يونايتد وتشيلسي لوقف نزيف النقاط... وسيتي لتأمين الصدارة

نيوكاسل يتطلع لانتفاضة مع عودة الدوري الإنجليزي للدوران... وإيفرتون بملاكه الجدد ينتظر صدمة إيجابية أمام أرسنال

تن هاغ مطالب بوقف يونايتد لنزيف النقاط والخروج من لقاء برايتون بنتيجة ايجابية (رويترز)
تن هاغ مطالب بوقف يونايتد لنزيف النقاط والخروج من لقاء برايتون بنتيجة ايجابية (رويترز)
TT

يونايتد وتشيلسي لوقف نزيف النقاط... وسيتي لتأمين الصدارة

تن هاغ مطالب بوقف يونايتد لنزيف النقاط والخروج من لقاء برايتون بنتيجة ايجابية (رويترز)
تن هاغ مطالب بوقف يونايتد لنزيف النقاط والخروج من لقاء برايتون بنتيجة ايجابية (رويترز)

لندن: «الشرق الأوسط»يواجه كل من مانشستر يونايتد وتشيلسي ضرورة الفوز عندما يستأنفان مبارياتهما في الدوري الإنجليزي لكرة القدم عقب انتهاء العطلة الدولية، بمواجهة كل من برايتون وبورنموث توالياً ضمن المرحلة الخامسة، فيما يأمل مانشستر سيتي حامل اللقب أن يواصل عروضه القوية هذا الموسم، لكنه يصطدم بعقبة مضيفه وستهام.

ويمني توتنهام وليفربول وأرسنال النفس بالحفاظ على عروضهم الثابتة حيث حققوا 10 نقاط من أصل 12 نقطة ممكنة، ويملكون فرصة الانقضاض على الصدارة في حال تعثر سيتي، الذي يواجه وستهام الجيد على أرضه.

لقد أدت الخسارتان أمام توتنهام وأرسنال إلى ابتعاد مانشستر يونايتد بفارق 6 نقاط عن الصدارة، في صفعة مبكرة لآماله في المنافسة على لقب الدوري الذي لا يزال يبحث عنه منذ عام 2013.

فاز برايتون في أولد ترافورد للمرة الأولى في تاريخه الموسم المنصرم، لكنها ستكون مفاجأة كبيرة في حال تمكنه من تكرار فوزه.

وعانى يونايتد الأمرَين قبل أن يخرج منتصراً على أرضه أمام ولفرهامبتون ونوتنغهام فورست الشهر الماضي، ويواجه اختباراً لا يُستهان به أمام فريق المدرب روبرتو دي تزيربي، الذي بات مصدر تهديد لكل منافسيه.

ايدي هاو يأمل في انتفاضة محلية قبل السفر لمواجهة ميلان اوروبيا (رويترز)

وتخطى برايتون بيع عدد من أبرز نجومه خلال الصيف، ليحقق الفوز في 3 مباريات من أصل 4 مباريات، علماً أنّه سجّل أهدافاً حتى الآن أكثر من أي نادٍ آخر في الدوري (12).

ويعوّل مدرب يونايتد الهولندي، إريك تن هاغ، على الوافدين الجديدين؛ المغربي سفيان أمرابط، والدنماركي الشاب راسموس هويلوند، للدفع بالفريق إلى الأمام وتجاوز محنته الحالية، حيث تألق هويلوند في الدقائق القليلة التي شارك فيها بمباراته الأولى أمام أرسنال قبل العطلة الدولية، فيما لم يشارك أمرابط منذ انتقاله على سبيل الإعارة من فيورنتينا الإيطالي في اليوم الأخير من فترة الانتقالات.

لكن يونايتد سيعاني من افتقاد جهود جناحه الدولي جادون سانشو الذي عاقبه بالتدريب منفرداً في أعقاب تذمر اللاعب عبر منصات التواصل الاجتماعي من معاملة مدربه مؤخراً، كما منح النادي جناحه البرازيلي أنتوني إجازة من أجل معالجة مزاعم اتهامه بالاعتداء على خطيبته السابقة.

