من سيخلف ليونيل ميسي؟ بعد الكرة الذهبية الثامنة للأرجنتيني الأسطوري في عام 2023، التي قد تكون الأخيرة له، تقف ثلة من المرشحين لتحمّل المسؤولية وخلافة العرش بدءاً من الفرنسي كيليان مبابي مروراً بالثنائي الإنجليزي جود بيلينغهام وهاري كين وصولاً إلى النرويجي إرلينغ هالاند.
على الرغم من الموسم المتوسط جداً بألوان باريس سان جيرمان الفرنسي، استفاد صاحب الرقم 10 السابق في برشلونة من لقبه العالمي مع الأرجنتين في مونديال قطر، كي يحصد مرة أخرى الجائزة الكبرى على المستوى الفردي.
وبسبب بعده من الآن فصاعداً عن الملاعب الأوروبية، بعدما نفى نفسه في الولايات المتحدة باختياره الدفاع عن ألوان إنتر ميامي في الدوري الأميركي للمحترفين، في بطولة ضعيفة المستوى مقارنة مع الليغا ومنافسات دوري أبطال أوروبا، تبدو فرص «البرغوث» في تسجيل اسمه مجدّداً في القائمة الذهبية للجائزة ضئيلة جداً.
من المؤكد أن ميسي (36 عاماً) سيحظى بفرصة التألق مع «ألبيسيليستي» في مسابقة كوبا أميركا الصيف المقبل (من 20 يونيو/حزيران إلى 16 يوليو/تموز)، ولكن حتى في حالة تقديم أداء ملحوظ فإنه لن يتفوّق حتما على منافسيه في دوري أبطال أوروبا وخصوصاً خلال كأس أوروبا 2024 (من 14 يونيو إلى 14 يوليو في ألمانيا) والتي ستكون بمثابة بوابة للحصول على الكرة الذهبية المنشودة.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، وعندما سُئل عن آماله في رفع الكرة الذهبية للمرة التاسعة، لم يحسم الأرجنتيني الأمر بعد الحفل الذي أقيم في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في باريس: «لا أفكّر في المستقبل على المدى الطويل، سأتعامل مع ما يحدث يوماً بعد يوم. لدينا كوبا أميركا في الولايات المتحدة، حيث ألعب الآن، ونحن حاملو اللقب».
وأضاف: «أتلهّف بفارغ الصبر لخوض كوبا أميركا، وخوض مبارياتها واحدة تلو الأخرى ورؤية كيف أشعر يوماً بعد يوم».
وبعيداً عن ميسي ومنافسه التقليدي الدولي البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو (38 عاما) الذي بات بدوره على شفا الاعتزال الذهبي في السعودية حيث يدافع عن ألوان النصر، من الواضح أن الأنظار تتجه نحو الثنائي هالاند ومبابي اللذين نافسا «بولغا» في ترتيب جائزة أفضل لاعب لعام 2023. يعوّل المهاجمان على صغر سنهما (23 عاماً للنرويجي، 25 عاماً للفرنسي) وعلى إحصائيات مخيفة.
أنهى النرويجي موسم 2022-2023 مع فريقه مانشستر سيتي الانجليزي بتسجيله 56 هدفاً، أي أكثر بهدفين من مبابي، بطل مونديال روسيا 2018. لكن هذا الموسم (2023-2024)، سيعتمد فقط على سجله مع ناديه لإحداث الفارق، بعد أن فشل منتخب بلاده في التأهل إلى نهائيات كأس أوروبا في ألمانيا.
هل سيمهد ذلك الطريق أمام مبابي للظفر بالجائزة الذهبية؟ سيكون الفرنسي أحد النجوم الكبار في البطولة القارية المقبلة، وهي البطولة الكبرى الوحيدة التي تنقص سجلّه مع منتخب بلاده (توّج بكأس العالم ودوري الأمم)، ولا يزال في السباق مع باريس سان جيرمان في مسابقة دوري أبطال أوروبا (بلغ ثمن النهائي).
ولكن بعد مستوى أكثر من المتوسط قليلاً في دور المجموعات، يتعيّن عليه رفع أدائه في الأدوار الإقصائية لمساعدة فريقه على الذهاب أبعد من ثمن نهائي المسابقة التي يلهث خلف لقبها للمرة الأولى في مسيرته.
قال مدرّبه الإسباني لويس إنريكي: «لاعب مثل كيليان، أنا متأكد من أنه سيفوز بكثير من الكرات الذهبية».
يتعيّن على هالاند ومبابي الحذر من الثنائي الإنجليزي بيلينغهام وكين الذي سيكون ركيزة أساسية في تحدي منتخب «الأسود الثلاثة» للفوز باللقب القاري بعدما حلّ وصيفاً لإيطاليا في النسخة الأخيرة عام 2021.
بعد أن ظلّ وفياً لفريقه توتنهام لفترة طويلة، خاطر كين وهو في سن الثلاثين من عمره بالرحيل كي ينضم إلى صفوف بايرن ميونخ الألماني. لكن قائد منتخب إنجلترا سارع إلى إثبات أنه من دون شك أحد أفضل المهاجمين في العالم (24 هدفاً مع النادي البافاري).
في الصيف المقبل في بلده الجديد (ألمانيا)، سيكون حريصاً على محو خيبة أمل مونديال قطر 2022 وركلة الجزاء التي أهدرها في ربع النهائي ضد منتخب فرنسا (1-2).
من جهته، أصبح لاعب الوسط الواعد والهداف بيلينغهام (20 عاماً) في غضون أشهر قليلة أحد قادة فريقه الجديد ريال مدريد الإسباني الذي انضم إليه قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني مقابل 103 ملايين يورو.
يقول مواطنه كيران تريبييه: «يمكنه أن يصنع الفارق. في مثل هذه السن المبكرة، مع النضج والجودة والقتالية التي يتمتع بها، هو مخيف». تصريح يمكن أن يخيف أيضا أولئك الذين، على غراره، يطمحون للجلوس على العرش الذي سيتركه ميسي شاغرا.