أخطاء حكام «الفيديو» تثير الجدل في الدوري الإنجليزي الممتاز

ما بين جهل بتنفيذ التقنيات والقانون وشبهة التحيز... هدف دياز الملغى يفجر أزمة

الحكم سيمون هوبر يراجع تقنية الفيديو خلال إدارته لمباراة توتنهام وليفربول المثيرة للجدل (إ.ب.أ)
الحكم سيمون هوبر يراجع تقنية الفيديو خلال إدارته لمباراة توتنهام وليفربول المثيرة للجدل (إ.ب.أ)
TT

أخطاء حكام «الفيديو» تثير الجدل في الدوري الإنجليزي الممتاز

الحكم سيمون هوبر يراجع تقنية الفيديو خلال إدارته لمباراة توتنهام وليفربول المثيرة للجدل (إ.ب.أ)
الحكم سيمون هوبر يراجع تقنية الفيديو خلال إدارته لمباراة توتنهام وليفربول المثيرة للجدل (إ.ب.أ)

ما بين جهل بتنفيذ التقنيات والقانون، وشبهة التحيز في القرارات التي من شأنها تغيير مسار مباريات ونتائج لصالح فريق على حساب آخر، باتت أزمة أخطاء الحكام خطراً يهدد الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بعد مرور 7 جولات فقط على انطلاقه.

وفتح الهدف الملغي الذي سجله الكولومبي دياز مهاجم ليفربول في مرمى توتنهام، بعد نصف ساعة من لقاء الأحد، عندما كانت النتيجة التعادل من دون أهداف، جدلاً واسعاً، بعد أن أثبتت الإعادة التلفزيونية وخبراء التحليل التحكيمي صحته، وزاد من الأزمة أن الفريق خرج خاسراً بهدف من نيران صديقة (1-2) في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع للمباراة.

الخطأ لم يكن الأول من الحكام القائمين على إدارة غرفة الفيديو؛ بل هو عنوان لحوادث تكررت منذ انطلاق الموسم الجديد.

واعترفت لجنة الحكام في إنجلترا بخطأ الحكمين دارين إنغلاند ودان كوك (من غرفة الفيديو) بإلغاء هدف صحيح لفريق ليفربول، وقررت استبعادهما عن مراقبة أي مباريات مستقبلية لحين التحقيق في الأمر.

دياز مهاجم ليفربول خلال تسجيله للهدف الملغى في شباك توتنهام (غيتي)

وظن ليفربول أنه تقدم في النتيجة عندما تسلم لويس دياز تمريرة من المصري محمد صلاح، وسدد في الزاوية البعيدة؛ لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل، وفقاً للبيانات التي وصلته من غرفة الفيديو.

وأصدرت رابطة الحكام بياناً ألقت فيه باللوم على «خطأ بشري كبير» في إلغاء هدف دياز، وأكدت: «كان هذا خطأ حقيقياً واضحاً. كان يجب احتساب الهدف بتدخل من حكم الفيديو المساعد».

وتلت ذلك ببيان آخر، قالت فيه: «تقرر استبعاد دارين إنغلاند ودان كوك (حكم الفيديو ومساعده) وتعيين كريج باوسون وإيدي سمارت لمراقبة المباريات المقبلة، والتحقيق مفتوح».

ولعب ليفربول بتسعة لاعبين بعد طرد كيرتس جونز وديوغو جوتا، قبل أن يحسم هدف سجله جويل ماتيب بالخطأ في مرماه في الوقت المحتسب بدل الضائع الفوز لصالح توتنهام، ما جعل المدير الفني الألماني يورغن كلوب ينفجر غضباً.

وأبدى كلوب غضبه من إلغاء هدف دياز في الشوط الأول، والقرارات الصادمة بطرد اثنين من لاعبيه، وقال: «هدف دياز لم يكن من تسلل. هذا ليس تسللاً عندما تراه. رسم الحكام الخطوط بشكل خاطئ عندما كانت الكرة بين قدمي محمد صلاح. لم يقدروا توقيت خروج الكرة من قدم صلاح بشكل صحيح». وأضاف: «في الطرد الأول كيرتس كانت الكرة معه وفقدها، ولم يكن يستحق بطاقة حمراء لأنه ليس تدخلاً سيئاً. يبدو الأمر مختلفاً في الإعادة البطيئة. يركض خلف الكرة بأقصى سرعة. وهذا أمر مؤسف. كذلك الإنذار الأول (لجوتا) لم يكن مستحقاً ثم حصل على الثاني، لنضطر للدفاع بثمانية لاعبين، ونسجل هدفاً في مرمانا، هذا أمر صعب تقبله حقاً».