وأوضح مانشستر يونايتد أن سانشو يتدرب بشكل فردي بعيداً عن الفريق الأول، امتثالاً لعقوبة انضباطية، في وقت رفض فيه اللاعب الاعتذار عن الرسالة التي كتبها على موقعه بالإنترنت، مشيراً إلى أنه كان «كبش فداء لوقت طويل» بعد أن استبعده تن هاغ عن التشكيلة لمواجهة أرسنال التي خسرها فريقه 1 - 3.

وشارك سانشو (23 عاماً) بديلاً في المباريات الثلاث الأولى بالموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن المدرب أخرجه من حساباته في لقاء أرسنال، بدعوى أنه لم يصل للمستوى المطلوب في التدريبات.

في المقابل، استبعد يونايتد أنتوني، البالغ 23 عاماً أيضاً، بعد أن قرر منتخب البرازيل إبعاده من التصفيات المؤهلة لمونديال 2026 بسبب اتهامات وجّهتها له صديقته السابقة غابرييلا كافالين، بالاعتداء الجسدي عليها قبل عامين، وهو ما ينفيه اللاعب. وقال يونايتد، في بيان: «النادي يراقب بجدية الادعاءات الموجهة ضد أنتوني، تم الاتفاق معه على تأجيل عودته حتى إشعار آخر من أجل معالجة هذه المشكلة. كنادٍ، نحن ندين أعمال العنف والإساءة. وندرك أهمية حماية جميع المتورطين في هذا الوضع، ونقرّ بتأثير هذه الادعاءات على الناجين من الانتهاكات». ونشر أنتوني بياناً عبر موقع «إنستغرام» الأسبوع الماضي، قال فيه إنه «ضحية اتهامات باطلة». ووصل أنتوني إلى يونايتد عام 2022 من أياكس في صفقة بقيمة 107 ملايين دولار. وشارك في 48 مباراة مع «الشياطين الحمر»، وسجل 8 أهداف، وساهم في فوزه بكأس رابطة الأندية المحترفة في وقت سابق من هذا العام.

بوكيتينو تحت ضغط النتائج السيئة لتشيلسي (رويترز)cut out

ويتعرض يونايتد لضغوط للتصرف مع تزايد وتيرة القضية في أعقاب قرار النادي بالانفصال عن المهاجم الشاب ميسون غرينوود (21 عاماً) الذي واجه اتهامات، بما في ذلك محاولة الاغتصاب والاعتداء، لكن المدعين أعلنوا في فبراير (شباط) من هذا العام أنه تم إسقاط القضية بعد انسحاب الشهود الرئيسيين وظهور أدلة جديدة. وقوبلت التقارير التي تفيد بأن يونايتد يخطط للاحتفاظ باللاعب، بعد تحقيق داخلي استمر 6 أشهر، بغضب شعبي، ما دفع النادي لإعارته إلى فريق خيتافي الإسباني.

إلى ذلك، وعلى الرغم من تصدره قائمة الأندية الأكثر إنفاقاً في فترة الانتقالات الصيفية، فإنّ تشيلسي بقيادة مدربه الجديد الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو فاز بمباراة واحدة فقط من أصل 4 مباريات هذا الموسم.

وأنفق تشيلسي قرابة 1.25 مليار دولار لتدعيم صفوفه بلاعبين جدد منذ انتقال ملكيته لكونسورتيوم أميركي، يقوده تود بوهلي، إلا أنّه لا يزال بعيداً عن المستوى المطلوب والمأمول فيه من قبل جماهيره، حيث سقط في الجولة الأخيرة أمام نوتنغهام بهدف قبل أسبوعين.

تأتي هذه العروض بعدما احتل تشيلسي المركز الثاني عشر، الموسم الماضي، وهو الأسوأ له منذ عقود بعيدة، لكنّ النادي اللندني ظلّ يتمسك بالاستثمار الطويل الأمد على لاعبيه الشبان بهدف حصد النتائج في المستقبل القريب.

وسيكون الفشل في الفوز على بورنموث، الذي لم يسجّل بعد أي انتصار في الدوري، تحت قيادة المدرب الإسباني أندوني إيراولا، في لقاء الأحد، جرس إنذار في ستامفورد بريدج.

ويعود نيوكاسل، الأسبوع المقبل، للمرة الأولى إلى دوري أبطال أوروبا منذ 20 عاماً، لكن بعد تألقه الموسم الماضي، في ظل الدعم السعودي، عانى الفريق من بداية ضعيفة في الدوري الإنجليزي، حيث خسر رجال المدرب إيدي هاو 3 مباريات من مبارياته الأربع الأولى، الأمر الذي قلّل من فرصه في المنافسة على اللقب.

