كيف حظي كلوب باحترام وحب كبيرين في ليفربول... النادي والمدينة؟

المدير الفني الألماني حفر اسمه إلى جوار أساطير التدريب في الدوري الإنجليزي

عبر أسلوبه الخاص نجح كلوب في التأثير على عقلية المجتمع الأوسع... مدينة ليفربول (ب.أ)
عبر أسلوبه الخاص نجح كلوب في التأثير على عقلية المجتمع الأوسع... مدينة ليفربول (ب.أ)
TT

كيف حظي كلوب باحترام وحب كبيرين في ليفربول... النادي والمدينة؟

عبر أسلوبه الخاص نجح كلوب في التأثير على عقلية المجتمع الأوسع... مدينة ليفربول (ب.أ)
عبر أسلوبه الخاص نجح كلوب في التأثير على عقلية المجتمع الأوسع... مدينة ليفربول (ب.أ)

شيء مفاجئ ومثير، سيسجل التاريخ هذه العبارة بوصفها أشهر عبارات يورغن كلوب. وساعدت هذه العبارة في تقديم كلوب إلى جمهور أوسع أصبح مفتوناً به بشكل متزايد. صرح كلوب بهذه العبارة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، وفي ذلك الوقت كانت الأضواء مسلطة على كلوب في وقت كان يتقلد منصب المدير الفني لبوروسيا دورتموند، وكان نجماً وله معجبون في كل مكان، لكن بشكل خاص في إنجلترا.

في صيف ذلك العام، سعى مانشستر سيتي وتشيلسي إلى ضمه، بينما كان كلوب يستعد لمواجهة آرسنال، ناد آخر بالدوري الإنجليزي الممتاز من المتنافسين عليه، في إحدى مباريات دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا. وعد الكثيرون من مشجعي آرسنال، كلوب الخليفة المثالي للفرنسي أرسين فينغر. إلا أن المدرب الفرنسي بقي في آرسنال حتى عام 2018. وبدت هناك بعض أوجه التشابه بين الاثنين. المسارات المهنية، وترقية اللاعبين الشباب، والأساليب الترفيهية، وأساليب بناء الفريق. ومع ذلك، لم ير كلوب ذلك. وقال وهو يتظاهر بالعزف على الكمان: «يحب امتلاك الكرة، ولعب الكرة، والتمرير... إنه يشبه الأوركسترا، لكنها أغنية صامتة، أليس كذلك؟ أما أنا فأحب موسيقى الميتال الثقيلة».

لدى إدلائه بهذا التصريح، كان كلوب يعقد جلسة برفقة عدد من الصحافيين الإنجليز، وبالتأكيد يتذكرون جميعهم كل التفاصيل بوضوح. وبوجه عام، يتميز كلوب بقدر كبير من الجاذبية، بجانب ضحكته العالية وقوة حضوره وشخصيته، بجانب الطاقة، التي تجعله يميل أحياناً إلى شخصية المهرج، وأحياناً أخرى تخرج في صورة متفجرة. في الواقع، واحدة من السمات الرئيسية في كلوب، مثلما الحال مع جميع العظماء، مهارته في التواصل. في ذلك الوقت، بدا من المحتوم أن الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون وجهته التالية في وقت ما، حتى لو أصر على أنه لا يمكن أن يحدث ذلك حتى عام 2018؛ لأنه كان قد جدد للتو عقده مع بوروسيا دورتموند حتى ذلك العام. ورغم ذلك، يمكن للحياة دوماً أن تقف في طريقك وتفرض كلمتها.

في ذلك الوقت، كان مانشستر يونايتد يراقبه. وكان السير أليكس فيرغسون، المتقاعد، قد رآه في ويمبلي نهاية الموسم السابق، بعد خسارة فريق كلوب أمام بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا، وحرص على تهنئته على أدائه. ورغم ذلك، فإنه عندما حان الوقت المناسب لإقدام كلوب على خطوة الانتقال عام 2015، بدت أمامه وجهة واحدة مناسبة تماماً؛ فقد كان التوافق بينه وبين ليفربول مثالياً بدرجة مذهلة.

وبالفعل، احتل كلوب مكانه بين أساطير التدريب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وحفر اسمه إلى جوار فيرغسون وفينغر، وبيب غوارديولا، وجوزيه مورينيو. وفي أعقاب إعلانه المفاجئ بأنه يقترب من الحدود القصوى لطاقته، ما يعني أنه يتعين عليه التنحي نهاية الموسم، انهالت رسائل التأبين لدرجة ذكرتنا بتعليق فينغر بعد رحيله عن آرسنال نهاية المطاف، عندما قال: «لست بحاجة للموت بعد الآن، لأنني أعرف كيف يكون الأمر».

والآن، فإن إعادة تركيز الأنظار على السنوات التسع الاستثنائية التي قضاها كلوب في ليفربول، ربما يعيق جهود توليد الزخم المناسب لتحقيق مساعيه للخروج من النادي بشكل قوي ومثير. لذلك، يتعين على كلوب محاربة ذلك. وفي الواقع، كلوب لا يعرف سوى صورة واحدة فقط للخروج: القتال كل يوم وبذل كل مجهود ممكن.

