دوري أبطال أوروبا: التحدي عنوان مواجهة نيوكاسل وسان جيرمان

لاعبو نادي نيوكاسل خلال احتفالهم بأهدافهم في «البريميرليغ» (إ.ب.أ)
لاعبو نادي نيوكاسل خلال احتفالهم بأهدافهم في «البريميرليغ» (إ.ب.أ)
TT

دوري أبطال أوروبا: التحدي عنوان مواجهة نيوكاسل وسان جيرمان

لاعبو نادي نيوكاسل خلال احتفالهم بأهدافهم في «البريميرليغ» (إ.ب.أ)
لاعبو نادي نيوكاسل خلال احتفالهم بأهدافهم في «البريميرليغ» (إ.ب.أ)

تدقّ «ساعة الحقيقة» أمام نيوكاسل الإنجليزي عندما يحل ضيفاً على باريس سان جيرمان الفرنسي، الثلاثاء، على ملعب بارك دي برانس، في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

صحيحٌ أن النادي الإنجليزي أكرم وفادة النادي الباريسي، 4 - 1، على ملعب سانت جيمس بارك في الجولة الثانية في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن شتان بين مباراة الذهاب واللقاء الحاسم، الثلاثاء.

في الجولة الثانية، كان نيوكاسل منتشياً بتعادله السلبي الثمين أمام مضيفه ميلان الإيطالي العريق في أول مباراة له في المسابقة القارية العريقة منذ 20 عاماً، في حين يدخل الجولة الخامسة وهو في المركز الأخير برصيد 4 نقاط، بعد خسارتين أمام بوروسيا دورتموند الألماني (0 - 1 و0 - 2)، وبالتالي يتعيّن عليه تفادي الخسارة للإبقاء على آماله في بلوغ ثمن النهائي.

باريس سان جيرمان في مواجهة أمام نيوكاسل (أ.ف.ب)

ويجد نيوكاسل نفسه أمام تحدي مواجهة قوة سان جيرمان الذي خسر مباراة واحدة فقط منذ سقوطه على ملعب جيمس بارك، وكانت أمام مضيفه ميلان 1 - 2 في الجولة الرابعة من المسابقة القارية، بالإضافة إلى قائمة الإصابات الكبيرة التي ضربت صفوفه في الآونة الأخيرة.

يحتل نيوكاسل المركز الأخير في مجموعة «الموت» برصيد 4 نقاط، بفارق 3 نقاط خلف بوروسيا دورتموند و2 خلف باريس سان جيرمان، ونقطة واحدة خلف ميلان ضيفه في الجولة السادسة والأخيرة.

وبدا التأهل في متناول الـ«ماغبايز» بقيادة المدرب إيدي هاو عندما سحق سان جيرمان 4 - 1 في الجولة الثانية، لكن الأمور انقلبت منذ ذلك الحين بالنسبة لنيوكاسل، حيث تأثر كثيراً بالإصابات التي ضربت صفوفه.

أُوقف لاعب وسطه الإيطالي ساندرو تونالي، أبرز تعاقدات النادي خلال الصيف، مدة 10 أشهر بسبب خرقه قواعد المراهنة خلال فترة وجوده مع فريقه السابق ميلان.

قضى هارفي بارنز معظم فترات الموسم خارج الملعب مصاباً منذ انتقاله من ليستر سيتي، في حين دُفع بالظهيرين الشابين لويس هول وتينو ليفرامينتو في الأسابيع الأخيرة فقط بسبب إصابات اللاعبين الآخرين.

أصبح القرار الذي اتُخذ بشكل أكثر تحفظاً في سوق الانتقالات يؤثر الآن، حتى لو أظهر نيوكاسل عزماً ملحوظاً على الفوز عندما أكرم وفادة تشيلسي 4 - 1، السبت، في الدوري في غياب 13 لاعباً من الفريق الأول.

هاو قال إن الفوز الرائع بسبب جاهزية اللاعبين (إ.ب.أ)

ويحوم الشك حول مشاركة قطبي الدفاع الهولندي سفين بوتمان ودان بيرن، والمهاجم كالوم ويلسون، ولاعبي الوسط جو ويلوك وشون لونغستاف في مواجهة سان جيرمان.

وقال هاو للصحافيين بعد الفوز على تشيلسي: «انظروا إلى اللاعبين الغائبين، وستجدون أن هذا الفوز رائع بفضل اللاعبين الجاهزين لدينا».

