بطولة ألمانيا: ليفركوزن لتعزيز صدارته... وقمة ساخنة بين بايرن ميونيخ وشتوتغارت

يتطلع باير ليفركوزللحفاظ على سجله الخالي من الهزائم للمباراة الثانية والعشرين هذا الموسم في جميع المسابقات (أ.ف.ب)
يتطلع باير ليفركوزللحفاظ على سجله الخالي من الهزائم للمباراة الثانية والعشرين هذا الموسم في جميع المسابقات (أ.ف.ب)
TT

بطولة ألمانيا: ليفركوزن لتعزيز صدارته... وقمة ساخنة بين بايرن ميونيخ وشتوتغارت

يتطلع باير ليفركوزللحفاظ على سجله الخالي من الهزائم للمباراة الثانية والعشرين هذا الموسم في جميع المسابقات (أ.ف.ب)
يتطلع باير ليفركوزللحفاظ على سجله الخالي من الهزائم للمباراة الثانية والعشرين هذا الموسم في جميع المسابقات (أ.ف.ب)

يتطلع نادي باير ليفركوزن إلى تصحيح مساره والعودة لدائرة الانتصارات في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم حينما يواجه ضيفه آينتراخت فرانكفورت (الأحد) في المرحلة الخامسة عشرة لـ«البوندسليغا». وتعادل ليفركوزن في آخر مباراتين له بـ«البوندسليغا» أمام ضيفه بوروسيا دورتموند 1 - 1 وبالنتيجة نفسها أمام مضيفه شتوتغارت، بعد 8 انتصارات متتالية في الدوري، و14 انتصاراً متتالياً على مستوى المسابقات كافة.

ورغم تعثره في آخر مباراتين، لا يزال ليفركوزن ينفرد بصدارة «البوندسليغا» برصيد 36 نقطة بفارق 4 نقاط عن أقرب ملاحقيه بايرن ميونيخ، حامل اللقب في المواسم الـ11 الماضية، الذي تلقى هزيمة قاسية بخمسة أهداف مقابل هدف على ملعب آينتراخت فرانكفورت، المنافس التالي لليفركوزن. وبعد غياب عام كامل بسبب الإصابة في الفخذ، عاد التشيكي باتريك شيك، مهاجم باير ليفركوزن الألماني، للتشكيل الأساسي لفريقه خلال مواجهة مولده النرويجي في الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات لبطولة الدوري الأوروبي.

ولم يخسر ليفركوزن في 22 مباراة خاضها هذا الموسم في جميع البطولات، ويعد الفريق الوحيد بين الأندية المشاركة في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى الذي لم يُهزم هذا الموسم. ويسير ليفركوزن أيضاً بخطى ثابتة في كأس ألمانيا، حيث بلغ دور الثمانية، بجانب فوزه بجميع مبارياته الخمس بمرحلة المجموعات في مسابقة الدوري الأوروبي لينتزع بطاقة التأهل لدور الـ16 عن جدارة. من ناحية أخرى، تحوم الشكوك حول مشاركة النجم المصري الدولي عمر مرموش، لاعب فرانكفورت، أمام ليفركوزن، بعد خروجه من قائمة الفريق أمام أبردين الأسكوتلندي في دوري المؤتمر الأوروبي نتيجة إصابته بنزلة برد، كما يغيب عن المباراة التونسي إلياس السخيري بسبب معاناته من الإصابة.

ويلتقي (الأحد) أيضاً بايرن ميونيخ مع ضيفه شتوتغارت، على أمل استعادة طريق الانتصارات بعد الهزيمة الكارثية على ملعب فرانكفورت، ثم فوزه على ملعب مانشستر يونايتد الإنجليزي بهدف كينغسلي كومان في دوري الأبطال، ليحقق فوزه الخامس مقابل تعادل وحيد في دور المجموعات.