جدير بالذكر أن المدرب البالغ من العمر 56 عاماً، فاز بجميع البطولات الكبرى في ليفربول، رغم أن هذا الفوز لم يكن بالحجم الذي كان يأمله. يذكر أن الندم الأكبر الذي شعر به فيرغسون عن فترة عمله في مانشستر يونايتد، أنه فاز بكأسين أوروبيتين فقط. أما كلوب، فكان من الممكن أن يحظى بثلاثة كؤوس في ليفربول لولا هزيمته في النهائي أمام ريال مدريد مرتين. وفيما يخص حصول كلوب على لقب الدوري، فقد كان من سوء حظه أن يصطدم بآلة غوارديولا في مانشستر سيتي. وكان حصاد ليفربول لـ97 و92 نقطة في عامي 2019 و2022 على التوالي كافية لتحقيق هذا المجد في أي وقت آخر.

ويعتزم كلوب أن يضيف مزيداً إلى الألقاب السبعة الكبرى التي فاز بها مع ليفربول قبل أن يرحل عن النادي. واليوم، يقاتل الفريق على الجبهات المحلية الثلاث - بالإضافة إلى الدوري الأوروبي. وعلى صعيد حصاد البطولات بتاريخ كرة القدم الإنجليزية، يأتي كلوب بعد فيرغسون، الذي أنهى مسيرته برصيد مذهل بلغ 38 بطولة، وفينغر (17)، وغوارديولا (16 وما زال العد مستمراً) ومورينيو (11).

وتكشف الإحصاءات أن كلوب لديه ثالث أفضل سجل للنقاط لكل مباراة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز - بعد غوارديولا وفيرغسون، بالترتيب، بينما يتقدم مورينيو وفينغر. وتبلغ نسبة فوزه 60.7 في جميع المسابقات، وهي أعلى عن أي مدرب آخر في ليفربول. وفيما يتعلق بالأمور غير الملموسة، حقق كلوب نجاحات أكبر بكثير. وتتمثل هذه الأمور في أسلوب اللعب، والحماس داخل الملعب، ومن رحم هذه الأصعدة ولد هذا التأييد الكبير له في صفوف جماهير ليفربول. في معظم الأوقات، تميز أداء فريقه بالتنافسية والإمتاع. وقد نجح أسلوبه في تجديد شكل كرة القدم الإنجليزية.

وقبل كل شيء، نعود إلى مسألة الاتصال، التي تعد السبب الذي جعل كلوب يحظى باحترام كبير داخل ليفربول، ويحظى بتقدير، وإن كان لا يخلو من حسد، من الجماهير في أماكن أخرى. هل ترى جماهير الأندية الأخرى انفعالاته على خط التماس مزعجة؟ الإجابة: نعم. هل يريدون هذا النوع من العاطفة الصادقة من جانب مدربي أنديتهم؟ الإجابة: نعم أيضاً. مع كلوب، لم يكن الأمر يتعلق فقط بفرض نفسه على ناديه، رغم أن هذا يبقى عاملاً واضحاً. وعبر أسلوبه الخاص نجح كلوب في التأثير على عقلية المجتمع الأوسع، مدينة ليفربول، لتعزيز شعور قوي بالهوية والعمل الجماعي.

يتميز كلوب بقدر كبير من الجاذبية وقوة حضوره وشخصيته (رويترز)

وقال كلوب، عندما أعلن رحيله: «أن أكون عنصراً مشرفاً من أبناء ليفربول ربما أفضل ما يمكنني إنجازه في حياتي. إنه أمر رائع للغاية. وأرى أن الطريقة التي يتعامل بها أبناء ليفربول مع الصعوبات نموذج يحتذى به. لقد تعلمت الكثير هنا». وبالفعل، نجح كلوب في الفوز بقلوب أبناء ليفربول، ويرجع ذلك بصورة أساسية إلى توافق قيمه مع قيم المدينة. إنه شخص شديد الرومانسية، ويحب أن يصور أفراد فريقه على أنهم شجعان يعملون بجد في مواجهة أولئك الذين يملكون مزيداً من المال. وسبق له أن فعل ذلك في بوروسيا دورتموند أمام بايرن ميونيخ. في ذلك الوقت، بدا بايرن ميونيخ أشبه بمانشستر سيتي اليوم. في العادة، تتميز هذه الخطوة بالبراعة، ونجحت في استعادة روح الثقة في ليفربول.

وعندما أعلن كلوب أنه سيتنحى لأنه كان يعتقد أن «مستوى طاقته لا نهاية له، والآن لم يعد الأمر كذلك»، مال البعض نحو بحث عن تفسير بديل، تفسير أكثر إثارة للجدل أو ينطوي على نظرية مؤامرة. ومع ذلك، تبقى القصة التي طرحها بخصوص رغبته في الاعتزال قوية ومتسقة، وخالية من الثغرات.

لنعد الآن إلى ليلته في فولهام، بعد أن تأهل فريقه إلى نهائي كأس الرابطة. ورفعت جماهير ليفربول لافتة كُتب عليها: «تخيل نفسك في موقفنا». كيف كان الأمر؟ أجاب كلوب: «هناك مواقف أسوأ بالتأكيد». إلا أنه بعد ذلك، وقع مباشرة تحت وطأة ضغط مباريات متراكمة تلوح في الأفق. وقال: «تخيل نفسك بموقفنا، وأن عليك أن تخوض جميع المباريات التي يتعين علينا لعبها. هذا الأمر ليس ممتعاً مثل مشاهدته».

