كيف استنزف مانشستر يونايتد المدرب تن هاغ؟

تشيلسي يعود لدوامة الهزائم بالسقوط أمام وولفرهامبتون

مات دوهرتي  يسجل هدف ولفرهامبتون الثاني في مرمى تشيلسي (رويترز)
مات دوهرتي يسجل هدف ولفرهامبتون الثاني في مرمى تشيلسي (رويترز)
TT

كيف استنزف مانشستر يونايتد المدرب تن هاغ؟

مات دوهرتي  يسجل هدف ولفرهامبتون الثاني في مرمى تشيلسي (رويترز)
مات دوهرتي يسجل هدف ولفرهامبتون الثاني في مرمى تشيلسي (رويترز)

أعاد وولفرهامبتون ضيفه تشيلسي إلى دوامة الهزائم بفوزه عليه 2 - 1 في ختام منافسات المرحلة الثامنة عشرة من الدوري الإنجليزي التي لن تخلد منافساته للراحة سوى يوم واحد على أن تستأنف بالمرحلة التاسعة عشرة الثلاثاء.

وافتتح الغابوني ماريو ليمينا التهديف لفريقه وولفرهامبتون في الدقيقة الـ51، وأضاف البديل الآيرلندي مات دوهرتي الثاني في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، وقلّص تشيلسي الفارق عبر البديل المهاجم الفرنسي كريستوفر نكونكو في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع.

وفشل تشيلسي؛ الذي مُني بخسارته الثامنة هذا الموسم، في تحقيق فوزه الثاني توالياً في الدوري بعد إسقاطه شيفيلد يونايتد 2 - 0 في المرحلة الماضية، والثالث في مختلف المسابقات بعدما حجز مقعده لنصف نهائي كأس الرابطة بفوزه على نيوكاسل بركلات الترجيح 4 - 2 بعد تعادلهما في الوقت الأصلي 1 - 1.

وعاد وولفرهامبتون إلى سكة الانتصارات بعد خسارته بثلاثية نظيفة أمام وستهام، وصعد للمركز الحادي عشر برصيد 22 نقطة متساوياً مع تشيلسي العاشر، علماً بأن الأخير يتأخر بفارق 18 نقطة عن آرسنال المتصدر برصيد 40 نقطة.

وكاد تشيلسي، الذي أهدر كثيراً من الفرص في الشوط الأول، يفتتح التسجيل في الدقيقة الـ33 عندما قطع رحيم ستيرلينغ الكرة من البرازيلي جواو غوميز وتوغل في المنطقة، إلا إنه قرر التسديد بدلاً من التمرير للسنغالي نيكولاس جاكسون أو كول بالمر، ليسارع الحارس البرتغالي جوزيه سا إلى الخروج من مرماه ويصد الكرة بقدمه اليسرى.

وردّ وولفرهامبتون عبر لاعبه الكوري الجنوبي هوانغ هي تشان بعد تمريرة طويلة، إلا إن تسديدته مرت فوق العارضة في الدقيقة الـ44. واستهل وولفرهامبتون الشوط الثاني بتسديدة من البرازيلي غوميز اصطدمت بيد الفرنسي ليسلي أوغوتشوكو داخل المنطقة وأكد عدم احتسابها حكم الفيديو المساعد (في إيه آر)، قبل أن ينجح في افتتاح التسجيل إثر ركنية نفذها الإسباني بابلو سارابيا وتابعها ليمينا رأسية على يمين الحارس الصربي دجوردجي بيتروفيتش.

وأجرى الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب تشيلسي تبديلين لإنعاش تشكيلته، فأخرج أوغوتشوكو والألباني آرماندو بروخا وزج بمواطن الأول كريستوفر نكونكو والأوكراني ميخايلو مودريك في الدقيقة الـ59، فنجح في رهانه؛ إذ هدد مرمى مضيفه مرتين في الدقيقتين الـ63 والـ65 توالياً، بداية عبر نكونكو من كرة أنقذها البرتغالي توتي غوميز قبل أن تدخل المرمى، وثم ستيرلينغ الذي سدد من مسافة قريبة كرة ارتمى لها المدافع المخضرم غريغ داوسون.