وأثنى توماس توخيل، المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ، على فريق شتوتغارت. وقال توخيل: «يستحق شتوتغارت أن يكون في المركز الذي يحتله في جدول الترتيب. بالنسبة لي أداء شتوتغارت مميز ولكنه ثابت». وأضاف: «بصفتهم فريقاً واحداً، يمثلون قوة أكبر مقارنة بدراسة كل لاعب بشكل فردي في الفريق. إنهم فريق متجانس للغاية، ولديهم مرونة في تطبيق طريقة لعبهم». وأردف: «نحترم كثيراً شتوتغارت ولكننا نريد الفوز». وطالب لاعبيه بضرورة إظهار الروح والعزيمة والطاقة. وانتهت آخر مباراتين جمعتهما في ميونيخ بالتعادل 2 -2 ولكن بايرن لم يخسر على أرضه أمام شتوتغارت منذ عام 1999، وبشكل عام لم يخسر أمام شتوتغارت منذ 2007.

وسيفقد بايرن جهود ثلاثة لاعبين مؤثرين أمام شتوتغارت - سيرج غنابري والفرنسي كينغسلي كومان والمغربي نصير مزراوي - بسبب الإصابة. وقال توخيل، مدرب بايرن، إنه يتوقع عودة غنابري إلى الملاعب في فبراير (شباط) المقبل على أقرب تقدير، بعد الإصابة القوية التي تعرض أمام فرانكفورت. ويعاني كومان من تمزق في عضلة الساق اليمنى، ومزراوي من إصابة بتمزق في عضلة الساق اليسرى. وجاءت الهزيمة أمام فرانكفورت بعد 7 انتصارات متتالية في «البوندسليغا»، وعقب نحو خمسة أسابيع فقط من الخروج من كأس ألمانيا على يد ساربروكين. ومن المتوقع أن يواجه النادي البافاري صعوبة كبيرة أمام شتوتغارت الذي يبتعد عنه بنقطة واحدة فقط، محتلاً المركز الثالث.

وتشكل مباراة (الأحد) مواجهة مثيرة بين نجم بايرن الجديد الإنجليزي هاري كين والغيني المتألق سيرهو غيراسي. ولم يكن كين بحاجة إلى الكثير من الوقت كي يتأقلم مع الدوري الألماني وزملائه الجدد في بايرن، مسجلاً 18 هدفاً في 13 مباراة في «البوندسليغا» حتى الآن، في صدارة ترتيب الهدافين بفارق هدفين عن غيراسي بالذات. وخاض غيراسي 12 مباراة مقابل 13 لكين، وهو يتفوق على الأخير من حيث نسبة الأهداف مقارنة بدقائق اللعب، إذ سجل ما نسبته هدفاً في كل 55 دقيقة، مقابل هدف في كل 63 دقيقة لنجم توتنهام السابق. وبعدما كان يقاتل في الموسمين الماضيين من أجل البقاء بين الكبار، حيث تجنب مغادرة «البوندسليغا» بفضل فارق الأهداف وعبر ملحق الهبوط والصعود على التوالي، أكد شتوتغارت بقيادة غيراسي أنه قادر على أن يكون في قلب الصراع على الزعامة.

ويلتقي بوروسيا دورتموند، السبت، مع مضيفه أوغسبورغ بعد 4 مباريات لم يذق خلالها طعم النصر على مستوى جميع المسابقات ليتراجع للمركز الخامس في «البوندسليغا» برصيد 25 نقطة بفارق 11 نقطة عن الصدارة. وتعادل دورتموند مع مضيفه ليفركوزن 1 - 1 ثم خسر على ملعب شتوتغارت صفر - 2 في دور الـ16 لكأس ألمانيا قبل أن يخسر على ملعبه أمام لايبزغ 2 - 3 في «البوندسليغا» ثم تعادل مع ضيفه باريس سان جيرمان بهدف لمثله في دوري أبطال أوروبا، لكن ذلك لم يؤثر على تأهله لدور الـ16. ويفقد دورتموند جهود مدافعه ماتس هوميلز بعد حصوله على بطاقة حمراء، عقب مرور 15 دقيقة من المباراة أمام لايبزغ بسبب تدخل عنيف ضد لويس أوبيندا.

