دورتموند يرصد القمة الألمانية قبل رحلته الصعبة إلى نيوكاسل

ليفركوزن يخوض اختباراً قوياً أمام فولفسبورغ للتشبث بالصدارة... ونوير ينتظر الظهور مع البايرن أمام ماينز

فولكورغ هداف دورتموند بات السلاح الهجومي الذي يرجح كفة فريقه في المواجهات الكبرى (اب)
فولكورغ هداف دورتموند بات السلاح الهجومي الذي يرجح كفة فريقه في المواجهات الكبرى (اب)
TT

دورتموند يرصد القمة الألمانية قبل رحلته الصعبة إلى نيوكاسل

فولكورغ هداف دورتموند بات السلاح الهجومي الذي يرجح كفة فريقه في المواجهات الكبرى (اب)
فولكورغ هداف دورتموند بات السلاح الهجومي الذي يرجح كفة فريقه في المواجهات الكبرى (اب)

تبدو الفرصة مواتية أمام بوروسيا دورتموند لانتزاع الصدارة ولو مؤقتاً، عندما يستضيف فيردر بريمن الرابع عشر، اليوم الجمعة، في افتتاح المرحلة الثامنة للدوري الألماني لكرة القدم.

ويتصدر باير ليفركوزن بقيادة مدربه الإسباني الشاب تشابي ألونسو، جدول ترتيب البوندسليغا برصيد 19 نقطة، يليه مفاجأة الموسم شتوتغارت في المركز الثاني برصيد 18 نقطة، ثم بايرن ميونيخ حامل اللقب في المواسم الـ11 الماضية في المركز الثالث برصيد 17 نقطة، متفوقاً بفارق الأهداف فقط عن دورتموند الرابع.

وهناك 3 فرق لم تتلق أي هزيمة حتى الآن في الموسم الحالي وهي: ليفركوزن وبايرن ودورتموند، في الوقت الذي خسر فيه شتوتغارت مرة واحدة فقط مقابل 6 انتصارات.

واستعاد دورتموند توازنه في المراحل الأخيرة محققاً أربعة انتصارات متتالية خوّلته الارتقاء إلى المركز الرابع بفارق الأهداف خلف بايرن ميونيخ حامل اللقب، وبفارق نقطتين خلف باير ليفركوزن المتصدر.

ويملك دورتموند فرصة انتزاع الصدارة ولو مؤقتاً بفارق نقطة واحدة أمام ليفركوزن كونه يفتتح المرحلة، فيما يحل الأخير ضيفاً على فولفسبورغ السابع، السبت.

وإدراكاً منه لأهمية مواجهة اليوم ورحلته الصعبة إلى نيوكاسل، الأربعاء المقبل، لخوض الجولة الثالثة من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا، حرص دورتموند على إعادة لاعبيه الدوليين إلى الأراضي الألمانية بسرعة بالغة بعد انتهاء مهمتهم مع المنتخب في جولته بالولايات المتحدة من خلال توفير طائرة خاصة لهم.

نوير حارس مرمى البايرن تعافى من الاصابة وينتظر المشاركة أمام ماينز ولاول مرة منذ 10 اشهر (د ب ا)

وحضر أربعة لاعبين لدورتموند هم: قائده ماتس هوملس، ونيكلاس زوله، ويوليان براندت، ونيكلاس فولكورغ بمعسكر ألمانيا في الولايات المتحدة الأخير، حيث خاض مباراتين وديتين دوليتين ضد الولايات المتحدة والمكسيك.

ورفض دورتموند تأجيل مباراته ضد فيردر بريمن إلى الأحد حتى يستفيد من أيام إضافية للاستعداد لمواجهة نيوكاسل. وأشاد فولكورغ بقرار ناديه قائلاً: «أعتقد أنه أمر رائع. المدرب يرغب في عودتنا بأسرع وقت ممكن كي نتمكن من النوم في منازلنا لليلتين قبل أن ينتظر منا تقديم أحد العروض القوية مع الفريق مجدداً».