ورغم الهزيمة، قال كلوب إنه فخور بأداء فريقه القوي الذي كاد أن يحصد نقطة في ظروف استثنائية أمام فريق توتنهام المتألق الذي اعتاد انتزاع الانتصارات على أرضه في وقت متأخر.

وأضاف كلوب الذي ذاق فريقه آخر هزيمة أمام توتنهام في 2017، وخسر أمامه مرة واحدة في آخر 21 مباراة بالدوري: «أنت تريد بناء شيء، تحتاج إلى لاعبين يتمتعون بالعقلية وشاهدتهم الليلة، لقد قاتلوا؛ لكن قرارات الحكم وقفت ضدنا».

الحكم يشهر بطاقة الطرد لجوتا لاعب ليفربول (رويترز)

وقال الهولندي فيرجيل فان دايك، قائد ليفربول: «يجب أن تكون تقنية حكم الفيديو المساعد واضحة تماماً في كل ما تتخذه من قرارات. أعتقد أنه في البث التلفزيوني المباشر لم تكن هناك خطوط معروضة للمشاهدين لتوضيح التسلل. الأمر كله غريب قليلاً». وأضاف: «انظر إلى القتال الذي أظهرناه والدفاع الذي قدمناه والعمل الجماعي أيضاً، كان من الجيد أن نرى ذلك. لقد أخبرنا المدرب في غرفة الملابس. وبالنسبة لي كقائد، من الجيد أن أرى الجميع يعملون بجدية ويقاتل بعضهم من أجل بعض. استقبال هدف عكسي في آخر دقيقتين من المباراة أمر قاسٍ حقاً».

من جهته، قال الأسترالي أنغي بوستيكوغلو مدرب توتنهام، إنه ليس من أنصار حكم الفيديو المساعد؛ إذ إن النظام يعقد الأمور بدلاً من تسهيلها، رغم استفادة فريقه من خطأ الحكام.

وصرح بوستيكوغلو: «قلت دائماً إنني لست من أنصار (حكم الفيديو المساعد) مطلقاً منذ بدء الاستعانة به. لا لشيء سوى لأنني أعتقد أنه يعقد جوانب من اللعبة. اعتقدت فيما مضى أنها واضحة جداً؛ لكن في الوقت نفسه أرى السبب الذي يجعل تدخل التكنولوجيا حتمياً. يجب علينا التعامل مع ذلك».

وأضاف: «اللعبة مليئة بقرارات تحكيمية تاريخية لم تكن صائبة؛ لكننا جميعاً تقبلنا أنها جزء من اللعبة؛ لأننا نتعامل مع بشر... أعتقد أن الناس تظن مخطئة أن حكم الفيديو المساعد سيكون دون أخطاء. لا أعتقد أن هناك أي تكنولوجيا من الممكن أن تحسم الجدال؛ لأن جانباً كبيراً من لعبتنا لا يعتمد على الحقائق. الأمر مفتوح للتأويل، وهُم بشر».

وتابع: «عندما ترفع سقف التوقعات بخصوص شيء ما، فإنه سيخفق لا محالة، لذا إذا كان الناس يعتقدون أنه شيء سيصبح مثالياً في مرحلة ما، فإن هذا لن يحدث».

ومنذ الجولة الأولى، وجد رئيس لجنة الحكام، هوارد ويب، نفسه مضطراً للخروج في برامج تلفزيونية للدفاع عن رجاله أو الاعتراف بالأخطاء التي وقعت دون تعمد. وخلال الجولة الأولى برز الجدل حول عدم احتساب الحكم ركلة جزاء لـولفرهامبتون ضد حارس مانشستر يونايتد أندريه أونانا لتدخله المتهور، وقدمت لجنة الحكام بعد ذلك اعتذاراً لولفرهامبتون في اعتراف بخطأ مراقب تقنية الفيديو.

وفي الجولة الثانية كان الجدل أكبر في مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام، بعد تجاهل الحكم وغرفة الفيديو احتساب ركلة جزاء ليونايتد عندما لمست الكرة يد مدافع توتنهام كريستيان روميرو، رغم أنها منعت هجمة واعدة للمنافس، لتقرر اللجنة بعد ذلك إيقاف الحكم مايكل أوليفر من الجولة الثالثة التي كانت أحداثها أكثر إثارة.