تن هاغ ظهر منهكا فاقدا للحيل المنقة لتدهور يونايتد (د ب ا)cut out

ونجح وولفرهامبتون في مضاعفة النتيجة بفضل البديل دوهرتي الذي استفاد من اصطدام الكرة بالبديل الآخر الفرنسي بنوا بادياشيل داخل المنطقة، ليسددها بقدمه اليمنى على يسار الحارس في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، قبل أن يقلّص تشيلسي النتيجة بعد 3 دقائق برأسية نكونكو غير المراقب إثر عرضية من ستيرلينغ. وهي المباراة السابعة توالياً التي يحافظ فيها وولفرهامبتون على سجله خالياً من الخسارة على أرضه في الدوري (4 انتصارات مقابل 3 تعادلات).

إلى ذلك، دعا لوك شو؛ مدافع مانشستر يونايتد، زملاءه إلى مراجعة أنفسهم للتعرف على جذور المعاناة أمام المرمى وإهدار الفرص السهلة، في أعقاب الخسارة أمام وستهام صفر - 2 السبت، في وقت يبدو فيه المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ كما لو كان استنفد قواه وفقد القدرة على تغيير الحال المزرية لفريقه.

وسيطر مانشستر على مجريات اللعب أمام وستهام، لكنه عجز عن التسجيل، ليخسر في النهاية بهدفي جاردون بوين ومحمد قدوس.

وفشل مانشستر في تسجيل أي أهداف في آخر 4 مباريات، ويرى شو أن أزمة اللمسة الأخيرة قد ترجع إلى تضاؤل الثقة بالنفس، ولكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة استمرار الإيجابية في سبيل تغيير الأمور، بقوله: «أعتقد أننا ربما لا ننتج ما يكفي، وعندما نفعل ذلك لا نتمكن من الحسم. أعتقد أنه ربما يكون ذلك بسبب انعدام الثقة في الوقت الحالي، أحياناً يكون هذا أمراً طبيعياً في كرة القدم، وهو ما يحدث».

وأضاف: «لكن علينا أن نبقى إيجابيين. لدينا مباراة كبيرة أخرى أمام آستون فيلا، لذلك لا يمكننا أن نشعر بالأسف على أنفسنا، علينا أن نجمع قوانا وننطلق مرة أخرى. إنها مباراة على أرضنا ولا يمكننا الاستمرار في خسارة النقاط. علينا الفوز بالمباريات».

وواصل: «إنه مانشستر يونايتد؛ أحد أكبر الأندية في العالم، وما نقوم به الآن، والنتائج، ليس جيداً بما يكفي، ونحن نعلم ذلك. علينا أن ننظر إلى أنفسنا في المرآة ونسأل أنفسنا وننطلق من هناك حقاً...».

وختم : «الأمر ليس جيداً بما يكفي. علينا الفوز بالمباريات وهذا كل شيء. نواصل خسارة المباريات وخسارة النقاط ونجعل الأمر صعباً للغاية على أنفسنا».

وكانت الهزيمة أمام وستهام رقم 13 ليونايتد في جميع المسابقات هذا الموسم في أسوأ بداية للفريق منذ عام 1930. وتراجع يونايتد إلى المركز الثامن بفارق 8 نقاط عن المربع الذهبي، بعدما فشل في التسجيل في 4 مباريات متتالية بجميع المسابقات لأول مرة منذ موسم 1992 - 1993. وسجل الفريق 18 هدفاً فقط في الدوري في عدد المباريات نفسه، ووحده شيفيلد يونايتد متذيل الترتيب الذي سجل عدداً أقل. وفي 18 مباراة بالدوري فشل يونايتد في هز الشباك في سبع.

وقبل الوصول لمباراة منتصف الموسم، يبدو أننا قد وصلنا بالفعل إلى المرحلة التي نقارن فيها إريك تن هاغ بغيره من المديرين الفنيين التاريخيين لمانشستر يونايتد. لم تعد التفاصيل الدقيقة مهمة؛ أين اختفى قلب الدفاع الفرنسي رافاييل فاران في فصل الخريف؟ وما الذي يزعج القائد البرتغالي برونو فرنانديز حقاً؟ وكيف لم يعد حارس المرمى الكاميروني آندريه أونانا قادراً على بناء الهجمات من الخلف بعدما كانت نقطة قوته الأساسية تتمثل في الاستحواذ الرائع على الكرة بقدميه وتقديم تمريرات طولية رائعة لزملائه في الأمام؟ وهل لا يزال أي شخص يتذكر جادون سانشو؟... لقد أصبح المدرب الحالي لمانشستر يونايتد مجرد فصل آخر في مرحلة التراجع التي يعاني منها النادي في حقبة ما بعد المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون.