وتكتسي المباراة أهمية بالنسبة إلى فولكورغ الذي سيواجه فريقه السابق بعدما انضم إلى صفوف دورتموند هذا الصيف. وأكد مدرب بريمن أوليه فيرنر، المهدد بالإقالة بسبب النتائج المخيبة للفريق الذي حقق فوزين فقط مقابل خمس هزائم، أن رحيل فولكروغ ساهم جزئياً في النتائج المحبطة هذا الموسم، لكنه يتوقع تحسن نتائج الفريق.

وقال: «بدأنا المهمة ونحن نحتل المركز العاشر في دوري الدرجة الثانية، وصعدنا إلى البوندسليغا، ثم بقينا فيها بثاني أصغر ميزانية، دون أن نواجه أي مخاطر تتعلق بالهبوط. والآن علينا أن نغير بعض الأمور».

وأضاف: «بالطبع، نيكلاس كانت لديه مسؤوليات كثيرة معنا، وتعويضه يحتاج إلى وقت».

وأصبح نيكلاس فولكورغ مصدر إلهام للاعبي بوروسيا دورتموند نظراً لارتفاع مستواه بصورة واضحة في الآونة الأخيرة. وحقق فولكورغ تألقاً في مرحلة متأخرة من مسيرته، وأصبح هداف الدوري الألماني الموسم الماضي وعمره 29 عاماً، ما ساعده في الانتقال إلى دورتموند من أجل اللعب بدوري أبطال أوروبا.

وتدرج فولكروغ في صفوف فريق الشباب في بريمن، وأمضى فترتين منفصلتين في النادي، واستدُعي للمرة الأولى للانضمام لتشكيلة منتخب ألمانيا قبل وقت قصير من نهائيات كأس العالم العام الماضي، لكن منذ تلك الفترة ومستواه في صعود مستمر وأحرز تسعة أهداف في 11 مباراة دولية خاضها حتى الآن، وهز الشباك في آخر وديتين لألمانيا في مواجهة منتخبي الولايات المتحدة والمكسيك.

وقال إيدن ترزيتش، مدرب دورتموند: «تأقلم نيكلاس بشكل جيد جداً مع الفريق... ساعدنا بمستواه الجيد ونشاطه على أرض الملعب، وسجل مرة أخرى مع المنتخب كما تعلمون... أصبح معتاداً بشكل متزايد مع طريقة لعبنا. نأمل أن يظل بصحة جيدة لأنه يتعين عليه لعب سبع مباريات في الأسابيع الثلاثة المقبلة».

ويعول باير ليفركوزن على عاملي الأرض والجمهور لمواصلة تشبثه بالصدارة عندما يستضيف فولفسبورغ، السبت.

ولم يذق باير ليفركوزن طعم الخسارة حتى الآن هذا الموسم في جميع المسابقات، وهو الوحيد إلى جانب بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ وشتوتغارت لم يخسروا في البوندسليغا. وعموماً، حقق باير ليفركوزن تسعة انتصارات في 10 مباريات في مختلف المسابقات منذ مطلع الموسم الحالي. وبعدما احتل مركزاً مؤهلاً إلى دوري الأبطال نهاية الموسم الماضي، بعدما تسلم الإسباني تشابي ألونسو تدريبه في الربع الأول منه، استمر ليفركوزن في تقديم عروض هجومية رائعة هذا الموسم، لدرجة أن الصحف الإسبانية بدأت التحدث عن إمكانية تولي تدريب فريقه السابق ريال مدريد عندما يترك المدرب الحالي الإيطالي كارلو أنشيلوتي منصبه ليتجه إلى تدريب منتخب البرازيل نهاية الموسم الحالي.

وأشاد لاعب وسط باير ليفركوزن الدولي السويسري غرانيت تشاكا بمدربه ألونسو الفائز بكأس العالم لاعباً في صفوف منتخب إسبانيا عام 2010، بقوله: «إنه مدرب طموح، وأنا فخور باللعب تحت إشرافه».

وستكون مواجهة فولفسبورغ بروفة لمباراته أمام ضيفه قره باغ الأذربيجاني، الخميس المقبل، في الجولة الثالثة لدور المجموعات لمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».

