عودة الأخطاء المألوفة تبعد ليفربول عن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي

استقبال الأهداف مبكراً والفشل في استغلال الفرص من المشكلات المتكررة التي يعاني منها الفريق

لاعبو ليفربول وهدف كريستال بالاس الذي أبعدهم عن المنافسة على اللقب (إ.ب.أ)
لاعبو ليفربول وهدف كريستال بالاس الذي أبعدهم عن المنافسة على اللقب (إ.ب.أ)
TT
20

عودة الأخطاء المألوفة تبعد ليفربول عن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي

لاعبو ليفربول وهدف كريستال بالاس الذي أبعدهم عن المنافسة على اللقب (إ.ب.أ)
لاعبو ليفربول وهدف كريستال بالاس الذي أبعدهم عن المنافسة على اللقب (إ.ب.أ)

بعد مرور تسع دقائق من بداية الشوط الثاني أمام كريستال بالاس، حصل ليفربول على ركلة ركنية وقفز عدد من اللاعبين معاً لتسقط الكرة على بُعد ثماني ياردات من المرمى أمام داروين نونيز، الذي لم يكن يتعين عليه سوى أن يسدد الكرة بشكل منخفض في اتجاه المرمى لتدخل الشباك. وبالفعل سدد نونيز الكرة بشكل منخفض باتجاه المرمى، لكنها اصطدمت بالركبة اليمنى لدين هندرسون حارس مرمى كريستال بالاس، لترتد الكرة بعيداً عن المرمى. فهل كانت هذه هي اللحظة التي ضاع فيها لقب الدوري من ليفربول؟

الأمر ليس كذلك بالطبع، ويعود السبب في ذلك إلى أنه لا يمكن ضياع موسم كامل بسبب لحظة واحدة فقط، بالإضافة إلى أن ليفربول لا يزال بإمكانه أن يعود للمنافسة على اللقب على أي حال. وحتى بعد تلك الفرصة المحققة في هذه المباراة، كانت هناك فرص سهلة أخرى أتيحت للاعبي الريدز، حيث سدد ديوغو جوتا الكرة في جسم ناثانيال كلاين بدلاً من أن يضعها في المرمى الخالي، ولعب كيرتس جونز الكرة بشكل عرضي بدلاً من تسديدها نحو المرمى، كما أنقذ حارس كريستال بالاس كرة رأسية خطيرة من هارفي إليوت. وكان محمد صلاح قريباً من التسجيل لولا تدخل تيريك ميتشل.

ومع ذلك، ينصب التركيز بالكامل على فرصة نونيز، لأن المهاجم الأوروغواياني يثار حوله جدل كبير بسبب الفرص السهلة التي يهدرها، ولأن تلك اللحظة أكدت أنه من الواضح أن الكرة تعاند ليفربول في هذه الأمسية ولن تدخل المرمى. لقد استقبل كريستال بالاس 10 أهداف في الوقت المحتسب بدل الضائع هذا الموسم، لكن كانت كل المؤشرات تدل على أنه لن يستقبل هدفاً من هذا النوع على ملعب آنفيلد.

أندرو روبرتسون ومرارة الهزيمة أمام كريستال بالاس (ب.أ)
أندرو روبرتسون ومرارة الهزيمة أمام كريستال بالاس (ب.أ)

وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن تشيلسي هو الفريق الوحيد من النصف العلوي في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي كانت نسبة أهدافه المتوقعة أقل من ليفربول، الذي أصبح من الصعب فهم السبب وراء مشكلاته الهجومية. وتشير شركة «أوبتا» إلى أن إحصائية الأهداف المتوقعة الخاصة بليفربول أمام كريستال بالاس تصل إلى 2.87، وهي أعلى نسبة للفريق في أي مباراة لم يسجل فيها أهدافاً خلال المواسم الـ14 التي تم فيها جمع البيانات. فكيف يمكن لهذا الفريق، الذي يبدو أنه لا يُقاوم عندما يكون في أفضل حالاته، أن يصبح عُرضة للانهيار بهذا الشكل؟ في الحقيقة، لا يقتصر الأمر على مجرد إلقاء اللوم ببساطة على نونيز أو لويس دياز، أو حقيقة أن محمد صلاح لم ينجح في استعادة أفضل مستوياته منذ عودته من الإصابة.

وبالإضافة إلى مشكلة الفشل في استغلال الفرص السهلة في بعض المباريات الحاسمة، فإن ليفربول هو من يستقبل الهدف الأول في المباريات في كثير من الأحيان. لقد كان الهدف الذي أحرزه إيبيريتشي إيزي في الدقيقة 14 هو المرة 21 التي تهتز فيها شباك ليفربول أولاً هذا الموسم. يُعد ليفربول هو أفضل فريق في المسابقة من حيث العودة بعد التأخر في النتيجة، حيث حصل على 27 نقطة من المباريات التي كان فيها متأخراً، وهو أمر يستحق الثناء والإشادة، لكن الأمور كانت ستصبح أسهل بكثير لو لم يسمح ليفربول للمنافسين بأن يهزوا شباكه أولاً ثم يحاول التعويض والعودة في النتيجة.

