وصل تشيلسي إلى ملعب «فيلا بارك»، وهو في حالة من الفوضى بعد الهزيمة 1 - 4، و2 - 4 أمام ليفربول، وولفرهامبتون، متراجعاً للمركز الـ11 في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه عاد بانتصار مثير على مستضيفه أستون فيلا 3 - -1 ليبلغ الدور الخامس لكأس الاتحاد الإنجليزي، ليتنفس مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الصعداء.
ووضعت الهزائم الثقيلة المتتالية لتشيلسي بوكيتينو تحت ضغط شديد، وتعرّض لصيحات استهجان من الجماهير خلال الخسارة على أرضه أمام ولفرهامبتون، وجاء الانتصار على أستون فيلا بمثابة فرصة له للرد على منتقديه حيث قال: «على الجماهير أن تعلم أن تشيلسي الحالي ليس هو الذي كان قبل 20 عاماً، نحن نقوم بمشروع إصلاحي يحتاج لوقت لكي تظهر آثاره».
وتفوّق تشيلسي على أستون فيلا، الذي يشارك في السباق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، متقدماً عليه بفارق 15 نقطة، بشكل كبير من البداية إلى النهاية لتتبخر آمال صاحب الأرض في الكأس.
وتقدم تشيلسي بهدفَي كونور غالاغر، ونيكولاس جاكسون في الشوط الأول، قبل أن يضيف إنزو فرنانديز من ركلة حرة رائعة الهدف الثالث مع بداية الشوط الثاني. وشكّل هدف موسى ديابي قبل النهاية العزاء الوحيد لأصحاب الأرض في هذه الأمسية.
ويصر بوكيتينو على أنه لا يمكن مقارنة فريقه الحالي بتشيلسي المهيمن خلال عصر المالك الروسي رومان أبراموفيتش، الذي فاز بـ5 ألقاب دوري ممتاز ، على الرغم من إنفاق أكثر من مليار جنيه إسترليني في صفقات لاعبين تحت قيادة المالك الأميركي الجديد تود بوهلي. وخلال هذا الموسم ومع تردي النتائج ما لبثت جماهير تشيلسي أن تمر مباراة في ملعب «ستامفورد بريدغ» إلا وتتغنى باسم المالك السابق أبراموفيتش، مع صفير استهجان لبوكيتينو. وقال المدرب الأرجنتيني: «نحن بحاجة إلى إيقاف هذا، على الجمهور أن يدرك أننا ليس تشيلسي القديم، نحن بحاجة إلى المضي قدماً ونحتاج إلى إكمال هذا المشروع. لا يهمني إذا كان الناس سعداء أو غير راضين عن خطابي. أنا أهتم بالنادي، أهتم باللاعبين، أريد مساعدة الفريق». وأضاف: «سوف نقاتل، لا يهمني ما يقوله الجمهور، لست حزيناً أو سعيداً أكثر بعد الفوز على فيلا؛ لأننا نمتلك الخبرة، وهذا النوع من المشروعات يحتاج إلى الوقت والثقة. لبناء فريق للتحدي تحتاج إلى إصلاح كثير من الأشياء، وتحتاج إلى المراقبة والتحليل والمنافسة». وأوضح: «نحن نبني مشروعاً قد يستغرق عاماً أو عامين أو ثلاثة أعوام. يمكنك أن ترى أننا كنا على استعداد للقتال، نحن نقاتل من أجل الجماهير والشارة والجهاز الفني. التحدي الآن هو أن نكون متسقين».
وكان المؤتمر الصحافي لبوكيتينو قبل المباراة قد شهد تساؤلات حول ما إذا كان ملاك النادي سيواصلون دعمه ومساندته مع احتلال فريقه المركز الـ11 في الدوري على الرغم من الإنفاق الهائل على التعاقدات.
ومن الغريب أن مدرب توتنهام هوتسبير وباريس سان جيرمان السابق تعرض أيضاً لانتقادات من زوجة مدافعه البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا، وهو ما انتقل لوسائل التواصل الاجتماعي، داعية إلى التغيير بعد الهزيمة 4 - 2 أمام ولفرهامبتون.
وظل المخضرم سيلفا على مقاعد البدلاء في «فيلا بارك»، لكن المدافعين الشباب في تشكيلة بوكيتينو قدموا أخيراً هذا النوع من العروض المتسقة التي افتقر لها الفريق هذا الموسم. وردّ بوكيتينو على سؤال عمّا إذا كان الأداء أمام فيلا هو الأفضل منذ توليه المسؤولية الصيف الماضي قائلاً: «أعتقد ذلك. أنا سعيد للغاية بالأداء. الأمر يتعلق بالصلابة والثبات، وهذا هو الأمر الأصعب بالنسبة لفريق شاب للوصول للتوازن».
وسيستضيف تشيلسي، الفائز بكأس الاتحاد الإنجليزي 8 مرات، ليدز يونايتد في الدور الخامس في إعادة لنهائي عام 1970.
وتأهل نوتنغهام فورست إلى الدور الخامس أيضاً بعد فوزه بركلات الترجيح على فريق بريستول سيتي المنتمي للدرجة الثانية بعد التعادل 1 - 1 على ملعب «سيتي غراوند». وسيستضيف فورست منافسه مانشستر يونايتد في الدور المقبل.
وكان موسم تشيلسي في الدوري سيئاً وفقاً لمعايير النادي، لكنه وصل إلى نهائي كأس الرابطة، حيث سيلاقي ليفربول في وقت لاحق من هذا الشهر.
وعلى الرغم من أن هذا الانتصار لن يخفف الأضواء المسلطة على بوكيتينو، فإن أداء تشيلسي في ملعب فيلا قد يشكّل نقطة تحوّل للفريق فيما هو متبقٍ من الموسم. وقال بن تشيلويل مدافع تشيلسي: «كان هذا بالضبط رد الفعل الذي أردناه ونحتاج إليه... تهانينا للاعبين جميعاً. أردنا هذا الضغط ونجحنا في تحقيق ذلك. كانت الثقة قبل المباراة في غرفة الملابس هي الأعلى على الإطلاق».