لماذا أصبح مانشستر سيتي المرشح الأوفر حظاً للفوز بلقب الدوري الإنجليزي؟

حامل اللقب ليس في أفضل حالاته حالياً لكنّ آرسنال وليفربول يعانيان نقاط ضعف واضحة

على الرغم من الشعور بأن  سيتي لا يزال بعيداً عن أفضل حالاته فإنه  حقق الفوز في 6 من آخر7 مباريات (رويترز)
على الرغم من الشعور بأن سيتي لا يزال بعيداً عن أفضل حالاته فإنه حقق الفوز في 6 من آخر7 مباريات (رويترز)
TT

لماذا أصبح مانشستر سيتي المرشح الأوفر حظاً للفوز بلقب الدوري الإنجليزي؟

على الرغم من الشعور بأن  سيتي لا يزال بعيداً عن أفضل حالاته فإنه  حقق الفوز في 6 من آخر7 مباريات (رويترز)
على الرغم من الشعور بأن سيتي لا يزال بعيداً عن أفضل حالاته فإنه حقق الفوز في 6 من آخر7 مباريات (رويترز)

كان الفائز الوحيد في فترة ما بعد أعياد الميلاد هو مانشستر سيتي، حيث لم يقتصر الأمر على حصوله على لقب بطولة كأس العالم للأندية بعد فوزه على كل من أوراوا ريد دايموندز الياباني وفلومينينسي البرازيلي، لكنه عاد إلى إنجلترا ليجد أنه لم ينجح أي فريق في استغلال فترة غيابه عن الساحة المحلية. وبعدما حقق مانشستر سيتي الفوز على إيفرتون وشيفيلد يونايتد، أصبح على بُعد خمس نقاط فقط عن الصدارة، مع العلم بأنه تتبقى له مباراة مؤجلة.

وعلى الرغم من الشعور بأن مانشستر سيتي لا يزال بعيداً عن أفضل حالاته، إلا أنه حقق الفوز في 6 من آخر 7 مباريات في جميع المسابقات، ولن يلعب مع فريق آخر من الفرق التي تحتل المراكز الثمانية الأولى في جدول الترتيب حتى ديربي مانشستر في نهاية الأسبوع الأول من شهر مارس (آذار) المقبل. وعلاوة على ذلك، من المفترض أن يعود كل من كيفن دي بروين وإيرلينغ هالاند وجيريمي دوكو من الإصابة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وبالتالي، ربما تكون سلسلة الانتصارات المتتالية التي توقعها الجميع قد بدأت بالفعل!

وفي المقابل، تأكد ليفربول، على الأقل، من بقاء الفارق بينه وبين مانشستر سيتي عند خمس نقاط، بعدما فاز الريدز على نيوكاسل يونايتد يوم الاثنين الماضي بأربعة أهداف مقابل هدفين. ربما يكون من غير المنطقي انتقاد فريق سجل للتو رقماً قياسياً كبيراً فيما يتعلق بإحصائية الأهداف المتوقعة (7.27 هدف)، لكن يمكن القول إن ليفربول لم يحسم نتيجة هذه المباراة إلا بعد ركلة الجزاء التي سجلها محمد صلاح في الدقيقة 86، وعلى الرغم من فوز ليفربول على بيرنلي بهدفين دون رد في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، إلا أنه كان من المفترض أن يحسم المباراة في وقت مبكر كثيراً عما حدث، كما كان بإمكان الفريق أن يفوز على آرسنال ومانشستر يونايتد، لكنه اكتفى بالتعادل أمام كل منهما.

في الحقيقة، لا يقتصر الأمر على افتقار الفريق للشراسة في الثلث الأخير من الملعب بالشكل الذي يهدد بفقدان الكثير من النقاط، لكنه يخلق شعوراً بالإحباط يبدو أنه يتجلى في الوقت الحالي بين المشجعين في نظريات المؤامرة السخيفة حول التحكيم (يرى الجمهور أن الحكم أنتوني تايلور قرر احتساب ركلة الجزاء الثانية لليفربول في مباراة كان الفريق سيفوز بها على أي حال، من أجل التغطية على أخطائه ضد الفريق في مباريات سابقة).

ويحتل أستون فيلا المركز الثاني بفارق ثلاث نقاط عن الصدارة، وهو ما يعكس العمل الاستثنائي الذي قام به أوناي إيمري منذ توليه المسؤولية، لكن الفريق واجه صعوبات كبيرة في المباريات الأخيرة رغم سهولتها من الناحية النظرية على الأقل. قد يوفر شهر يناير (كانون الثاني)، الذي سيلعب فيه أستون فيلا مباراة واحدة أمام ميدلسبره في كأس الاتحاد الإنجليزي قبل العطلة الشتوية، بعض الراحة للفريق، لكن منذ الشوط الثاني للمباراة التي فاز فيها أستون فيلا على آرسنال والفريق يعاني من الإرهاق بشكل واضح.