ومع ذلك، فإن مصدر قلق هاو هو أن فريقه المستنزف قد أفرغ الخزان قبل مواجهة باريس سان جيرمان الساعي بقيادة هدافه كيليان مبابي إلى الثأر من الفريق الإنجليزي، وحجز بطاقته في ثمن النهائي.

وجد هاو نفسه أمام ضرورة اختيار 3 حراس مرمى وعدد من اللاعبين الواعدين فقط لملء مقاعد البدلاء في نهاية الأسبوع الماضي.

كان الفوز على بطل فرنسا في أول مباراة لنيوكاسل على أرضه في دوري أبطال أوروبا منذ عقدين من الزمن، بمثابة إعلان نيات من قوة واعدة في كرة القدم الأوروبية.

يهدف نيوكاسل إلى السيطرة على كرة القدم الإنجليزية والهيمنة على بطولة أوروبا.

لكن هاو لا يعمل بعد مع فريق ممتلئ بالنجوم من أجل التنافس مع أندية النخبة في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

كان القائد جمال لاسيلز، والسويسري فابيان شار، لونغستاف، والبرازيلي جولينتون، والباراغوياني ميغل ألميرون جزءاً من فريق قاتل من أجل تفادي الهبوط عندما تولى هاو المسؤولية قبل عامين فقط.

كان على سيتي أن يمر بالكثير من المطبات في دور مجموعات دوري الأبطال قبل أن يرفع الكأس أخيراً في يونيو (حزيران) الماضي في موسمه الثاني عشر على التوالي في المسابقة.

جاء صعود نيوكاسل إلى المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي بشكل أسرع من المتوقع، ثم أوقعته القرعة في أصعب مجموعة في المسابقة القارية هذا الموسم.

ربما تكون العودة لمواجهة أفضل الفرق في أوروبا بمثابة اختبار واقعي للفريق المنهك، لكنه ما زال يملك حظوظاً من أجل بلوغ ثمن النهائي إذا نجح في وضع حد لخطورة مبابي، كما فعل في أكتوبر (تشرين الأول)، وتوجيه صفعة ثانية للنادي الباريسي.


مقالات ذات صلة

​بعد رباعية برشلونة المذلة... ما المشاكل التي يعاني منها ريال مدريد؟

رياضة عالمية أنشيلوتي كان عاجزاً عن تقديم المساعدة الحقيقية للاعبيه (أ.ب)

​بعد رباعية برشلونة المذلة... ما المشاكل التي يعاني منها ريال مدريد؟

إن أفضل طريقة لفهم مدى الضرر الذي لحق باللوس بلانكوس بعد الهزيمة برباعية نظيفة على يد غريمه التقليدي برشلونة هي رؤية رد فعل الفريق في الوقت بدل الضائع

The Athletic (مدريد)
رياضة عالمية «يويفا» يوقف حكمين لسوء السلوك (الاتحاد الأوروبي)

إيقاف حكمين بعد «سلوكهما غير اللائق» قبل مباراة في دوري أبطال أوروبا

تم إيقاف حكمين من مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد انتهاك «القواعد الأساسية للسلوك اللائق».

The Athletic (نيون)
رياضة عالمية الهولندي تشافي سيمونز مهاجم لايبزيغ خلال تعرضه للإصابة (إ.ب.أ)

«أربطة الكاحل» تغيّب سيمونز هداف لايبزيغ حتى العام الجديد

تعرّض الهولندي تشافي سيمونز، مهاجم لايبزيغ، لإصابة في الكاحل خلال الخسارة أمام ليفربول الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا، وسيغيب عن الملاعب لأسابيع عدة.

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ )
رياضة عالمية فودين وهالاند خلال مباراة سبارتا براغ (أ.ف.ب)

فودين: هالاند «غريب الأطوار»

وصف فيل فودين، لاعب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، زميله إيرلينغ هالاند بأنه «غريب الأطوار»، وذلك بعدما سجل المهاجم النرويجي هدفاً رائعاً بكعب القدم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الأخوان تورام سيتواجهان في قمة مختلفة الأحد (نادي يوفنتوس)

صدام مرتقب بين الأخوين تورام في مواجهة إنتر ويوفنتوس

عادة ما يعتمد لاعب إنتر ميلان ماركوس تورام على دعم والده ليليان عندما يلعب، لكن قمة الدوري الإيطالي لكرة القدم، الأحد المقبل، أمام يوفنتوس ستكون قصة مختلفة.