من جهته، اعتاد فينغر أن يقول: «من الناحية البدنية، عليك أن تؤدي مثل حيوان بالبرية في هذه الوظيفة». أما غوارديولا، فقد احتاج إلى عام من الراحة بعد مغادرته برشلونة عام 2012. أما المسألة التي لا تزال محل تدقيق حقيقي، فهي السبب الذي أخبر به كلوب العالم الآن. والمهم هنا منح ليفربول القدر الكافي من الوقت والوضوح للتخطيط للمستقبل. ومن جهته، أعلن كلوب خبر عزمه على الرحيل في وقت مبكر بالتأكيد. ولا يرغب كلوب في أن تصبح المباريات المتبقية من موسم ليفربول متعلقة بشخصه، أمر يبدو صعب المنال. وربما يكون الأمل الأكثر واقعية أن يحفز هذا الوداع الطويل اللاعبين.

ويبدو هذا الموقف مشابهاً لإعلان فيرغسون في مايو (أيار) 2001 أن الموسم التالي سيكون الأخير له مع مانشستر يونايتد. وكان هذا تصرفا خاطئا، واعترف المدرب بذلك لاحقاً بقوله: «لقد فترت عزيمة الكثير من اللاعبين». وبعد ذلك، تراجع فيرغسون عن قراره في يناير (كانون الثاني)، وبقي حتى عام 2013. وعندما أعلن فيرغسون بعد ذلك قرب رحيله، جاء ذلك بإعلان مفاجئ قبل مباراتين فقط من نهاية الموسم. في المقابل، من غير المجدي النظر إلى رحيل مورينيو عن الدوري الإنجليزي الممتاز، لأنه لم يفلح في فرض سيطرته على النادي قط، ولكن يبدو ثمة تشابه مع فينغر، الذي أصدر هو الآخر بياناً مفاجئاً بخصوص نيته الرحيل، وإن كان ذلك قبل سبع مباريات من نهاية موسم 2017 - 2018.

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة


هاري كين: إنجلترا مرشحة للفوز بكأس العالم بعد إظهار قدراتها الحقيقية

تسديدة هاري كين في طريقها لمعانقة شباك ألبانيا (د.ب.أ)
تسديدة هاري كين في طريقها لمعانقة شباك ألبانيا (د.ب.أ)
TT

هاري كين: إنجلترا مرشحة للفوز بكأس العالم بعد إظهار قدراتها الحقيقية

تسديدة هاري كين في طريقها لمعانقة شباك ألبانيا (د.ب.أ)
تسديدة هاري كين في طريقها لمعانقة شباك ألبانيا (د.ب.أ)

سجّل قائد المنتخب الإنجليزي هاري كين 23 هدفاً في 17 مباراة مع بايرن ميونيخ هذا الموسم، بينما سجّل مع منتخب بلاده 5 أهداف في آخر 5 مباريات. وبعدما سجّل هدفين في مرمى ألبانيا يوم الأحد وقاد منتخب «الأسود الثلاثة» للفوز بهدفين دون ردّ، فقد تجاوز عدد الأهداف الدولية التي سجّلها أسطورة كرة القدم البرازيلية والعالمية بيليه. سجّل كين 78 هدفاً في 112 مباراة دولية، ليتجاوز الجوهرة السوداء بيليه الذي سجّل 77 هدفاً في 92 مباراة مع راقصي السامبا. وتجب الإشارة أيضاً إلى أن كين أخفق في التسجيل في 6 مباريات فقط مع ناديه ومنتخب بلاده هذا الموسم.

إنه موسم مليء بالإثارة والمتعة بالنسبة إلى قائد المنتخب الإنجليزي، حيث يقود ناديه بايرن ميونيخ لسحق جميع المنافسين، فقد قاده للفوز في 16 مباراة من أصل 17 هذا الموسم، وكان التعثر الوحيد يتمثل في التعادل بالجولة الماضية مع يونيون برلين، عندما أنقذ كين العملاق البافاري من الهزيمة بإحرازه هدف التعادل القاتل في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء. ويُعدّ بايرن ميونيخ أحد أبرز المرشحين للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى كل البطولات المحلية في ألمانيا. لكن الشيء الأهم والأعلى إثارة بالنسبة إلى كين هو أن «كأس العالم» ستقام الصيف المقبل، وإنجلترا من بين أبرز المرشحين للفوز باللقب. وقد أثبت منتخب «الأسود الثلاثة» أنه مرشح قوي بالفعل بعدما حقق العلامة الكاملة في تصفيات المونديال بتحقيق 8 انتصارات من أصل 8 مباريات، والخروج بشباك نظيفة في المباريات الـ8. وكانت إنجلترا قد حجزت مقعدها في المونديال بعد المباراة السادسة.

