الجزائر لاستعادة ذكريات 2019... والسنغال للحفاظ على لقبها

بلماضي يغير استراتيجيته وسيسيه يعتمد على كتيبة من النجوم بقيادة ماني في كأس أمم أفريقيا

المنتخب السنغالي أكد تفوقه القاري بالتتويج بلقب كأس افريقيا 2021 (أ ف ب)
المنتخب السنغالي أكد تفوقه القاري بالتتويج بلقب كأس افريقيا 2021 (أ ف ب)
TT

الجزائر لاستعادة ذكريات 2019... والسنغال للحفاظ على لقبها

المنتخب السنغالي أكد تفوقه القاري بالتتويج بلقب كأس افريقيا 2021 (أ ف ب)
المنتخب السنغالي أكد تفوقه القاري بالتتويج بلقب كأس افريقيا 2021 (أ ف ب)

عندما تتوجه إلى كوت ديفوار لخوض منافسات كأس أمم أفريقيا، تأمل الجزائر أن تستعيد ذكريات نسخة مصر 2019 عندما توجت باللقب الثاني في تاريخها بعد انتظار دام 29 عاماً، فيما تتطلع السنغال بقيادة المدرب سيسيه والنجم ساديو ماني للحفاظ على اللقب وإثبات جدارتهم بالقارة السمراء.

كان المتابعون لكرة القدم الأفريقية يرشحون الجزائر للاحتفاظ بلقب كأس الأمم لكرة القدم قبل انطلاق النسخة الماضية في الكاميرون، لكن يبدو أن تطلعات جمال بلماضي المعلنة وضعت ضغطا لم يتحمله فريقه ليغادر مبكرا من دور المجموعات ليغير مدرب «الخضر» استراتيجيته مستخدما مناورة قبل خوض المنافسات في كوت ديفوار.

بلماضي مدرب الجزائر وطموح في الفوز بلقب جديد (ا ف ب)

هذه المرة لم يرشح بلماضي الجزائر للفوز باللقب عكس ما أعلنه قبل البطولة الماضية، مفضلا تونس والمغرب ومصر من المنتخبات العربية.

ويرى المتابعون أن تغيير نهج بلماضي يأتي لإبعاد الضغط عن فريقه وعدم تقديم وعد مبكر لجماهير بلاده بالمنافسة على اللقب، لكن الهدف غير المعلن سيكون العودة لمنصات التتويج تعويضا للخروج المبكر في النسخة الماضية وعدم بلوغ كأس العالم 2022 بعد الخسارة أمام الكاميرون في مباريات الدور الأخير المؤهلة للبطولة التي أقيمت في قطر.

وجاءت اختيارات المدرب الفائز بكأس الأمم 2019 معتمدة على عناصر الخبرة مثل الحارس رايس مبولحي وثنائي الدفاع يوسف عطال ورامي بن سبعيني ولاعب الوسط إسماعيل بن ناصر وسفيان فيغولي بجانب القائد رياض محرز والمهاجم بغداد بونجاح.

وإلى جانب هذه المجموعة من أصحاب الخبرة التي قال عنها بلماضي إن الجزائر تحتاجها في البطولة ضم أيضا شبابا واعدا من الذين فضلوا اللعب لبلدهم الأصلي رغم ازدواج الجنسية مثل فارس شايبي ورامز زروقي أو من سبق له تمثيل منتخبات أخرى في مراحل الناشئين مثل ياسر لعروسي الذي لعب مع شباب فرنسا‭‭‭‭‭‭‭‬ ،

وريان آيت نوري، وحسام عوار الذي لعب للمنتخب الفرنسي الأول واستفاد من قوانين الاتحاد الدولي (فيفا) ليغير جنسيته الرياضية، لكن الجزائر تلقت ضربة بإعلان غياب المهاجم أمين غويري عن البطولة للإصابة بعد ضمه للقائمة النهائية.

