من سانشيز إلى سانشو... أبناء مانشستر يونايتد الضائعون خلال عقد من التراجع

10 لاعبين وصلوا إلى النادي ثم تاهوا بـ«الثقب الأسود» لحقبة ما بعد السير أليكس فيرغسون

(من اليمين) سانشو وزاها وسانشيز ثلاثي من ابرز المهاجمين الذين تاهوا في مانشستر يونايتد (غيتي)
(من اليمين) سانشو وزاها وسانشيز ثلاثي من ابرز المهاجمين الذين تاهوا في مانشستر يونايتد (غيتي)
TT

من سانشيز إلى سانشو... أبناء مانشستر يونايتد الضائعون خلال عقد من التراجع

(من اليمين) سانشو وزاها وسانشيز ثلاثي من ابرز المهاجمين الذين تاهوا في مانشستر يونايتد (غيتي)
(من اليمين) سانشو وزاها وسانشيز ثلاثي من ابرز المهاجمين الذين تاهوا في مانشستر يونايتد (غيتي)

على الكثير من المواهب الرائعة بالسنوات الأخيرة نلقي الضوء هنا على أبناء مانشستر يونايتد الضائعين، أو ما يمكن وصفهم بضحايا المفرمة في النادي الأكثر إسرافاً في كرة القدم الإنجليزية، الذي قضى على الكثير من المواهب الرائعة خلال السنوات الأخيرة. كان هناك الكثير من التوقعات بشأن مستقبل كل واحد من هؤلاء اللاعبين، لكنهم سُحبوا في نهاية المطاف إلى «الثقب الأسود لملعب أولد ترافورد» خلال السنوات العشر الضائعة منذ اعتزال المدير الفني الأسطوري للنادي السير أليكس فيرغسون. والآن، فإن أي موهبة صاعدة تنضم إلى النادي باتت معرضة لخطر الإصابة باللعنة من قبل السياسة المتخبطة لمانشستر يونايتد، وهناك الكثير من التحذيرات والأمثلة على ذلك من التاريخ الحديث.

لقد كان مانشستر يونايتد تحت قيادة فيرغسون هو النادي الذي يتألق فيه اللاعبون الشباب ويحصل فيه الموهوبون هجومياً على الحرية اللازمة لإظهار قدراتهم وإمكاناتهم الكبيرة. أما أبرز اللاعبين الصاعدين من أكاديمية الناشئين بالنادي في الفريق الأول لمانشستر يونايتد حالياً فهما ماركوس راشفورد، الذي يقدم مستويات متراجعة للغاية في الوقت الحالي، وسكوت مكتوميناي، الذي كان مانشستر يونايتد يرغب في بيعه هذا الصيف! لقد أنفق مانشستر يونايتد الكثير من الأموال لتدعيم صفوفه، لكن يمكن القول إن برونو فرنانديز، الذي لا يزال شخصية مثيرة للخلاف والجدل، هو اللاعب الوحيد الذي تطور مستواه للأفضل منذ انضمامه للفريق.

وكما كتب بارني روناي في هذه الصفحات عن ويلفريد زاها، فقد كان النجم الإيفواري «أول الأولاد الضائعين»، وكانت الدقائق الـ167 التي لعبها مع مانشستر يونايتد بمثابة نموذج للفشل. انضم زاها إلى مانشستر يونايتد في منتصف الموسم الأخير لفيرغسون، لكن سُمح له بالبقاء حتى الصيف في كريستال بالاس، الذي كان معه أفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى، ثم وصل إلى مانشستر يونايتد في الفترة نفسها التي وصل فيها المدير الفني الأسكوتلندي ديفيد مويز لتولي قيادة الفريق خلفاً لفيرغسون المتقاعد. لم يستمر أي منهما طويلاً، وفي ظل تعثر الفريق تحت قيادة مويز، انتقل زاها على سبيل الإعارة إلى كارديف سيتي في يناير (كانون الثاني) 2014، وبمجرد عودته إلى كريستال بالاس، سرعان ما أصبح اللاعب الأكثر أهمية في هذا النادي.