ويلتقي (السبت) أيضاً لايبزغ مع ضيفه هوفنهايم، متسلحاً بفوزه المثير على ملعب دورتموند، ورافعاً شعار «لا بديل عن الفوز» لتعزيز موقعه في المربع الذهبي، حيث يحتل المركز الرابع برصيد 29 نقطة، بينما يأتي هوفنهايم في المركز السادس برصيد 23 نقطة. وفاز لايبزغ بآخر مباراتين له في «البوندسليغا»، كما تخطى يانغ بويز السويسري بهدفين مقابل هدف ليؤكد أحقيته في بلوغ دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا.

كما يسعى يونيون برلين إلى مواصلة رحلة التعافي في «البوندسليغا»، حينما يقابل مضيفه بوخوم (السبت) عقب فوزه على ضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1 في الجولة الماضية، ليحقق فوزه الأول بعد 10 مباريات لم يذق خلالها طعم النصر، في مسيرة كارثية للفريق، حيث شهدت أيضاً خروجه من كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا. لكن يونيون برلين، تحت قيادة مدربه الكرواتي الجديد نيناد بيليكا، أظهرت علامات التعافي أمام غلادباخ وكذلك خلال العرض الجيد الذي قدمه خلال خسارته أمام ضيفه ريال مدريد الإسباني 2 – 3 في ختام مشواره بالدوري، ويلتقي السبت أيضاً ماينز مع هايدنهايم ودارمشتاد مع فولفسبورغ ويلتقي (الأحد) فرايبورغ مع كولن.


مقالات ذات صلة

دورتموند يدعم شاهين بعد الخسارة الكبيرة أمام هولشتاين

رياضة عالمية شاهين مدرب دورتموند بدا غير راضٍ على أداء لاعبيه خلال مواجهة هولشتاين كيل (أ.ف.ب)

دورتموند يدعم شاهين بعد الخسارة الكبيرة أمام هولشتاين

استبعد مسؤولو نادي بوروسيا دورتموند الألماني، إمكانية إقالة نوري شاهين المدير الفني للفريق من منصبه، وذكروا أن مسألة وجود المدرب مع الفريق أمر غير قابل للنقاش.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية المصري عمر مرموش تألق وقاد فرانكفورت لفوز كبير (د.ب.أ)

«البوندسليغا»: ليفركوزن يضغط على بايرن... ومرموش يقود فرانكفورت لفوز عريض

قلّص باير ليفركوزن حامل اللقب الفارق بينه وبين بايرن ميونيخ المتصدر إلى نقطة، بفوز صعب على ضيفه ماينز 1-0.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية دورتموند فشل في مقارعة كيل وسقط بالأربعة (إ.ب.أ)

«البوندسليغا»: سقوط مدوٍ لدورتموند أمام كيل

واصل بوروسيا دورتموند مسلسل نزف النقاط في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم، وسقط على ملعب مضيفه هولشتاين كيل المتعثر 2-4.

«الشرق الأوسط» (كيل)
رياضة عالمية المهاجم الهولندي دونيل مالين انضم إلى أستون فيلا (د.ب.أ)

المهاجم الهولندي مالين ينضم إلى فيلا قادماً من دورتموند

انضم المهاجم الهولندي دونيل مالين إلى أستون فيلا قادماً من بروسيا دورتموند المنافس في دوري الدرجة الأولى الألماني.

«الشرق الأوسط» (برمنغهام)
رياضة عالمية لوريس كاريوس خلال توقيعه مع نادي شالكه الألماني (الشرق الأوسط)

كاريوس ينضم إلى شالكه في محاولة لإنقاذ مسيرته

يسعى لوريس كاريوس، حارس مرمى ليفربول الإنجليزي السابق، لإنعاش مسيرته بالانضمام إلى نادٍ ألماني عريق بعد أكثر من ست سنوات من مستواه الكارثي في نهائي دوري الأبطال

«الشرق الأوسط» (غيلسنكيرشن)