تن هاغ المدير الفني رقم 25 في تاريخ مانشستر يونايتد، ويبدو من شبه المؤكد أنه سيكون المدير الفني رقم 22 الذي يفشل في الفوز بالدوري! أو ربما يؤدي استحواذ السير جيم راتكليف المحتمل على 25 في المائة من أسهم النادي إلى إحداث تحول ملحوظ وينضم تن هاغ إلى قائمة المديرين الفنيين الذين قادوا النادي للحصول على لقب الدوري، والتي تضم إرنست مانغنال والسير أليكس فيرغسون والسير مات بيسبي، لكن لا يبدو ذلك مرجحاً في الوقت القريب.

مانشستر يونايتد هو أكثر الأندية الإنجليزية فوزاً بلقب الدوري، لكن تاريخه مليء بفترات طويلة من الإحباط والفشل. لقد مر 41 عاماً (31 موسماً بسبب توقف النشاط الرياضي نتيجة الحربين العالميتين الأولى والثانية) بين آخر لقب للدوري يحصل عليه النادي تحت قيادة مانغنال وأول لقب يحصل عليه بيسبي، كما مر 26 عاماً بين آخر لقب للدوري تحت قيادة بيسبي وأول لقب تحت قيادة فيرغسون. ويمر النادي حالياً بثالث أطول فترة ابتعاد عن الفوز بلقب الدوري؛ من المؤكد أن هذه الفترة التي بدأت منذ آخر لقب تحت قيادة فيرغسون سوف تمتد لتصل إلى 11 عاماً في الصيف، بل ومن المرجح أن تمتد لما هو أكثر من ذلك بكثير؛ على الرغم من أن التقسيم المالي لكرة القدم الحديثة يساعد النادي على الاستمرار حتماً في النصف الأول من جدول ترتيب الدوري.

لقد أصبح مانشستر يونايتد يبدو وحشاً أسطورياً ضخماً هائجاً ومحبطاً، لا يمكن ترويضه إلا عبر بعض الأبطال الخارقين، كما يبدو أن حجمه، المتضخم بالتاريخ، يجعله غير قابل للسيطرة أو الإدارة.

لقد خرج مانشستر يونايتد من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي، لكن الشيء المدمر حقاً لا يتمثل في الهزيمة نفسها بقدر ما يتمثل في التناقض مع الماضي. فقبل 24 عاماً من الآن، كان تأخر مانشستر يونايتد بنتيجة هدف دون رد أمام بايرن ميونيخ في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بمثابة مقدمة لأعظم نهاية في تاريخ المسابقة! لكن يبدو أن روح الإصرار والعزيمة قد اختفت من النادي الإنجليزي، فالموسم الحالي لدوري أبطال أوروبا لم يشهد عودة مانشستر يونايتد في المباريات بعد تأخره في النتائج بالشكل الذي كنا نراه في السابق، ولكنه شهد انهيارات سخيفة وفوضى عارمة وضعفاً كبيراً.

خلال الموسم الماضي، بدا تن هاغ كأنه المدير الفني الذي يبحث عنه مانشستر يونايتد، بما يمتلك من رؤية ثاقبة ورغبة حقيقية في إعادة بناء الفريق، لكن يبدو أن النادي استنزفه تماماً كما استنزف كل مدير فني جديد وكل لاعب جديد يتعاقد معه!