ففي مباراة آرسنال وضيفه مانشستر يونايتد، اعتقد الأخير أنه تقدم 2-1 في الدقيقة 88 بعدما سحل الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو هدفاً بعد انطلاق من منتصف الملعب؛ لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل، بعد العودة لتقنية الفيديو ووضع خطوط مثيرة للجدل. وانقلبت الأحداث بإضافة 10 دقائق وقتاً بدلاً من الضائع سجل فيه أصحاب الأرض هدفين في دقيقتين. وأعرب الهولندي إريك تن هاغ مدرب يونايتد عن إحباطه بسبب القرارات التحكيمية المثيرة للجدل التي تسببت في خسارة فريقه بشكل درامي.

بوستيكوغلو مدرب توتنهام يرى ان تقنية الفيديو اضرت باللعبة (ا ب ا)

ثم جاء الدور على بول هيكينغبوتوم المدير الفني لشيفيلد يونايتد الذي وجَّه انتقادات لاذعة للحكام بعد استقبال فريقه هدفين في الوقت بدل الضائع، ليخرج خاسراً أمام توتنهام 1-2 بعد أن ظل متقدماً 98 دقيقة. واحتسب الحكم 11 دقيقة إضافية سجل فيها توتنهام هدفين في الدقيقتين الثامنة والعاشرة منها، ما أثار هيكينغبوتوم الذي قال: «ينبغي القيام بشيء ما. لست أنا الذي أتأوه. لقد قلت ذلك في نهاية الشوط الأول، وحينما كنا متقدمين بهدف أيضاً... التركيز ينصب على إضاعة الوقت، وبالتالي فإن الحكام هم من يملون علينا طريقة لعبنا». وأضاف: «التحكيم كان مروعاً، ولا يتعلق الأمر بقرارات كرة القدم، ولكن بإدارة المباراة... أخشى أن ينصب كل التركيز على الإنذارات بسبب إضاعة الوقت، وعندما تحدثت إلى الحكام لم تكن لديهم أدنى فكرة عما أتحدث عنه. إنهم يديرون المباراة؛ لكنهم ببساطة لا يعرفون اللعبة».

وفي الجولة الرابعة ظهر رئيس لجنة الحكام هوارد ويب مجدداً، ليعترف بأن الهدف الذي سجله لاعب مانشستر سيتي، ناثان آكي، في مرمى فولهام، كان يجب إلغاؤه بسبب تسلل مانويل أكانغي المتداخل في اللعبة بشكل واضح.

لقد خرج المدير الفني لفولهام، ماركو سيلفا، غاضباً للغاية بعد احتساب هدف آكي، رغم أن فريقه خسر 1-4 في النهاية، وقال: «أي شخص لعب كرة القدم، ولديه بعض المعرفة بكرة القدم، يعرف بنسبة 100 في المائة أنه يجب إلغاء هذا الهدف. بالنسبة لمساعد الحكم، قد يكون من الصعب رؤية التسلل؛ لكن بالنسبة لتقنية الفيديو فمن المستحيل عدم رؤية هذا التسلل. لقد كان لتلك اللحظة تأثير كبير على سير المباراة».

وقال ويب: «كان يجب إلغاء هذا الهدف. ليس من السهل دائماً الوصول إلى هذا القرار؛ لأنك تحاول جمع معلومتين معاً في الوقت نفسه. فهل اللاعب كان في موقف تسلل؟ رغم أن الحكم كان في وضع جيد لرؤيته، وما عواقب وجود اللاعب في هذا الموقف؟ وكيف يؤثر ذلك على المنافسين؟ لسوء الحظ، لم يتم تحديد ذلك بشكل جيد في تلك اللحظة، وسيتم شرح ما حدث في هذا الهدف لجميع أفراد مجموعتنا؛ لأننا نتطلع إلى القيام بعمل أفضل كل أسبوع».

ومع توالي الأخطاء، وآخرها هدف نونيز الملغي في لقاء ليفربول وتوتنهام، علت حدة الانتقادات للحكام مع طرح تساؤل: هل ما يحدث هو نتيجة ضعف الكفاءة، أم لشبهة ميول لفريق على حساب آخر، وهي التهمة الأخطر التي قد تهز أرجاء اللعبة في بلد يشتهر بقوة بطولته وشهرتها حول المعمورة!

ويتهم البعض -ومنهم مدربون كبار- الحكام بأنهم أشخاص لم يلعبوا كرة القدم مطلقاً، وطالبوا بضرورة إصلاح الأمر. لقد اقترح البعض إضافة لاعب سابق إلى غرفة تقنية الفيديو، بدعوى أنه يدرك روح اللعبة وقادر على تقديم نصيحة؛ لكن قوبل هذا الاقتراح بالسخرية؛ لأن كثيراً من هؤلاء اللاعبين السابقين لا يعرفون قوانين كرة القدم جيداً.