ويعي ليفركوزن جيداً أهمية النقاط الثلاث في ظل الملاحقة الشرسة من شتوتغارت الثاني بفارق نقطة واحدة، والذي يرصد فوزه السادس توالياً والسابع هذا الموسم عندما يحل ضيفاً على أونيون برلين، مفاجأة الموسم الماضي وصاحب النتائج المخيبة هذا الموسم.

ومني أونيون برلين بخمس هزائم متتالية في الدوري وسبع في مختلف المسابقات، وهو يمنّي النفس باستعادة نغمة الانتصارات عقب فترة التوقف الدولي وقبل القمة النارية التي تنتظره أمام ضيفه نابولي الإيطالي، الثلاثاء المقبل، في الجولة الثالثة لدور المجموعات في المسابقة القارية العريقة.

وتنتظر بايرن ميونيخ رحلة إلى ماينز لمواجهة فريقها المحلي السابع عشر قبل الأخير. ويأمل النادي البافاري في مواصلة صحوته وتحقيق فوزه الثاني توالياً، والسادس هذا الموسم، والثأر من ماينز الذي هزمه 3 - 1 في المرحلة التاسعة والعشرين من الموسم الماضي.

ويملك بايرن ميونيخ الأسلحة اللازمة لرد اعتباره ورفع معنوياته قبل رحلته إلى إسطنبول، الثلاثاء المقبل، لمواجهة غلاطة سراي التركي في الجولة الثالثة لدور مجموعات دوري الأبطال.

وربما تكون مواجهة ماينز فرصة لظهور مانويل نوير، حارس مرمى البايرن، بعد غياب دام عشرة أشهر بسبب الإصابة بكسر في ساقه خلال حادث تعرض له في أثناء تزلجه على الجليد أثناء فترة عيد الميلاد في ديسمبر (كانون الأول) 2022، بعد الخروج من الدور الأول لكأس العالم.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الطاقم الطبي أعطى الحارس البالغ عمره 37 عاماً الضوء الأخضر للعودة للمباريات، بعد أن ظهر بشكل جيد خلال التدريبات الأخيرة. ويعتمد بايرن، الذي لم يعلق على الأمر بعد، على البديل المخضرم سفين أولرايش، الذي نجح في الحفاظ على شباكه نظيفة في ثلاث مباريات في الدوري هذا الموسم، وتعد المرة الأخيرة التي حقق فيها الفريق ذلك لأول سبع مباريات في الموسم عام 2017.

ولن يكون نوير اللاعب الوحيد العائد من الإصابة، حيث عاد أيضاً سيرج غنابري، الذي أصيب بكسر في ذراعه، إلى تدريبات الفريق هذا الأسبوع، بالإضافة للمدافع الهولندي ماتيس دي ليخت الذي استعاد لياقته.

ويتطلع لايبزيغ السادس إلى استعادة نغمة الانتصارات التي غابت عنه في المباراتين الأخيرتين في الدوري (تعادلين) والثلاث في مختلف المسابقات (سقط أمام ضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي 1 - 3 في دوري الأبطال)، وذلك عندما يحل ضيفاً على دارمشتات العائد إلى دوري الأضواء، وصاحب المركز الحادي عشر. ويستضيف لايبزيغ رد ستار الصربي، الأربعاء المقبل، في المسابقة القارية العريقة. ويلعب، السبت، أيضاً هوفنهايم الخامس مع أينتراخت فرانكفورت الثامن، وفرايبورغ التاسع مع بوخوم السادس عشر.

وتختتم المرحلة، الأحد، بلقاء كولن الأخير مع بوروسيا مونشنغلادباخ الثاني عشر، وهايدنهايم العاشر مع أوغسبورغ الخامس عشر.