كانت فرص زاها في المشاركة في المباريات محدودة بسبب التألق اللافت للاعب البلجيكي عدنان يانوزاي، الذي كان ظهوره في المباريات القليلة التي شارك فيها مثيراً للإعجاب لدرجة أن المناقشات حول محاولة تجنيسه وانضمامه للمنتخب الإنجليزي أصبحت محل جدل في الصحف الشعبية. كان مويز معجباً بشدة بقدرات يانوزاي، لكن بمجرد إقالته من منصبه في أبريل (نيسان) 2014، اختفى يانوزاي، صاحب البنية الجسدية الضعيفة الذي أنهى ذلك الموسم بالمشاركة في كأس العالم مع منتخب بلجيكا، عن الأنظار بسرعة. وفشلت كل محاولات المدير الفني الهولندي لويس فان غال للدفع به في مركز المهاجم الصريح، وأصبح القميص رقم 11، الذي كان يرتديه في السابق أسطورة النادي رايان غيغز، ثقيلاً للغاية على اللاعب البلجيكي الشاب. لا يزال يانوزاي يبلغ من العمر 28 عاماً، ويلعب حالياً مع نادي إشبيلية. وأدى وصول فان غال في صيف عام 2014 إلى التعاقد مع مواطنه الهولندي ممفيس ديباي من أيندهوفن بعد عام واحد. لم يكن ديباي يفتقر إلى الثقة بنفسه، بل وصل الأمر لدرجة أنه قارن نفسه بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان يرتدي القميص رقم 7، قائلاً: «أعتقد أنني يمكن أن أكون أحد أفضل اللاعبين في العالم». لكنه لم يسجل سوى هدفين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يشارك في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد في الموسم الثاني سوى مرة واحدة فقط! تألق ديباي، الذي يلعب الآن في أتلتيكو مدريد، بعد رحيله وأصبح مهاجماً مفيداً للغاية على مستوى النادي والمنتخب، ولعب تحت قيادة فان غال مرة أخرى.

السياسات غير المدروسة في النادي الأكثر إسرافاً بكرة القدم الإنجليزية قضت

بوغبا مثال واضح لسياسة مانشستر يونايتد المتخبطة (رويترز)cut out

تراجع مستوى الفرنسي أنتوني مارسيال بشكل كبير مع مانشستر يونايتد، ومع ذلك لا يزال موجوداً في النادي ويحصل على راتب مرتفع للغاية، لكن خلال الموسم الثاني والأخير لفان غال كان مارسيال وماركوس راشفورد يُنظر إليهما على أنهما مستقبل النادي. لكن لم يكن هذا هو رأي المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي جعل مارسيال يتنافس مع راشفورد على حجز مكان في التشكيلة الأساسية في مركز الجناح، رغم أن مارسيال يعد مهاجماً صريحاً بمقاييس أي شخص آخر. وتراجع دور ومستوى مارسيال، الذي انضم ليونايتد في صيف عام 2015، بشكل كبير بسبب تعرضه للكثير من الإصابات.

بدوره، عاد لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا إلى مانشستر يونايتد في صفقة قياسية في صيف عام 2016، وفاز مع مورينيو بلقب الدوري الأوروبي بعد عام واحد، لكن المدير الفني البرتغالي فشل في مساعدة اللاعب الفرنسي على إظهار كامل قدراته وإمكاناته داخل المستطيل الأخضر. لقد كان بوغبا أحد خريجي أكاديمية الناشئين بمانشستر يونايتد، لكنه رحل وعاد إلى النادي في صفقة قياسية عالمية، قبل أن يرحل من جديد في صفقة انتقال حر من دون أي مقابل مادي للنادي، وهو ما كان يمثل كارثة من الناحية المالية لمانشستر يونايتد.

كان هنريك مخيتاريان، وهو موهبة فذة يمتلك قدرات وفنيات هائلة وطاقة كبيرة، أحد أبرز اللاعبين الذين ضمهم النادي تحت قيادة مورينيو، لكنه لم يتكيّف قط مع طريقة اللعب التي يفضلها المدير الفني البرتغالي التي كانت تعتمد على الالتزام الدفاعي الحذر والمجهود البدني الكبير. وعلى الرغم من تسجيله هدفاً في نهائي الدوري الأوروبي عام 2017، لم يكن من المفاجئ أن يرحل اللاعب الأرميني الذي كان يُنظر إليه في السابق على أنه الأفضل في الدوري الألماني الممتاز.