وتجنبت الجزائر الخسارة خلال عشر مباريات العام الماضي التي فازت فيه في سبع مرات، لكن هذه الأرقام قد تكون خادعة بعدما بدأ فريق بلماضي البطولة الماضية وهو لم يهزم في 34 مباراة، وعلى بعد ثلاث مباريات من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم إيطاليا، لكنه تعرض لخسارة صادمة أمام غينيا الاستوائية بعد تعادله سلبيا أمام سيراليون في افتتاحية المنافسات التي استضافتها الكاميرون.

ولم يسبق للجزائر أن فازت بكأس الأمم بعيدا عن شمال أفريقيا، حيث حققت أول ألقابها عام 1990 على أرضها وانتظرت 29 عاما حتى حصدت النجمة الثانية في مصر. وتلعب الجزائر في المجموعة الرابعة المتوازنة عندما تفتتح مبارياتها أمام أنغولا قبل اللعب أمام بوركينا فاسو ثم تختتم دور المجموعات بمواجهة موريتانيا التي تشهد طفرة كروية مؤخرا. ويقود رياض محرز الجزائر على أمل رفع الكأس للمرة الثانية وأملا في استكمال رحلة إنجازاته بعد المساهمة في تحقيق فريقه السابق مانشستر سيتي لثلاثية الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي قبل الانتقال إلى الأهلي السعودي الصيف الماضي.

ويأمل الجناح البالغ عمره 32 عاما في القيام بدور حاسم مثل عام 2019 حين سجل هدفا في الوقت بدل الضائع لتفوز الجزائر 2 - 1 على نيجيريا وتتقدم إلى النهائي قبل الفوز على السنغال، ليعوض فشله في تسجيل أي هدف في النسخة الماضية مع إهدار ركلة جزاء في الخسارة 3 - 1 أمام كوت ديفوار.

وأسهم محرز في 15 هدفا خلال 19 مباراة مع الأهلي في الدوري السعودي للمحترفين ويستهدف مواصلة تقديم الأداء نفسه وسط مساندة محمد أمين عمورة الذي يعد النجم الصاعد في عالم الكرة الجزائرية. ويعيش المهاجم البالغ عمره 23 عاما حالة من التألق مع يونيون سان غيلواز البلجيكي الذي انضم له الصيف الماضي قادما من لوغانو السويسري. وسجل أمين عمورة 13 هدفا خلال 15 مباراة في الدوري البلجيكي، بالإضافة لهدفين خلال ست مباريات في الدوري الأوروبي ليكون ضمن أبرز المواهب المبشرة التي تشارك في كأس الأمم.

لكن انطلاقة عمورة، الذي سجل خمسة أهداف دولية خلال 19 مباراة، ستتأخر بعد تأكد غيابه عن مباراة أنغولا للإيقاف بسبب تراكم البطاقات.

إلى ذلك يبحث المنتخب السنغالي عن تأكيد زعامته للقارة السمراء، بعدما توج بلقب النسخة الأخيرة من البطولة في الكاميرون، ولم يكتف بذلك، حيث فاز كذلك بكأس الأمم للشباب لأقل من 20 عاما وللناشئين أقل من 17 عاما، كما حصل على كأس الأمم الأفريقية للمحليين، التي جرت بالجزائر في فبراير (شباط) الماضي، في إثبات للتفوق في السنوات الأخيرة على المستويات كافة.

وسيبدأ المنتخب السنغالي حملة الدفاع عن لقبه من المجموعة الثالثة، بمواجهة جامبيا يوم 15 يناير (كانون الأول) الحالي، ثم يلتقي الكاميرون في قمة مباريات المجموعة بعدها بأربعة أيام، قبل أن ينهي الدور بلقاء غينيا يوم 23 من الشهر ذاته.

ويتسلح المنتخب السنغالي بخدمات نجمه الكبير ساديو ماني، مهاجم ليفربول الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني السابق، واللاعب الحالي للنصر السعودي، إلى جانب نيكولاس جاكسون، مهاجم تشيلسي الإنجليزي وإدوارد ميندي، حارس تشيلسي السابق والأهلي السعودي الحالي. وتبلغ القيمة التسويقية للمنتخب السنغالي 270.40 مليون يورو، ويتصدر بابي ماتار سار لاعب توتنهام الإنجليزي قائمة اللاعبين الأعلى قيمة تسويقية بمبلغ 35 مليون يورو متشاركا مع نيكولاس جاكسون. وشارك المنتخب السنغالي، الذي يحتل المركز 20 عالميا بتصنيف (فيفا)، للمرة الأولى في نهائيات أمم أفريقيا عام 1965 في تونس وحصل على المركز الرابع، قبل أن يخرج من دور المجموعات في النسخة التالية في إثيوبيا عام 1968.