في الموسم الماضي، تلقى تن هاغ إشادة كبيرة بعدما تحلى بالواقعية وتخلى عن طريقته المفضلة التي تتمثل في الضغط العالي والمتواصل على الفريق المنافس والاعتماد على حارس مرمى يجيد اللعب بقدمية وبناء الهجمات من الخلف، وقرر أن يلعب بدلاً من ذلك وفقاً لقدرات وإمكانات اللاعبين الموجودين لديه بالفعل. واتخذ المدير الفني الهولندي قرارات جريئة وتخلص من كريستيانو رونالدو والحارس ديفيد دي خيا، وأقنع النادي بإنفاق مبالغ مالية كبيرة على التعاقد مع الجناح البرازيلي أنتوني والمهاجم الدنماركي راسموس هويلوند والحارس الكاميروني آندريه أونانا. لكن بعد مرور 18 شهراً على توليه المسؤولية، لا يوجد حتى الآن فهم واضح للطريقة التي يريد أن يلعب بها، وهناك شعور بأن الفريق لا يحرز أي تقدم.

ولا يزال تن هاغ يعتمد بشكل أساسي على كل من هاري ماغواير وسكوت مكتوميناي، اللذين كان النادي يحاول بيعهما في فترة الانتقالات الصيفية الماضية. ولا يزال المهاجم الفرنسي أنتوني مارسيال موجوداً في الفريق، على الرغم من محاولة كل المديرين الفنيين؛ بدءاً من جوزيه مورينيو فصاعداً، التخلص منه! وعاد المدافع المخضرم جوني إيفانز للمشاركة في المباريات، وكأنه يذكرنا بالعظمة السابقة للفريق. لكن هذا هو الشكل الحالي لمانشستر يونايتد: نقاط ضعف وفجوات وشقوق، ولاعبون يتم التعاقد معهم دون دراسة ثم يتم التخلص منهم! وفي الوقت الحالي، تبدو إعادة بناء الفريق كأنها مهمة مستحيلة لا يستطيع حتى هرقل القيام بها!

حصول تن هاغ على جائزة أفضل مدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز الشهر الماضي يبدو كأنه «مزحة مضللة»؛ لأن السبب الرئيسي في هذه الجائزة هو جدول المباريات السهلة التي خاضها مانشستر يونايتد خلال تلك الفترة، والهدف الجميل الذي سجله اللاعب الأرجنتيني الشاب أليخاندرو غارناتشو، وفشل إيفرتون في استغلال الفرص السهلة التي أتيحت له على ملعبه، والتي كانت كفيلة بأن تجعله يحقق الفوز بدلاً من الخسارة بثلاثية!

الغريب أن النادي يقوم بتوقيع عقود طويلة مع لاعبين غير جيدين للحفاظ على قيمتهم السوقية، وأصبح التردد وعدم وجود رؤية واضحة سمتين مميزتين لهذا النادي على أي حال. لكن بينما ينتظر الجميع لمعرفة ما سيعنيه وصول راتكليف، فإن الأمر يتطلب فشلاً كارثياً حتى يُطاح تن هاغ. ويمكن القول إن مانشستر يونايتد هو النادي الوحيد في العالم الذي تستمر فيه «دوامة الموت»، إن جاز التعبير، وهو الأمر الذي قد يمنح تن هاغ بعض الأمل!


مقالات ذات صلة

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة التطرف

الخليج نائب وزير الخارجية السعودي يتحدث في مؤتمر الأمم المتحدة حول ضحايا الإرهاب بمدريد (واس)

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة التطرف

أكدت السعودية أهمية تضافر الجهود الدولية على المستويات كافة للحد من الفكر والخطاب المتطرفين، واجتثاث الإرهاب من جذوره.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة (أ.ف.ب)

غوتيريش يحذر نتنياهو من عرقلة عمل «الأونروا» في الأراضي الفلسطينية المحتلة

قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم، إنه كتب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، محذراً إياه من منع «الأونروا» من العمل في فلسطين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد وزير الاقتصاد السعودي يجتمع مع مدير «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»... (إكس)

السعودية و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» يستعرضان تقدم الاستدامة محلياً وعالمياً

ناقش وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، مع مدير «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، أخيم شتاينر، تعزيز الشراكة بين الجانبين.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ (ألمانيا))
المشرق العربي عائلات لبنانية وسورية تعبر الحدود إلى سوريا على أقدامها بعدما استهدفت غارة إسرائيلية معبر المصنع (أ.ب)

مفوّض شؤون اللاجئين يزور بيروت ويندد بأزمة «مروّعة» يواجهها لبنان

ندّد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، لدى وصوله إلى بيروت، السبت، بما يواجهه لبنان من «أزمة مروعة»، بعد فرار مئات الآلاف من منازلهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)

وزير السياحة المصري: اتفقنا على مبادرات مع السعودية سنطورها لاحقاً

كشف وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، لـ«الشرق الأوسط» عن أبرز مضامين لقائه الأخير مع وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب.