كان انضمام أليكسيس سانشيز في يناير (كانون الثاني) 2018 يعكس سياسة الانتقالات غير المدروسة تماماً من جانب مانشستر يونايتد، تحت قيادة الرئيس التنفيذي في ذلك الوقت، إد وودوارد. كان سانشيز خلال فترة وجوده في آرسنال يعد أفضل لاعب خط وسط مهاجم في كرة القدم الإنجليزية، وتعاقد مانشستر يونايتد معه بعد منافسة شرسة من جانب الجار مانشستر سيتي ومنحه مقابل مادي كبيراً، لكن النجم التشيلي لم يحقق شيئاً يذكر مع الشياطين الحمر وتراجع مستواه بشدة بعدما ظهر وكأنه لاعب آخر.

بعد أن تعرض السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي حقق نجاحاً حقيقياً رغم أنه كان كبيراً في السن، للإصابة، أصبح المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو والمدرب مورينيو (اللذان اجتمعا الآن مرة أخرى في روما) ملائمين للعمل معاً بشكل كبير. لكن طريقة اللعب المباشرة التي تعتمد على وصول الكرة إلى لوكاكو في الخط الأمامي أدت إلى انقسام كبير بين المشجعين، وعندما رحل مورينيو، كان من بين أول قرارات خليفته النرويجي أولي غونار سولسكاير هي تهميش دور المهاجم البلجيكي.

إن وجود اسم هاري ماغواير باعتباره المدافع الوحيد في هذه القائمة لا يعد انعكاساً لتميز خط دفاع مانشستر يونايتد خلال العقد الماضي، فالحقيقة أن خط الدفاع كان يعاني أيضاً بنفس الشكل مثل خط الهجوم، لكن ماغواير يعكس الآن الحالة المزرية التي يمر بها النادي. لقد أصبح ماغواير موضع سخرية من الجماهير، رغم الأداء الجيد في الموسم الأول، ورغم الدعم المستمر من قبل المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت. وزادت الأمور تعقيداً بعدما فشلت صفقة رحيل اللاعب إلى وستهام خلال الصيف الماضي.

ويقترب لاعب موهوب آخر من الرحيل عن «أولد ترافورد» وهو جادون سانشو. لقد نجح عدد من نجوم مانشستر يونايتد السابقين، مثل جورج بست وديفيد بيكهام وواين روني، في التألق في أماكن أخرى بعد الرحيل عن مانشستر يونايتد، لكن سانشو، الذي لم يكن يتوقف عن صناعة الأهداف في بوروسيا دورتموند، تم استبعاده من الفريق الأول من قبل المدير الفني إريك تن هاغ، في ظل تساؤلات حول سلوكه ولياقته البدنية، ويبدو أن دوامة مانشستر يونايتد في طريقها لابتلاعه كما ابتلعت من قبله عدداً من النجوم البارزين!

خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

10 نقاط بارزة في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي

رياضة عالمية إيدرسون حارس سيتي يتصدى لتسديدة أداما تراوري لاعب فولهام (أ.ب)

10 نقاط بارزة في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي

مشهد اللاعبين الذين تعاقد معهم يونايتد بمبالغ طائلة على مقاعد البدلاء يدل على فشل طريقة عقد الصفقات.

رياضة عالمية صوفي لوندغارد (رويترز)

إصابات الرباط الصليبي تتوالى في الدوري الإنجليزي للسيدات

قال نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم للسيدات، اليوم (الثلاثاء)، إن لاعبة الوسط صوفي لوندغارد تعرضت لإصابة في الرباط الصليبي الأمامي للركبة خلال مباراة فريقها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مانشستر سيتي اتهم رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم بـ«تضليل» الأندية (إ.ب.أ)

السيتي يتهم «البريميرليغ» بـ«تضليل» الأندية في قواعد الصفقات التجارية

اتهم نادي مانشستر سيتي رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بـ«تضليل» الأندية بشأن القضية القانونية التي خاضها الفريق السماوي بشأن قواعد المسابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية السيتي قال إنه انتصر في النزاع وتبين أن الدوري الإنجليزي أساء استخدام مركزه المهيمن ضمن أمور أخرى (أ.ب)