وتحولت النشوة التي استقبل بها نيوكاسل يونايتد، بداية الموسم، إلى شعور بالانكماش بعد 3 هزائم متتالية، ليحتل الفريق المركز الـ14 في ترتيب المسابقة. ولم يخسر نيوكاسل 3 مباريات متتالية إلا في مارس (آذار) الماضي، لكن الفريق نجح في إنهاء الموسم بالمركز الرابع، ليضمن العودة إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 2002.

لكنّ هاو قادر على تعليل انطلاقته الضعيفة بقوة المواجهات التي خاضها أمام كل من سيتي وليفربول وبرايتون، لكنه سيتعين عليه استعادة نغمة الانتصارات ضد برنتفورد، اليوم (السبت)، من أجل مصالحة جماهيره وتلافي أي ضجيج مبكر قد يعرقل موسم الفريق الذي يستعد لمواجهة ميلان الإيطالي في دوري الأبطال، الثلاثاء.

ولم يكن الحصول على 3 نقاط من 4 مباريات متوقعاً بعد إنفاق 140 مليون جنيه إسترليني (174.65 مليون دولار) على ضم لاعبين جدد، بينهم ساندرو تونالي لاعب وسط ميلان.

وسيحرص هاو على إعادة العربة مرة أخرى إلى المسار أمام برنتفورد الذي لم يخسر، حيث سيكون بعد لقاء دوري الأبطال على موعد مع سلسلة من المباريات، التي من المفترض أن يتمكن فيها من تحسين مركزه في الترتيب.

وقال هاو، بعد الهزيمة أمام برايتون: «الدوري الإنجليزي لا يرحم، لذلك إذا تأثر تركيزك فستواجه مشكلات كبيرة».

وفي حين أن التوفيق بين مباريات الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا سيكون أمراً جديداً على هاو، فإن الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي أتقن هذا الفن.

وسيبدأ سيتي الدفاع عن لقبه الأوروبي الأسبوع المقبل على أرضه أمام رد ستار بلغراد، لكنه لا يتوقع أن يُبعد عينيه عن مباراة وستهام يونايتد اليوم.

والمتصدر سيتي، الساعي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة على التوالي في رقم قياسي، هو الفريق الوحيد الذي حقق 4 انتصارات في أول 4 مباريات، رغم أنه سيحل ضيفاً على وستهام المتألق أيضاً بعد حصوله على 10 نقاط من 12 نقطة ممكنة.

ويمرّ وستهام يونايتد صاحب المركز الرابع بفترة رائعة، حيث يبدأ مشواره في الدوري الأوروبي الأسبوع المقبل، لكنه لم يسبق له الفوز على مانشستر سيتي في الدوري على أرضه منذ 2014. ووستهام واحد بين 4 فرق تملك 10 نقاط.

ويتضمن برنامج السبت لقاء توتنهام هوتسبير صاحب المركز الثاني مع ضيفه شيفيلد يونايتد، حيث يتطلع الأول للحفاظ على بدايته الرائعة تحت قيادة مدربه أنغي بوستيكوغلو، بينما يبدأ ليفربول المتجدد مباريات المرحلة خارج ملعبه أمام ولفرهامبتون واندرارز. وتستكمل المرحلة الأحد، حيث يحل أرسنال الخامس ضيفاً على إيفرتون المتعثر.

ويأمل إيفرتون، الذي أعلن عن انتقال ملكية النادي من الملياردير البريطاني - الإيراني فرهاد موشيري إلى شركة «777 بارتنرز» الأميركية للاستثمار المباشر، مقابل أكثر من 550 مليون جنيه إسترليني (685 مليون دولار)، أن تكون هذه الخطوة إيجابية لتصحيح مسار الفريق الذي بات مهدداً بالهبوط.

وكان إيفرتون على حافة الهبوط للدرجة الثانية في الموسمين الماضيين، ويقبع حالياً في المركز 18 دون أي انتصار في أول 4 مباريات بالموسم. وتستحوذ الشركة الأميركية على عدة أندية، مثل جنوا الإيطالي، وستاندار لييغ البلجيكي، كما تملك أسهماً في إشبيلية الإسباني، وملبورن فاكتوري الأسترالي.