بندر مسلم (الرياض)

10 نقاط بارزة في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي

إيدرسون حارس سيتي يتصدى لتسديدة أداما تراوري لاعب فولهام (أ.ب)
إيدرسون حارس سيتي يتصدى لتسديدة أداما تراوري لاعب فولهام (أ.ب)
TT

10 نقاط بارزة في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي

إيدرسون حارس سيتي يتصدى لتسديدة أداما تراوري لاعب فولهام (أ.ب)
إيدرسون حارس سيتي يتصدى لتسديدة أداما تراوري لاعب فولهام (أ.ب)

مانشستر سيتي يعود إلى سكة الانتصارات بفوز صعب على فولهام. ومانشستر يونايتد يقاتل ليتعادل سلبياً في ملعب أستون فيلا. وساكا يقود آرسنال إلى انتفاضة رائعة وفوز مثير على ساوثهامبتون. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط بارزة في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي:

إيدرسون يُثبت قيمته الكبيرة لمانشستر سيتي

بعد أن تصدى إيدرسون لفرص محققة عدة من لاعبي فولهام - خصوصاً أداما تراوري – قال المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا عن اهتمام الأندية السعودية بالتعاقد مع حارس المرمى البرازيلي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية: «كان يعلم منذ اليوم الأول أنني لم أكن أريد الدخول في هذه المفاوضات، ولم نكن كلنا نريدها. لكن العرض لم يأتِ لنا من الأساس - وأعني بذلك العرض الحقيقي. لأنهم (نادي النصر) قدموا عرضاً، لكن بالنسبة للحارس، وللفريق الذي فاز بأربعة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز على التوالي، فإن (إيدرسون) له قيمة كبيرة، ولا يمكن أن يرحل من دون الحصول على العرض الذي يستحقه». وأشاد غوارديولا باللاعب البرازيلي لقدرته على استعادة تركيزه بعد هذه الشكوك التي كانت تحيط بمستقبله، وقال: «إيدرسون قوي للغاية، لقد اتخذ قراره في ثانية واحدة وقال إنه سيستمر هنا وسيبذل قصارى جهده من أجل الفريق». ويعتقد غوارديولا أيضاً أن وجود ستيفان أورتيغا دفع حارسه الأول نحو مزيد من التألق، وقال: «في بعض الأحيان، يجب أن يشعر إيدرسون بأنه يجب أن يؤدي بشكل جيد، وإلا يمكن لستيفان أن يلعب بدلاً منه. وهذه هي المنافسة الصحية؛ لأنهما يحترمان بعضهما بعضاً، وتجمعهما علاقة لا تُصدق، وهو الأمر الذي يجعل فريقنا أفضل». (مانشستر سيتي 3 - 2 فولهام).