السيتي والبريمرليغ… من انتصر في المعركة القانونية؟

حقق مانشستر سيتي انتصاراً جزئياً على الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الاثنين بعد أن حكمت لجنة تشكلت لنظر اتهامات مزعومة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية جانب من مواجهة أستون فيلا ومانشستر يونايتد ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز (أ.ف.ب)

«البريمرليغ»: يونايتد وتشيلسي يتعادلان مع أستون فيلا ونوتنغهام

حقق مانشستر يونايتد نتيجة جيدة إذا قورنت بمشواره خلال الأسابيع الماضية، بعودته من ملعب أستون فيلا بنقطة التعادل السلبي، الأحد، في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)

10 نقاط بارزة في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي

إيدرسون حارس سيتي يتصدى لتسديدة أداما تراوري لاعب فولهام (أ.ب)
إيدرسون حارس سيتي يتصدى لتسديدة أداما تراوري لاعب فولهام (أ.ب)
TT

10 نقاط بارزة في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي

إيدرسون حارس سيتي يتصدى لتسديدة أداما تراوري لاعب فولهام (أ.ب)
إيدرسون حارس سيتي يتصدى لتسديدة أداما تراوري لاعب فولهام (أ.ب)

مانشستر سيتي يعود إلى سكة الانتصارات بفوز صعب على فولهام. ومانشستر يونايتد يقاتل ليتعادل سلبياً في ملعب أستون فيلا. وساكا يقود آرسنال إلى انتفاضة رائعة وفوز مثير على ساوثهامبتون. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط بارزة في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي:

إيدرسون يُثبت قيمته الكبيرة لمانشستر سيتي

بعد أن تصدى إيدرسون لفرص محققة عدة من لاعبي فولهام - خصوصاً أداما تراوري – قال المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا عن اهتمام الأندية السعودية بالتعاقد مع حارس المرمى البرازيلي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية: «كان يعلم منذ اليوم الأول أنني لم أكن أريد الدخول في هذه المفاوضات، ولم نكن كلنا نريدها. لكن العرض لم يأتِ لنا من الأساس - وأعني بذلك العرض الحقيقي. لأنهم (نادي النصر) قدموا عرضاً، لكن بالنسبة للحارس، وللفريق الذي فاز بأربعة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز على التوالي، فإن (إيدرسون) له قيمة كبيرة، ولا يمكن أن يرحل من دون الحصول على العرض الذي يستحقه». وأشاد غوارديولا باللاعب البرازيلي لقدرته على استعادة تركيزه بعد هذه الشكوك التي كانت تحيط بمستقبله، وقال: «إيدرسون قوي للغاية، لقد اتخذ قراره في ثانية واحدة وقال إنه سيستمر هنا وسيبذل قصارى جهده من أجل الفريق». ويعتقد غوارديولا أيضاً أن وجود ستيفان أورتيغا دفع حارسه الأول نحو مزيد من التألق، وقال: «في بعض الأحيان، يجب أن يشعر إيدرسون بأنه يجب أن يؤدي بشكل جيد، وإلا يمكن لستيفان أن يلعب بدلاً منه. وهذه هي المنافسة الصحية؛ لأنهما يحترمان بعضهما بعضاً، وتجمعهما علاقة لا تُصدق، وهو الأمر الذي يجعل فريقنا أفضل». (مانشستر سيتي 3 - 2 فولهام).