ويرى كين أن المشوار المثالي لبلاده في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى «مونديال 2026» في أميركا وكندا والمكسيك، أظهر الإمكانات الحقيقية للفريق الذي يعدّ الآن من بين المرشحين للتتويج بلقب كأس العالم، كما أن أغلب المنتخبات «تتمنى تفادي مواجهة هذا المارد». وقال كين: «كلما صنعت التاريخ، فهذا يدل على أنك على المسار الصحيح». وأضاف: «أعتقد أننا خضنا كثيراً من التصفيات الرائعة في التاريخ المعاصر، وقد تفوقنا عليها من خلال هذا المشوار الرائع... لذا؛ يمكننا أن نكون فخورين حقاً بالجهد الذي بذلناه». وتابع كين: «أعلم أننا قد لا نحصل أحياناً على التقدير الكافي لمثل هذه الانتصارات، والحملات أيضاً، لكننا أنجزنا عملنا، وفعلنا ما توجب علينا القيام به، وفعلنا ذلك بأسلوب مميز أيضاً. يمكننا أن نكون فخورين بذلك ونتطلع إلى العام الجديد الآن».

لم يتبق أمام إنجلترا سوى مباراتين وديتين في شهر مارس (آذار) المقبل قبل أن يعلن توخيل عن قائمة كأس العالم. ولدى سؤاله عما إذا كان منتخب إنجلترا وجّه رسالة للعالم من خلال مشواره المثالي في التصفيات، قال كين: «سواء أكانت رسالة أم لا، فإنني أعتقد أنها تظهر فقط ما نحن قادرون عليه». وأكد كين أن عدم استقبال أي هدف طيلة هذه الفترة هو إنجاز عظيم في حد ذاته، مشدداً على أن «الخلاصة هي أن الشباك النظيفة هي التي تمنحك الألقاب... الشباك النظيفة أوصلتنا إلى نهائيين ونصف نهائي، وعندما تخوض أكبر المباريات، فإنه يجب أن تكون صلباً وقادراً على الدفاع عن مرماك، وقد أظهرنا أنه يمكننا فعل ذلك».

التناغم بين قيادة توخيل للمنتخب وقيادة كين للفريق حقق نتائج رائعة لإنجلترا (غيتي)

لم يكن من المستغرب أن يوجَّه سؤال إلى كين عن جائزة «الكرة الذهبية»، وكيف يشعر حيال فرصه في الفوز بهذه الجائزة الفردية المرموقة. وقد كشفت إجابته عن كثير من طريقة تفكيره، حيث قال قائد المنتخب الإنجليزي: «يمكنني تسجيل 100 هدف هذا الموسم، لكن إذا لم أفز بدوري أبطال أوروبا أو كأس العالم، فمن المحتمل ألا أفوز بـ(الكرة الذهبية). ينطبق الأمر نفسه على إيرلينغ هالاند، وكذلك على أي لاعب آخر، فمن المهم أن تفوز بالبطولات والألقاب الكبرى. نحن نقدم مستويات رائعة مع بايرن ميونيخ، وكذلك مع منتخب إنجلترا، وهو الأمر الذي ربما يزيد من حظوظي في الفوز بالجائزة». وأضاف: «آمل؛ إذا سارت الأمور في مصلحتي مع النادي والمنتخب، أن أكون أحد المرشحين للفوز بجائزة مثل (الكرة الذهبية)». ومع ذلك، فإن الأهم دائماً هو المجد الجماعي. وبشأن منتخب إنجلترا، يعتقد كين أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح تحت قيادة المدير الفني الألماني، توماس توخيل، بعد أن عانى من تراجع في الأداء والنتائج في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، عندما تولى لي كارسلي القيادة الفنية بشكل مؤقت وخسرت إنجلترا أمام اليونان في أثينا ضمن مباريات «دوري الأمم الأوروبية».

وأعرب كين آنذاك عن قلقه من أن الثقافة التي غرسها غاريث ساوثغيت أصبحت تواجه خطر التلاشي. لكن هذه الثقافة عادت الآن إلى أقوى حالاتها، ولا يريد أحد أن يبحث عن أي أعذار للفشل. لقد تحدث توخيل عن وجود «منافسة شرسة بين جميع اللاعبين، بحيث إذا تراجع مستوى أي لاعب ولم يبذل الجهد المطلوب، فسيغلَق الباب أمامه وسيلعب لاعب آخر بدلاً منه». يرى توخيل أن التناغم بين اللاعبين، والعمل الجماعي، أمران أساسيان، بل وربما أكبر أهمية من اختيارات اللاعبين والخطط التكتيكية. لذلك؛ كان من الصعب تجاهل ما حدث مع مارك غويهي هذا الأسبوع، حيث تعرض مدافع كريستال بالاس للإصابة ضد ألكمار يوم الخميس ما قبل الماضي، ووفقاً للمدير الفني لكريستال بالاس، أوليفر غلاسنر، فإن اللاعب لا يستطيع حتى أن يمشي و«إذا وصل إلى منتخب إنجلترا وهو يمشي على عكازات، فسيعيدونه إلى الوطن». ومع ذلك، انضم غويهي إلى قائمة المنتخب الإنجليزي وشارك في الاجتماعات التي سبقت المباراة التي فازت فيها إنجلترا على صربيا بهدفين دون رد على ملعب «ويمبلي»، رغم أنه لم يشارك في الحصص التدريبية، ولم يخرج من القائمة إلا بعد انتهاء الاجتماعات.