فولكورغ أصبح مصدر إلهام لفريق دورتموند نظراً لتألقه بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة


مقالات ذات صلة

هل من المنطقي أن يبيع نيوكاسل إيزاك ويشتري إيكيتيكي؟

رياضة عالمية هل يخرج ألكسندر إيزاك من نيوكاسل ضيفاً؟ (نادي نيوكاسل)

هل من المنطقي أن يبيع نيوكاسل إيزاك ويشتري إيكيتيكي؟

يبدو أن نيوكاسل يونايتد يقف على أعتاب قرار مصيري قد يغيّر ملامح مشروعه الرياضي في الموسم المقبل.

The Athletic (نيوكاسل)
رياضة عالمية هوغو إيكيتيكي (يسار) مرشح للانتقال لنيوكاسل (د.ب.أ)

فرانكفورت يرفض 80 مليون يورو من نيوكاسل لشراء إيكيتيكي

كشفت قناة «سكاي التلفزيونية»، الثلاثاء، أن نادي آينتراخت فرانكفورت رفض عرضاً بقيمة 80 مليون يورو من نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لضم هوغو إيكيتيكي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
رياضة عالمية لويس دياز جناح فريق ليفربول (أ.ف.ب)

ليفربول يرفض عرض بايرن لضم دياز… واللاعب يريد الرحيل

قدّم نادي بايرن ميونيخ عرضاً رسمياً للتعاقد مع الجناح الكولومبي لويس دياز، لاعب ليفربول.

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية ماتي كوفار (رويترز)

آيندهوفن يضم كوفار حارس ليفركوزن على سبيل الإعارة

انضم ماتي كوفار، حارس مرمى باير ليفركوزن الألماني، لفريق آيندهوفن على سبيل الإعارة، مع إمكانية الشراء لبطل الدوري الهولندي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فلوريان فيرتز (نادي ليفربول)

فيرتز لجماهير ليفركوزن: أتمنّى أن تعودوا أبطالاً لـ«البوندسليغا»

نشر فلوريان فيرتز فيديو يشكر فيه جماهير نادي باير ليفركوزن الألماني، من أجل وداعهم، بعد انتقاله إلى فريق ليفربول الإنجليزي هذا الصيف.

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)

هل تكفي «إنجلترا الحقيقية» لمواجهة السويد في يورو السيدات؟

اللاعبة الإنجليزية بيث ميد (يسار) تعانق لاعبة ويلز صوفي إنغل بعد نهاية مباراة المجموعة الرابعة من بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 بين إنجلترا وويلز (أ.ب.أ)
اللاعبة الإنجليزية بيث ميد (يسار) تعانق لاعبة ويلز صوفي إنغل بعد نهاية مباراة المجموعة الرابعة من بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 بين إنجلترا وويلز (أ.ب.أ)
TT

هل تكفي «إنجلترا الحقيقية» لمواجهة السويد في يورو السيدات؟

اللاعبة الإنجليزية بيث ميد (يسار) تعانق لاعبة ويلز صوفي إنغل بعد نهاية مباراة المجموعة الرابعة من بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 بين إنجلترا وويلز (أ.ب.أ)
اللاعبة الإنجليزية بيث ميد (يسار) تعانق لاعبة ويلز صوفي إنغل بعد نهاية مباراة المجموعة الرابعة من بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 بين إنجلترا وويلز (أ.ب.أ)

عندما هزّت إنجلترا شباك بطلات العالم إسبانيا بهدف نظيف في ويمبلي فبراير (شباط) الماضي، بفضل هدف فوضوي سجّلته جيس بارك وأداء دفاعي عنيد، بدا ذلك الأداء غريباً بعض الشيء عن الفلسفة العامة للمدربة سارينا ويغمان، لكنه كان مألوفاً لمن يعرفون تقاليد الكرة الإنجليزية، وذلك بحسب شبكة The Athletic.

لم يكن الأداء أنيقاً. لم يكن ممتعاً. لكنه كان معبراً عن روح إنجليزية أصيلة: قتال ومثابرة وانتصار بالإرادة بقدر ما هو بالتقنية.

هذا ما شعرت به اللاعبات أيضاً. «بصراحة، تحدثنا عن أن نكون الليلة إنجليزيات حقيقيات»، قالت ميللي برايت، قلب الدفاع التي لعبت دوراً حاسماً في حماية منطقة الجزاء. «أن نحظى بذلك القتال، والرغبة في الدفاع عن بعضنا، والعمل الجاد من أجل بعضنا، وأن نكون صعبات المنال».