مانشستر يونايتد في حاجة إلى التحسن بسرعة

هناك نقاش لا ينتهي بالطبع عن مستقبل إريك تن هاغ. وكان تعادل مانشستر يونايتد أمام أستون فيلا بمثابة مؤشر واضح على ما يقدمه الفريق تحت قيادة المدير الفني الهولندي، حيث يتذبذب أداء الفريق صعوداً وهبوطاً، وكان يمكنه أن يفوز بالمباراة أو يخسرها بناءً على ما يحدث في لحظات بسيطة. لقد سدد برونو فرنانديز ركلة حرة ارتطمت بالعارضة، واستدار ديوغو دالوت ليمنع جادين فيلوغين من تسجيل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع، ولو دخل هذا الهدف لكان ذلك يعني نهاية مسيرة تن هاغ في «أولد ترافورد» بكل تأكيد. وبعد ذلك، تمسَّك المدير الفني الهولندي ببعض الإيجابيات البسيطة، لكن من المؤكد أنه لن يتمكن من البقاء في منصبه لفترة طويلة إذا واصل مانشستر يونايتد تقديم هذه المستويات المتواضعة. وكان مشهد جلوس اللاعبين الذين تعاقد معهم النادي بمبالغ مالية طائلة على مقاعد البدلاء بمثابة مؤشر واضح على عدم وجود سياسة مدروسة جيداً فيما يتعلق بالصفقات الجديدة. وانصبّ التركيز قبل بداية المباراة على جوني إيفانز، الذي سيبلغ من العمر 37 عاماً في يناير (كانون الثاني) المقبل، واستبعاد ماتيس دي ليخت وليساندرو مارتينيز من التشكيلة الأساسية، لكن المشكلة الأكبر بالنسبة لمانشستر يونايتد تكمن في الهجوم، حيث لم يسجل الفريق سوى خمسة أهداف في سبع مباريات. سجل جوشوا زيركزي، الذي شارك بدلاً من راسموس هويلوند في منتصف الشوط الثاني، هدفاً من هذه الأهداف الخمسة، لكن الأدلة المبكرة تشير إلى أن المهاجم الهولندي الذي تعاقد معه مانشستر يونايتد من بولونيا مقابل 36.5 مليون جنيه إسترليني هو صفقة سيئة أخرى! (أستون فيلا 0 - 0 مانشستر يونايتد).

كاي هافرتز يُعادل لآرسنال بهدف في شباك ساوثهامبتون (إ.ب.أ)

ساوثهامبتون يتطلع إلى مباريات ستحدد مصيره

ربما انتهى الأمر بخسارة ساوثهامبتون للمباراتين اللتين لعبهما أمام آرسنال وبورنموث بالنتيجة نفسها، لكن لا شك أن المدير الفني لساوثهامبتون، راسل مارتن، كان أكثر سعادة بأداء فريقه أمام آرسنال مقارنة بما قدمه الفريق قبل خمسة أيام ضد بورنموث. وكان مهاجم ساوثهامبتون الشاب كاميرون آرتشر يسعى لقيادة فريقه لتحقيق أول فوز مفاجئ في الدوري هذا الموسم على ملعب الإمارات، لكن دفاع ساوثهامبتون انهار سريعاً واستقبل ثلاثة أهداف. وبعد فترة التوقف الدولية، سيلعب ساوثهامبتون على ملعبه أمام ليستر سيتي وإيفرتون وخارج ملعبه أمام مانشستر سيتي وولفرهامبتون، واعترف مارتن بأنه يتعين على ساوثهامبتون أن يتحسن أمام الفرق القريبة منه في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، قائلاً: «المباريات التي تحدد مصيرنا قادمة، وسنلعب ثلاث مباريات منها ضمن المباريات الأربع القادمة. يتعين علينا أن نؤدي بشكل أفضل في هذه المباريات». (آرسنال 3 - 1 ساوثهامبتون).

الإيقافات لن تؤثر على تشيلسي

لم يُظهِر إنزو ماريسكا اهتماماً يذكر بحصول اثنين من لاعبي تشيلسي على خمسة إنذارات ليصبحا أول لاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز يحصلان على خمسة إنذارات حتى هذه الجولة من الموسم؛ وهو ما يعكس حقيقة أن القوانين التأديبية ستؤثر دائماً على الأندية الصغيرة أكثر من الأندية الكبيرة. سيغيب ويسلي فوفانا ومارك كوكوريلا عن رحلة الفريق لمواجهة ليفربول في 20 أكتوبر (تشرين الأول) بعد حصولهما على بطاقات صفراء في جميع المباريات السبع التي لعبها الفريق حتى الآن باستثناء مباراتين اثنتين فقط. لكن عندما تنفق 220 مليون جنيه إسترليني على ضم لاعبين جدد ويكون بإمكانك تغيير فريقك بالكامل بعد مباراة مرهقة في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، فإن مثل هذه العقوبات قد لا تؤثر عليك كما يتوقع البعض. وأشاد ماريسكا بلاعبي فريقه بعد مباراة نوتنغهام فورست على ملعب «ستامفورد بريدج». (تشيلسي 1 - 1 نوتنغهام فورست).

