مع تبقي 15 مرحلة على نهاية الموسم في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، يزداد صراع المنافسة على اللقب سخونة في ظل تقارب النقاط بين فرق المقدمة. ويبلغ الفارق 7 نقاط فقط بين ليفربول (المتصدر) وتوتنهام هوتسبير، صاحب المركز الخامس، فيما تضم قائمة الفرق المتنافسة على لقب النسخة الحالية من المسابقة، أندية مانشستر سيتي وآرسنال وأستون فيلا، أصحاب المراكز من الثاني إلى الرابع على الترتيب.
وساهمت النتائج التي أسفرت عنها المرحلة الماضية من المسابقة في إشعال الصراع على الصدارة، حيث تغلب آرسنال 3 - 1 على ضيفه ليفربول، فيما انتصر مانشستر سيتي على مضيفه برينتفورد بالنتيجة ذاتها، واكتسح أستون فيلا مضيفه شيفيلد يونايتد 5 - صفر. ويأمل ليفربول، الذي تلقى خسارته الثانية في المسابقة هذا الموسم في المرحلة الماضية، في التعافي سريعا من الكبوة التي تعرض لها، حينما يستضيف بيرنلي، السبت، في المرحلة الـ24 للبطولة. وأوقفت الهزيمة أمام آرسنال سلسلة انتصارات ليفربول، التي استمرت في المراحل الأربع السابقة بالبطولة، وهو ما يدفع فريق المدرب الألماني يورغن كلوب لمحاولة العودة إلى طريق الفوز.
ويدرك كلوب أن فقدان المزيد من النقاط في لقاء السبت سيعني تقلص آمال ليفربول في استعادة اللقب الغائب عن خزائنه في المواسم الثلاثة الأخيرة، غير أن الفرصة تبدو متاحة أمام الفريق لحصد النقاط الثلاث، في ظل النتائج الهزيلة التي يعاني منها بيرنلي، صاحب المركز الـ19 برصيد 13 نقطة. وخلال مسيرته في الموسم الحالي في المسابقة، حقق بيرنلي 3 انتصارات فقط و4 تعادلات ونال 16 هزيمة، علما بأنه يبتعد عن مراكز الأمان بفارق 7 نقاط.
وحصل بيرنلي على نقطتين فقط في مبارياته الخمس الأخيرة بالبطولة، وفشل في تحقيق أي فوز في المسابقة منذ تغلبه 2 - صفر على مضيفه فولهام في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وحقق ليفربول 8 انتصارات مقابل تعادلين خلال آخر 10 لقاءات مع بيرنلي في البطولة، حيث كان آخرها في مباراة الفريقين التي جرت بملعب «تيرف مور» معقل بيرنلي، قبل شهر ونصف الشهر تقريبا، وانتهت بفوز الفريق الأحمر 2 - صفر. ويعود آخر فوز لبيرنلي على ليفربول في المسابقة إلى 20 أغسطس (آب) 2016 عندما فاز 2 - صفر في معقله.
ويسابق النجم الدولي المصري محمد صلاح الزمن للحاق بالمباراة، التي تجرى على ملعب «آنفيلد»، عقب الإصابة التي تعرض لها خلال مشاركته مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية، المقامة حاليا في كوت ديفوار، والتي تسببت في غيابه عن ليفربول أمام تشيلسي وآرسنال. ورغم غيابه عن ليفربول منذ الأول من الشهر الماضي، ما زال صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي هذا الموسم برصيد 14 هدفا، بالاشتراك مع النرويجي إيرلينغ هالاند، مهاجم مانشستر سيتي. ويتطلع مانشستر سيتي، الذي يمتلك 49 نقطة ولديه مباراة مؤجلة على ملعبه أمام برينتفورد، لاعتلاء قمة البطولة، التي توج بها في المواسم الثلاثة الأخيرة، ولو لعدة ساعات، عندما يستضيف إيفرتون في افتتاح مباريات المرحلة، السبت أيضا، حيث يسبق هذا اللقاء مباراة ليفربول وبيرنلي. ويبحث مانشستر سيتي عن تحقيق فوزه العاشر على التوالي في مختلف المسابقات، حيث لم يعرف سوى لغة الانتصارات في بطولات الدوري الإنجليزي وكأس العالم للأندية وكأس إنجلترا منذ تعادله 2 - 2 مع ضيفه كريستال بالاس بالدوري المحلي في 16 ديسمبر الماضي. وشهدت مباراة سيتي الأخيرة ضد مضيفه برينتفورد، يوم الاثنين الماضي، تألق فيل فودين، الذي أحرز أهداف الفريق الثلاثة، ليقلب تأخره صفر - 1 أمام منافسه إلى فوز 3 - 1، ويستعيد وصافة الترتيب.