ومع الوضع في الاعتبار الضغوط التي باتت مستمرة على الحكام، والتغييرات المستمرة في قوانين كرة القدم، وخصوصاً القانون الغريب المتعلق بلمسات اليد داخل منطقة الجزاء، والمديرين الفنيين الذين يسعون لإبعاد الأنظار والانتباه عن أداء فرقهم من خلال توجيه الانتقادات الدائمة للحكام، فمن المؤكد أن الجدل سوف ترتفع حدته خلال المراحل المقبلة.

 


مقالات ذات صلة


ماذا تعرف عن أركاداغ التركمانستاني منافس النصر في ثمن نهائي أبطال آسيا 2؟

تحوّل نادي أركاداغ التركمانستاني من مشروع رياضي مرتبط بمدينة حديثة الولادة إلى أحد أكثر الأندية إثارة للاهتمام (أركاداغ التركمانستاني)
تحوّل نادي أركاداغ التركمانستاني من مشروع رياضي مرتبط بمدينة حديثة الولادة إلى أحد أكثر الأندية إثارة للاهتمام (أركاداغ التركمانستاني)
TT

ماذا تعرف عن أركاداغ التركمانستاني منافس النصر في ثمن نهائي أبطال آسيا 2؟

تحوّل نادي أركاداغ التركمانستاني من مشروع رياضي مرتبط بمدينة حديثة الولادة إلى أحد أكثر الأندية إثارة للاهتمام (أركاداغ التركمانستاني)
تحوّل نادي أركاداغ التركمانستاني من مشروع رياضي مرتبط بمدينة حديثة الولادة إلى أحد أكثر الأندية إثارة للاهتمام (أركاداغ التركمانستاني)

في أقل من ثلاثة أعوام على تأسيسه، تحوّل نادي أركاداغ التركمانستاني من مشروع رياضي مرتبط بمدينة حديثة الولادة إلى أحد أكثر الأندية إثارة للاهتمام في القارة الآسيوية، بعدما فرض نفسه قوةً كاسحة محلياً، ونجح في تثبيت حضوره القاري بسرعة لافتة، ليجد نفسه اليوم أمام اختبار استثنائي حين يواجه النصر السعودي في الدور ثُمن النهائي من دوري أبطال آسيا 2 لموسم 2025 – 2026.

تأسس نادي أركاداغ في أبريل (نيسان) 2023 بالتزامن مع افتتاح مدينة أركاداغ الجديدة، التي تحمل اسم الرئيس السابق قربان قولي بردي محمدوف، والتي أرادت الدولة أن تكون نموذجاً للحداثة في التخطيط والبنية التحتية والإدارة، ومن بينها الرياضة.

ومن هنا، لم يكن النادي مجرد فريق كرة قدم، بل جزءاً من مشروع دولة يسعى لتقديم صورة حديثة لتركمانستان، وهو ما يفسّر الدعم الكبير الذي حظي به منذ انطلاقته، سواء على مستوى المنشآت، أو الاستقرار الإداري، أو استقطاب أفضل المواهب المحلية.

ووفقاً لوسائل إعلام تركمانية، دخل أركاداغ الدوري التركمانستاني الممتاز مباشرة بعد تأسيسه، وحقق في موسمه الأول إنجازاً تاريخياً بتتويجه باللقب من دون أي خسارة، قبل أن يفرض هيمنته الكاملة في الموسم التالي بتحقيق 28 انتصاراً من 28 مباراة، مسجلاً 105 أهداف مقابل 15 فقط في مرماه.

وحتى اليوم، خاض الفريق أكثر من 75 مباراة رسمية ولم يتعرض إلا لثلاث هزائم فقط، وهو رقم يعكس مستوى الثبات الفني الذي يميّزه. يعتمد أركاداغ على تشكيلة محلية بالكامل من دون أي لاعبين أجانب، مستنداً إلى لاعبي منتخب تركمانستان، وفلسفة لعب تقوم على الاستحواذ، والضغط العالي، والانضباط التكتيكي، ضمن منظومة إدارية صارمة.

هذا التفوق المحلي تُرجم سريعاً إلى نجاح قاري؛ إذ توّج في مايو (أيار) 2025 بلقب دوري التحدي الآسيوي لموسم 2024 – 2025 بعد فوزه في النهائي على برياه خان ريتش سفاي رينغ الكمبودي 2 - 1، وهو ثالث أهم لقب قاري للأندية في آسيا.