مانشستر يونايتد في حاجة إلى التحسن بسرعة

هناك نقاش لا ينتهي بالطبع عن مستقبل إريك تن هاغ. وكان تعادل مانشستر يونايتد أمام أستون فيلا بمثابة مؤشر واضح على ما يقدمه الفريق تحت قيادة المدير الفني الهولندي، حيث يتذبذب أداء الفريق صعوداً وهبوطاً، وكان يمكنه أن يفوز بالمباراة أو يخسرها بناءً على ما يحدث في لحظات بسيطة. لقد سدد برونو فرنانديز ركلة حرة ارتطمت بالعارضة، واستدار ديوغو دالوت ليمنع جادين فيلوغين من تسجيل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع، ولو دخل هذا الهدف لكان ذلك يعني نهاية مسيرة تن هاغ في «أولد ترافورد» بكل تأكيد. وبعد ذلك، تمسَّك المدير الفني الهولندي ببعض الإيجابيات البسيطة، لكن من المؤكد أنه لن يتمكن من البقاء في منصبه لفترة طويلة إذا واصل مانشستر يونايتد تقديم هذه المستويات المتواضعة. وكان مشهد جلوس اللاعبين الذين تعاقد معهم النادي بمبالغ مالية طائلة على مقاعد البدلاء بمثابة مؤشر واضح على عدم وجود سياسة مدروسة جيداً فيما يتعلق بالصفقات الجديدة. وانصبّ التركيز قبل بداية المباراة على جوني إيفانز، الذي سيبلغ من العمر 37 عاماً في يناير (كانون الثاني) المقبل، واستبعاد ماتيس دي ليخت وليساندرو مارتينيز من التشكيلة الأساسية، لكن المشكلة الأكبر بالنسبة لمانشستر يونايتد تكمن في الهجوم، حيث لم يسجل الفريق سوى خمسة أهداف في سبع مباريات. سجل جوشوا زيركزي، الذي شارك بدلاً من راسموس هويلوند في منتصف الشوط الثاني، هدفاً من هذه الأهداف الخمسة، لكن الأدلة المبكرة تشير إلى أن المهاجم الهولندي الذي تعاقد معه مانشستر يونايتد من بولونيا مقابل 36.5 مليون جنيه إسترليني هو صفقة سيئة أخرى! (أستون فيلا 0 - 0 مانشستر يونايتد).

كاي هافرتز يُعادل لآرسنال بهدف في شباك ساوثهامبتون (إ.ب.أ)

ساوثهامبتون يتطلع إلى مباريات ستحدد مصيره

ربما انتهى الأمر بخسارة ساوثهامبتون للمباراتين اللتين لعبهما أمام آرسنال وبورنموث بالنتيجة نفسها، لكن لا شك أن المدير الفني لساوثهامبتون، راسل مارتن، كان أكثر سعادة بأداء فريقه أمام آرسنال مقارنة بما قدمه الفريق قبل خمسة أيام ضد بورنموث. وكان مهاجم ساوثهامبتون الشاب كاميرون آرتشر يسعى لقيادة فريقه لتحقيق أول فوز مفاجئ في الدوري هذا الموسم على ملعب الإمارات، لكن دفاع ساوثهامبتون انهار سريعاً واستقبل ثلاثة أهداف. وبعد فترة التوقف الدولية، سيلعب ساوثهامبتون على ملعبه أمام ليستر سيتي وإيفرتون وخارج ملعبه أمام مانشستر سيتي وولفرهامبتون، واعترف مارتن بأنه يتعين على ساوثهامبتون أن يتحسن أمام الفرق القريبة منه في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، قائلاً: «المباريات التي تحدد مصيرنا قادمة، وسنلعب ثلاث مباريات منها ضمن المباريات الأربع القادمة. يتعين علينا أن نؤدي بشكل أفضل في هذه المباريات». (آرسنال 3 - 1 ساوثهامبتون).

الإيقافات لن تؤثر على تشيلسي

لم يُظهِر إنزو ماريسكا اهتماماً يذكر بحصول اثنين من لاعبي تشيلسي على خمسة إنذارات ليصبحا أول لاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز يحصلان على خمسة إنذارات حتى هذه الجولة من الموسم؛ وهو ما يعكس حقيقة أن القوانين التأديبية ستؤثر دائماً على الأندية الصغيرة أكثر من الأندية الكبيرة. سيغيب ويسلي فوفانا ومارك كوكوريلا عن رحلة الفريق لمواجهة ليفربول في 20 أكتوبر (تشرين الأول) بعد حصولهما على بطاقات صفراء في جميع المباريات السبع التي لعبها الفريق حتى الآن باستثناء مباراتين اثنتين فقط. لكن عندما تنفق 220 مليون جنيه إسترليني على ضم لاعبين جدد ويكون بإمكانك تغيير فريقك بالكامل بعد مباراة مرهقة في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، فإن مثل هذه العقوبات قد لا تؤثر عليك كما يتوقع البعض. وأشاد ماريسكا بلاعبي فريقه بعد مباراة نوتنغهام فورست على ملعب «ستامفورد بريدج». (تشيلسي 1 - 1 نوتنغهام فورست).

