الدوري الإنجليزي: غزارة تهديفية وصراع غير مسبوق على القمة

متوسط عدد الأهداف لكل مباراة بلغ 3.2 مقارنة بـ2.85 الموسم الماضي

مباراة نيوكاسل ولوتون تاون شهدت 8 أهداف في أعلى نسبة بالجولة الثالثة والعشرين (رويترز)
مباراة نيوكاسل ولوتون تاون شهدت 8 أهداف في أعلى نسبة بالجولة الثالثة والعشرين (رويترز)
TT

الدوري الإنجليزي: غزارة تهديفية وصراع غير مسبوق على القمة

مباراة نيوكاسل ولوتون تاون شهدت 8 أهداف في أعلى نسبة بالجولة الثالثة والعشرين (رويترز)
مباراة نيوكاسل ولوتون تاون شهدت 8 أهداف في أعلى نسبة بالجولة الثالثة والعشرين (رويترز)

تم تسجيل 41 هدفاً في تسع مباريات يومي السبت والأحد بالمرحلة الثالثة والعشرين للدوري الإنجليزي قبل ختام الجولة بلقاء مانشستر سيتي وبرنتفورد، وهو ما يعني الاتجاه التصاعدي في متوسط عدد الأهداف مقارنة بالموسم الماضي.

ولم تشهد مباريات هذه المرحلة أي تعادل سلبي، وسجل معظم الفرق حتى التي تعرضت للخسارة أهدافاً. وافتتحت المرحلة بتعادل مثير بين إيفرتون وتوتنهام 2 - 2، تلاه تعادل أكثر إثارة بين نيوكاسل يونايتد ولوتون تاون 4 - 4 في أكثر مباريات الجولة تهديفاً. وتواصلت النتائج الإيجابية الكبيرة بفوز أستون فيلا على مضيفه شيفيلد يونايتد 5 - 0، وسقوط تشيلسي بملعبه أمام ولفرهامبتون 2 - 4، وانتصار برايتون على كريستال بالاس 4 - 1، وآرسنال على ليفربول 3 - 1، ومانشستر يونايتد على وست هام 3 - 0، بينما تعادل بيرنلي مع فولهام 2 - 2، وكانت أقل المباريات تهديفاً التي انتهت بتعادل بورنموث مع نوتنغهام فورست 1 - 1.

يُذكر أن أكبر عدد من الأهداف المسجلة على الإطلاق في جولة كاملة من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز هو 44 هدفاً في سبتمبر (أيلول) 2020.

وبعيداً عن الأرقام، فقد أشعل فوز آرسنال على ليفربول السباق على القمة، بعد أن قلص الفارق بينه وبين المتصدر إلى نقطتين فقط، بينما أصبحت الطريق ممهدة لمانشستر سيتي حامل اللقب لاستعادة الريادة.

أرتيتا يأمل أن يقلب آرسنال سباق القمة (أ.ب)

ويعتقد الإسباني ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال أن فريقه جاهز لإحداث بعض الفوضى في سباق التتويج باللقب، وقال: «بالتأكيد نحن نوجد في سباق التتويج باللقب، ونريد أن نستمر في المنافسة حتى النهاية».

وأضاف «أداؤنا كان ثابتاً طوال الموسم، وهو ما أدى إلى ما نحن فيه حالياً. نتعامل مع كل مباراة على حدة، وستكون جاهزية الفريق عاملاً حاسماً، تعلمنا الدرس من الموسم الماضي، دعونا نحاول القيام بذلك».

وعن الفوز على ليفربول أوضح: «كانت مباراة استثنائية. أداء مذهل من اللاعبين ومن جماهيرنا. كانت هذه أفضل أجواء رأيتها طوال الموسم. كان علينا الارتقاء لمستوى مختلف لمواكبة متطلبات المنافسة على القمة... أعتقد أن اللاعبين قدموا كل ما لديهم». وقال أرتيتا: «تحقيق ثلاثة انتصارات على التوالي والطريقة التي حققنا بها هذه النتائج يمنحنا دفعة، عدنا للمنافسة، نحن متحمسون حقاً».

