انسجام حكيمي وإنريكي خارج الملعب يؤتي ثماره في سان جيرمان

إنريكي قال إن حكيمي يسخر منه كلما تحدثا عن المنتخبين المغربي والإسباني (أ.ف.ب)
إنريكي قال إن حكيمي يسخر منه كلما تحدثا عن المنتخبين المغربي والإسباني (أ.ف.ب)
TT

انسجام حكيمي وإنريكي خارج الملعب يؤتي ثماره في سان جيرمان

إنريكي قال إن حكيمي يسخر منه كلما تحدثا عن المنتخبين المغربي والإسباني (أ.ف.ب)
إنريكي قال إن حكيمي يسخر منه كلما تحدثا عن المنتخبين المغربي والإسباني (أ.ف.ب)

​رغم التراشق الكلامي «المرح» بينهما، شفى المدافع الدولي المغربي أشرف حكيمي غليل مدربه الإسباني لويس إنريكي، بتألقه اللافت في الكلاسيكو أمام مرسيليا (4-0) الأحد، في الدوري الفرنسي لكرة القدم، مؤكداً على أرضية الملعب الانسجام الكبير مع مدرّبه.

وحسب وكالة «الصحافة الفرنسية»، وعشية المباراة، لم يخجل إنريكي من قول إن حكيمي يسخر منه دائماً كلما تحدثا عن مباراة المنتخبين المغربي والإسباني في مونديال قطر (فاز «أسود الأطلس» بركلات الترجيح في ثمن النهائي)، مضيفاً: «هذا وارد في كرة القدم، يجب أن تعرف كيف تفوز وكيف تقبل الخسارة».

كان إنريكي تحت الضغط أمام مرسيليا في «بارك دي برانس» خصوصاً أنه خسر المباراة السابقة على الملعب ذاته في الدوري أمام نيس (2-3)، فشفى غليله حكيمي بتسجيله هدفاً رائعاً ومساهمته في الثاني كاشفاً عن نشاطه الكبير وحيويته في أرضية الملعب؛ حيث كان الأعلى نقاطاً بين جميع اللاعبين (8).

قال عنه إنريكي عقب المباراة: «يقدّم حكيمي أكثر بكثير من أي لاعب آخر على الجهة اليمنى من الملعب. إنه مدافع أيمن، ولكن ليس هذا فقط. إنه لاعب خط وسط ومهاجم. وقد أثبت ذلك خلال المباريات الأخيرة».

إنريكي أثنى على جهود حكيمي في المباريات (أ.ف.ب)

وأضاف: «إنها فرصة للمدرب أن يكون لديه لاعب بهذه الجودة وبهذه المساهمة الفعالة تحت قيادته».

وافتتح حكيمي (24 عاماً) التسجيل من ركلة حرة مباشرة من خارج المنطقة، سددها قوية رائعة بيمناه، وأسكنها الزاوية اليسرى للحارس الإسباني باو لوبيس (8).

كان حكيمي محظوظاً شيئاً ما لعدم وجود زميله وصديقه قائد سان جيرمان النجم كيليان مبابي؛ حيث كان وقتها خارج الملعب لتلقي العلاج بسبب إصابة في الكاحل الأيسر، كانت سبباً في الركلة الحرة المباشرة، إثر تدخل من المدافع الأرجنتيني ليوناردو باليردي.

وكان حكيمي وراء الهدف الثاني لنادي العاصمة، عندما سدّد كرة قوية بيمناه من خارج المنطقة، ارتدت من القائم الأيمن وقدم الحارس لوبيس، وتهيأت أمام راندال كولو مواني الذي تابعها داخل المرمى الخالي (37).

لكن إنريكي لم يبخسه حقه بقوله: «أشرف لاعب يتمتع بجودة تسديد رائعة. ويمارس الكثير في هذا المجال بالتدريبات».

كان هدف حكيمي في مرمى مرسيليا الثالث له هذا الموسم في مختلف المسابقات، والثاني توالياً بعد هدفه في مرمى فريقه السابق بوروسيا دورتموند الألماني (2-0) الثلاثاء، في الجولة الافتتاحية لدور المجموعات، في مسابقة دوري أبطال أوروبا. كان الهدف الأول في مرمى ليون (4-1) في الدوري.