كايل ووكر الموهوب والصحافة الصفراء المغرضة

ساعد ووكر سيتي على تحقيق 17 لقباً بما في ذلك 6 ألقاب في الدوري الإنجليزي وأول لقب له في دوري أبطال أوروبا (رويترز)
ساعد ووكر سيتي على تحقيق 17 لقباً بما في ذلك 6 ألقاب في الدوري الإنجليزي وأول لقب له في دوري أبطال أوروبا (رويترز)
TT

كايل ووكر الموهوب والصحافة الصفراء المغرضة

ساعد ووكر سيتي على تحقيق 17 لقباً بما في ذلك 6 ألقاب في الدوري الإنجليزي وأول لقب له في دوري أبطال أوروبا (رويترز)
ساعد ووكر سيتي على تحقيق 17 لقباً بما في ذلك 6 ألقاب في الدوري الإنجليزي وأول لقب له في دوري أبطال أوروبا (رويترز)

طلب نجم المنتخب الإنجليزي كايل ووكر الرحيل عن مانشستر سيتي، في خطوة أثارت دهشة كثيرين، ويرى البعض أن التراجع الحاد في السرعة الفائقة التي كانت تمثل أهم نقاط قوته، هو السبب وراء ذلك. ووفقاً للمطلعين، فقد كان المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، حزيناً للغاية عند سماعه قرار ووكر الرحيل، بعد اللعب تحت قيادته لمدة 7 سنوات. وقال أحد المصادر حصراً لصحيفة الـ«غارديان»: «سيكون الانفصال ودياً؛ بالنظر إلى كل ما حققوه معاً. لكنْ هناك اعتراف متبادل بأن نادياً بمكانة مانشستر سيتي لا يمكنه الاستمرار في تحمل لاعب يفقد الكرة بمعدل 7.7 مرة في المباراة الواحدة، ووصل لأدنى مستوى في مسيرته الكروية بشأن عدد التمريرات في الثلث الأخير من الملعب الذي بلغ 5.8 تمريرة لكل 90 دقيقة».

وكان ووكر، البالغ من العمر 34 عاماً، قد كشف عن قراره المفاجئ الأسبوع الماضي لمدير الكرة تكسيكي بيغيريستين، البالغ من العمر 60 عاماً، وسط شائعات مستمرة بشأن رغبة اللاعب في الانتقال إلى ميلان الإيطالي، الذي قد يرى مديره الفني الجديد سيرجيو كونسيساو أن ووكر (مرة أخرى البالغ من العمر 34 عاماً)، أكثر ملاءمة لأسلوبه الدفاعي من إيمرسون رويال (25 عاماً) أو ديفيد كالابريا (28 عاماً).

وقال المصدر: «من الواضح أن غوارديولا يحاول إعادة قدرة الفريق في الاستحواذ على الكرة، واستعادة بعض القوة الهجومية، ولهذا فهو بحاجة إلى خط دفاع قوي. كايل ليس ساذجاً، فهو يعلم ما يقوله الناس عنه عبر الإنترنت، ويعلم جيداً أن سرعته قد تأثرت كثيراً بالإصابات الكثيرة التي تعرض لها في الفخذ، وأن نسبة فوز مانشستر سيتي بلغت 18 في المائة خلال المباريات التي شارك فيها أساسياً هذا الموسم؛ وفي ظل عدم قدرة كالابريا أو رويال على حجز مكان في التشكيلة الأساسية لميلان، فإن البداية الجديدة قد تكون الأفضل للجميع».

تميز ووكر بأداء الواجبات الهجومية إلى جانب الدفاعية (إ.ب.أ)

في الواقع، ربما يكون ووكر من أكثر لاعبي كرة القدم الإنجليز الذين تناولت الصحف الصفراء المهتمة بحياة المشاهير أخبارهم في العقد الماضي، ويرجع ذلك إلى حد كبير لقضايا لا علاقة لها بأي شيء يفعله داخل الملعب... فإذا بحثت على شبكة الإنترنت عن هذا اللاعب، الذي خاض 93 مباراة دولية مع المنتخب الإنجليزي وفاز بكل البطولات تقريباً على مستوى الأندية، فستجد أمامك كثيراً من الأخبار الغريبة، مثل أسعار المنازل، والصور الضخمة المأخوذة من موقع «إنستغرام».