وفي الموسم الحالي من دوري أبطال آسيا 2، أنهى أركاداغ دور المجموعات في المركز الثاني ضمن المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، خلف الأهلي القطري المتصدر بـ10 نقاط، ليحجز مقعده في دور الـ16 في أول مشاركة له في البطولة، في واحدة من أسرع حالات الصعود القاري التي وصفها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بأنها «نموذج جديد لأندية تنشأ ضمن مشاريع دولة وتسعى إلى تثبيت حضورها دولياً».

القرعة التي سُحبت في مقر الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور أوقعت أركاداغ في مواجهة مباشرة مع النصر السعودي، متصدر المجموعة الرابعة، في مواجهة تُلعب ذهاباً في تركمانستان في 10 أو 11 فبراير (شباط) 2026، وإياباً في الرياض في 17 أو 18 من الشهر ذاته.

وتُعدّ المواجهة اختباراً حقيقياً للمشروع التركمانستاني أمام أحد أكبر أندية القارة، المدجج بالنجوم وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، والمرشح بقوة للمنافسة على اللقب.

وأفادت التقارير الإعلامية بأن أركاداغ يدخل المواجهة بأرقام استثنائية وثقة عالية، لكنه يدرك أن امتحان النصر يختلف عن كل ما واجهه سابقاً. الفوز، أو حتى الخروج المشرّف، سيكون بمثابة شهادة اعتماد قارية لفريق لم يكن موجوداً قبل ثلاث سنوات، لكنه بات اليوم حاضراً في واحدة من أبرز مواجهات البطولة.

ويأتي هذا الحضور القاري تتويجاً لعام 2025 الاستثنائي للنادي؛ إذ أحرز خلاله أربعة ألقاب، دوري التحدي الآسيوي، الدوري التركمانستاني، كأس السوبر، وكأس تركمانستان، التي توّج بها بعد فوزه المثير على آهال 2 - 1 في النهائي، في مباراة أُقيمت بمدينة أركاداغ أمام مدرجات ممتلئة لـ10 آلاف متفرج.

في تلك المباراة، قلب الفريق تأخره بهدف إلى فوز عبر ركلة جزاء وهدف رائع من ركلة حرة لشامامت حيدروف، مؤكداً تفوقه على آهال الذي سبق أن هزمه في نهائيي الكأس عامي 2023 و2024.


القضاء الأرجنتيني يلاحق شقيقتي مارادونا بتهم الاحتيال… ويحجز على 1.3 مليون دولار

مارادونا (أ.ف.ب)
مارادونا (أ.ف.ب)
TT

القضاء الأرجنتيني يلاحق شقيقتي مارادونا بتهم الاحتيال… ويحجز على 1.3 مليون دولار

مارادونا (أ.ف.ب)
مارادونا (أ.ف.ب)

يلاحق القضاء الأرجنتيني شقيقتين لمارادونا بتهمة الاحتيال، ويؤكد الحجز على أصول بقيمة ملياري بيزو، ودخلت قضية إدارة العلامة التجارية الخاصة بأسطورة كرة القدم الأرجنتينية الراحل دييغو أرماندو مارادونا مرحلة جديدة، بعدما أكّدت محكمة الاستئناف في الأرجنتين توجيه الاتهام رسمياً إلى شقيقتيه ريتا مابل وكلوديا نورما مارادونا، بوصفهما شريكتين أساسيتين في جريمة الاحتيال الناتج عن الإدارة الاحتيالية للعلامة التجارية التي تحمل اسم مارادونا، إلى جانب محاميه السابق ماتياس مورلا وعدد من المتورطين الآخرين.

وحسب صحيفة «ماركا» الإسبانية، فقد أيدت الغرفة السابعة في المحكمة الوطنية للاستئناف في القضايا الجنائية والإصلاحية، هذا الأسبوع، القرار الذي كانت قد أصدرته الغرفة الرابعة في 18 سبتمبر (أيلول) الماضي، الذي يقضي بتوجيه الاتهام إلى المتورطين، وفرض حجز احتياطي على أصول بقيمة ملياري بيزو أرجنتيني، أي ما يعادل نحو 1.356 مليون دولار، في خطوة تهدف إلى ضمان الحقوق المالية المحتملة للورثة في حال صدور أحكام نهائية ضدهم.

وتتمحور القضية حول منح حق الانتفاع بالعلامة التجارية «دييغو مارادونا» لشركة «ساتيفيكا إس إيه»، وهي شركة أسسها المحامي ماتياس مورلا، وكان يتمتع من خلالها بصلاحيات واسعة للإدارة والتصرف في أصول النجم الراحل، بالشراكة مع شقيقتيه. وترى العدالة الأرجنتينية أن هذا الإجراء لم يكن سوى «عمل صوري» هدفه إبعاد عائدات العلامة التجارية عن متناول الورثة الشرعيين، وكذلك عن مطالبات الخزانة الإيطالية التي كانت قد فتحت دعاوى بحق مارادونا قبل وفاته.