لاعب نوتنغهام فورست كريس وود (وسط) يهز شباك تشيلسي (د.ب.أ)

ويلبيك لا يخذل أبداً المدرب الذي يعتمد عليه

قبل أربع سنوات في هذا الشهر، تعاقد برايتون مع داني ويلبيك في صفقة انتقال حر لسد العجز الذي يواجهه الفريق في الخط الأمامي. سيبلغ ويلبيك 34 عاماً الشهر المقبل وكانت آخر مباراة لعبها مع منتخب إنجلترا في عام 2018، لكنه يظل لاعباً لم يخيّب أبداً آمال المديرين الفنيين الذين اعتمدوا عليه، بدءاً من السير أليكس فيرغسون وصولاً إلى فابيان هورتزيلر، الذي يصغره بعامين. لم يكن ويلبيك أبداً هدافاً بارعاً، لكن ذكاءه في الانطلاقات وقدرته على الربط بين خطوط الفريق جعلا أرسين فينغر وروي هودجسون يعجبان به للغاية. والآن، يستفيد برايتون من خبراته الكبيرة ومهارته المستمرة في فتح مساحات الملعب؛ وهو ما يضيف عنصر التماسك إلى خط الهجوم النشط. لقد قاد ويلبيك الصحوة التي قادت فريقه للتفوق على توتنهام في الشوط الثاني وسجل هدف الفوز. لا يزال هورتزيلر مديراً فنياً صغيراً في السن، لكنه لا يخشى وجود لاعبين أكبر منه سناً من حوله. (برايتون 3 - 2 توتنهام).

بيكفورد يحافظ على هدوئه أمام صافرات الاستهجان

كانت هناك أهداف واضحة لكلا القسمين من الجمهور في ملعب «غوديسون بارك»، لكن بينما كان أنتوني جوردون يعاني أمام مرمى فريقه السابق، تألق جوردان بيكفورد وسط العداوة المعتادة من جانب جمهور نيوكاسل. وفي بعض اللحظات كان حارس المرمى قريباً من ابتلاع الطعم والخروج عن شعوره، لكن كما قال بعد أول شباك نظيفة لإيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم: «إنني أواصل اللعب، وقد تعلمت من الماضي أن أحافظ على تركيزي، وأريد أن أبذل قصارى جهدي من أجل الفريق». ربما كان تصدي بيكفورد لركلة الجزاء التي سددها جوردون هو اللحظة الأبرز في المباراة، لكن كان هناك تحسن ملحوظ في سيطرة حارس مرمى إيفرتون على منطقة جزائه مقارنة بأدائه في المباريات الأخيرة. وفي ظل معاناة دفاع إيفرتون من بعض الغيابات مرة أخرى بسبب الإصابات - حيث تألق البديلان جيمس غارنر ومايكل كين – أثبت بيكفورد مرة أخرى أنه على قدر المسؤولية، حيث زاد عن مرماه ببسالة ونقل هذا الحماس إلى زملائه في الفريق. (إيفرتون 0 - 0 نيوكاسل).

ليفربول بقيادة سلوت يواصل التقدم

يمكن القول إن الشيء المذهل حقاً في ليفربول تحت قيادة أرني سلوت هو أن هناك بالفعل تحسينات في أماكن مختلفة من الفريق. في كثير من الأحيان تحت قيادة يورغن كلوب، كان ليفربول يستقبل أهدافاً تتطلب من الفريق الكثير من الوقت والجهد للتعافي منها. يبدو فيرجيل فان دايك قريباً من أفضل حالاته مرة أخرى ولم يعد يواجه أي مشكلة في الناحية اليسرى بجواره، حيث يقدم إبراهيما كوناتي مستويات رائعة إلى جانبه. ويتحكم رايان غرافينبيرتش في خط الوسط تماماً ويقوده باقتدار من خلال التمريرات الدقيقة على غرار جون بارنز ويان مولبي، لكن بقوة بدنية أكبر تساعده على الضغط بقوة على المنافسين. وقال سلوت عن لاعب خط الوسط الهولندي: «إنه طويل القامة وقوي في الصراعات الثنائية». وعلاوة على ذلك، تألق كودي غاكبو وصنع الهدف الذي أحرزه ديوغو جوتا، ويبدو أكثر سعادة وراحة وهو يلعب على الأطراف بدلاً من العمق. لكن ما هي النقاط السلبية في ليفربول في الوقت الحالي؟ سيواجه ليفربول اختبارات أكثر صعوبة في الأيام المقبلة، وبالتالي يتعين عليه أن يرفع من إيقاع اللعب؛ نظراً لأن تشيلسي وآرسنال ومانشستر سيتي لن تمنح لاعبي سلوت الكثير من الوقت. (كريستال بالاس 0 - 1 ليفربول).