في المقابل رفض الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول إلقاء اللوم على مدافعه الهولندي فيرجيل فان دايك وحارس المرمى البرازيلي أليسون، رغم الخطأ الكوميدي الذي ارتكبه الثنائي في الهدف الثاني لآرسنال، وكان وراء الخسارة 3 - 1.

وتردد فان دايك تحت ضغط الجناح البرازيلي غابرييل مارتينيلي في الدقيقة 67 عندما أخفق الأول في التعامل مع تمريرة طويلة قبل أن يخرج أليسون من مرماه في قرار متسرع دون أن يفلح في تشتيت الكرة ليودعها نجم آرسنال في الشباك من مسافة قريبة، مانحاً فريقه التقدم 2 - 1.

ونال الهدف من عزيمة ليفربول المتصدر قبل أن يزيد ليناردو تروسار غلة آرسنال في الوقت المحتسب بدل الضائع ليتجرع فريق كلوب متصدر الدوري ثاني خسارة في المسابقة هذا الموسم.

وقال كلوب: «كنا ندخل في أجواء المباراة، في الشوط الثاني وسنحت لنا فرص، وبعدها استقبلنا ذلك الهدف. لا بد أن ندرك أن اللاعبين بشر، لم نكن في يومنا».

وأضاف «عموماً، يمكننا أن نقر بأن آرسنال يستحق النقاط الثلاث. كانت الظروف غريبة بعض الشيء. سجلوا أهدافاً وتفوقوا علينا كثيراً. يجب أن نقدم أداء أفضل، هذا جلي».

واعترف فان دايك، أحد رجالات كلوب، بتحمل مسؤولية الهدف الثاني، وقال: «بالطبع مثل هذه الأمور لا تحدث كثيراً في مسيرتي، لكنني سأتعافى من الواقعة. إنها مباراة تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، لا أبحث عن أعذار. كان علي اتخاذ قرار أفضل، الأمر يؤلمني».

وإذا كان آرسنال انتفض، فإن أستون فيلا عاد أيضاً لأفضل مستوياته، وأنذر منافسيه بأنه ليس مستبعداً من سباق اللقب بفوزه 5 - صفر على شيفيلد يونايتد. وأصبح فيلا، الذي لم يحقق أي فوز في الدوري خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، أول فريق خارج أرضه يسجل أربعة أهداف في أول 30 دقيقة من مباراة بالدوري الممتاز منذ أكثر من 12 عاماً. ودفعت نتيجة الشوط الأول 4 - صفر البعض للتساؤل ما إذا كان الرقم القياسي لأكبر انتصار في الدوري الممتاز، وهو 9 - صفر الذي يتقاسمه مانشستر يونايتد وليفربول وليستر سيتي، قد يتحطم قبل صفارة النهاية. وكان من نتاج هذه النتيجة تأكيد أن شيفيلد يونايتد المتذيل ليس بمقدوره مقارعة فرق الدوري الممتاز في أول موسم له بعد الصعود، حيث بات مهدداً بقوة للهبوط. واعتذر كريس وايلدر مدرب شيفيلد عن أداء فريقه، وقال: «تفوقوا علينا في كل الجوانب. في هذا الدوري إذا لم تقاتل فسوف يضعونك في حالة ثبات ويُجهزون عليك».

وكشفت الجولة أيضاً ضبابية الرؤيا لمشروع تشيلسي التجديدي، حيث أطلقت جماهيره صافرات الاستهجان ضد لاعبيها بعد المباراة الثانية خلال أسبوع التي يتلقى فيها الفريق أربعة أهداف بالخسارة (2 - 4 أمام ولفرهامبتون)، ومن الواضح أن الضغط يتصاعد على المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.

النتائج السلبية لتشيلسي على ملامح بوكيتينو (رويترز)

وخسر تشيلسي 4 - 1 من ليفربول الأربعاء، ثم سقط 4 - 2 على ملعبه أمام ولفرهامبتون ليتغنى بعض المشجعين باسم المدرب البرتغالي السابق جوزيه مورينيو.

وقال بوكيتينو: «التصور هو أن تشيلسي يجب أن يكون في وضع مختلف، ولكن لظروف متعددة، لم نتمكن من تحقيق ذلك. أحد الأسباب ربما لأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية».