بات خريج أكاديمية ريال مدريد الإسباني على بعد هدفين من أفضل غلة تهديفية له بألوان سان جيرمان، وكانت في موسمه الثاني معه الموسم الماضي (5 أهداف مع 5 تمريرات حاسمة)، بعدما سجل 4 أهداف مع 6 تمريرات حاسمة في الأول (2021- 2022).

وتبقى أفضل غلة تهديفية في مسيرته الاحترافية مع الأندية التي دافع عن ألوانها، 9 أهداف مع 10 تمريرات حاسمة، في موسمه الثاني والأخير مع بوروسيا دورتموند (2019- 2020)، وبعدها 7 أهداف مع 9 تمريرات حاسمة في موسمه الوحيد مع إنتر الإيطالي (2020-2021).

المدافع الدولي المغربي أشرف حكيمي (أ.ف.ب)

تنفس حكيمي الصعداء هذا الموسم بعد رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والتعاقد مع إنريكي الذي يعتمد أسلوباً تكتيكياً بمشاركة جميع اللاعبين في الدفاع كما في الهجوم، ومنحه حرية كبيرة للاعبين على أرضية الملعب؛ خصوصاً من الناحية الهجومية.

وأقرّ أفضل لاعب ناشئ في أفريقيا لعامي 2018 و2019 في تصريحات صحافية: «إنريكي يطلب مني الوجود أكثر في عمق الملعب، وأن أشارك في الهجمات بشكل أكبر. يطلب مني أيضاً الاستحواذ على الكرة أكثر».

وأضاف: «عموماً، لدي ثقة كبيرة في نفسي، وأتمنى الاستمرار بالمعدل نفسه».

لا تقتصر موهبته فقط على سرعته الهائلة وتألقه في المراوغات الفردية؛ إذ إنه قادرٌ على شغل مراكز عدة على الرواق الأيمن، أكان كجناح أو كظهير مع مهام دفاعية أكبر. وأينما حل أو ارتحل، يترك بصماته، وتنهال عليه الإشادات، سواء من مدربيه أو من زملائه.

قال عنه مدربه السويسري في بوروسيا دورتموند، لوسيان فافر: «حكيمي في كل مكان. أرفع القبعة له. يهز الشباك ويمرر الكرات الحاسمة»، بينما صرَّح قائده السابق في سيغنال إيدونا بارك، ماركو رويس: «إنه سريع جداً، هو سلاح دائم».

وأكد مدربه في إنتر ميلان، أنتونيو كونتي، على أنه «استثمار» مهم للنادي وقتها، ومشدّداً في الوقت ذاته على أنه «لديه إمكانات هائلة».


مقالات ذات صلة

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

رياضة عالمية تزيربي قال إنه مستمر في منصبه مدرباً لمرسيليا (أ.ف.ب)

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

أكد المدرب الإيطالي لنادي مرسيليا الفرنسي لكرة القدم روبرتو دي تزيربي، الجمعة، أنه لم يفكر قط في الاستقالة من منصبه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية زكريا أبوخلال (أ.ف.ب)

المغربي أبوخلال يستعيد التوهج بعد المعاناة

بداية حالمة، جدل، إصابة خطيرة وخيبة أمل... هذا مشوار زكريا أبوخلال مع فريقه تولوز الفرنسي الذي انتعش مؤخراً بفصل جديد مع عودة المهاجم الدولي المغربي.

«الشرق الأوسط» (تولوز)
رياضة عالمية سان جيرمان يتأهب لجولة جديدة في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: مباراة سهلة لسان جيرمان... وقمة بين موناكو وبريست

يسعى باريس سان جيرمان إلى تعزيز صدارته عندما يستضيف تولوز، العاشر (الجمعة)، في افتتاح المرحلة الـ12 من بطولة فرنسا في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يستعد أرنو لإتمام صفقة الاستحواذ على نادي باريس في وقت لاحق هذا الشهر (رويترز)

عائلة أرنو: شراء نادي باريس استثمار طويل الأجل

قالت عائلة الملياردير برنار أرنو الأربعاء إنها تهدف إلى الارتقاء تدريجيا بنادي باريس اف.سي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ليصبح ضمن نخبة الكرة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ديديه ديشان (د.ب.أ)

