا يختتم خماسية كريستال بالاس في شباك وستهام (ب.أ)

اصطدام الرؤوس يُظهر

تحولاً ثقافياً في اللعبة

كان هناك تأخير في الوقت المحتسب بدل الضائع عندما اصطدم بيتو ومورغان غيبس وايت ببعضهما بعضاً في لعبة هوائية، وهو ما ترك مهاجم إيفرتون فاقداً للوعي على أرض الملعب.

وسارع أفراد الطاقم الطبي من الفريقين بالنزول إلى أرض الملعب لمساعدة اللاعبين وحصلوا على الوقت الكافي لتقييم مدى خطورة الإصابة. تمكن غيبس وايت من العودة لاستكمال المباراة، لكن من الواضح أن بيتو كان بحاجة إلى مزيد من الرعاية. في المباريات بين الأندية التي تصارع من أجل تجنب الهبوط، دائما ما يُنظر إلى النتائج على أنها أهم شيء، لكن صحة اللاعبين يجب أن تكون لها الأولوية دائماً. لقد تطورت هذه الرياضة على مر السنين فيما يتعلق بالعلاج الطبي لإصابات الرأس، وبعد اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة وتأخير المباراة لمدة ثماني دقائق، تم وضع بيتو على نقالة وحمله بعيداً، وهو يشير بإبهامه إلى أعلى ليطمئن الجماهير أثناء مغادرته وتوجهه إلى المستشفى كإجراء احترازي. سيحتاج بيتو على الأرجح إلى الخضوع لبروتوكول الارتجاج، وقد يغيب عن بعض المباريات الحاسمة، لكن ما حدث يعد بمثابة إشارة على أن كرة القدم في بعض الأحيان تختار أولوياتها بشكل صحيح. (إيفرتون 2-0 نوتنغهام فورست).

بيرغ يعمق جراح شيفيلد يونايتد

عندما باع شيفيلد يونايتد ساندر بيرغ إلى بيرنلي مقابل 12 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي، شعر كثير من لاعبي شيفيلد يونايتد بالقلق من إمكانية الهبوط سريعا إلى دوري الدرجة الأولى. وقد أصبح ذلك أمرا شبه مؤكد بعدما خسر الفريق على ملعبه يوم السبت الماضي بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف وحيد أمام بيرنلي بقيادة المدير الفني الشاب فينسنت كومباني، وهي النتيجة التي أدت إلى تفاقم الأمور في شيفيلد يونايتد. لقد كان بيرغ هو أفضل لاعب على أرض الملعب.وعلى الرغم من أن بيرنلي أصبح قريبا من منطقة الأمان ولم يخسر سوى مرة واحدة فقط في آخر سبع مباريات، لكنه سيخوض سلسلة من المباريات الصعبة خلال الفترة المقبلة، وستكون مبارياته الأربع الأخيرة أمام كل من مانشستر يونايتد ونيوكاسل يونايتد وتوتنهام ونوتنغهام فورست. وقال كومباني بواقعية: «آمل أن نتمكن من الصمود حتى النهاية». وفي حال حدوث الأسوأ وهبوط بيرنلي، فإن الأمل يتمثل في أن يتمكن مجلس إدارة النادي من الإبقاء على المدير الفني البلجيكي ومقاومة جميع العروض المقدمة لبيرغ. (شيفيلد يونايتد 1-4 بيرنلي).

واتكينز وسولانكي يؤكدان جدارتهما

لو كانت المباراة التي أقيمت بين أستون فيلا وبورنموث على ملعب «فيلا بارك» بمثابة اختبار لاختيار بديل هاري كين في تشكيلة المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس الأمم الأوروبية القادمة، فقد أظهر كل من أولي واتكينز ودومينيك سولانكي ما يمكن أن يقدماه مع منتخب «الأسود الثلاثة» بقيادة غاريث ساوثغيت. وبينما تم استبعاد إيفان توني من تشكيلة برينتفورد في مباراته أمام لوتون تاون، فقد تألق كل من واتكينز وسولانكي في المباراة التي فاز فيها أستون فيلا على بورنموث بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. لقد حصل واتكينز على جائزة أفضل لاعب في المباراة، وصنع هدفين لموسى ديابي وليون بايلي، ليصبح أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. لم يحصل سولانكي على الكثير من الفرص، لكنه حافظ على هدوئه ليسجل من ركلة جزاء في مرمى حارس أستون فيلا الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز المعروف ببراعته في التصدي لركلات الترجيح، مسجلاً هدفه الثامن عشر هذا الموسم. يمكن لساوثغيت الاختيار بين لاعبين يقدمان مستويات رائعة في الوقت الحالي، وهما واتكينز وسولانكي. (أستون فيلا 3-1 بورنموث).