واشترى موشيري، أحد المساهمين السابقين في أرسنال، حصة في إيفرتون في البداية، بلغت 49.9 في المائة عام 2016، وازدادت مطلع 2022 إلى 94.1 في المائة، بعد دفع 100 مليون جنيه إسترليني.

ورغم إنفاق نحو 750 مليون يورو (799.65 مليون دولار) في الانتقالات لبناء التشكيلة منذ وصول موشيري، ابتعد إيفرتون عن النصف الأعلى بجدول الدوري الممتاز، وصارع الهبوط في المواسم الأخيرة.

وتختتم الجولة بلقاء نوتنغهام فورست مع بيرنلي الاثنين.


مقالات ذات صلة

البريميرليغ: 7 أندية حطمت سوق الانتقالات بأرقام قياسية

رياضة عالمية دومينيك سولانكي أغلى صفقة في فترة الانتقالات الصيفية (أ.ف.ب)

البريميرليغ: 7 أندية حطمت سوق الانتقالات بأرقام قياسية

حطمت جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى الرقم القياسي في الإنفاق في فترة الانتقالات الصيفية.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية سفيان أمرابط إلى فناربخشه (نادي مانشستر يونايتد)

المغربي أمرابط إلى فناربخشه التركي

انضم لاعب الوسط المغربي سفيان أمرابط إلى صفوف فناربخشه التركي على سبيل الإعارة من فيورنتينا الإيطالي مع خيار الشراء الدائم.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
رياضة عالمية سانشو (رويترز)

سانشو ينتقل إلى تشيلسي على سبيل الإعارة

قالت تقارير صحافية بريطانية اليوم السبت إن تشيلسي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم تعاقد مع جيدون سانشو على سبيل الإعارة لمدة عام واحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أوغارتي في صورة مع تن هاغ مدرب مان يونايتد عقب حسم الصفقة (مانشستر يونايتد)

مان يونايتد يوقع مع «أوغارتي» سان جيرمان... واللاعب «لا يُصدِق»

أعلن مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الجمعة، تعاقده مع لاعب الوسط مانويل أوغارتي قادماً من باريس سان جيرمان بعقد مدته 5 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مانشستر يونايتد أكد أنه سيفتقد مكتوميناي بعد علاقة 22 عاماً (رويترز)

بعد 22 عاماً... مكتوميناي يغادر مانشستر يونايتد إلى نابولي

قال مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إن لاعب خط الوسط الأسكوتلندي سكوت مكتوميناي سيرحل إلى نابولي الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مارتينيز: لا أستعرض ولا أتجاوز الحدود... وهدفي الفوز دائماً

تصديات مارتينيز الرائعة وضعته في قائمة أفضل حراس العالم (غيتي)
تصديات مارتينيز الرائعة وضعته في قائمة أفضل حراس العالم (غيتي)
TT

مارتينيز: لا أستعرض ولا أتجاوز الحدود... وهدفي الفوز دائماً

تصديات مارتينيز الرائعة وضعته في قائمة أفضل حراس العالم (غيتي)
تصديات مارتينيز الرائعة وضعته في قائمة أفضل حراس العالم (غيتي)

بسبب الخرافات، قرر حارس المرمى الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز، قبل بداية الموسم الحالي، تغيير قميصه رقم 1 بالقميص رقم 23، بعد أن ثبت له أن هذا الرقم، الذي يشير إلى اليوم الذي وُلد فيه ابنه البالغ من العمر 6 سنوات، فأل خير كبير عليه. ويقول مارتينيز: «لعبت بهذا الرقم وفزت بأربع بطولات مع منتخب الأرجنتين، بما في ذلك بطولة كوبا أميركا للمرة الثانية هذا الصيف».

وهناك خرافة أخرى تتمثل في زوج من الألعاب، على شكلَي حيوانَين، أعطته له زوجته ماندينها قبل انطلاق كأس العالم الأخيرة في قطر؛ أحدهما على شكل بطريق، والآخر على شكل زرافة كانت تلعب بهما ابنتهما، آفا، البالغة من العمر 3 سنوات، لكي يرتديهما مارتينيز في غرفة خلع الملابس، إلى جانب صورة لأطفاله. يقول مارتينيز، الذي يغطي واقي الساق بصور لعائلته ولحظات مهمة من مسيرته الكروية: «أبقي هذه التميمة معي في كل مكان أذهب إليه. إنها تعطيني بعض الحافز قبل كل مباراة. قالت لي ماندينها إنني سأعود بالكأس. كنت بعيداً عن العائلة منذ 40 يوماً، وقد نجحت بالفعل في العودة بالكأس».