هاري كين يتألق مع بايرن ميونيخ ويقوده للتربع على قمة الدوري الألماني (د.ب.أ)

وعندما سئل كين عما إذا كانت إنجلترا تمتلك الثقافة اللازمة للفوز بكأس العالم، رد قائلاً: «نعم، بنسبة 100 في المائة. لقد أصبح الوضع أفضل مما كنا عليه العام الماضي. كانت هناك مرحلة انتقالية مع مديرين فنيين جدد ومدير فني مؤقت هو لي كارسلي. لذا؛ ربما كان هناك مجال لبعض الأعذار آنذاك. لكن تمثيل بلدك هو أعظم شرف، وعندما تحاول بناء ثقافة وعقلية للفوز، فأنت بحاجة إلى أن يساعدك اللاعبون قدر الإمكان، فكل لحظة مهمة للغاية». وأضاف: «نحن نسير في الاتجاه الصحيح داخل الملعب وخارجه. يمكنك أن ترى ذلك من هذا المعسكر. لقد تعرض مارك غويهي لإصابة طفيفة، لكنه لا يزال يرغب في الوجود مع المجموعة وحضور الاجتماعات والتعلم مما نحاول فعله. أعتقد بالتأكيد أن الفريق في وضع جيد حقاً مع بداية العام الجديد».

من الواضح أن كين قد تطور بشكل كبير بشأن قيادته المنتخب الإنجليزي خلال الأشهر الـ18 الماضية أو نحو ذلك. لقد تحدث بهدوء، ولكن بحزم، عن بطولة «كأس الأمم الأوروبية 2024» والانتقادات التي تعرض لها المنتخب الإنجليزي من لاعبي إنجلترا السابقين، بينما كانت تصريحاته عن الخسارة أمام اليونان في «دوري الأمم الأوروبية» بالقوة والحزم نفسيهما. ومن الواضح أيضاً أن توخيل يعتمد على كين كثيراً بشأن نقل رسائله وتعليماته للاعبين.

وبعد أن ضمن المنتخب الإنجليزي تأهله إلى كأس العالم بفوزه بخماسية نظيفة على لاتفيا الشهر الماضي، تحدث كين في غرفة خلع الملابس قائلاً إنه يتعين على جميع اللاعبين الحضور في معسكر المنتخب خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) «والإبقاء على هذا الزخم مستمراً». وقال توخيل بعدها إن هذا «كان في الأساس العنوان الرئيسي» للمعسكر.

هاري كين عينه على الفوز بجائزة الكرة الذهبية (رويترز)

عندما يتحدث كين، يستمع الجميع، وقد تحدث بشكل مثير للاهتمام عن نقطتين أخريين: أهمية الكرات الثابتة، وفيل فودين بديلاً له في مركز المهاجم الصريح، حتى لو لم يظهر لاعب مانشستر سيتي بالقوة نفسها عندما شارك بديلاً أمام صربيا. وقال كين: «نريد أن نستغل الكرات الثابتة بأفضل شكل ممكن، وأن يكون لدينا سيناريو معدٌّ مسبقاً لذلك، مثل ما يحدث في كرة القدم الأميركية عندما تنفَّذ الكرات الثابتة بناء على طريقة لعب الفريق المنافس وما إذا كان يعتمد على دفاع المنطقة أم الرقابة الفردية. في النهاية، عادةً ما يكون أفضل فريق في الكرات الثابتة هو الأفضل في البطولة». وأضاف: «أما بشأن فيل فودين، فقد دار كثير من النقاش طوال مسيرته مع منتخب إنجلترا بشأن أفضل مركز له، ومن المؤكد أن الوضوح هو الشيء الذي يحتاج إليه اللاعب. لقد أوضح المدير الفني أنه يراه أحد المهاجمين الوهميين أو صانع ألعاب. قدّم فيل أداءً رائعاً أمام صربيا، ويريد فقط إثبات جدارته مجدداً».

ويأمل المنتخب الإنجليزي أن يحافظ كين على مستواه المذهل، بعد أن رفع رصيده التهديفي إلى 28 هدفاً هذا الموسم مع بايرن ميونيخ ومنتخب بلاده. وعلق كين على تألقه اللافت بالقول: «من الصعب استيعاب الأمر. عندما تكون في مثل هذا المستوى، فإنك تتمنى أن تكون المباراة التالية قريبة. تحدثت سابقاً في المؤتمر الصحافي قبل المباراة أمام ألبانيا عن أنه ربما يكون أفضل مستوى كنت فيه على الإطلاق».

* خدمة «الغارديان»


«مونديال الناشئين»: البرازيل والبرتغال وإيطاليا إلى ثمن النهائي... وبوركينا توقف مفاجآت أوغندا

البرازيل هزمت فرنسا في مونديال الناشئين (وسائل إعلام فرنسية)
البرازيل هزمت فرنسا في مونديال الناشئين (وسائل إعلام فرنسية)
TT

«مونديال الناشئين»: البرازيل والبرتغال وإيطاليا إلى ثمن النهائي... وبوركينا توقف مفاجآت أوغندا

البرازيل هزمت فرنسا في مونديال الناشئين (وسائل إعلام فرنسية)
البرازيل هزمت فرنسا في مونديال الناشئين (وسائل إعلام فرنسية)

صعد منتخب البرازيل لدور الثمانية في كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً لكرة القدم المقامة على ملاعب «أكاديمية أسباير» بالعاصمة القطرية الدوحة بعد مباراة ماراثونية أمام فرنسا، الثلاثاء.