بوستيكوغلو مدرب توتنهام يتحسر على سقوط فريقه بعد تقدمه (رويترز)

خط هجوم وستهام يضرب بقوة

قبل فوز وستهام على إيبسويتش تاون بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، كان إجمالي عدد الأهداف التي سجلها الرباعي الهجومي الأساسي لوستهام في مبارياته الست الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز هدفاً واحداً فقط لجارود بوين وركلة جزاء للوكاس باكيتا! ولم تكن هذه هي الحصيلة التهديفية المتوقعة للفريق تحت قيادة المدير الفني الجديد، جولين لوبيتيغي - لكن بفضل دفاع إيبسويتش الضعيف بشكل مؤسف، قدم وستهام أول لمحة عن طريقة اللعب الممتعة والهجومية التي يرغب مشجعو الفريق في رؤيتها في حقبة ما بعد ديفيد مويز، عندما كان الفريق يلعب كرة مملة في كثير من الأحيان. وكانت تسديدات أصحاب الأرض الـ13 على المرمى هي الأكثر له في مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 19 عاماً. (وستهام 4 - 1 إيبسويتش).

كوبر يحافظ على هدوئه بعد أول انتصار

بعد أن حقق ستيف كوبر فوزه الأول في الدوري هذا الموسم، لم يكن هناك أي احتفال، لكنه قام هو وجميع لاعبي ليستر سيتي بالتوجه نحو الجماهير وتقديم التحية لها تقديراً على الدعم الذي قدمته للفريق في أصعب الأوقات. لم يمر سوى أسبوعين منذ أن وجّه بعض المشجعين غضبهم إلى المدرب كوبر بعد فوز فريقه على والسال بركلات الترجيح في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. وعندما كان كوبر يتولى تدريب نوتنغهام فورست، كان معتاداً على الإشارة بيديه بكل قوة في الهواء بعد تحقيق الفوز. ويعني الانتصار على بورنموث أن ليستر سيتي سيدخل فترة التوقف الدولي وهو في وضع أفضل، لكن كوبر يعرف أن الأمر يتطلب المزيد. وقال المدير الفني الويلزي: «يتعين عليّ بناء الثقة هنا. من الواضح أنه يتعين علي القيام بالمزيد حتى يثق بي الناس أكثر». (ليستر سيتي 1 - 0 بورنموث).

هل أصبحت أيام أونيل مع وولفرهامبتون معدودة؟

فشل وولفرهامبتون في الصمود أمام هجوم برينتفورد الشرس واستقبل هدفاً بعد 76 ثانية فقط، ثم ازداد الأمر سوءاً بعد ذلك. وكان لاعبو وولفرهامبتون هم المسؤولون عن هذه الهزيمة الثقيلة، حيث تدخل ماريو ليمينا برعونة وعدم انضباط على ناثان كولينز؛ مما أدى إلى احتساب ركلة الجزاء التي جعلت برينتفورد يتقدم في النتيجة بهدفين مقابل هدف وحيد، في حين ظهر دفاع الفريق بعد ذلك بشكل كارثي. وتحول السخط الذي بدأ عندما لم يفز وولفرهامبتون إلا على لوتون تاون فقط في آخر 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي إلى صيحات تمرد ضد المدرب غاري أونيل في أعقاب الهزيمة الثقيلة من برينتفورد. وهتف المشجعون بعد نهاية المباراة: «أنت لا تعرف ماذا تفعل». وقال أونيل عن مستقبله: «ليس لدي أي فكرة عن ذلك. في مرحلة ما، سيطالبني أحدهم بالتوقف عن العمل وسأتوقف». (برينتفورد 5 - 3 وولفرهامبتون)

* خدمة «الغارديان»