ووفقاً لقرار المحكمة، فإن شركة «ساتيفيكا» رغم كونها مسجلة رسمياً، لم تمارس نشاطاً اقتصادياً حقيقياً لعدة سنوات، ما يعزز الاشتباه في أنها استُخدمت واجهة قانونية لإدارة الأصول بصورة ملتوية.

وعدّت المحكمة أن الأفعال التي قام بها المتورطون بعد وفاة مارادونا في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وبالاستناد إلى تلك الهياكل القانونية الصورية، أدّت إلى الإضرار المباشر بحقوق الورثة الشرعيين.

وكانت القضية قد انطلقت عام 2021 عقب شكوى تقدّمت بها ابنتا مارادونا، دالما وجيانينا، ضد محامي والدهما السابق وعدد من المتعاونين معه، بتهمة الاستيلاء غير المشروع على العلامة التجارية الخاصة بمارادونا.

ولاحقاً، انضمت الابنة الثالثة، يانا مارادونا، إلى القضية بصفتها مدّعية أيضاً، مطالبة بإعادة الحقوق والعائدات المالية المرتبطة باسم والدها. وأوضحت المحكمة أن قيمة الحجز الاحتياطي جرى احتسابها بناءً على الأرباح التي حققتها العلامة التجارية خلال السنوات الماضية، مع الأخذ في الاعتبار تقلبات سعر الصرف، والتغيرات المالية، إضافة إلى التعويضات المحتملة التي قد تحكم لصالح الورثة في حال ثبوت التهم.

وفيما يخص شقيقتي مارادونا، رأت المحكمة أن توجيه الاتهام إليهما بوصفهما شريكتين أساسيتين في الجريمة «ينسجم مع كونهما تسلمتا أسهم شركة (ساتيفيكا)، وانتفعتا مباشرة بالأرباح الناتجة عن استغلال العلامة التجارية»، وهو ما يضعهما في قلب المنظومة التي يجري التحقيق بشأنها.

وتشمل العلامة التجارية «مارادونا» نطاقاً واسعاً من الحقوق التجارية وحقوق الصورة والملكية الفكرية المرتبطة بالأسطورة الأرجنتينية، بما في ذلك استخدام اسمه وصورته في المنتجات التجارية، من الملابس الرياضية والعطور إلى المواد السمعية والبصرية والمحتوى الإعلامي.

وتسير هذه القضية بالتوازي مع ملف قضائي آخر في الأرجنتين يهدف إلى تحديد مسؤولية عدد من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي عن وفاة مارادونا، ما يجعل اسم النجم الراحل حاضراً بقوة في أروقة القضاء الأرجنتيني بعد أكثر من خمس سنوات على رحيله.

وبينما لم يُحدَّد بعد موعد بدء المحاكمة الفعلية في قضية العلامة التجارية، فإن تأكيد توجيه الاتهام والحجز على الأصول يشكّل خطوة مفصلية في مسار قانوني طويل، قد يعيد رسم خريطة السيطرة على واحدة من أشهر العلامات التجارية في عالم الرياضة، ويضع حداً لصراع قانوني معقّد بين الورثة والمحيطين السابقين بالنجم الراحل.


بين الصعود والتذبذب والمفاجأة: قراءة في استعدادات مضيفي «مونديال 2026»

كأس العالم (رويترز)
كأس العالم (رويترز)
TT

بين الصعود والتذبذب والمفاجأة: قراءة في استعدادات مضيفي «مونديال 2026»

كأس العالم (رويترز)
كأس العالم (رويترز)

بعد إسدال الستار على «كأس العالم 2022»، ومع تحوّل أنظار أميركا الشمالية إلى «نسخة 2026»، بدت ملامح ترتيب واضح نسبياً بين الدول الثلاث المضيفة: كندا، والمكسيك، والولايات المتحدة، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

فريق واحد فقط بلغ الأدوار الإقصائية في قطر، وهو المنتخب الأميركي، الذي واصل لاحقاً فرض هيمنته القارية بإحرازه لقب دوري أمم «الكونكاكاف» مرتين متتاليتين. في بدايات دورة كأس العالم الحالية، كان الأميركيون في صعود لافت، مقابل تراجع مكسيكي، وغموض يلف مسار كندا. ولو طُلب خلال عام 2023 اختيار منتخب قادر على تحقيق إنجاز على أرضه، لكان الخيار شبه محسوم: المنتخب الأميركي.