لقد كانت الهزيمة بثلاثية نظيفة أمام أتالانتا في الدوري الأوروبي يوم الخميس الماضي واحدة من تلك النتائج التي تبدو صادمة للغاية أثناء حدوثها، لكن عندما يتم النظر الآن إلى ما حدث في تلك المباراة يكون من الممكن تفسير الأمر بسرعة. لم يكن ليفربول في أفضل حالاته على الإطلاق عندما فاز على برايتون بهدفين مقابل هدف وحيد، عندما اهتزت شباكه أولاً أيضاً، أو في المباراة التي فاز فيها على شيفيلد يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، عندما كان على وشك استقبال هدف في الدقيقة الأولى قبل أن يحرز شيفيلد يونايتد هدف التعادل من العدم.

وعندما تقدم ليفربول على مانشستر يونايتد بهدف دون رد، كان بإمكانه مضاعفة النتيجة وحسم المباراة مبكرا، لكنه أهدر الكثير من الفرص السهلة بشكل غريب، لتنتهي المباراة بالتعادل بهدفين لكل فريق ويخسر الفريق نقطتين كانتا في المتناول تماما، ليعيد إلى الأذهان أيضا ما حدث في المباراة التي خسرها أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومن الواضح أن القدر يعاقب لاعبي ليفربول على رعونتهم وإهدارهم للفرص السهلة.

لا يعني هذا أن ليفربول، بقيادة يورغن كلوب، لعب بشكل سيئ في أي من هذه المباريات، بل على العكس تماماً كان هو الفريق الأفضل في كل هذه المباريات، تماماً كما كان في مباراة الكأس أمام مانشستر يونايتد وفي مباراة الدوري أمام مانشستر سيتي. لكنه أضاع الكثير من الفرص المحققة واستقبل أهدافاً سهلة. لقد كان هناك شكل من أشكال التراخي في النواحي الهجومية والدفاعية للفريق على حد سواء، ولا يقتصر هذا الأمر على لاعب واحد أو مركز واحد. من السهل جداً أن نقول إن السبب وراء ذلك هو معاناة اللاعبين من التعب والإرهاق بعد موسم طويل، أو فقدان الثقة مع تراجع النتائج، أو الشعور بالتوتر مع اشتداد المنافسة.

محمد صلاح بعد نهاية المواجهة بين ليفربول وكريستال بالاس (ب.أ)
محمد صلاح بعد نهاية المواجهة بين ليفربول وكريستال بالاس (ب.أ)

وقد تكون كل هذه العوامل مجتمعة وأكثر، حيث أدى الإرهاق البدني والذهني إلى استنزاف ثقة اللاعبين بأنفسهم. وعلى الرغم من أن المشكلة ليست بالقوة نفسها التي واجهت فريقاً مثل آرسنال الموسم الماضي، لأن قائمة ليفربول أكبر وأقوى، لكنها مشابهة إلى حد ما. وعلاوة على ذلك، فإن تلك الانتصارات الدراماتيكية الكبيرة، مثل تلك التي حققها ليفربول ضد تشيلسي في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، أو ضد نيوكاسل ذهاباً وإياباً، لها تكلفة كبيرة. بل وحتى لحظات مثل الهدف الذي أحرزه أليكسيس ماك أليستر والذي قلب الأمور رأساً على عقب أمام شيفيلد يونايتد، كان لها تداعياتها. لا يمكن لأي فريق أن يواصل المضي قدماً دائماً، ولا يمكن لأي فريق أن يكون لديه احتياطي لا حدود له من الطاقة النفسية والذهنية.

وفي الشوط الأول أمام كريستال بالاس، أخطأ لاعبو ليفربول في 63 تمريرة، أكثر من أي مباراة أخرى هذا الموسم. وجاء هدف كريستال بالاس بعد 21 تمريرة لم يقترب خلالها ليفربول من قطع الكرة. لقد أهدر ليفربول الكثير من الفرص خلال الشوط الأول، إما بسبب تألق هندرسون أو بسبب اصطدام الكرة بالعارضة، لكن كريستال بالاس كان يبدو خطيراً في كل مرة يتجه فيها نحو مرمى ليفربول، وهو الأمر الذي كان يتكرر كثيراً. وبعدما بدا الأمر وكأن ليفربول عاد لممارسة الضغط على المنافسين بأفضل شكل ممكن هذا الموسم، فإنه فشل مرة أخرى في تحقيق نتيجة إيجابية. لقد تراكمت كل الأخطاء بطريقة ما في الوقت نفسه. وحتى لو تمكن كلوب من تحسين الأمور مرة أخرى، فإن الحصول على نقطة واحدة من المباراتين السابقتين في الدوري يعني أن الوقت قد فات على الأرجح!

