أكد تييري هنري، المدير الفني لمنتخب فرنسا الأوليمبي لكرة القدم تحت 23 سنة، سعي فريقه للتتويج بالميدالية الذهبية في دورة باريس الأوليمبية، هذا الصيف، معرباً في الوقت نفسه عن ندمه في تفويت فرصة المشاركة في الأولمبياد حينما كان لاعباً.
وأوقعت قرعة مرحلة المجموعات، التي أقيمت في وقت سابق من الشهر الحالي في العاصمة الفرنسية باريس، المنتخب الفرنسي في المجموعة الأولى برفقة منتخبات نيوزيلندا، والولايات المتحدة، والفائز من الملحق الآسيوي - الأفريقي.
ويسعى هنري لقيادة منتخب فرنسا لمعانقة المجد، بعدما قاد منتخب (الديوك) وهو لاعب للتتويج بكأس العالم، التي جرت بالملاعب الفرنسية عام 1998، وكذلك كأس الأمم الأوروبية (يورو 2000)، وكأس القارات عام 2003.
وصرح هنري في مقابلة أجراها مع الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): «لا نعرف أين سننتهي، لكننا سنبذل قصارى جهدنا للحصول على تلك الميدالية (الذهبية)».
وتبحث فرنسا عن الفوز بذهبية منافسات كرة القدم في الأولمبياد للمرة الأولى منذ دورة لوس أنجليس عام 1984.
وقال هنري: «هناك كثير من الحماس. أما بالنسبة للضغوط فهي موجودة بالتأكيد بسبب ما حققته فرنسا في السنوات الأخيرة؛ لذلك فإن الضغط يبدأ بمجرد ارتداء قميص المنتخب. أنت مدين لنفسك بأن تمثل بلدك بشكل جيد».
أضاف هنري: «هدفي الفوز بالذهبية، لكن هناك مسافة تفصل بين ما نتخيله وما نقوم به فعلياً. ستجد منتخبات تعترض طريقك، وتحاول منعك من الوصول لهدفك. لكنني أعتقد أنه لا بد في مرحلة ما أن تتخيل شيئاً ما».
وأوضح: «يمتلك منتخبنا مقعداً للمشاركة في الدورة التي تقام بملاعبنا. أتمنى أن نغتنم الفرصة، لكن لا يمكن ضمان الفوز».
وتابع: «لقد أتيح لجيلنا الحصول على فرصة المشاركة في الأولمبياد. لم نتأهل حينها بسبب خسارتنا أمام منتخب إيطالي مميز كان يضم جيلاً من اللاعبين الرائعين. ولا تزال هذه الخسارة عالقة في ذهني. نعم، حققت أشياء عظيمة بعد ذلك، لكن ذلك الإخفاق ظل يلاحقني».
وأشار: «لم أتخيل يوماً أن أجد نفسي أقود فريقاً لديه فرصة الفوز بلقب مذهل على أرضه. الأولمبياد هي أحد الأشياء القليلة التي لم أختبرها في مسيرتي. ومن الجنون التفكير بأنني بعد 26 عاماً (بعد تتويج فرنسا بمونديال 98) أجد نفسي في موقف كهذا».
وعما إذا كان يعتقد أن اللعب في فرنسا سيمنح فريقه الأفضلية، رد هنري: «إذا نظرنا لمنافسات كرة القدم في الأولمبياد، فسنجد أن عدد الفرق التي فازت بالذهب على أرضها قليل جداً. ونأخذ على سبيل المثال بطولة أمم أفريقيا الأخيرة، حيث فازت بها كوت ديفوار على أرضها، كما فعلت قطر في بطولة كأس آسيا الأخيرة، ورغم خسارتنا (يورو 2016) على أرضنا، فقد حققنا إنجازاً بالفوز بمونديال 1998 التي استضافتها فرنسا، وكذلك بطولة يورو 1984».
وشدد: «لا شك أن اللعب على أرض الوطن يعد عاملاً مساعداً، لكنه في الوقت نفسه قد يصبح عائقاً إذا تحول لضغوط عاطفية. وفي بعض الأحيان، يزداد يأس الفريق لتحقيق الفوز لدرجة تعاكس النتائج؛ لذا، سيكون علينا السيطرة على هذه المشاعر أيضاً».
واختتم هنري حديثه قائلاً: «هناك دائماً مفاجآت، ولكن بالنسبة لي، منتخبات أميركا الجنوبية هي الأقوى. نحن جميعاً نسعى لمجاراتهم. يكفي أن ننظر لألقابهم الأخيرة، فهم يتصدرون المشهد بقوة. أما بالنسبة لبقية المنافسين، فسنحاول معرفة كيفية إيقافهم، لأن منتخبات أميركا الجنوبية هي من تحدد مسار المنافسة حقاً».