تعادل الفريقان بنتيجة 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

تقدم المنتخب الفرنسي بهدف ريمي هيمبرت في الدقيقة 33، وأدرك نظيره البرازيلي التعادل بصعوبة بالغة بهدف بيترو تافاريس في الدقيقة 89.

وانتزع راقصو السامبا الصغار بطاقة التأهل بالفوز 4 - 3 بركلات الترجيح.

وبذلك ينتظر منتخب البرازيل الفائز من مواجهة المغرب ضد مالي.

وفي مباراة أخرى فاز المنتخب البرتغالي على نظيره المكسيكي بنتيجة 5 - صفر، الثلاثاء، ليتأهل لدور الثمانية.

وسجل المنتخب البرتغالي هدفاً في الشوط الأول بتوقيع رافاييل كوينتاس من ركلة جزاء في الدقيقة 15.

وفي الشوط الثاني أمطر المنتخب البرتغالي شباك منافسه برباعية سجلها إنيسيو كابرال ومارتيم غيديش وميغيل فيغيريدو ويوان بيريرا في الدقائق 48 و81 و83 و85.

وتأثر المنتخب المكسيكي بالنقص العددي في صفوفه بعد طرد الثنائي خوسيه نافارو وسانتياغو لوبيز في الدقيقتين 36 و88.

ويواجه البرتغال في دور الثمانية الفائز من مباراة سويسرا ضد جمهورية آيرلندا.

وكان منتخب إيطاليا قد قص شريط الفرق المتأهلة لدور الثمانية بالفوز 3 - 2 على أوزبكستان، الثلاثاء.

أحرز أهداف إيطاليا، توماس كامبانيلو (ثنائية) وإدريسا داوودا في الدقائق 19 و68 و70، بينما أحرز أميرخان مورادوف وعزيزبيك إيرمبيتوف هدفي أوزبكستان في الدقيقتين 56 و94.

وأكمل المنتخب الأوزبكي اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد أصيلبيك أليف في الدقيقة 89.

وسيواجه منتخب إيطاليا في دور الثمانية نظيره بوركينا فاسو الذي وضع حداً لمفاجآت أوغندا بالفوز عليها بنتيجة 5 - 3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 - 1.

كان المنتخب الأوغندي تقدم بهدف عرفات نكولا في الدقيقة 56، وأدرك نظيره البوركيني التعادل بهدف الحسن باغايوغو.

وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» منح قطر حق استضافة البطولة لخمس سنوات متتالية خلال الفترة بين 2025 و2029.


إلى أين سيرحل أنطوان سيمينيو؟ ومن يستطيع دفع ثمنه؟

الغاني أنطوان سيمينيو نجم بورنموث (رويترز)
الغاني أنطوان سيمينيو نجم بورنموث (رويترز)
TT

إلى أين سيرحل أنطوان سيمينيو؟ ومن يستطيع دفع ثمنه؟

الغاني أنطوان سيمينيو نجم بورنموث (رويترز)
الغاني أنطوان سيمينيو نجم بورنموث (رويترز)

بدأ أنطوان سيمينيو موسمه بأفضل طريقة ممكنة بعدما افتتح مشواره بثنائية في شباك ليفربول على ملعب «آنفيلد»، ليواصل المسار التهديفي نفسه دون تباطؤ.

ومع اقتراب عودة الدوري الإنجليزي الممتاز، هذا الأسبوع، يقف الجناح الغاني في المركز الثالث بين هدافي المسابقة بشكلٍ مشترك، بعدما سجّل 6 أهداف في 11 مباراة. ولم يكتفِ بهذا، بل قدّم 3 تمريرات حاسمة (في المركز الرابع بشكل مشترك)، ليثبت أنه لاعب شديد الفاعلية في الثلث الهجومي الأخير.

ولن يكون مستغرباً أن تبدأ الأندية في التحليق حوله؛ إذ كشف ديفيد أورنستين من شبكة «The Athletic» أن نادي بورنموث بات مقتنعاً - ولو على مضض - بأنه قد يعجز عن منع رحيله خلال سوق يناير (كانون الثاني) المقبل.

كان سيمينيو مطلوباً بالفعل من مانشستر يونايتد وتوتنهام في الصيف الماضي، ورغم توقيعه على عقد جديد يمتد حتى 2030، فإن عقده يتضمن بنداً جزائياً محدود المدة بقيمة 65 مليون جنيه إسترليني، بحسب أورنستين، مع انخفاض في المبلغ خلال الصيف المقبل.

ومؤخراً، ارتبط اسم اللاعب بليفربول ومانشستر سيتي إضافة إلى توتنهام.

في هذا التقرير، نستعرض مدى ملاءمة لاعب الـ25 عاماً لهذه الأندية، ولماذا قد يكون البقاء لفترة أطول داخل بورنموث مفيداً له.

لماذا قد يرغب مان يونايتد في ضمّه؟

سيمينيو لاعب ذكي، يجيد حمل الكرة بقدميه، الاثنين، ويتمتع بسرعة عالية، وهي صفات تتماشى تماماً مع قائمة احتياجات روبن أموريم. المدرب البرتغالي يدرك جيداً خطورة الغاني، الذي سجّل بالفعل في شباك يونايتد ذهاباً وإياباً، الموسم الماضي.