لكن الخاسر الأكبر في فترة أعياد الميلاد هو آرسنال، الذي تعرض لهزيمتين متتاليتين أمام وستهام وفولهام، وهو ما يعني أنه لم يحصل إلا على أربع نقاط فقط من آخر خمس مباريات. لم يخرج آرسنال من سباق المنافسة على اللقب بشكل كامل، ويتمثل الأمل المتبقي أمامه في أن مانشستر سيتي سيخوض سلسلة من المباريات الصعبة خلال شهر مارس (آذار) - مانشستر يونايتد وليفربول وبرايتون وآرسنال وأستون فيلا - لكن السؤال المطروح الآن هو: هل سيتمكن آرسنال من الاستمرار في السباق حتى ذلك الموعد؟ يتساوى آرسنال في عدد النقاط الآن مع مانشستر سيتي رغم أنه لعب مباراة أكثر، لكن حتى رغم الهزيمة أمام أستون فيلا والتعادل مع ليفربول، فإن الفوز على وستهام وفولهام كان سيجعله يتقدم على مانشستر سيتي بفارق 6 نقاط كاملة، وهو الفارق الذي كان من شأنه أن يضع الكثير من الضغوط على فريق المدير المدير الفني جوسيب غوارديولا.

عودة دي بروين وهالاند بالإضافة إلى دوكو ستعزز قوة سيتي (أ.ب)

لكن الأسوأ من ذلك هو الطريقة التي خسر بها آرسنال. فعلى مدار معظم فترات النصف الأول من الموسم، كان هناك شعور بأن آرسنال لا يقدم نفس الكرة الممتعة والمثيرة التي كان يقدمها خلال الموسم الماضي، لكنه ربما أصبح يمتلك الأدوات التي تمكنه من المنافسة بشكل أقوى على اللقب، بفضل تدعيم صفوفه وصلابته الدفاعية. وفي مرحلة ما، كانت التوقعات تشير إلى أن لاعبي خط الوسط سيتأقلمون مع بعضهم البعض بشكل أكبر بمرور الوقت، وهو ما سيساعد الفريق على العودة إلى المستويات القوية التي كان يقدمها خلال النصف الأول من الموسم الماضي. لكن الأمر لم يقتصر على عدم حدوث ذلك فحسب، بل تراجع مستوى الثلاثي الهجومي للفريق بشكل جماعي، وهو الأمر الذي أثر سلبياً على الفريق ككل، وأدى إلى تراجع ثقة الفريق بنفسه.

وكان نيوكاسل هو من أظهر لبقية الفرق الأخرى كيف تتعامل مع آرسنال في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حينما نجح في الحد من خطورة بوكايو ساكا وغابرييل مارتينيلي. وعندما تم القضاء على خطورة الجناحين، أصبح من الواضح للجميع أن آرسنال يفتقر للحلول الإبداعية من عمق الملعب. وعلى الرغم من تحسن مستوى مارتن أوديغارد خلال الأسابيع القليلة الماضية، وعلى الرغم من تألق كاي هافرتز على فترات متقطعة، إلا أن معاناة الفريق تفاقمت بسبب عدم وجود مهاجم صريح قادر على استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى. صحيح، كما أشار الكثيرون، إلى أنك لا تحتاج إلى هداف عظيم لكي تفوز بلقب الدوري، لكن من المفيد عندما لا يلعب الفريق بشكل جيد أن يكون لديه لاعب قادر على هز الشباك وقيادة الفريق لتحقيق الفوز رغم سوء الأداء.

علاوة على ذلك، فإن الفشل في إحراز الأهداف يزيد الضغط على خط الدفاع، والحقيقة هي أن آرسنال لا يجيد التعامل مع الضغوط والصعوبات منذ عام 2005 تقريباً! لقد ظهر الفريق بشكل مخزٍ من الناحية الدفاعية في هدف الفوز الذي أحرزه فولهام، حيث فشل ثلاثة من لاعبي آرسنال في التعامل مع الكرة بشكل جيد قبل أن يسددها بوبي ديكوردوفا في المرمى. من المؤكد أن كرة القدم كثيراً ما تشهد مثل هذه الأهداف الغريبة، لكن هذا الأمر يتكرر كثيراً مع آرسنال بالتحديد. وعلاوة على ذلك، لم يتحمل أحد المسؤولية، وهو ما أصبح سمة مميزة لهذا الفريق. لقد تراجعت مستويات ونتائج آرسنال بشكل واضح للجميع في أواخر الموسم الماضي، لكن الفريق بدأ التراجع مبكراً هذا الموسم. كل هذا ساعد ليفربول على احتلال الصدارة رغم نقاط ضعفه الواضحة، لكن مانشستر سيتي يبدو عازماً على تصحيح مساره خلال النصف الثاني من الموسم!