لاعب نوتنغهام فورست كريس وود (وسط) يهز شباك تشيلسي (د.ب.أ)

ويلبيك لا يخذل أبداً المدرب الذي يعتمد عليه

قبل أربع سنوات في هذا الشهر، تعاقد برايتون مع داني ويلبيك في صفقة انتقال حر لسد العجز الذي يواجهه الفريق في الخط الأمامي. سيبلغ ويلبيك 34 عاماً الشهر المقبل وكانت آخر مباراة لعبها مع منتخب إنجلترا في عام 2018، لكنه يظل لاعباً لم يخيّب أبداً آمال المديرين الفنيين الذين اعتمدوا عليه، بدءاً من السير أليكس فيرغسون وصولاً إلى فابيان هورتزيلر، الذي يصغره بعامين. لم يكن ويلبيك أبداً هدافاً بارعاً، لكن ذكاءه في الانطلاقات وقدرته على الربط بين خطوط الفريق جعلا أرسين فينغر وروي هودجسون يعجبان به للغاية. والآن، يستفيد برايتون من خبراته الكبيرة ومهارته المستمرة في فتح مساحات الملعب؛ وهو ما يضيف عنصر التماسك إلى خط الهجوم النشط. لقد قاد ويلبيك الصحوة التي قادت فريقه للتفوق على توتنهام في الشوط الثاني وسجل هدف الفوز. لا يزال هورتزيلر مديراً فنياً صغيراً في السن، لكنه لا يخشى وجود لاعبين أكبر منه سناً من حوله. (برايتون 3 - 2 توتنهام).

بيكفورد يحافظ على هدوئه أمام صافرات الاستهجان

كانت هناك أهداف واضحة لكلا القسمين من الجمهور في ملعب «غوديسون بارك»، لكن بينما كان أنتوني جوردون يعاني أمام مرمى فريقه السابق، تألق جوردان بيكفورد وسط العداوة المعتادة من جانب جمهور نيوكاسل. وفي بعض اللحظات كان حارس المرمى قريباً من ابتلاع الطعم والخروج عن شعوره، لكن كما قال بعد أول شباك نظيفة لإيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم: «إنني أواصل اللعب، وقد تعلمت من الماضي أن أحافظ على تركيزي، وأريد أن أبذل قصارى جهدي من أجل الفريق». ربما كان تصدي بيكفورد لركلة الجزاء التي سددها جوردون هو اللحظة الأبرز في المباراة، لكن كان هناك تحسن ملحوظ في سيطرة حارس مرمى إيفرتون على منطقة جزائه مقارنة بأدائه في المباريات الأخيرة. وفي ظل معاناة دفاع إيفرتون من بعض الغيابات مرة أخرى بسبب الإصابات - حيث تألق البديلان جيمس غارنر ومايكل كين – أثبت بيكفورد مرة أخرى أنه على قدر المسؤولية، حيث زاد عن مرماه ببسالة ونقل هذا الحماس إلى زملائه في الفريق. (إيفرتون 0 - 0 نيوكاسل).

ليفربول بقيادة سلوت يواصل التقدم

يمكن القول إن الشيء المذهل حقاً في ليفربول تحت قيادة أرني سلوت هو أن هناك بالفعل تحسينات في أماكن مختلفة من الفريق. في كثير من الأحيان تحت قيادة يورغن كلوب، كان ليفربول يستقبل أهدافاً تتطلب من الفريق الكثير من الوقت والجهد للتعافي منها. يبدو فيرجيل فان دايك قريباً من أفضل حالاته مرة أخرى ولم يعد يواجه أي مشكلة في الناحية اليسرى بجواره، حيث يقدم إبراهيما كوناتي مستويات رائعة إلى جانبه. ويتحكم رايان غرافينبيرتش في خط الوسط تماماً ويقوده باقتدار من خلال التمريرات الدقيقة على غرار جون بارنز ويان مولبي، لكن بقوة بدنية أكبر تساعده على الضغط بقوة على المنافسين. وقال سلوت عن لاعب خط الوسط الهولندي: «إنه طويل القامة وقوي في الصراعات الثنائية». وعلاوة على ذلك، تألق كودي غاكبو وصنع الهدف الذي أحرزه ديوغو جوتا، ويبدو أكثر سعادة وراحة وهو يلعب على الأطراف بدلاً من العمق. لكن ما هي النقاط السلبية في ليفربول في الوقت الحالي؟ سيواجه ليفربول اختبارات أكثر صعوبة في الأيام المقبلة، وبالتالي يتعين عليه أن يرفع من إيقاع اللعب؛ نظراً لأن تشيلسي وآرسنال ومانشستر سيتي لن تمنح لاعبي سلوت الكثير من الوقت. (كريستال بالاس 0 - 1 ليفربول).