المركز الأمثل لسيمينيو داخل منظومة 3 - 4 - 3 هو الجناح الهجومي الأيمن، لكنه قادر كذلك على اللعب في أي من الجانبين، ويمتلك حِسّاً دفاعياً يسمح له بالتحوّل إلى مركز الظهير الجانبي إن لزم الأمر. أموريم يفضّل الأجنحة ثنائية القدم لما تتيحه من مرونة أكبر في تدوير المراكز بين الثلاثي الأمامي والأظهرة في الثلث الهجومي؛ ما يساعد على تفكيك الدفاعات العنيدة. كما أن قدرة سيمينيو على المراوغة السريعة وتطوره الواضح في اللمسة الأخيرة - كما يظهر في البيانات التي توضح تحسّن اختياراته للتسديد - تجعله خياراً قاتلاً في الهجمات المرتدة، وهي نقطة قوة رئيسية في يونايتد.

إضافة إلى ذلك، فإن اللاعب يناسب سياسة يونايتد الحالية في ضم مواهب شابة، ثبت مستواها في الدوري الإنجليزي، وتتحلى برغبة قوية في العمل داخل وخارج الاستحواذ.

هل يستطيع يونايتد دفع ثمنه في يناير؟

قيمة 65 مليون جنيه إسترليني تجعل الصفقة صعبة في يناير؛ فقد أنفق النادي أكثر من 200 مليون في الصيف على تعاقدات هجومية، وربما يضطر للانتظار قبل تنفيذ صفقة كبيرة أخرى.

كان يونايتد قد دخل في مفاوضات أولية بشأن سيمينيو في الصيف، قبل أن يتجه نحو برايان مبويمو، على أساس أن تقييم بورنموث البالغ 70 مليون آنذاك كان مبالغاً فيه.

وسيفتقد أموريم خدمات مبويمو وأماد ديالو بسبب كأس الأمم الأفريقية (مع العلم أن غانا لم تتأهل؛ ما يعني استمرار سيمينيو مع فريقه)، لكن المدرب قد يُضطر للاعتماد على الخيارات المتاحة بالفعل بدلاً من الضغط لصفقة جديدة.

كما أن المركز الذي يجيده سيمينيو يشغله مبويمو حالياً داخل الفريق، ما يعقد الأمور. وحتى يتمكن يونايتد من استغلاله كأساسي، قد يتعين عليهم أولاً حل مشكلات وسط الملعب - على الأرجح عبر تعاقد جديد مكلف.

هل يناسب توتنهام هوتسبير؟

بحث توتنهام في الصيف عن جناح أيسر، وكان سيمينيو أحد أهدافه المبكرة. وبعد توقيعه عقد التمديد في يونيو (حزيران)، تحوّل تركيز النادي نحو سافينيو لاعب مانشستر سيتي، لكن الاهتمام بسيمينيو قد يُبعث من جديد.

بعد تعزيز الجبهة اليمنى بالتعاقد مع محمد قدوس، يُعدّ إضافة جناح أيسر مميز ضرورة ملحّة في النافذة المقبلة. سيمينيو يناسب فلسفة توتنهام الرامية إلى دمج العناصر الشابة بصفقات ناضجة دولياً في ذروة مستواها، وسيضيف عاملاً حاسماً إلى الخط الهجومي الذي يعتمد حالياً بشكل كبير على قدوس وتشافي سيمونز، الذي لا يزال يتأقلم مع «البريميرليغ».

وبالنظر إلى حاجة الفريق الواضحة لهذا المركز، وسابقة اهتمامه بسيمينيو، فإن التحرك نحوه يبدو منطقياً للغاية.

بعد ضم راندال كولو ماني في اليوم الأخير من السوق على سبيل الإعارة، لا يزال النادي قادراً على الامتثال لقواعد الربحية والاستدامة المالية؛ ما يمنحه فرصة دخول سباق التعاقد مع سيمينيو في يناير. ومع السعر الذي يعده كثيرون أقل من القيمة الحقيقية للاعب، سيكون جمهور توتنهام متحمساً لرؤية ناديهم يتحرك بسرعة.

وماذا عن ليفربول؟

يعتمد المدرب أرني سلوت حالياً على جناحين فقط من أصحاب الخبرة والثقة: كودي خاكبو ومحمد صلاح. وعدم تعويض رحيل لويس دياز إلى بايرن ميونيخ جعل الفريق ضعيفاً من الناحية العددية في الأطراف.

ولو حافظ خاكبو وصلاح على المستوى الذي قاد ليفربول لتحقيق لقب الدوري الموسم الماضي، لكان الموقف مختلفاً. لكن كليهما يعاني، ما جعل سلوت متردداً في استخدام فيديريكو كييزا أو الشاب ريو نغوموها (17 عاماً). وقد تجنب النادي في الصيف ضم جناح جديد كي لا يُغلق الطريق أمام نغوموها، لكن هذا القرار أثّر سلباً على المدى القصير.

وصول فلوريان فيرتز وهوغو إكيتيكي منح خيارات إضافية، لكن اللعب على الجانب الأيسر ليس المركز المفضل لأي منهما.