مويز لا يزال يعاني بسبب طريقة لعبه

أحيا منشور على وسائل التواصل الاجتماعي لوستهام هذا الأسبوع ذكرى الراحل جون ليال، المدير الفني السابق لوستهام والذي كان آخر مدير فني يقود النادي للحصول على بطولة، وسط احتفاء عالمي كبير. وفي المستقبل، ربما سيتذكر جمهور النادي ديفيد مويز باعتزاز، حتى لو لم يكن المنتقدون مقتنعين بذلك بشكل كامل. وربما يعود السبب في ذلك إلى الملامح الصارمة لمويز. أما خلف الكواليس، فمن الممكن أن يكون المدير الفني الأسكوتلندي ودوداً، لكنه لا يرغب في الكشف عن الكثير من الأمور علنا. وعلى نحو مماثل، فإن طريقته في كرة القدم لا تتناسب مع الشكل الذي يُفترض أن يكون عليه وستهام. وعلى الرغم من أن فريقه يضم كثيرا من اللاعبين الموهوبين - لم يظهر لوكاس باكيتا وإدسون ألفاريز بشكل جيد على ملعب كريستال بالاس - فإنه غالبا ما يلعب بطريقة دفاعية بحتة ولا يستغل القدرات الهائلة لهؤلاء النجوم.

دوكو يشارك سيلفا فرحته بتسجيله هدف فوز سيتي على تشيلسي (رويترز)

ويسا ومبيومو ثنائي قاتل

نال يواني ويسا الكثير من الثناء والمدح بعد الأداء القوي الذي قدمه خلال المباراة التي سحق فيها برينتفورد لوتون تاون بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد على ملعب لوتون تاون، بعد أن وضع الضيوف على طريق الفوز بإحرازه هدفين رائعين، لكن برايان مبيومو يستحق إشادة مماثلة أيضا بعدما قدم أداء استثنائيا. كان من الممكن أن يصنع مبيومو ثلاثة أهداف في تلك المباراة. لقد سجل ويسا 10 أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهي أفضل حصيلة تهديفية له في موسم واحد في الدوري، في حين أصبح مبيومو على بُعد هدف واحد فقط من الوصول إلى الأهداف التسعة التي سجلها الموسم الماضي. في الحقيقة، يستحق اللاعبان إشادة كبيرة لقدرتهما على تعويض غياب إيفان توني.

لكن أمام لوتون تاون، كان مبيومو هو من تألق بشكل لافت للأنظار في اللعب المفتوح، حيث كان يتحرك بشكل رائع في المساحات الخالية بين الخطوط ويمرر تمريرات قاتلة، ويُبعد المدافعين عن مراكزهم الأصلية. وقال مدربه توماس فرانك بعد ذلك: «لقد كان الثلاثي الهجومي اليوم رائعا»، وخص بالذكر أيضاً كين لويس بوتر، الذي كان نشيطا للغاية ويتحرك في كل مكان. (لوتون تاون 1-5 برينتفورد).

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة


هل إنتر ميامي مهدد بانكشاف مستواه في كأس العالم للأندية؟

إنتر ميامي مهدد بانكشاف مستواه في كأس العالم للأندية (أ.ب)
إنتر ميامي مهدد بانكشاف مستواه في كأس العالم للأندية (أ.ب)
TT

هل إنتر ميامي مهدد بانكشاف مستواه في كأس العالم للأندية؟

إنتر ميامي مهدد بانكشاف مستواه في كأس العالم للأندية (أ.ب)
إنتر ميامي مهدد بانكشاف مستواه في كأس العالم للأندية (أ.ب)

يعرف عالم كرة القدم اليوم أين يلعب ليونيل ميسي، لكن كثيرين قد لا يعرفون أكثر من ذلك. افتتاحية كأس العالم للأندية، فجر الأحد، بالتعادل السلبي بين إنتر ميامي والأهلي المصري، كشفت عن الحقيقة الصعبة بشأن فريق ميسي الجديد، وفقاً لشبكة «The Athletic».