إنه شيء غريب للغاية، أليس كذلك؟ فكيف تبحث تلك النوعية من الصحافة عن خصوصيات لاعب كرة قدم نجم مثل كايل ووكر، من دون أن تتطرق على الإطلاق إلى ما يقدمه داخل الملعب؟ ولا يقتصر الأمر على الصحف الصفراء، فقد امتد الأمر منذ مدة طويلة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت أرضاً خصبة للقيل والقال عن ووكر، مثل الحديث عن حقيقة أن لديه كثيراً من الأطفال من أكثر من شريكة! في الحقيقة، يجب عدم الحديث عن خيارات ووكر في حياته الشخصية أو تحليلها؛ نظراً إلى أن حياته الشخصية تخصه هو وحده، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالحديث عن أطفاله الصغار. فلماذا أهتم بأخبار مثل هذه، ولماذا يهتم جمهور كرة القدم بمثل هذه الأمور؟ لكننا نهتم بما يقدمه اللاعب داخل الملعب. كان من الواضح أن ووكر مختلف تماماً عن الآخرين، منذ اللحظة التي حقق فيها نجاحاً كبيراً في بداية العقد الماضي. ولم يكن الأمر يتعلق فقط بالسرعة الفائقة التي يتحلى بها، أو بقدرته على التسديد من مسافات بعيدة، بل كان يتعلق أيضاً بالطريقة التي يركض بها؛ كأن العالم سينفجر إذا توقف عن الركض.

لقد كان ووكر يركض دائماً للهروب من شيء ما. في البداية كان الأمر يتعلق بالخروج من مبنى «لانسداون» في شيفيلد، حيث كان تعاطي المخدرات منتشراً وكان الرعب يسيطر على كل شيء في الحياة هناك، ثم كان الأمر يتعلق بالرد على الانتقادات وإثبات أنه يمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهله للعب في أعلى المستويات.

كان غوارديولا حزيناً للغاية عند سماعه بقرار ووكر بالرحيل بعد اللعب تحت قيادته لمدة سبع سنوات (غيتي)

لقد أجريت مقابلة شخصية مع ووكر عندما كان لا يزال يلعب في توتنهام، وشعرت بالذهول عندما وصف نفسه في مرحلة ما بأنه «لاعب متوسط». في هذه المرحلة كان بالفعل لاعباً دولياً في منتخب إنجلترا، وحائزاً جائزة «أفضل لاعب شاب» في ذلك العام، ومن أفضل اللاعبين في مركز الظهير الأيمن في عالم كرة القدم. ربما كان محقاً في ذلك؛ لأنه كان يعتمد آنذاك على السرعة وحدها، لكن على مدار العقد التالي أضاف كثيراً من الأشياء الجديدة التي لم نكن نعرف أنه يمتلكها إلى طريقة لعبه، حيث أصبح يؤدي أدواره الهجومية بشكل رائع عبر الربط مع زملائه في الفريق، وكان يدخل إلى عمق الملعب لتقديم الدعم اللازم لخط الوسط، كما كان يعود إلى الخلف للعب في خط دفاع مكون من 3 لاعبين.

لكن بعد الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز 6 مرات، ولقب دوري أبطال أوروبا، لا يزال هناك شيء مفقود عندما نتحدث عن ووكر. ربما يتمثل ذلك في التركيز الشديد على قدراته البدنية، كأنه تمكن من اللعب ظهيراً تحت قيادة غوارديولا على مدار أكثر من 7 سنوات بسبب سرعته وحدها! ربما يعود الأمر إلى ما تنشره الصحف الصفراء وإلى النكات التي تُكتب على «تويتر»، والتي تصور ووكر على أنه مجرد لاعب سريع يركض دون عقل! قد يفسر هذا التدخل الغريب في حياته الشخصية، والتقليل من إنجازاته بصفته لاعباً رائعاً في المقام الأول. وبينما يستعد ووكر للرحيل عن النادي الذي حوّله إلى بطل، فمن الصعب ألا نشعر بأنه يستحق ما هو أفضل من ذلك.