ديشان «السعيد»: أرفع القبعات للاعبي فرنسا

أعرب ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي لكرة القدم عن سعادته بالفوز الذي حققه منتخبه على المنتخب الإيطالي في الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية

«الشرق الأوسط» (باريس)

ماذا يجري في برشلونة؟

برشلونة فشل في الفوز على سيلتا فيغو رغم تقدمه بهدفين نظيفين (أ.ب)
برشلونة فشل في الفوز على سيلتا فيغو رغم تقدمه بهدفين نظيفين (أ.ب)
TT

ماذا يجري في برشلونة؟

برشلونة فشل في الفوز على سيلتا فيغو رغم تقدمه بهدفين نظيفين (أ.ب)
برشلونة فشل في الفوز على سيلتا فيغو رغم تقدمه بهدفين نظيفين (أ.ب)

دخل برشلونة فترة التوقف الدولي بطعم سيئ في أفواههم بعد الهزيمة أمام ريال سوسيداد، التي فشلوا فيها في تسديد أي تسديدة على المرمى لأول مرة منذ 10 سنوات، وشهدوا هدف روبرت ليفاندوفسكي المثير للجدل الذي تم إلغاؤه بداعي التسلل.

وبحسب شبكة «The Athletic»، لم تكن عودتهم أفضل كثيراً. فقد أهدر فريق هانسي فليك نقطتين عندما تعادل 2 - 2 مع سيلتا فيغو، واستقبل هدفين في الدقيقتين 84 و86. لم يسيطروا حقاً على ملعب بالايدوس، ​​وكان أفضل شيء من وجهة نظر برشلونة هو النتيجة.

بدا أن هدفي رافينيا وليفاندوفسكي قد ضمنا فوزاً ثميناً لبرشلونة في ملعب صعب. لكن سيلتا بقي في المنافسة وأعاد الهدفان المتأخران من ألفونزاليز وهوجو ألفاريز الفريقين إلى التعادل بعد طرد مارك كاسادو ببطاقتين صفراوين.

نحلل هنا نقاط الحديث الرئيسية.

الحياة من دون لامين يامال... كان برشلونة من دون يامال مرة أخرى حيث واصل الجناح البالغ من العمر 17 عاماً تعافيه من إصابة الكاحل التي أبعدته عن تشكيلة إسبانيا الأخيرة. ومرة ​​أخرى، كان غيابه ملحوظاً.

لعب الكتالونيون مباراتين من دون يامال هذا الموسم، ضد ريال سوسيداد، وهنا في سيلتا، وفشلوا في الفوز في المباراتين. والدليل المبكر هو أن برشلونة يفتقر إلى الإبداع في خط الهجوم من دونه.

في هذه المباراة، لم يسددوا سوى 4 تسديدات على المرمى، انتهت اثنتان منها بهدفين. وبدا أن برشلونة قد أنقذته كفاءة مهاجميه رافينيا وليفاندوفسكي، حيث استغل كلاهما أخطاء دفاع سيلتا في التسجيل.

ويستمتع كل من الجناح البرازيلي والمهاجم البولندي بأفضل مواسمهما حتى الآن في برشلونة. لقد تحول رافينيا من لاعب كانوا على استعداد للاستماع إلى عروض الانتقال في السابق إلى لاعب يرتدي شارة القيادة بفخر. لعب في مركزه الطبيعي على الجناح الأيمن مع غياب يامال، بينما احتل داني أولمو الجهة اليسرى.

في غضون ذلك، سجّل ليفاندوفسكي 20 هدفاً في 18 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم. ولم ينتهِ نصف الموسم حتى الآن، وهو على بعد 6 أهداف فقط من معادلة حصيلة الموسم الماضي.

ولكن على الرغم من هذه الأرقام، يبدو برشلونة غير قادر على خلق أي شيء من لا شيء من دون يامال. فهم يفتقرون إلى العمق وعدم القدرة على التنبؤ، ولا يمكن أن تأتي عودته قريباً بما فيه الكفاية.