«الشرق الأوسط» (روما)

فليك سعيد وأنشيلوتي حزين بعد «كلاسيكو» مذل لريال مدريد

ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
TT

فليك سعيد وأنشيلوتي حزين بعد «كلاسيكو» مذل لريال مدريد

ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)
ليفاندوفسكي تألق وسجل ثنائية لبرشلونة من رباعية الفوز على الريال (رويترز)

أبدى الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد الإسباني، أسفه للخسارة الثقيلة التي تعرض لها فريقه في عقر داره أمام الغريم الأبدي برشلونة 4 - صفر، بينما أعرب الألماني هانز فليك، مدرب الفريق الكتالوني، عن سعادته بالفوز العريض الذي أوقف سلسلة من 42 مباراة دون هزيمة للفريق الملكي المدريدي.

وبعد أن أهدر الريال كثيراً من الفرص في الشوط الأول الذي انتهى سلباً، دفع الثمن غالياً في الثاني بتلقيه رباعية قاسية، سجل منها البولندي روبرت ليفاندوفسكي هدفين في غضون دقائق قليلة، قبل أن يضيف لامين جمال والبرازيلي رافينيا هدفين آخرين.

وقال أنشيلوتي حزيناً: «نحن متألمون. إنها لحظة عصيبة. لم نكن نستحق هذه الخسارة الثقيلة. لكنني أريد أن أشكر الجماهير على دعمها... يجب علينا نسيان آخر 30 دقيقة. لا يزال الموسم طويلاً جداً. يجب ألا نستسلم. يجب التعلم؛ وسنفعل».

وأوضح: «لقد كانت مباراة متكافئة، إلى أن سجل المنافس أول هدف. لعبنا بقوة في الشوط الأول، لكننا افتقرنا إلى الدقة. سنحت لنا فرص للتقدم في النتيجة، لكن، على عكس سير اللقاء، سجل المنافس هدفين سريعين، حينئذ تغيرت مجريات المباراة».

وأضاف: «كان بمقدورنا التقدم في الشوط الأول. اعتمد برشلونة على الدفاع المتقدم، ولم نستغل ذلك لكسر مصيدة التسلل. كان علينا التعامل بدقة أكبر مع 3 أو 4 فرص».

في المقابل، عبر فليك عن فخره بلاعبيه بعد الفوز العريض على الغريم الأبدي، وهو الأول لبرشلونة في لقاء القمة منذ مارس 2023.

وأبدى فليك سعادته بالانتصار الذي توج أسبوع برشلونة الاستثنائي بتحقيق فوز رائع على اثنين من الفرق الأوروبية القوية؛ إذ سحق بايرن ميونيخ الألماني 4 - 1 في دوري أبطال أوروبا الأربعاء الماضي.

ويحظى فليك ببداية رائعة مع العملاق الكتالوني بتحقيق 10 انتصارات في 11 مباراة بالدوري الإسباني. وقال المدرب الألماني: «سعيد بالعمل في برشلونة والعيش فيها... قدمنا مباراة رائعة، وأنا فخور للغاية بالفريق». وأضاف: «ضغطنا بطريقة أفضل بالكرة ومن دونها. استحوذنا على الشوط الثاني؛ لذا تغيرت المباراة. تدربنا كثيراً على كيفية الدفاع بخط متقدم وعدم ترك أي مساحات أمام لاعبي الريال. نحن متمسكون بفكرتنا، والآن نتمتع بالرشاقة، ونريد المضي قدماً».

وعزز برشلونة صدارته للدوري الإسباني برصيد 30 نقطة، بفارق 6 نقاط عن ريال مدريد، و9 عن فياريال صاحب المركز الثالث.

وتجب الإشارة هنا إلى أن فريق برشلونة في هذه المباراة كان ثاني أصغر فريق من حيث أعمار اللاعبين في لقاء كلاسيكو منذ 80 عاماً، بل وأصغر فريق لبرشلونة منذ عام 1956. ومع ذلك، فإن من صنع الفارق هو ليفاندوفسكي البالغ من العمر 36 عاماً، الذي خطف المباراة من ريال مدريد بفضل براعته في إنهاء الهجمات مع بداية الشوط الثاني.