ويتردد بشكل متكرر أن بوكيتينو يبني مشروعاً جديداً في ستامفورد بريدج، لكن مع هذه النفقات الضخمة على التعاقدات - مليار جنيه إسترليني منذ تولي الأميركي تود بولي المسؤولية - فإن هذه الحجة باتت واهية.

وفي ظل استعداد الفريق لمباراة الإعادة في الدور الرابع من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام أستون فيلا غداً (الأربعاء)، ثم مواجهة كريستال بالاس ومانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي، واقتراب نهائي كأس الرابطة الإنجليزية أمام ليفربول، فإن شهر فبراير (شباط) قد يكون حاسماً في تحديد مصير بوكيتينو.

إلى ذلك ومع الشعور ببوادر استفاقة في فريق مانشستر يونايتد باستعادة كامل عناصره بعد معاناة مع الإصابات هذا الموسم، جاء خروج المدافع الأرجنتيني الصلب ليساندرو مارتينيز قرب نهاية اللقاء أمام وست هام الذي فاز فيه يونايتد 3 - صفر بمثابة ضربة قوية للفريق. وفي مباراته الرابعة فقط بعد تعافيه من جراحة في القدم، غادر مارتينيز الملعب متألماً من إصابة في ركبته خلال الشوط الثاني، ورغم أن المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ لم يوضح تفاصيلها، فإنه أعرب عن خشيته من إصابة خطيرة.

وقال تن هاغ: «لا يبدو أنها جيدة، إنه حزين جداً ومحبط للغاية. نحن جميعاً نتعاطف معه. أولاً وقبل كل شيء، إنها كارثة شخصية عندما يكون الأمر سيئاً للغاية. ولكن بالنسبة للفريق، فالأمر سيئ أيضاً لأنه يمنحنا الكثير».

وعاد مارتينيز ولوك شو وهاري مغواير والبرازيلي كاسيميرو مؤخراً من غيابات طويلة بسبب الإصابة.

وفي توتنهام يشعر المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو أن فريقه أهدر فوزاً مستحقاً بالتعادل 2 - 2 مع مضيفه إيفرتون، في لقاء هاجم فيه التحكيم. ويرى بوستيكوغلو أن الحكم مايكل أوليفر فشل في حماية جوليلمو فيكاريو حارس مرمى فريقه وجعل الأخطاء «مجانية للجميع»، ولكن في الحقيقة بدا الحارس متردداً وحريصاً على تحقيق أقصى استفادة من أي احتكاك، بدلاً من التركيز على المهمة الموكلة إليه.

وعلى توتنهام السعي لحل أزمة حراسة مرماه بعدما بات واضحاً أنه الحلقة الأضعف في تشكيلة بوستيكوغلو الساعي لتأمين مكان بالمربع الذهبي.

في المقابل اعترف إيفرتون أن هدف الفريق الرئيسي كان تضييق الخناق على فيكاريو في الركلات الثابتة والضغط عليه من خلال القوة البدنية وأي طريقة قانونية ممكنة لاستغلال هفواته في الكرات العالية.

ونجح الأمر بالفعل، إذ جاء هدف إيفرتون الأول في التعادل 2 - 2 على ملعب جوديسون بارك من ركلة ركنية تأثر فيها فيكاريو بالضغط ولم يكن مرتاحاً طوال المباراة. واعترف جاريد برانثويت، الذي سجل هدف التعادل لإيفرتون، أنهم اكتشفوا نقاط ضعفه قبل المباراة.


مقالات ذات صلة

«البريمرليغ»: نيوكاسل يكتسح ولفرهامبتون... وبالاس يواصل تألقه

رياضة عالمية فرحة لاعبو نيوكاسل بأحد أهدافهم الثلاثة في مرمى ولفرهامبتون (رويترز)

«البريمرليغ»: نيوكاسل يكتسح ولفرهامبتون... وبالاس يواصل تألقه

سجل ألكسندر إيساك للمباراة الثامنة تواليا في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بعدما أحرز ثنائية ليقود نيوكاسل يونايتد لفوز سهل 3-صفر على ضيفه ولفرهامبتون.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل)
رياضة عالمية لاعبو أرسنال يحتفلون بهدفهم الثاني في مرمى توتنهام (رويترز)