خط وسط فليك في حالة من الفوضى... كانت المشكلة الرئيسية لبرشلونة هي افتقارهم إلى التنظيم. سيلتا فريق يجعل الحياة غير مريحة لخصومهم وقد فعلوا ذلك بالضبط لبرشلونة.

لقد أتقنت الفرق الأخرى فخ التسلل الذي استخدمه فليك، والذي لم يعد يعمل بشكل فعال كما كان في فوزهم 4 - 0 على ريال مدريد أو فوزهم 4 - 1 على بايرن ميونيخ. لم نرَ الضغط العالي الذي ميّز برشلونة فليك هذا الموسم.

كان لاعبو خط الوسط على وجه الخصوص يفتقرون إلى الترابط، على الرغم من أن التشكيلة كانت تبدو واعدة عندما تم الإعلان عنها. عاد غافي إلى التشكيلة الأساسية بعد 13 شهراً من الغياب بسبب إصابته في الرباط الصليبي الأمامي ورافق بيدري وكاسادو.

وكان أفضل خبر هنا هو غافي، الذي لعب بشكل جيد بالنظر إلى أنها كانت المرة الأولى التي يشارك فيها لمدة 75 دقيقة منذ إصابته. ولكن على المستوى الفردي والجماعي، وجد برشلونة نفسه في حالة من الفوضى.

كان هناك افتقار للهدوء على الكرة، وعندما تم استبدال بيدري في الشوط الثاني، أصبح الارتباك أكثر وضوحاً.

كانت مباراة ذهاباً وإياباً بشكل عام، وبدا أن برشلونة قد أنقذ نفسه. ولكن بعد ذلك جاءت الفترة الختامية، عندما عاقبهم سيلتا على أخطائهم.

أخطاء لا داعي لها... إن كثيراً من مشجعي برشلونة سيشعرون وكأنهم ربحوا نقطة بدلاً من خسارة نقطتين، على الرغم من تقدمهم 2 - 0 حتى الدقيقة 84، مع كثير من الأخطاء غير الضرورية التي حسمت مصيرهم.

وشهد الشوط الأول هدنة كبيرة، عندما نجا الظهير الأيسر جيرارد مارتن بأعجوبة من البطاقة الحمراء. وحصل على البطاقة الصفراء الأولى في الدقيقة الثانية، لكنه نجا من البطاقة الحمراء الثانية بسبب تدخل قوي على ياغو أسباس الذي أغضب ملعب بالايدوس. وكان قائد سيلتا هو الذي حصل على البطاقة الصفراء بسبب الاحتجاج، وتم استبدال مارتن بهيكتور فورت في الاستراحة.

لكن هذا لم يمنع برشلونة من اللعب بـ10 لاعبين. وحصل كاسادو على الإنذار بسبب عرقلته غونزاليس في الدقيقة 75، ثم حصل على البطاقة الصفراء الثانية بسبب تدخله خارج الكرة على إيليكس موريبا بعد 7 دقائق. واعتذر لاعب الوسط، الذي كان ممتازاً هذا الموسم، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال على «إنستغرام»: «أولاً وقبل كل شيء، أعتذر للفريق والجماهير، فهذه قرارات تُتخذ في جزء من الثانية، ومن الواضح أن قرار اليوم لم يكن القرار الصحيح».

كما تحدث جولز كوندي، الذي أدى ضعف سيطرته وتمريراته الخلفية إلى الهدف الأول لسيلتا، إلى وسائل الإعلام.

وقال الفرنسي لشبكة «دازن»: «أعترف أنني لم أكن في المباراة اليوم. كان خطئي جزئياً هو أننا تعادلنا».

وانتقد فليك فريقه في تصريحاته في المؤتمر الصحافي.

وقال فليك: «لم تكن 10 دقائق، لقد لعبنا مباراة سيئة حقاً. سأتحدث بصراحة، لم نشاهد ما كنا نريد أن نشاهده. لم يكن تحكمنا في الكرة جيداً، مع كثير من الأخطاء أيضاً في الشوط الأول. ليست هذه هي الطريقة التي اعتدنا عليها في اللعب. لم تكن مباراة جيدة. يتعين علينا التحدث عنها وتغييرها».