كانت جماهير الريال، التي ملأت ملعب «سانتياغو برنابيو» عن آخره، تنتظر أن تشهد «كلاسيكو» خاصاً من مهاجمها الجديد الفرنسي كيليان مبابي؛ نظراً إلى أن هذا هو أول لقاء قمة منذ انضمامه المدوي إلى الملكي قادماً من باريس سان جيرمان خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. لكن الفرنسي الدولي أهدر كثيراً من الفرص في الشوط الأول، قبل أن يستسلم وفريقه للانهيار في الشوط الثاني أمام شباب برشلونة المتحمس.

أهدر مبابي فرصة محققة في بداية المباراة، ثم أحرز هدفاً أُلغي بداعي التسلل بعد العودة إلى تقنية حكم الفيديو، مما مهد الطريق أمام أمسية صعبة للاعب الفرنسي، الذي وقع في مصيدة التسلل كثيراً. في المجمل، وقع مبابي في مصيدة التسلل 6 مرات خلال الشوط الأول؛ أي أكثر من أي مباراة سابقة في مسيرته الكروية بالكامل، قبل أن يقع مجدداً في مصيدة التسلل مرتين أُخريين في الشوط الثاني. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مبابي أصبح أكثر لاعب يقع في مصيدة التسلل خلال مباراة واحدة في آخر 15 موسماً بالدوري الإسباني الممتاز، بـ8 مرات، وكان ينبغي على مبابي أن يتعلم شيئاً مما قام به ليفاندوفسكي على الطرف الآخر!

كان ليفاندوفسكي قد تعرض لانتقادات في بعض الأحيان خلال الموسم الماضي، لكنه يقدم مستويات رائعة هذا الموسم تحت قيادة فليك. لقد سجل المهاجم البولندي الآن 14 هدفاً بالدوري الإسباني الممتاز في 11 مباراة فقط هذا الموسم، و17 هدفاً بجميع المسابقات.

لقد نجحت مرة جديدة خطة برشلونة في اللعب بخط دفاع متقدم، إلى جانب الضغط المستمر على المنافس. قبل مباراة الكلاسيكو، كان برشلونة صاحب أكثر خط دفاع تقدماً في الدوري الإسباني الممتاز بمسافة 61 ياردة عندما تكون الكرة في نصف ملعب الفريق المنافس، وأسقط منافسيه في أكثر من 70 حالة تسلل هذا الموسم؛ أكثر من ضعف أي فريق آخر في الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا.

وبعد اجتياز عقبة بايرن ميونيخ في منتصف الأسبوع، كان السؤال الكبير يتعلق بما إذا كان برشلونة سيلعب بخط دفاع متقدم مرة أخرى أمام ريال مدريد، في ظل وجود لاعبين يمتلكون سرعات فائقة مثل مبابي وفينيسيوس؟ كان هناك بعض الحالات التي احتُسب فيها تسلل بفارق ضئيل للغاية في الشوط الأول، ولعل أبرز هذه الحالات الهدف الملغى الذي سجله مبابي، لكن باو كوبارسي ومارتينيز نجحا في مهمتهما، والتزما بالقرب من خط منتصف الملعب قدر الإمكان، وأوقعا لاعبي ريال مدريد في مصيدة التسلل مراراً وتكراراً.

أظهرت هذه المباراة بما لا يدع مجالا للشك أن أنشيلوتي بحاجة إلى مزيد من العمل مع فريقه المدجج بالنجوم؛ لأن ما حدث في معقله «سانتياغو برنابيو» يعدّ كارثة للنادي الملكي، الذي لم يخسر منذ 42 مباراة. تعرض الريال لثالث أكبر خسارة بالدوري الإسباني الممتاز في تاريخه، حيث لم يتلق هزيمة أكبر من هذه على ملعبه في الدوري منذ عام 1974، وبات يتأخر بفارق 6 نقاط عن برشلونة المتصدر.

لقد أظهرت هذه الهزيمة افتقاد الفريق العمل الجماعي المدروس، الذي يعاني منه منذ بداية الموسم، حتى لو كان يُتغاضَي عن ذلك نتيجة العروض الفردية الرائعة، مثل الهاتريك الذي أحرزه فينيسيوس في مرمى بوروسيا دورتموند منتصف الأسبوع.