سلوت يريد أجنحة تمتلك تهديداً تهديفياً وقدرة على التفوق في المواجهات الفردية، وهي عناصر يُجيدها سيمينيو ببراعة. كما أن سرعته ستضيف بعداً جديداً لهجوم ليفربول، وقدرته على اللعب بكلتا القدمين تجعله مناسباً لجهتي الملعب. وبيانات مركز لعبه تُظهر تعددية واضحة.

وبورنموث تحت قيادة أندويني إراولا فريق يعتمد على الضغط والتحول السريع، وهي هوية مشابهة لتلك التي منحت ليفربول لقب الدوري الموسم الفائت. كذلك، سيشكّل اللاعب جزءاً من مشروع «ما بعد صلاح» الذي يبنيه النادي.

ورغم أن ليفربول أنفق قرابة 450 مليون جنيه إسترليني في سوق الانتقالات الأخيرة، فإن محاولته ضم مارك غيهي في اليوم الأخير تشير إلى وجود مرونة مالية للتعاقد مع اللاعب المناسب، كما أن عائدات البيع التي قد ترتفع إلى 260 مليون دعمت هذا الموقف.

ليفربول لا يزال في وضع مالي قوي، لكن تساؤلاً يبقى: هل الجناح هو الأولوية في يناير؟ ربما يتجه النادي لمعالجة النقص في قلب الدفاع بعد إصابة جوفاني ليوني الطويلة.

كما أن التغيير الكبير الذي حدث في الفريق خلال فترة قصيرة قد يكون أحد أسباب الاضطراب الحالي، وإضافة صفقة ضخمة جديدة قد لا تكون ضماناً للحل.

أخيراً وماذا عن مانشستر سيتي؟

تمتاز فرق بيب غوارديولا دائماً بامتلاك أجنحة حاسمة قادرة على حسم المواجهات الفردية، وتقديم أرقام تهديفية مضاعفة. وبينما يتحسن جيريمي دوكو تدريجياً، فقد اعترف غوارديولا بعد الفوز 3 - 0 على ليفربول بأن الجناح البلجيكي ربما لن يصبح هدّاف الفريق يوماً.

سافينيو وأوسكار بوب أيضاً لم يبلغا بعد مستوى الفاعلية في الثلث الأخير،؛ ما يعني أن سيتي لم يعوض بشكل كامل رحيل رياض محرز، أو حتى ليروي ساني ورحيم ستيرلنغ قبل ذلك.

الاعتماد الكبير على إرلينغ هالاند أصبح واضحاً، وسيمينيو سيقدم تهديداً مباشراً من أي جناح، ويُحسّن قدرة الفريق على الهجمات المرتدة.

وسيتي يتطور ليصبح منافساً شرساً على اللقب هذا الموسم، والتعاقد مع سيمينيو سيكون رسالة قوية: لاعب في ذروة نضجه، قادر على حسم المباريات.

ورغم الإنفاق الكبير في آخر فترتين، فإن النادي تخلى عن عدد من أصحاب الرواتب العالية، كما أن معدل عمر الفريق انخفض؛ ما يمنح مساحة مالية لصفقة جديدة. ومع ذلك، قد يتطلب الأمر خروج مهاجم أو جناح لخلق مساحة في القائمة.

لماذا يجب أن يبقى في بورنموث؟

يبدو الآن أن انتقال سيمينيو إلى نادٍ أكبر مسألة وقت، لكن السؤال الحقيقي: كم نادياً من المهتمين سيمنحه بيئة أفضل للتطور؟

يمتلك اللاعب مجموعة مهارات فريدة تُستثمر بأفضل طريقة في بورنموث؛ فهو جناح قوي ثنائي القدمين، قادر على تمزيق البنى الدفاعية المشتتة - ولا يوجد لاعب سجل أهدافاً من هجمات مرتدة أكثر منه هذا الموسم، بينما لا يتفوق على بورنموث في التسديد من التحولات السريعة سوى ليفربول منذ تولي إراولا المهمة. هذا المدرب يعطي أولوية مطلقة للهجوم الخاطف عند استعادة الكرة.

وهذا لا يعني أنه عاجز أمام الكتل الدفاعية المنخفضة. يكفي مشاهدة هدفه الأول في مرمى فولهام هذا الموسم: تسلُّم على الطرف، ثم سلسلة من الخدع والإستيب أوفرز، قبل اقتحام المساحة الضيقة والانطلاق نحو خط النهاية وتسجيل هدف صادم من زاوية مستحيلة تقريباً.

قوة سيمينيو البدنية وقدرته على التسديد بكلتا القدمين تمنحانه الأدوات اللازمة للسيطرة على مناطق الجزاء المزدحمة، لكن الانتقال إلى فريق يعتمد على الاستحواذ قد يتطلب صبراً كبيراً.

في بورنموث، سيمينيو هو رأس الحربة في مشروع طموح، تحت قيادة مدرب مطلوب في كبرى الأندية، وبمرافق تدريبية حديثة افتُتحت في أبريل (نيسان) الماضي. قد لا يقدم النادي بريق دوري الأبطال أو الملاعب العملاقة أو الرواتب الفلكية - حتى الآن - لكنه يمنحه قاعدة مستقرة ليتطور أكثر، ولو لعامين إضافيين.