يمني أتلتيك بلباو ثاني أكثر الأندية تتويجا بلقب كأس إسبانيا لكرة القدم، النفس بفك نحس خسارته ست مباريات نهائية متتالية، عندما يلاقي ريال مايوركا (السبت) على ملعب «لا كارتوخا» في إشبيلية. ويبدو فريق المدرب إرنستو فالفيردي، خامس الدوري بقيادة المهاجمين الشقيقين إينياكي ونيكو وليامز، مرشحاً بقوة بالنظر إلى معاناة ريال مايوركا ومدربه المكسيكي خافيير أغيري من أجل البقاء في الليغا، حيث يحتل المركز الخامس عشر. ويعود اللقب الأخير لأتلتيك بلباو في مسابقة الكأس إلى عام 1984، عندما حقق الثنائية المحلية، وذلك قبل ولادة أي من لاعبي فريقه الحالي.
يخوض الفريق الفائز باللقب 23 مرة المباراة النهائية الـ40 في مسابقة الكأس في تاريخه أمام فريق مايوركا المجتهد بقيادة أغيري والذي رفع الكأس للمرة الوحيدة في عام 2003 وسيلعب النهائي الرابع فقط (خسر نسختي 1991 و1998). الأمر الأكثر إيلاماً بالنسبة لأتلتيك هو أنه في عام 2021 خسر المباراة النهائية مرتين في الشهر نفسه، إذ تأجّل نهائي نسخة 2020 ضد غريمه الباسكي ريال سوسيداد إلى الثالث من أبريل (نيسان) 2021 بسبب جائحة كوفيد-19. مُني بلباو بخسارة مؤلمة أمام ألد منافسيه سوسيداد 0-1، قبل أن يسحقه برشلونة برباعية نظيفة بعد أسبوعين في نهائي نسخة 2021، حيث عزز النادي الكاتالوني رقمه القياسي في عدد الألقاب في المسابقة برصيد 31 لقبا (في 42 مباراة نهائية).
وما زاد الطين بلة أنه لم يُسمح للجماهير بدخول الملعب في هاتين المباراتين، وقال إينياكي وليامز إن اللعب أمام جماهير النادي قد يكون حاسما بالنسبة لهم. وقال المهاجم الذي يدافع عن ألوان منتخب غانا، بلد والديه، خلافا لشقيقه الذي يلعب مع منتخب إسبانيا: «بالنظر إلى الموسم الجيد الذي نقدّمه، جعلنا المشجعين متحمّسين مرّة أخرى ونعلم أن أمامنا مسؤولية كبيرة، لكننا سنحاول تحقيق الفوز من أجلهم». وأضاف: «سيذهب الآلاف إلى إشبيلية لدعمنا وسنبذل كلّ شيء هناك ونأمل أن تكون الكفة في صالحنا».
دون خوف من الهزيمة
ورغم خسارة النادي للمباريات النهائية الست الأخيرة أعوام 1985 و2009 و2012 و2015 و2020 و2021، قال وليامز إن أتلتيك يجب ألا يخشى الخسارة مرة أخرى. وتابع المهاجم الذي سجّل في مرمى برشلونة وأتلتيكو في طريق فريقه إلى المباراة النهائية: «نحن هادئون، ولدينا ثقة في أننا قادرون على تقديم أداء جيد، لأن عدداً قليلاً جداً من الفرق تمكّنت من التغلّب علينا هذا الموسم». وأردف قائلا: «نعلم أن أتلتيك يمرّ بفترة جيدة جدًا، مع وجود الكثير من اللاعبين في مستوى جيد جداً. هذا ما سنحاول تحقيقه في النهائي، أن نكون أنفسنا، ونلعب بشجاعة، كما نفعل، ودون خوف من الهزيمة». وسيستعيد إينياكي خدمات شقيقه نيكو الذي غاب عن المباراة التي خسرها أتلتيك بلباو أمام مضيفه ريال مدريد 0-2 نهاية الأسبوع الماضي في الدوري بسبب إصابة في الفخذ. وسيشكل الشقيقان قوة ضاربة في خط الهجوم إلى جانب أليكس بيرينغير المتألق بشكل لافت هذا الموسم أمام فريق دكوا شباكه برباعية في فبراير (شباط) الماضي في الدوري.
وقال المهاجم الدولي الكوسوفي لريال مايوركا وداد موريتشي في تصريح لراديو «كادينا سير» هذا الأسبوع: «أتلتيك هو المرشح الأوفر حظا، الجميع يعرف ذلك». وسيكون موريتشي والكندي كايل لارين سلاحي ريال مايوركا لخلق مشكلات لثاني أقوى خط دفاع في إسبانيا (دخل مرماه 28 هدفا مقابل 20 لريال مدريد)، من خلال الهجمات المرتدة. وأضاف موريتشي: «لديهم خبرة أكبر في هذه المسابقة، لكنهم لم يفوزوا منذ 40 عاماً وهم المرشحون، على عاتقهم الكثير من الضغط، أكثر منا». وتابع: «يمكننا استغلال ذلك لصالحنا، وإذا بدأنا المباراة بشكل جيد، فسنحصل على فرصنا».
كما يعتمد ريال مايوركا على خبرة مدربه أغيري البالغ من العمر 65 عاماً والذي سبق له خوض المباراة النهائية لمسابقة كأس الملك عام 2005 عندما كان يشرف على تدريب أوساسونا. وقتها خسر أوساسونا أمام ريال بيتيس بصعوبة 1-2 بعد التمديد. وقاد المدرب المكسيكي فريق مايوركا إلى تخطي عقبتي جيرونا، مفاجأة الليغا، وريال سوسيداد في ربع ونصف النهائي عندما تغلب على الأول 3-2 وعلى الثاني 5-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 0-0 ذهابا و1-1 إيابا. وختم موريتشي: «وجود أغيري معنا وكأنك تملك لاعبا آخر، لديه تلك الخبرة ويعرف كيف يتحدث إلى الحكم، وكيف يحفز، وكيف يحبط المعنويات... نحن محظوظون بوجود هذا المدرب».