أمام أكثر من 60 ألف مشجّع في ملعب «هارد روك» وملايين المتابعين من المنازل حول العالم، بدا إنتر ميامي عادياً جداً على المسرح الكبير. لم يكن السبب نقصاً في الجهد؛ إذ أظهر الفريقان حماساً بدنياً واضحاً، لكن في هذه الليلة كان الفريق الأميركي هو من يملك الأسماء الكبيرة.

كان ميسي حاضراً في كل مكان لكن سيرجيو بوسكيتس واجه صعوبة في التأثير من موقعه المعتاد بصفته لاعب ارتكاز (رويترز)

كان ميسي حاضراً في كل مكان، لكن سيرجيو بوسكيتس واجه صعوبة في التأثير من موقعه المعتاد بصفته لاعب ارتكاز. لقد كانت هذه مناسبة جديدة تؤكد التراجع المستمر للاعب الذي سبق أن فاز بكأس العالم، والذي اشتهر يوماً ما بقدرته الخارقة على التواصل الذهني مع ميسي في خط الوسط. أما اليوم، فإن حركة «السحب العكسي» التي كانت تُميّزه باتت بطيئة جداً ولا تخدع أي لاعب منافس.

ينطبق الأمر ذاته على لويس سواريز، فرغم أن المهاجم الأوروغوياني يتمتع بحضور قوي في غرفة ملابس ميامي، وتولّى دور المتحدث الرسمي باسم الفريق في بداية البطولة، وهو دور واضح أن ميسي لا يرغب في لعبه، فإن أداءه بصفته المهاجم رقم «9» في الملعب لم يكن فعّالاً. لم يستطع التفوق على مدافعي الأهلي الأسرع والأكثر رشاقة، فاختار أن يتحوّل إلى صانع لعب.

المدرب خوسيه ريبيرو يذكر بأن إنتر فريق بأسماء كبيرة لكنه يظل محدوداً (أ.ف.ب)

بعض أفضل لقطات سواريز جاءت من خارج منطقة الست ياردات، حيث كان سابقاً يسجل أهدافاً بغزارة مع أندية مثل ليفربول وبرشلونة وأتلتيكو مدريد. لقد تجاوز آلام ركبته المعتادة وركض حتى صافرة النهاية يوم السبت، لكنه بدا شاحباً مقارنةً بصورته القوية السابقة بوصفه مهاجماً قاتلاً أمام المرمى.

إنتر ميامي، كما قال مدرب الأهلي خوسيه ريبيرو يوم الجمعة، «فريق بأسماء كبيرة»، لكنه يظل محدوداً من حيث التماسك والجودة العامة.

وبعد أداء مفكك في الشوط الأول، استعاد ميامي توازنه وظهر بشكل أفضل في الشوط الثاني. ورغم أن النتيجة بقيت سلبية، فإن المباراة كانت ممتعة، وكان كلا الفريقين يطمع في النقاط الثلاث التي كانت لتُعد بمثابة الفوز في اليانصيب بمجموعة تضم بورتو وبالميراس. لقد كانت فرصة لميامي لتجنّب الشعور باليأس عند مواجهة خصمين أقوى بكثير.

قال سواريز بعد المباراة: «نعلم كيف يتعامل ليو مع بطولة مثل هذه، إنها تحدٍ مهم له، وعلينا أن نكون بجانبه. نعلم أيضاً مدى صعوبة هذه البطولة. علينا الاستفادة من الفرصة لننمو بصفتنا فريقاً؛ لأن ذلك سيساعدنا طوال هذا العام».

سواريز لم يستطع التفوق على مدافعي الأهلي الأسرع والأكثر رشاقة (إ.ب.أ)

وهنا يكمن المأزق الذي يواجهه ميامي في كأس العالم للأندية. قد لا تكون النتائج ذات أهمية كبيرة، لكن تجربة المشاركة في البطولة قد تكون ذات قيمة أكبر بكثير في السنوات المقبلة. ومع ذلك، فإن ميسي، المعروف بعقليته التنافسية الخارقة، لا يستطيع أن يطفئ المحرك الداخلي الذي يجعله أحد أعظم لاعبي الكرة في التاريخ. هو يحتاج إلى الدعم. لا يمكنه حمل الفريق بمفرده.

يوم الجمعة، حاول المدرب خافيير ماسكيرانو أن يبقى متفائلاً حيال فرص فريقه في ترك بصمة بالبطولة.