وانتظرت السنغال حتى نسخة عام 1986 في مصر من أجل المشاركة في البطولة مجددا بعد سنوات طويلة من الغياب، وخرجت من الدور الأول في مجموعة ضمت مصر، البلد المضيف، وكوت ديفوار وموزمبيق.

وجاءت الفرصة لتحقيق إنجاز في البطولة، حينما استضافت السنغال نسخة عام 1992 على أرضها، لكن الفريق خرج من دور الثمانية على يد الكاميرون، وتعرض للمصير ذاته في النسخة التالية بعد عامين في تونس أمام زامبيا. وغاب المنتخب السنغالي عن نسختي 1996 و1998، وفي عودته للمشاركة في نسخة عام 2000 لم يقدم الكثير وخرج من دور الثمانية. وكانت نسخة عام 2002 في مالي بمثابة طفرة تاريخية للكرة السنغالية، حيث قاد المدرب الفرنسي الراحل برونو ميتسو كتيبة من النجوم بقيادة الحاج ضيوف وبوبا ديوب وخليلو فاديجا وأليو سيسيه (المدير الفني الحالي)، إلى نهائي البطولة قبل الخسارة أمام الكاميرون بضربات الترجيح.

وفي نسخ البطولة ما بين عامي 2004 وحتى النسخة الماضية، خسر المنتخب السنغالي النهائي مرة واحدة في عام 2019 في مصر أمام الجزائر، وفاز بلقب النسخة الماضية، وخرج من دور المجموعات في ثلاث نسخ متتالية (2008 و2012 و2015) فيما خرج من دور الثمانية في نسخة عام 2017 بالجابون. ويتسلح المنتخب السنغالي بكتيبة من أصحاب الخبرة الذين تألقوا في مونديال قطر 2022، للمضي في طريق الاحتفاظ باللقب.


مقالات ذات صلة

«كأس إيطاليا»: بولونيا إلى ربع النهائي

رياضة عالمية فرحة لاعبي بولونيا بالفوز على مونزا في كأس إيطاليا (إ.ب.أ)

«كأس إيطاليا»: بولونيا إلى ربع النهائي

بلغ بولونيا ربع نهائي مسابقة كأس إيطاليا لكرة القدم بفوزه الكبير الثلاثاء على ضيفه مونزا 4-0.

«الشرق الأوسط» (بولونيا)
رياضة عالمية المكسيكي إسرائيل فاسكيز بطل العالم 3 مرات (رويترز)

وفاة الملاكم المكسيكي فاسكيز بطل العالم 3 مرات

أعلن ماوريسيو سليمان، رئيس مجلس الملاكمة العالمي، الثلاثاء، وفاة المكسيكي إسرائيل فاسكيز بطل العالم 3 مرات في وزن فوق الديك عن عمر يناهز 46 عاماً.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
رياضة سعودية الأمير فهد بن جلوي لحظة تسلمه جائزة الرياضة والسلام في موناكو (الشرق الأوسط)

موناكو: السعودية تفوز بجائزة الرياضة والسلام

كرّمت منظمة الرياضة والسلام، الثلاثاء، القطاع الرياضي السعودي بجائزة «السلام والرياضة».

«الشرق الأوسط» (موناكو)
رياضة عربية ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي (رويترز)

الخليفي: سان جيرمان لا يفكر في ضم صلاح

وضع ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي حداً للإشاعات بشأن التفكير في ضم محمد صلاح.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ملعب هارد روك بميامي يحتضن افتتاح كأس العالم للأندية بشكلها الجديد (رويترز)

كأس العالم للأندية: الهلال ثالثاً… واستثناء أوروبا من مواجهات فرق القارة الواحدة

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الثلاثاء، عن إجراءات قرعة كأس العالم للأندية 2025 وتصنيف الفرق المشاركة في البطولة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

ماريسكا: أريد المزيد!