ولعل تصريحات ناثان آكي، مدافع مانشستر سيتي، تثبت ذلك عندما قال إن رحيل زميله ووكر عن الفريق سيكون خسارة كبيرة، في حال حدث ذلك الشهر الحالي. وغاب ووكر عن قائمة الفريق في المباراة التي حقق فيها فوزاً كبيراً على سالفورد (درجة رابعة) بنتيجة 8 - صفر، وأيضاً عن مواجهة برينتفورد في المرحلة الحادية والعشرين من مسابقة الدوري، وذلك بعدما أعرب عن رغبته في الرحيل عن الفريق.

وقال غوارديولا إن ووكر أبدى رغبته في استكشاف خيارات أخرى للعب في الخارج مع اقتراب نهاية مسيرته، وذلك بعد نحو 8 أعوام قضاها في مانشستر سيتي وحقق فيها 17 لقباً. ولم يتضح بعد ما إذا كان ووكر، الذي ينتهي عقده الموسم المقبل، سيغادر الفريق خلال الشهر الحالي، لكن ليس من المرجح أن يقف سيتي في وجه رغبته حال وصول عرض مناسب. وقال المدافع الهولندي آكي عن ووكر، المرتبط بالانتقال إلى ميلان الإيطالي، إن الفريق سيفتقده.

وأضاف: «لقد كان لاعباً مهماً بالنسبة إلينا على مدار السنوات الماضية، وهذا العام أيضاً، إنه شخصية قوية في الفريق، ويستحق كثيراً من التقدير على كل تلك السنوات التي قدم فيها أداء رائعاً لهذا الفريق». وتابع: «إنه شخص جيد كذلك، وأنا جيد للغاية معه. سنرى ما سيحدث، لكن من دون شك كان ووكر لاعباً رائعاً ومهماً بالنسبة إلينا».

وتضمنت إنجازات ووكر منذ انتقاله إلى سيتي قادماً من توتنهام في عام 2017 مقابل 45 مليون جنيه إسترليني، الفوز بلقب الدوري الإنجليزي 6 مرات ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة.

ووكر وكأس دوري أبطال أوروبا (غيتي)

وربطت تكهناتٌ الدوليَّ الإنجليزي باحتمال الانتقال إلى العملاق الألماني بايرن ميونيخ بعد فوز مانشستر سيتي بالثلاثية في 2023. وأوضح غوارديولا: «فضلت إشراك لاعبين آخرين بعد أن طلب كايل استكشاف الخيارات المتاحة للعب في الخارج وإنهاء مسيرته. طلب ذلك قبل عامين بعد الثلاثية، بايرن ميونيخ أراده، لكن العرض لم يكن جيداً بما يكفي».

شارك ووكر في 319 مباراة مع مانشستر سيتي، وساعد النادي على تحقيق 17 لقباً؛ بما فيها 6 ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأول لقب له في دوري أبطال أوروبا. وأضاف غوارديولا: «لم نكن لنحقق كل هذا النجاح خلال هذه السنوات من دون كايل. كان الأمر سيصبح مستحيلاً. ما زلت مقتنعاً تماماً بأنه لا يوجد أحد في مهنتنا لا يرغب أن يكون بمكان يستطيع من خلاله أن يواصل الأداء بالشكل الذي يريده. طلب استكشاف الخيارات المتاحة، وهذا لا يعني أنه سيرحل بالضرورة؛ لأنك لا تعرف مطلقاً ما قد يحدث. أكنّ له احتراماً كبيراً، وأشعر بالامتنان للخدمات الكثيرة التي قدمها للفريق خلال هذه السنوات. لعب دوراً مهماً مع المنتخب والفريق».

وتقلصت مشاركة ووكر في المباريات هذا الموسم؛ إذ شارك أساسياً في 9 مباريات فقط بالدوري الإنجليزي الممتاز، بينما أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن السعودية قد تكون وجهته التالية.

* خدمة الـ«غارديان»