«البريمرليغ»: أرسنال يهزم توتنهام ويقلص الفارق مع ليفربول

قلص أرسنال الفارق عن ليفربول المتصدر الى 4 نقاط بفوزه على جاره توتنهام 2-1 في ديربي شمال لندن الاربعاء على استاد الامارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية تريفوه تشالوباه (الشرق الأوسط)

تشيلسي يستعيد مدافعه تشالوباه من بالاس

قطع تشيلسي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إعارة مدافعه تريفوه تشالوباه إلى فريق كريستال بالاس جاره في العاصمة لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ساعد ووكر سيتي على تحقيق 17 لقباً بما في ذلك 6 ألقاب في الدوري الإنجليزي وأول لقب له في دوري أبطال أوروبا (رويترز)

كايل ووكر الموهوب والصحافة الصفراء المغرضة

بينما يستعد ووكر للرحيل عن النادي الذي حوله إلى بطل فمن الصعب ألا نشعر بأنه يستحق ما هو أفضل من ذلك!

رياضة عالمية سفين غوران إريكسون (رويترز)

مدرب إنجلترا السابق إريكسون مات غارقاً في الديون

توفي السويدي سفين جوران إريكسون، أول مدرب أجنبي يقود منتخب إنجلترا لكرة القدم، غارقاً في ديون تجاوزت 3.8 مليون جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)

يوفنتوس يعزز دفاعاته بالبرتغالي كوستا... ويقترب من مواني

ألبرتو كوستا (الشرق الأوسط)
ألبرتو كوستا (الشرق الأوسط)
TT

يوفنتوس يعزز دفاعاته بالبرتغالي كوستا... ويقترب من مواني

ألبرتو كوستا (الشرق الأوسط)
ألبرتو كوستا (الشرق الأوسط)

أعلن نادي يوفنتوس الإيطالي لكرة القدم رسمياً، الأربعاء، عن تعاقده مع المدافع البرتغالي ألبرتو كوستا، بانتظار إتمام صفقة المهاجم الدولي الفرنسي راندال كولو مواني، الذي وصل إلى تورينو متأخراً مساء اليوم بعد مشكلة في الطائرة.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، دفع يوفنتوس 12.5 مليون يورو لضم كوستا (21 عاماً) من فيتوريا غيمارايش، مع إمكانية ارتفاع قيمة الصفقة إلى 15 مليون يورو مع المكافآت.

ووقع كوستا عقداً حتى يونيو (حزيران) 2029، وسيعزز المدافع الذي خاض 10 مباريات في الدوري البرتغالي هذا الموسم، دفاع يوفنتوس الذي تأثر بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرض لها البرازيلي بريمر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حيث انتهى موسمه على إثرها.

لكن أهمية التعاقد مع كوستا تكمن في الاستثمار بالمستقبل بالنسبة للنادي الذي يعمل منذ سنوات عدة على «تشبيب» فريقه بوتيرة قوية، على غرار اهتمامه بالتعاقد مع المهاجم الدولي الفرنسي كولو مواني، الذي كان من المتوقع في البداية أن يتم الإعلان عن ضمه رسمياً من صفوف باريس سان جيرمان على شكل إعارة لمدة ستة أشهر دون خيار الشراء، الأربعاء، ولكن تم تأجيل ذلك إلى غد الخميس.

ووصل مهاجم نانت السابق الذي لم يلعب كثيراً مع الفريق الأول هذا الموسم، إلى مطار تورينو نحو الساعة 7:30 مساءً، وهو وقت متأخر جداً كي يخضع للفحص الطبي الروتيني قبل التوقيع على عقده.

ولم يشارك كولو مواني (27 عاماً) سوى في عشر مباريات بالدوري هذا الموسم، ولم يعد ضمن خطط الإسباني لويس إنريكي مدرب النادي الباريسي الذي دفع 95 مليون يورو في صيف 2023 لضمه من أينتراخت فرانكفورت الألمانية.

وسيعزز كولو مواني (27 مباراة دولية و8 أهداف) خط الهجوم فريق السيدة العجوز الذي يعتمد بشكل كبير على الصربي دوشان فلاهوفيتش غير الثابت في مستواه، والمحروم من خدمات مهاجمه الدولي البولندي أركاديوش ميليك منذ أشهر عدة بسبب إصابة في الركبة.