ويمتلك مارتينيز شخصية مثيرة للجدل تجعله العدو الأول للمنافسين داخل الملعب، أو على الأقل هذا هو التصور المسبق المأخوذ عنه من قبل الكثيرين. من المؤكد أن أعظم لحظة في مسيرة مارتينيز الكروية تتمثل في إنقاذه المذهل في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي أمام فرنسا في نهائي كأس العالم بقطر ليحرم راندال كولو مواني من إحراز هدف الفوز للديوك الفرنسية. ثم يأتي تصديه لركلة جزاء كينغسلي كومان، والألعاب الذهنية التي مارسها أمام أوريلين تشواميني، الذي أهدر ركلة الجزاء التي سددها بعد ذلك.

مارتينيز يحتفل بالتتويج بكوبا أميركا مع منتخب الأرجنتين للمرة الثانية على التوالي (غيتي)

ويؤكد مارتينيز أنه لا يُجهز مسبقاً لأي ألعاب ذهنية ضد المنافسين. ويقول: «أعتقد بأن الأمر يحدث بشكل طبيعي، فأنا لا أفكر في ذلك، فهو وليد اللحظة. إنه شيء عادي يمكن أن يحدث، حيث يشعر المرء بالحماس الشديد، وفي بعض الأحيان لا يمكن للمرء التحكم في مشاعره. أنا لا أبحث عن ذلك، لكنه يأتي بشكل طبيعي. في بعض الأحيان عندما تراني من الخارج، يمكنك أن تعتقد بأنني شخص أحب الاستعراض، لكنني لست كذلك، فأنا مجرد رجل عادي، رجل عائلة. لكن عندما يتعلق الأمر بتحقيق الفوز، فإنني أحاول القيام بكل ما بوسعي للفوز بالمباريات».

فهل يشعر مارتينيز بأنه يُساء فهمه؟ يرد حارس المرمى الأرجنتيني الدولي على ذلك قائلاً: «نعم، بالضبط. الأشخاص الذين يعتقدون بأنني شخص استعراضي هم لاعبو الفريق المنافس الذين لا يعرفونني حقاً. لكن عندما تسأل جميع زملائي في الفريق، وفي المنتخب الوطني، فسيقولون لك إنني أفعل كل شيء من أجل فريقي، وإنني أحاول مساعدة الجميع في النادي. الشيء الوحيد الذي أريده هو الأفضل للنادي ولمنتخب بلادي، وهذا هو كل ما أهتم به».

بمعنى آخر، يريد اللاعب تحقيق الفوز بأي ثمن، على الرغم من أنه من الصعب تصديقه وهو يؤكد أنه لا يسعى أبداً لاستفزاز الجماهير! يقول مارتينيز: «كل شخص يتصرف بطريقته الخاصة. أنا لا أحاول أبداً أن أستفز المشجعين، فأنا لا أفعل ذلك أبداً. أنا فقط أحاول القيام ببعض الأشياء التي تساعدنا عندما لا تكون الأمور في صالحنا؛ فأحاول مثلاً أن أركل الكرة بأقصى ما أستطيع إلى الجانب الآخر من الملعب».

ويضيف: «لكن إذا حافظت على ثباتك ولم تقم بإهانة أي شخص وأي دين، فأعتقد بأنه يمكنك فعل ما تريد. أنا لا أهين أي شخص، بل أحاول فقط مساعدة فريقي، وهذا هو كل ما في الأمر. أنا أحترم اللاعبين دائماً، وأسعى فقط لتحقيق الفوز، ولا أتجاوز الحدود المسموح بها أبداً».