قال: «هذا مستوى مختلف، نحن لسنا معتادين عليه، حتى لو كنا نملك 4 لاعبين اعتادوا هذا المستوى منذ 15 عاماً. نحتاج إلى أن تنتقل عقليتهم إلى الآخرين. لماذا لا نكون نحن؟».

لكن إحباط ماسكيرانو من عدم وجود تعاقدات جديدة قبل البطولة بلغ ذروته عشية المباراة الافتتاحية. لم يُجرِ ميامي أي تعاقد جديد خلال فترة الانتقالات القصيرة التي أتاحها «فيفا» في يونيو (حزيران) الحالي لتعزيز قوائم الفرق المشاركة. بينما أضافت فرق عدة لاعبين جدداً عبر صفقات دائمة أو إعارات، فإن ميامي لم يفعل شيئاً.

قال ماسكيرانو: «لقد قلت هذا منذ فترة: مهمتي هي إعداد الفريق وتدريب اللاعبين الذين أُعطيتهم. كنت أرغب في تعاقدات جديدة، خصوصاً بالنظر إلى أهمية هذه البطولة. نحن نشارك في أهم بطولة بتاريخ هذا النادي القصير. لكن لا يمكنني التحكم إلا في ما يقع ضمن نطاق مسؤوليتي. وكل شخص سيتحمل مسؤوليته في نهاية المطاف».

انتقاد ماسكيرانو الضمني إدارة النادي وضع إطاراً للمباراة. وهو في منصبه الأول مدرباً لنادٍ محترف، كان واضحاً أنه وضع سقفاً منخفضاً للتوقعات، بل كأنه استسلم قبل بداية البطولة. لكن بعد التعادل أمام الأهلي، غيّر نبرته بشكل ملحوظ.

قال للصحافيين: «عندما رأينا في الشوط الثاني أننا قادرون على اللعب دون خوف، وتجاهل أي ضغط قد نشعر به... عندها فقط أدركنا أن هذا هو الأسلوب حين نلعب بهذه الطريقة. يمكننا مجاراة أي فريق».

فريق يعاني من عدم الاستقرار خلال مشواره في الدوري الأميركي (رويترز)

كان سواريز قد توقّع يوم الجمعة حدوث مفاجآت في البطولة، وقال: «نأمل أن نكون نحن أصحاب المفاجأة، لكننا نعلم مدى صعوبة الأمر». لكن لم تكن هناك مفاجآت في ملعب «هارد روك». ظهر ميامي كما هو متوقع: فريق يعاني من عدم الاستقرار خلال مشواره في الدوري الأميركي لعام 2025، وافتقاره العمق في التشكيلة كان واضحاً.

ولولا الحارس أوسكار أوستاري، البالغ من العمر 38 عاماً، لربما تعرض الفريق لهزيمة ثقيلة. أنقذ ميامي في أكثر من مناسبة، منها تصديه لركلة جزاء في الدقيقة الـ43، في وقت كان فيه الأهلي مسيطراً على مجريات اللعب. وبالمثل، تألق الحارس محمد الشناوي، البالغ 36 عاماً، وكان منقذ الأهلي.

ورغم كل ما حدث، فإن النتيجة النهائية لم تكن بقدر أهمية المشهد العام في ليلة الافتتاح. لا شك في أن رئيس «فيفا»، جياني إنفانتينو، خرج من الملعب مبتسماً، لكنه لم يحصل على اللحظة التي كان ينتظرها من ميسي، اللحظة التي كانت ستغزو الإنترنت وتجعل النجم الأرجنتيني وجه البطولة. تلك اللحظة يجب أن تنتظر.

حتى ذلك الحين، يرضى إنتر ميامي بأنه بين 32 نادياً مشاركاً. هذا هو واقعه اليوم.

قال ديفيد بيكام، الشريك في ملكية النادي، في تصريح لقناة «دازون» قبل المباراة: «أن نكون هنا أمام كل هؤلاء الجماهير في مدينتنا، ونخوض المباراة الافتتاحية لكأس العالم للأندية... إنه موقع مذهل نوجد فيه».

وأضاف قبل المباراة: «نحن فخورون جداً بما أنجزناه في السنوات الخمس الماضية. لكن هذه الخطوة التالية؛ إنها ليلة مثيرة جداً بالنسبة إلينا، لكنها بالتأكيد لن تكون سهلة. الأهلي فريق قوي، لكننا مستعدون».