وكال جوسيب غوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، المديح لفودين، الذي يرغب في مواصلة تألقه أمام إيفرتون، حيث صرح المدرب الإسباني للموقع الإلكتروني الرسمي لناديه عقب لقاء برينتفورد: «فيل يعيش موسمه الأكثر تأثيرا في الفريق من حيث الأهداف والتمريرات الحاسمة. إنه لاعب استثنائي».
ويهدف مانشستر سيتي لمواصلة تفوقه على إيفرتون، صاحب المركز الثامن عشر (الثالث من القاع) برصيد 19 نقطة، الذي أخفق في اقتناص أي فوز في لقاءاته الستة الأخيرة بالبطولة. وخلال آخر 13 مباراة أقيمت بين الفريقين بجميع البطولات، حقق مانشستر سيتي 12 فوزا مقابل تعادل وحيد، في حين يرجع آخر انتصار لإيفرتون على الفريق السماوي، إلى يناير (كانون الثاني) 2017، حينما فاز 4 - صفر في ملعبه «غوديسون بارك». وستكون مواجهة إيفرتون بمثابة البروفة الأخيرة لمانشستر سيتي، قبل لقائه الهام مع مضيفه كوبنهاغن الدنماركي، يوم الثلاثاء القادم، في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، حيث يحلم الفريق بالاحتفاظ بلقبه القاري الذي توج به في الموسم الماضي.
ويخوض آرسنال، صاحب الـ49 نقطة، مواجهة لندنية خالصة ضد مضيفه وستهام يونايتد، صاحب المركز السابع برصيد 36 نقطة، الأحد، حيث يسعى الفريق الملقب بـ«المدفعجية» للبناء على فوزه الأخير أمام ليفربول. ويطمع آرسنال، الساعي للفوز بلقبه الأول في المسابقة منذ موسم 2003 / 2004، في مواصلة صحوته بالبطولة، وتحقيق فوزه الرابع على التوالي، غير أن مهمته لن تكون سهلة أمام وستهام، المدعوم بعاملي الأرض والجمهور، والذي لم يحقق أي انتصار في مبارياته الأربع الأخيرة بالمسابقة، التي حصل خلالها على 3 نقاط فقط.
وكشف الإسباني ميكيل أرتيتا، المدير الفني لآرسنال، أن ناديه يخطط لـ«إحداث فوضى» في صراع المنافسة على اللقب هذا الموسم، وفقا لتصريحاته التي أدلى بها عقب الفوز على ليفربول. وقال أرتيتا: «إننا نوجد في سباق الفوز بالبطولة، ونرغب في مواصلة الوجود بهذا الصراع». في المقابل، يرغب وستهام في تحقيق فوزه الثالث على التوالي على آرسنال هذا الموسم، بعدما فاز عليه 3 - 1 بالملعب الأولمبي في العاصمة البريطانية لندن، الذي يستضيف لقاء الأحد، بدور الـ16 لكأس الرابطة، وكذلك عقب فوزه 2 - صفر في مباراة الفريقين الأولى بالدوري على ملعب «الإمارات».
من ناحيته، يطمح أستون فيلا لمداواة جراحه بعد خروجه من الدور الرابع لبطولة كأس إنجلترا أمام تشيلسي، وذلك خلال لقائه ضد ضيفه مانشستر يونايتد، الأحد. وتلقى أستون فيلا، الذي يمتلك 46 نقطة ببطولة الدوري، خسارة قاسية 1 - 3 أمام تشيلسي الأربعاء على ملعب «فيلا بارك»، الذي يستضيف مباراته مع مانشستر يونايتد، صاحب المركز السادس برصيد 38 نقطة، الذي فاز في مباراتيه الأخيرتين بالبطولة على وولفرهامبتون ووستهام يونايتد. ويخطط مانشستر يونايتد لمواصلة الزحف نحو المراكز الأربعة الأولى، المؤهلة لدوري الأبطال في الموسم القادم، في ظل ابتعاده بفارق 8 نقاط خلف أندية المربع الذهبي.
ويستضيف توتنهام هوتسبير، الذي جمع 44 نقطة، فريق برايتون، صاحب المركز الثامن برصيد 35 نقطة، حيث يسعى الفريق اللندني للعودة إلى نغمة الانتصارات، التي غابت عنه في المرحلة الماضية، بتعادله 2 - 2 مع مضيفه إيفرتون. وفرط فريق المدرب الأسترالي آنجي بوستيكوغلو في فوز كان في متناوله على إيفرتون، بعدما تقدم 2 - 1 حتى اللحظات الأخيرة، لكنه استقبل هدف التعادل في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني، ليحرم نفسه من الاقتراب بشكل أكثر من المقدمة.
وتشهد تلك المرحلة كثيرا من المواجهات الهامة الأخرى، حيث يلتقي فولهام مع ضيفه بورنموث، ووولفرهامبتون مع برينتفورد، ولوتون تاون مع شيفيلد يونايتد، ونوتينغهام فورست مع نيوكاسل يونايتد، السبت، بينما تختتم يوم الاثنين المقبل، بلقاء كريستال بالاس مع ضيفه تشيلسي.