لكن مع مرور الوقت، بدأ هذا الترتيب في التقلّب؛ استعادت المكسيك توازنها، فيما توقّف الزخم الأميركي قبل أن يتراجع، وتعرّضت المنتخبات الثلاثة لتغييرات على مستوى الأجهزة الفنية بين إقالات وتعيينات. كندا بلغت أبعد مدى في «كوبا أميركا 2024»، لكنها، على عكس منافسيها، لم تحرز أي لقب. وجميعها تناوب على صدارة تصنيف المنطقة وفق نظام «إيلو».

ومع اقتراب عام 2026، ودخول العدّ التنازلي لانطلاق كأس العالم بعد نحو 6 أشهر، بات سؤال الجاهزية؛ أي منتخب مضيف هو الأفضل استعداداً؟ دون إجابة واضحة.

وبالنسبة إلى المنتخب الأميركي، كانت الطريقُ الطويلة منخفضة الضغط نحو كأس العالم أشبهَ بالأفعوانية، وانطلقت بموجة تفاؤل غير مسبوقة. فبعد التفوق الواضح على المكسيك في نهائي دوري أمم «الكونكاكاف 2023»، قال المدرب العائد حديثاً آنذاك غريغ برهالتر: «إذا واصلنا التطور بالطريقة التي نسير بها، وإذا واصل هذا الجيل التقدّم كما نتوقع، فالسماء هي الحد».

بعد عام واحد فقط، تلقّى المنتخب خسارة قاسية أمام كولومبيا بنتيجة 5 - 1، وخرج مبكراً من «كوبا أميركا». أُقيل برهالتر، وجاء الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو حاملاً أملاً جديداً، قبل أن تتبدد الأجواء سريعاً بين تشاؤم وشكوك... ثم عادت المعنويات لتتأرجح مجدداً نحو التفاؤل.

عاد ذلك التفاؤل بحذر مع فوز الولايات المتحدة في مباريات ودية على اليابان وأستراليا وباراغواي خلال الخريف، وتعادلها مع الإكوادور. ثم جاء الانتصار اللافت لمنتخب رديف، مهما رفض بوكيتينو هذا الوصف، على أوروغواي بنتيجة 5 - 1. وبعد أسابيع قليلة، أوقعت القرعة المنتخب الأميركي في مجموعة مونديالية «قابلة للعبور»، لتعود الأحلام، ويستحضر بوكيتينو والجماهير الأميركية معاً «معجزة الجليد» الشهيرة، وتبنّى بوكيتينو واللاعبون شعاراً لافتاً: «كن واقعياً... وحقّق المستحيل».

وقال لاعب الوسط تايلور آدامز في وقت سابق من هذا الشهر إن المعيار الواقعي هو «أبعد مرحلة بلغها منتخب أميركي»، أي نصف النهائي أو النهائي.

منطقياً، لا يزال هذا الهدف يبدو بعيد المنال. فالمباريات الودية التي أعادت الأمل لم تكن سوى اختبارات عابرة، والتشكيلة المتوقعة ليوم 12 يونيو (حزيران) 2026 لم تلعب كثيراً معاً تحت قيادة بوكيتينو بسبب الإصابات والغيابات. وعلى مستوى الأسماء، لا تزال الولايات المتحدة دون عمالقة كرة القدم العالمية... لكنها تمتلك عناصر لم يكونوا متوفرين في «2022»، أبرزها مهاجم صريح هو فولارين بالوغون، إضافة إلى عمق أكبر في التشكيلة. ويبدو أن خطة بوكيتينو لإعادة إشعال التنافس داخل المجموعة نجحت. وقال المدرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «حين حدّدنا المشكلات، بدأنا بهدم ما يجب هدمه، ثم بناء الفريق من الأساس».

مع دخول عام 2026، يبدو البناء متيناً. ويبقى السؤال: هل يستطيع بوكيتينو إضافة طابق جديد يقود المنتخب الأميركي إلى مرحلة غير مسبوقة؟ على أقل تقدير، يبدو سقفه الآن أعلى من سقف المكسيك وكندا.

وستكون هذه ثالث مرة تستضيف فيها المكسيك كأس العالم، ومن المتوقع أن تترك مدنها الثلاث: مكسيكو سيتي وغوادالاخارا ومونتيري انطباعاً رائعاً لدى العالم. لكن التراث والثقافة وحدهما لا يقودان إلى نصف النهائي.