وبعد أن تصدى لركلتَي ترجيح أمام الإكوادور في «كوبا أميركا» في يوليو (تموز) الماضي، احتفل مارتينيز مرة أخرى بالطريقة نفسها المثيرة للجدل، التي احتفل بها في ملعب مدينة ليل الفرنسية بعد مباراة دور الثمانية لدوري المؤتمر الأوروبي لفريقه أستون فيلا، التي حصل بسببها على إنذارين، وكان الإنذار الثاني خلال ركلات الترجيح، لكنه نجا من الحصول على بطاقة حمراء؛ بسبب تغييرات بسيطة في قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. يقول حارس المرمى الأرجنتيني عن ذلك مبتسماً: «اعتقدت بأنني حصلت على بطاقة حمراء! وأعتقد بأن كل شخص في كرة القدم قد اعتقد ذلك بالفعل. كنت أطلب من الطفل الذي يجمع الكرات خلف المرمى أن يعطيني الكرة، ثم حصلت على بطاقة صفراء نتيجة لذلك. لم أكن أصدق ما كنت أراه، لكنني كنت محظوظاً لأنني لم أحصل على البطاقة الحمراء. لكن نتيجة لذلك لم أشارك في مباراة الدور نصف النهائي أمام جمهورنا وعلى ملعبنا أمام أولمبياكوس، لذلك كان الأمر محبطاً».

مارتينيز حصد القفاز الذهبي لأفضل حارس 3 مرات مع منتخب الأرجنتين (رويترز)

وأشاد مارتينيز، الذي جدّد عقده مع أستون فيلا حتى عام 2029، بالطبيب النفساني الذي يستعين به منذ فترة طويلة، ديفيد بريستلي، الذي سبق أن عمل معه في آرسنال، الذي خسر أمامه أستون فيلا بهدفين دون رد الأسبوع الماضي. يقول مارتينيز، الذي يبلغ من العمر 32 عاماً الشهر المقبل: «بريستلي يساعدني على التحلي بالهدوء في الأوقات العصيبة، ويمنحني الحافز اللازم عندما أكون هادئاً، وهذا هو ما يحتاج إليه أي لاعب. إذا رأيت الأداء الذي أقدمه، ستجد أنني لا أحصل على 10 من 10، لكنني لا أحصل أبداً على 4 من 10، وأحاول دائماً ألا أقل عن 7 من 10».

لكن من المؤكد أن جمهور أستون فيلا، الذي يرى أن مارتينيز أفضل حارس مرمى في العالم، سوف يشكك في هذه الأرقام التي أعلنها بنفسه عن أدائه. وقبل بضع دقائق، أكد رامون رودريغيز فيرديغو، المعروف باسم مونتشي، رئيس عمليات كرة القدم في أستون فيلا، والذي سبق له اللعب حارس مرمى لإشبيلية، أنه يجب وضع مارتينيز في قائمة حراس المرمى العظماء في التاريخ مثل ليف ياشين، وجيانلويغي بوفون، ودينو زوف، وأوبالدو فيلول، الفائز بكأس العالم مع الأرجنتين في عام 1978. وحصل مارتينيز، الذي فاز بالقفاز الذهبي للمرة الثالثة مع الأرجنتين هذا الصيف، على «جائزة ياشين» بوصفه أفضل حارس مرمى في العالم العام الماضي.

ويظل الإنقاذ المذهل الذي قام به مارتينيز أمام ليندرو تروسارد في المباراة التي فاز فيها أستون فيلا على آرسنال في نهاية الموسم الماضي خالداً في الذاكرة. وكان أستون فيلا قد فاز على آرسنال في مباراتَي الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأمر الذي كان بمثابة ضربة قوية لمساعي آرسنال للفوز باللقب. وعبّر حارس المرمى الأرجنتيني عن ثقته في أن أستون فيلا قادر تماماً على تحقيق نتائج قوية في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، «خصوصاً في ظل وجود أوناي إيمري على رأس القيادة الفنية للفريق». وأضاف مارتينيز عن المدير الفني الإسباني: «لقد وصل إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا مع فياريال (في 2021-2022)، كما فاز بلقب الدوري الأوروبي 4 مرات. بالنسبة إلى أستون فيلا، هذه هي المرة الأولى التي نلعب فيها في دوري أبطال أوروبا، وستكون هذه تجربة جديدة بالنسبة لنا، لكن عندما يكون لديك مدير فني ولاعبون مثل الموجودين لدينا فهذا يعني أننا قادرون على الذهاب بعيداً».