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

سلوت يحذر لاعبيه من الشعور بالرضا بعد الفوز على توتنهام

رياضة عالمية سلوت مدرب ليفربول (رويترز)

سلوت يحذر لاعبيه من الشعور بالرضا بعد الفوز على توتنهام

أشاد أرنه سلوت مدرب ليفربول بأداء فريقه الهجومي القوي أمام توتنهام هوتسبير، لكنه حذر متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم من شعور الرضا عن النفس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح محتفلاً بأحد هدفيه في مرمى توتنهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»: صلاح يقود ليفربول لفوز كاسح على توتنهام

عزز ليفربول صدارته للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بفوزه الكبير 6 - 3 على مستضيفه توتنهام هوتسبير اليوم الأحد بفضل هدفين من لويس دياز ومثلهما من محمد صلاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية تميمة مانشستر يونايتد فريد الأحمر قبل مواجهته الأخيرة مع بورنموث في الدوري الإنجليزي (رويترز)

مانشستر يونايتد يدرس القيام برحلة تسويقية إلى ماليزيا

يفكر مسؤولو نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي في القيام برحلة تسويقية إلى ماليزيا، وفقاً لتأكيدات وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أرتيتا يوجه لاعبه خيسوس خلال إحدى المواجهات بالدوري الإنجليزي (رويترز)

أرتيتا يشيد بخيسوس ويطالبه بمزيد من الأهداف

دعا الإسباني ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، مهاجمه البرازيلي غابرييل خيسوس، إلى مواصلة أدائه المتميز وقيادة الفريق للتألق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية حسرة لاعبي مانشستر يونايتد عقب تلقيهم أحد الأهداف الثلاثة خلال مواجهة بورنموث (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»: بورنموث يقسو على اليونايتد بثلاثية في عقر داره

وجه بورنموث ضربة موجعة لآمال مضيفه مانشستر يونايتد في النهوض من عثرته والتقدم لمراكز متقدمة ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

صلاح ينتقد دفاع ليفربول رغم الفوز على توتنهام

محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)
محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)
TT

صلاح ينتقد دفاع ليفربول رغم الفوز على توتنهام

محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)
محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)

تحفظ محمد صلاح نجم ليفربول على الأداء الدفاعي لفريقه رغم الفوز الكبير على توتنهام هوتسبير بنتيجة 6 - 3 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الأحد.

وصرح صلاح عبر قناة «سكاي سبورتس» عقب اللقاء: «قدمنا أداء هجومياً مميزاً، أما دفاعياً فنحن بحاجة للتحسن، لأن استقبال 3 أهداف يبقى أمراً صعباً للغاية، وإجمالاً فقد حققنا نتيجة جيدة، وأتمنى أن نواصل النتائج الإيجابية».

وأضاف قائد منتخب مصر(الفراعنة): «توقعنا أن تكون أجواء المباراة مثيرة بسبب طريقة لعب توتنهام، فهم يفتحون الملعب ويقدمون أداء هجومياً ممتعاً وأقوياء بدنياً، وهو ما يفرض علينا أن نكون في أعلى درجات التركيز والحالة الذهنية طوال المباراة».

وواصل نجم ليفربول: «توتنهام لا يغير طريقة لعبه، لقد عانى مانشستر سيتي في هذا الملعب، وواجهت فرق أخرى صعوبة كبيرة أيضاً، لذا أنا سعيد بالفوز بعد هذه المباراة القوية».

وبسؤاله عن كونه أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يسجل 10 أهداف ويقدم 10 تمريرات حاسمة في البطولة قبل احتفالات الكريسماس، رد محمد صلاح: «لم أفكر في ذلك قبل المباراة، ولكنني سعيد بهذا الرقم، ويجعلني فخوراً ويدفعني لمواصلة العمل بجدية».

واختتم صلاح تصريحاته: «الوصول لأفضل رابع هداف في تاريخ ناد كبير بحجم ليفربول إنجاز رائع أيضاً، ولكن يبقى الأهم هو الفوز بالمباراة، وأينما أنهيت مسيرتي الاحترافية سأكون سعيداً بهذا الإنجاز».