برايت، المدافعة القوية التي تحولت أحياناً مهاجمة بديلة عندما أرادت إنجلترا اللعب المباشر، ربما كانت أكثر لاعبة «إنجليزية حقيقية» في الفريق الذي فاز باليورو قبل ثلاث سنوات، ووصل إلى نهائي كأس العالم 2023. لكنها انسحبت من المشاركة في اليورو الحالي قبل انطلاقه، لتصبح إنجلترا أقل «إنجليزيّة». ومع ذلك، لا يزال هذا التعبير يتردد.

اللاعبة الإنجليزية جورجيا ستانواي تحتفل بعد تسجيلها الهدف الأول لمنتخب بلادها خلال مباراة المجموعة الرابعة من بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 بين إنجلترا وويلز (أ.ب)

العودة إلى الجذور

قبل مواجهة هولندا في ثانية مباريات المجموعة، شرحت جورجيا ستانواي ما اتفقن عليه بعد الهزيمة 2 - 1 أمام فرنسا في المباراة الافتتاحية: «تحدثنا عن رغبتنا في أن نعود إلى إنجلترا الحقيقية. أن نعود إلى ما نجيده، إلى أسلوب تقليدي: تدخلات قوية، والعودة إلى جذورنا».

أما أليسا روسو، مهاجمة الفريق، ففسّرت العبارة بشكل مشابه: «يعني أننا سنعمل حتى لا نستطيع الركض أكثر، وأن نبقى معاً. نعرف أننا مهيمنات على الكرة، لكننا أردنا العودة إلى جذورنا، ونحن نعرف أننا قادرات على تقديم مثل هذه الأداءات».

كل ذلك يشير إلى أن «إنجلترا الحقيقية» تعني الذهنية والرغبة في جعل الأمور صعبة على الخصوم عندما لا تكون الكرة بحوزتهن. لكن اللافت، أن المنتخب سجل ثاني أدنى معدل نجاح في التدخلات بين منتخبات البطولة الـ16 في دور المجموعات، متقدماً فقط على بلجيكا.

صحيح أن ثلاث مباريات ليست مقياساً كافياً، ومعدل النجاح في التدخلات لا يعني بالضرورة الفوز، لكنه يكشف عن أن هذا ليس تماماً السلاح الأقوى لإنجلترا حتى الآن في «اليورو».

اللاعبة الإنجليزية بيث ميد (في المنتصف) تحتفل مع زميلاتها بعد تسجيلها هدفاً خلال مباراة المجموعة الرابعة من بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 أمام منتخب ويلز (أ.ب)

اللعب المباشر... مع لمسة من الدقة

تقليدياً، كانت «إنجلترا الحقيقية» تعني أيضاً كرة مباشرة إيصال الكرة للأمام بأسرع ما يمكن. ويغمان قالت عن المصطلح بعد الفوز 4 - 0 على بلدها الأم هولندا: «اللاعبات يستخدمن هذا التعبير كثيراً الآن. يعني معاً والقتال. لكن بالنسبة لي، من المهم أيضاً أن تكون التمريرات ذات هدف. واليوم رأينا الغاية في كل تمريرة، وهذا بالنسبة لي أيضاً إنجلترا الحقيقية».

في تلك المباراة قبل أسبوع، سجّل الفريق هدفين بعد تمريرات طويلة رائعة من الحارسة هانا هامبتون. لكنها لم تكن «كرات طويلة» بالمعنى البدائي، بل كانت تمريرات دقيقة، إحداها أشبه بكرة بينية ساحرة لروسو.

قد تكون القدرة على الانتقال من الخلف إلى الأمام بسرعة وبأسلوب محدد الميزة الفارقة لهذا الفريق، خاصة مع براعة روسو في استقبال الكرات الطويلة، ودقة التحويلات إلى لورين هيمب على الجهة اليسرى. إنجلترا في هذه البطولة تلعب الكرات الطويلة بكثرة، لكنها دقيقة جداً بها.