وعلى الرغم من أن مارتينيز يمتلك ثقة لا حدود لها في نفسه، فإنه ينتقد نفسه دائماً. ويقول عن ذلك: «لم أكن سعيداً بما قدمته الموسم الماضي، فيما يتعلق بحفاظي على نظافة شباكي في الدوري في 9 مباريات فقط. لقد أظهر لي خافي غارسيا، مدرب حراس المرمى في أستون فيلا، الإحصاءات الخاصة بي. لقد منعت أهدافاً، وغطيت خلف المدافعين بشكل أفضل من ذي قبل، وأمسكت بعدد أكبر من الكرات العرضية، لكنني أريد أن أفوز بالقفاز الذهبي مع أستون فيلا».

ويضيف: «لقد تغيرتُ كثيراً منذ مجيء أوناي إلى هنا. لقد جعلني جافي وأوناي ألعب وكأنني مدافع، حيث أغطي المساحات خلف المدافعين وأقطع الكرات بقدمي. لقد استقبلنا كثيراً من الأهداف الموسم الماضي. لكن إذا تمكّنا من تقليل هذا العدد فأعتقد بأنه ستكون لدينا فرصة أكبر لإنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري، والفوز بإحدى بطولات الكأس».

لقد عمل مارتينيز مع «المجنون» غارسيا في آرسنال تحت قيادة أوناي إيمري، وكان من الممكن أن يعمل مع الاثنين مجدداً في فياريال في صيف عام 2020، لكنه فضّل الانتقال إلى أستون فيلا. وخلال وجوده في آرسنال، خرج على سبيل الإعارة إلى أكسفورد في دوري الدرجة الثالثة، ولعب مع شيفيلد وينزداي، وروثرهام، وولفرهامبتون وريدينغ في دوري الدرجة الأولى، كما لعب لخيتافي في الدوري الإسباني الممتاز. لقد قدم مستويات جيدة مع آرسنال، لكنه لم يتمكّن من فرض نفسه خياراً أول في مركز حراسة المرمى في عهد ميكيل أرتيتا. يقول مارتينيز عن ذلك: «أشارك في مزيد من المباريات الآن، لذلك فأنا أمتلك خبرات أكبر. عندما كنت في آرسنال كنت لاعباً صغيراً في السن، وأتعلم لغة جديدة، وأتكيف مع الحياة الإنجليزية. لكنني شخص مختلف تماماً الآن».

مارتينيز يأمل التتويج بلقب مع فيلا (رويترز)

أما بالنسبة لتلك الخرافات، فإنها لا تتوقف عند واحدة أو اثنتين. يقول مارتينيز: «يا إلهي، لدي كثير منها! لدي بعض العادات التي لا بد أن أقوم بها قبل المباريات، حيث أؤدي تمرينات اليوغا قبل يومين من أي مباراة، وأدعو الله قبل المباريات، وأجتمع مع طبيبي النفساني». ويقول مارتينيز إن تغييره لرقم قميصه قد بدأ يؤتي ثماره بالفعل، في إشارة إلى فوز أستون فيلا في الجولة الافتتاحية للموسم أمام وستهام، الذي يعد الفوز الأول لأستون فيلا على وستهام في عقر داره منذ انضمام مارتينيز للنادي مقابل 20 مليون جنيه إسترليني.

وشهدت آخر مشاركتين لمارتينيز مع آرسنال على ملعب «ويمبلي» الفوز على تشيلسي في كأس الاتحاد الإنجليزي، ثم الفوز بركلات الترجيح على ليفربول في كأس الدرع الخيرية. والآن، يسعى مارتينيز لقيادة أستون فيلا لمنصات التتويج، ويقول عن ذلك: «أنا أتحدث بصوت عالٍ في التدريبات، وأقول إننا بحاجة للفوز ببطولة، أو أن نلعب مباراة نهائية على الأقل. هذا النادي وهؤلاء المشجعون يستحقون الحصول على بطولة. من الواضح للجميع أنني أعشق هذا النادي، لكنني لن أبقى في نادٍ لا أرى فيه تقدماً. ونظراً لأنني أرغب في تحقيق أفضل الأشياء وأرغب في الفوز بالبطولات والألقاب، فإنني أريد أن أستمر في محاولة أن أكون أفضل حارس مرمى في العالم إذا استطعت».

*خدمة «الغارديان»