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

نورغارد قائد برنتفورد يخشى إدمان الحبوب المنوّمة

رياضة عالمية كريستيان نورغارد (أ.ف.ب)

نورغارد قائد برنتفورد يخشى إدمان الحبوب المنوّمة

قال كريستيان نورغارد، قائد فريق برنتفورد، المنافس في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، إنه كان يخشى أن يصبح مدمناً للحبوب المنوّمة بعد تناول العقار للتحضير للمباريات

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية واين روني (رويترز)

روني: مانشستر يونايتد يخاف من الملعب... هناك 15 لاعباً يستحقون الرحيل

يعتقد واين روني أن فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم يبدو «تائهاً» و«خائفاً» في الملعب، وأن هناك 10 إلى 15 لاعباً يجب أن يرحلوا من الفريق.

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية نونيز يهدر ركلة الجزاء في المواجهة بين ليفربول وسان جيرمان في دةري الأبطال(رويترز)

نونيز ليس المسؤول عن خروج ليفربول من دوري أبطال أوروبا

هناك شعور لا مفر منه؛ بأن مستقبل نونيز سيكون على المحك خلال الصيف المقبل عندما تتجدد ولاية سلوت

رياضة عالمية فيرجيل فان دايك (رويترز)

فان دايك عن مستقبله مع ليفربول: لا أملك أدنى فكرة

قال قائد ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي لكرة القدم، المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك، إنه لا يملك أدنى فكرة عما إذا كان سيبقى في ملعب «أنفيلد» بعد هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية «الشرق للأخبار» أصدرت تاسع تقاريرها المطولة التي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة (الشرق)

«ميركاتو الشرق 2024»: 667 مليون دولار أنفقتها الأندية العربية لضم لاعبين من الخارج

أصدرت «الشرق للأخبار» تاسع تقاريرها المطولة التي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «ميركاتو الشرق 2024»، من إنتاج (اقتصاد الشرق مع بلومبرغ).

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«يوروبا ليغ»: مان يونايتد إلى ربع النهائي في ليلة تألق فيرنانديز

لاعبو مانشستر يونايتد يحتفلون بأحد أهدافهم في سوسيداد (إ.ب.أ)
لاعبو مانشستر يونايتد يحتفلون بأحد أهدافهم في سوسيداد (إ.ب.أ)
TT
20

«يوروبا ليغ»: مان يونايتد إلى ربع النهائي في ليلة تألق فيرنانديز

لاعبو مانشستر يونايتد يحتفلون بأحد أهدافهم في سوسيداد (إ.ب.أ)
لاعبو مانشستر يونايتد يحتفلون بأحد أهدافهم في سوسيداد (إ.ب.أ)

تأهل مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى دور الثمانية ببطولة الدوري الأوروبي، وذلك بعد فوزه الكبير على ريال سوسيداد الإسباني 1/4، مساء الخميس، في إياب دور الستة عشر من المسابقة.

وكانت مباراة الذهاب في إسبانيا قد انتهت بالتعادل 1/1، ليتأهل مانشستر يونايتد فائزا بنتيجة 2/5 بمجموع المباراتين.

وتقدم سوسيداد في الدقيقة العاشرة عن طريق ميكيل أويارازبال من ضربة جزاء، قبل أن يدرك برونو فيرنانديز التعادل من ضربة جزاء بعد ذلك بست دقائق.

وفي الدقيقة 50 سجل فيرنانديز الهدف الثاني للفريق الإنجليزي بنفس الطريقة، قبل أن يكمل ثلاثيته الشخصية بتسجيله الهدف الثالث لمانشستر يونايتد في الدقيقة 60، وأضاف ديوغو دالوت الهدف الرابع في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني.

ولحق توتنهام بمواطنه مانشستر يونايتد، بعدما فاز على ألكمار الهولندي 1/3.

وكان الفريق الهولندي فاز ذهابا /1صفر، ليتأهل توتنهام متفوقاً عليه بنتيجة 2/3 بمجموع المباراتين.

وسجل ويلسون أوديبرت الهدف الأول لتوتنهام في الدقيقة 26، قبل أن يضيف زميله جيمس ماديسون الهدف الثاني في الدقيقة 48 وسجل ألكمار الهدف الوحيد في الدقيقة 63 عن طريق بيير كوبمينرز، قبل أن يعود أوديبرت لتسجيل الهدف الثالث لتوتنهام والثاني له في الدقيقة 74.

من جانبه اكتسح ليون الفرنسي ضيفه ستيوا بوخارست الروماني 4/0. وكان ليون قد فاز في الذهاب 1/3 ليتأهل إلى الدور المقبل متفوقا بنتيجة 1/7.