الإيطالي إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)
الإيطالي إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)
TT

ماريسكا: أريد المزيد!

الإيطالي إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)
الإيطالي إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

نجح لاعبو تشيلسي في تطبيق طريقة لعب إنزو ماريسكا بشكل أسرع مما توقعه المدرب الإيطالي، لكنه قال، الثلاثاء، إن الفريق لا يزال لديه مجال للتحسن، قبل مواجهة ساوثامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الأربعاء.

وتولى ماريسكا المسؤولية في وقت سابق هذا العام، وتم تكليفه بإعادة تشيلسي إلى دوري أبطال أوروبا بعد احتلال المركز السادس الموسم الماضي والمركز الـ12 موسم 2022 - 2023.

ويحتل تشيلسي المركز الثالث في الدوري حالياً برصيد 25 نقطة من 13 مباراة، متساوياً مع آرسنال صاحب المركز الثاني ويتأخر بفارق تسع نقاط عن ليفربول المتصدر.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان مندهشاً من الأداء الجيد الذي يقدمه فريقه، قال ماريسكا: «بالتأكيد. ما زلت أعد هذه مهمة كبيرة، لكن هذا لا يعني أنك لا تفكر في القيام بالأشياء الصحيحة. من حيث التوقعات، نحن متقدمون على توقعاتي في طريقة لعبنا وكذلك النتائج. بدأنا منذ أربعة أو خمسة أشهر؛ إنه وقت مبكر للغاية وللغاية جداً وفترة قصيرة معاً. لكن أفضل شعور لدي هو أن هناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها بشكل أفضل وأننا نسير في الاتجاه الصحيح».

ويسعى تشيلسي إلى تمديد مسيرته الخالية من الهزيمة في خمس مباريات متتالية بالدوري عندما يلعب على أرض ساوثامبتون متذيل الترتيب، لكن ماريسكا حذر من أن ترتيب النادي الواقع على الساحل الجنوبي في الدوري لا يعبر عن مستواه الفعلي.

وبذل ليفربول ومانشستر سيتي جهوداً كبيرة لتحقيق فوز صعب على ساوثامبتون في الأسابيع الأخيرة، بينما تمكن فريق المدرب راسل مارتن أيضاً من التعادل مع برايتون صاحب المركز الرابع في مباراته الأخيرة بالدوري يوم الجمعة الماضي.

وقال المدرب الإيطالي: «نحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين وإلا فسيكون يوماً سيئاً بالنسبة لنا والسبب في ذلك هو أنه إذا قمت بتحليل النتائج فهي موجودة. أعرف الطريقة التي يلعبون بها منذ العام الماضي - عندما كنت في دوري الدرجة الثانية - أعرفهم جيداً. إنهم شجعان للغاية ومن الواضح جداً ما يريدونه، يريدون الاحتفاظ بالكرة ونحن نريد الشيء نفسه».

وأضاف ماريسكا أن المدافع ويسلي فوفانا، الذي خرج من الملعب خلال فوز تشيلسي 3 - صفر على أستون فيلا يوم الأحد الماضي، سيغيب عن الملاعب لعدة أسابيع بسبب إصابة في عضلات الفخذ الخلفية.

وسيكون غياب فوفانا مؤثراً بشكل كبير، إذ نجح المدافع الفرنسي في بناء شراكة قوية مع ليفي كولويل في قلب دفاع تشيلسي.

وقال ماريسكا: «نحن بحاجة للانتظار قليلاً ونأمل في أن نتمكن من الحصول على المزيد من الأخبار في الأيام المقبلة. لكن من المؤكد أنه سيغيب عن الملاعب الأسابيع المقبلة. الأمر يعتمد على خطة اللعب، قد يكون بنوا (بادياشيل) أحد الحلول، لكن نملك لاعبين مختلفين يمكنهم اللعب هناك. إنها خسارة كبيرة لأن ويس كان يؤدي بشكل رائع في كل مباراة، لكن يتعين علينا تقبل الأمر وإيجاد حل».