بوستيكوغلو مدرب توتنهام يتحسر على سقوط فريقه بعد تقدمه (رويترز)

خط هجوم وستهام يضرب بقوة

قبل فوز وستهام على إيبسويتش تاون بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، كان إجمالي عدد الأهداف التي سجلها الرباعي الهجومي الأساسي لوستهام في مبارياته الست الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز هدفاً واحداً فقط لجارود بوين وركلة جزاء للوكاس باكيتا! ولم تكن هذه هي الحصيلة التهديفية المتوقعة للفريق تحت قيادة المدير الفني الجديد، جولين لوبيتيغي - لكن بفضل دفاع إيبسويتش الضعيف بشكل مؤسف، قدم وستهام أول لمحة عن طريقة اللعب الممتعة والهجومية التي يرغب مشجعو الفريق في رؤيتها في حقبة ما بعد ديفيد مويز، عندما كان الفريق يلعب كرة مملة في كثير من الأحيان. وكانت تسديدات أصحاب الأرض الـ13 على المرمى هي الأكثر له في مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 19 عاماً. (وستهام 4 - 1 إيبسويتش).

كوبر يحافظ على هدوئه بعد أول انتصار

بعد أن حقق ستيف كوبر فوزه الأول في الدوري هذا الموسم، لم يكن هناك أي احتفال، لكنه قام هو وجميع لاعبي ليستر سيتي بالتوجه نحو الجماهير وتقديم التحية لها تقديراً على الدعم الذي قدمته للفريق في أصعب الأوقات. لم يمر سوى أسبوعين منذ أن وجّه بعض المشجعين غضبهم إلى المدرب كوبر بعد فوز فريقه على والسال بركلات الترجيح في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. وعندما كان كوبر يتولى تدريب نوتنغهام فورست، كان معتاداً على الإشارة بيديه بكل قوة في الهواء بعد تحقيق الفوز. ويعني الانتصار على بورنموث أن ليستر سيتي سيدخل فترة التوقف الدولي وهو في وضع أفضل، لكن كوبر يعرف أن الأمر يتطلب المزيد. وقال المدير الفني الويلزي: «يتعين عليّ بناء الثقة هنا. من الواضح أنه يتعين علي القيام بالمزيد حتى يثق بي الناس أكثر». (ليستر سيتي 1 - 0 بورنموث).

هل أصبحت أيام أونيل مع وولفرهامبتون معدودة؟

فشل وولفرهامبتون في الصمود أمام هجوم برينتفورد الشرس واستقبل هدفاً بعد 76 ثانية فقط، ثم ازداد الأمر سوءاً بعد ذلك. وكان لاعبو وولفرهامبتون هم المسؤولون عن هذه الهزيمة الثقيلة، حيث تدخل ماريو ليمينا برعونة وعدم انضباط على ناثان كولينز؛ مما أدى إلى احتساب ركلة الجزاء التي جعلت برينتفورد يتقدم في النتيجة بهدفين مقابل هدف وحيد، في حين ظهر دفاع الفريق بعد ذلك بشكل كارثي. وتحول السخط الذي بدأ عندما لم يفز وولفرهامبتون إلا على لوتون تاون فقط في آخر 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي إلى صيحات تمرد ضد المدرب غاري أونيل في أعقاب الهزيمة الثقيلة من برينتفورد. وهتف المشجعون بعد نهاية المباراة: «أنت لا تعرف ماذا تفعل». وقال أونيل عن مستقبله: «ليس لدي أي فكرة عن ذلك. في مرحلة ما، سيطالبني أحدهم بالتوقف عن العمل وسأتوقف». (برينتفورد 5 - 3 وولفرهامبتون)

* خدمة «الغارديان»