المنتخب المكسيكي الحالي يعاني تذبذباً واضحاً في المستوى؛ فقد أحرز دوري أمم «الكونكاكاف» في مارس (آذار) 2025، ثم توّج بـ«الكأس الذهبية» صيفاً، متجاوزاً كندا في نصف النهائي. بدا آنذاك أن المدرب المخضرم خافيير أغيري أعاد الصلابة والهوية للفريق.

غير أن الواقع سرعان ما تبدّل؛ خسارتان ثقيلتان؛ أمام سويسرا (4 - 2) في يونيو، وكولومبيا (4 - 0) في أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، كشفتا عن هشاشة المشروع. وأمام خصمين من مستوى مونديالي، تفوّق المنافسون تكتيكياً وبدنياً؛ مما أثار قلقاً واسعاً بين الجماهير.

حتى الآن، لم يستقر أغيري على تشكيلة أساسية واضحة، رغم أن مفاجآت التشكيل تبدو محدودة عند انطلاق البطولة في 11 يونيو المقبل أمام جنوب أفريقيا. وسيضم الفريق بعض الوجوه الجديدة، مثل الموهبة الشابة غيلبيرتو مورا (17 عاماً)، ولاعب الوسط مارسيل رويز، فيما يتنافس سانتياغو خيمينيز، وخيرمان بيرترامي، مع المخضرم راوول خيمينيز على مركز المهاجم.

لكن بخلاف ذلك، تبدو التشكيلة قريبة من «منتخب 2022» الذي ودّع البطولة من الدور الأول. وتعتمد المكسيك على الخبرة، وهي نقطة قوتها وربما ضعفها في آن معاً.

في المباريات الودية الأخيرة، أظهر المنتخب تنافسية دون فاعلية هجومية. وعلى الورق، تبدو مجموعة المكسيك في متناول اليد، لكن الخوف من تعثّر على أرضه يظل حاضراً. وفي المقابل، يبقى الأمل معلقاً على الحماس الجماهيري في مكسيكو سيتي وغوادالاخارا.

من بين الدول الثلاث، تبدو المكسيك الأكبر تعرضاً للضغط؛ مما قد يقود إلى إخفاق جديد، أو إلى إنجاز غير مسبوق.

وتختلف الضغوط والتوقعات في كندا عمّا هما عليه في الولايات المتحدة والمكسيك. فالاتحاد واللاعبون يأملون أن يغيّر هذا المونديال المشهد الرياضي في البلاد بشكل جذري.

تسيطر لعبة هوكي الجليد تاريخياً على الثقافة الرياضية الكندية، لكن كرة القدم هي اللعبة الأوسع ممارسة بين الأطفال منذ جيل كامل. ذلك الجيل يفتقر إلى الإنجازات والرموز. ومع تغيّر التركيبة السكانية وتراجع صورة الهوكي بسبب فضائح متلاحقة، ترى كندا في «مونديال 2026» نقطة تحوّل تاريخية.

وقعت كندا في مجموعة تضم سويسرا وقطر، إضافة إلى متأهل من ملحق أوروبي (إيطاليا أو ويلز أو البوسنة والهرسك أو آيرلندا الشمالية). ويُعد بلوغ الدور الإقصائي لأول مرة الحد الأدنى للنجاح.

المدرب الأميركي جيسي مارش أعدّ فريقه بشكل منهجي؛ إذ اعتمد على مجموعة محددة من نحو 30 لاعباً خلال النوافذ الدولية الأخيرة. لعبت كندا 14 مباراة في 2025، وخسرت اثنتين فقط في الوقت الأصلي، وهو سجلّ أفضل من المكسيك والولايات المتحدة.

لكن ما افتقدته هو الحسم وإدارة المباريات، كما ظهر في خروجها من ربع نهائي «الكأس الذهبية» أمام غواتيمالا.

ومع ذلك، تطورت هوية الفريق، ليصبح الأشد صلابة دفاعياً في «الكونكاكاف»؛ إذ استقبل هدفاً واحداً فقط في آخر 6 مباريات.

وقدمت كندا أفضل مستوياتها أمام المنتخبات الأوروبية، بفوز مريح على أوكرانيا، ثم انتصارين متتاليين خارج الأرض على رومانيا وويلز.

وكانت «لحظة» أكتوبر الماضي أمام كولومبيا؛ تعادلاً سلبياً وهيمنة طويلة، دليلاً على نضج واضح وثقة متنامية.

لا تزال كندا بحاجة إلى مزيد من الفاعلية الهجومية، وستدخل البطولة بوصفها طرفاً أقل ترشيحاً من جارتيها، لكن قدرتها على المفاجأة، وتغيير نظرة الداخل لكرة القدم، قد تكون دافعاً أكبر من أي ضغط آخر.