المهاجمة الإنجليزية رقم 19 أغنيس بيفر- جونز ولاعبة الوسط الويلزية رقم 08 أنغاراد جيمس تتنافسان على الكرة خلال مباراة المجموعة الرابعة من بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 (أ.ف.ب)

السويد... التحدي المختلف

في ربع النهائي، الخميس، ستواجه إنجلترا اختباراً مختلفاً تماماً أمام السويد.

تقول ستانواي: «لدينا خبرة كبيرة ضدهن. إنهن قويات بدنياً ومباشرات أكثر. لست متأكدة أننا واجهنا ذلك في مجموعتنا، لكننا نعرفهن جيداً».

وهذا يشمل فوزاً عريضاً 4 - 0 على السويد في «يورو 2022»، لكن أيضاً تعادلين: 1 - 1 في ويمبلي و0 - 0 في غوتنبرغ خلال التصفيات.

«قويات، بدنيات، ومباشرات» يبدو وكأنه وصف لإنجلترا نفسها. المشكلة أن السويد قد تكون أفضل من إنجلترا في لعبتها المفضلة.

في الواقع، تعود جذور الفلسفة الكروية السويدية إلى التأثير الإنجليزي. اللعبة وصلت إلى السويد في أواخر القرن التاسع عشر عبر البحارة الإنجليز الذين رست سفنهم في غوتنبرغ. تكتيكياً، يُعزى حب السويديات لنظام 4 - 4 - 2 والدفاع بالمناطق إلى تأثير المدربين الإنجليز بوب هاوتون وروي هودجسون في السبعينات.

اللاعبة الإنجليزية بيث ميد (يسار) تحتفل مع زميلاتها (إ.ب.أ)

يضم الفريق السويدي كثيراً من اللاعبات اللواتي لعبن في الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات. ثماني لاعبات من التشكيلة الأساسية المحتملة الليلة لديهن خبرة في إنجلترا.

كما يتمتعن بالطول، واللياقة البدنية، والهجوم المباشر بكرات طويلة إلى ستينا بلاكستينيوس، أو ركض لا يتوقف من فيليبا أنغلدال، أو مراوغات مصممة من يوهانا ريتينغ كانيريد.

السويد سجلت أكبر عدد من المراوغات (82) والكرات العرضية (89) بين المنتخبات، وتشكل الكرات الثابتة سلاحاً قوياً لهن، خاصة الركنيات المقوسة للداخل التي أزعجت الجميع في مونديال 2023 عندما أخرجت السويد الولايات المتحدة.

قد تحتاج إنجلترا إلى استدعاء «إنجلترا الحقيقية» مجدداً في «اليورو»، خصوصاً إذا وصلت إلى النهائي لمواجهة إسبانيا، التي لا تستطيع مجاراتها في الاستحواذ.

المهاجمة الإنجليزية رقم 09 بيث ميد تحتفل مع لاعبة الوسط رقم 08 جورجيا ستانواي بعد تسجيل الهدف الخامس خلال مباراة المجموعة الرابعة من بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 (أ.ف.ب)

لكن «إنجلترا الحقيقية» وحدها لن تكفي للفوز في ربع النهائي. السويد ستخشى إبداع لورين جيمس، ومهارة هيمب، وتمريرات كيرا والش القطرية.

قالت القائدة ليا ويليامسون: «الإنجليز معروفون بامتلاكهم عقلية معينة، وروح قتال. تاريخياً، كنا فريقاً دفاعياً. أتذكر أن أول ما قالته (ويغمان) لنا هو: فقط اهدأوا. أرادتنا أن نركز على الكرة».

«إنجلترا الحقيقية» قد تكون مفيدة كذهنية وروح جماعية، لكن مع ويغمان، أثبت الفريق أنه قادر على تقديم ما هو أكثر بكثير.

غداً سنرى إن كان القلب الإنجليزي وحده كافياً لمجاراة السويديات، أم أن الإبداع والهدوء سيكونان الفارق الحقيقي.