هاري كين: لحظات الإحباط تجعلني مستعداً لتحد آخر

قائد المنتخب الإنجليزي يؤكد أن إهداره ركلة جزاء أمام فرنسا لم يوهن عزيمته

هاري كين يواصل هواية التهديف مع بايرن ميونيخ (أ.ب)
هاري كين يواصل هواية التهديف مع بايرن ميونيخ (أ.ب)
TT

هاري كين: لحظات الإحباط تجعلني مستعداً لتحد آخر

هاري كين يواصل هواية التهديف مع بايرن ميونيخ (أ.ب)
هاري كين يواصل هواية التهديف مع بايرن ميونيخ (أ.ب)

أحد الأشياء اللافتة للنظر فيما يتعلق بركلة الجزاء التي أهدرها هاري كين أمام فرنسا في كأس العالم العام الماضي هو أنه كان قد نجح في تسجيل ركلة جزاء أخرى قد حصل عليها في وقت سابق من المباراة نفسها. وعندما حصل قائد المنتخب الإنجليزي على ركلة الجزاء الأولى ظل هادئا أثناء توقف المباراة لبعض الوقت من أجل العودة إلى تقنية الفار، ثم نجح في تحويل الكرة إلى داخل شباك الحارس الفرنسي هوغو لوريس لتصبح النتيجة تعادل الفريقين بهدف لكل منهما.

اندفع لوريس ناحية اليسار بينما وضع كين الكرة على يمينه. لقد سجل كين ركلة الجزاء الأولى بكل ثقة واقتدار، وهو الأمر الذي يجيده تماما، وبدا أنه سيفعل ذلك مرة أخرى بكل تأكيد عندما حصلت إنجلترا على ركلة جزاء ثانية بينما كانت النتيجة تشير إلى تقدم فرنسا بهدفين مقابل هدف وحيد، بعد أن أعاد أوليفييه جيرو فرنسا للمقدمة بهدف من ضربة رأس قوية. وقد احتسبت ركلة الجزاء الثانية لإنجلترا قبل ست دقائق فقط من نهاية المباراة التي أقيمت على «استاد البيت».

لكن هذه المرة كان هناك خلل في النظام، حيث أهدر كين ركلة الجزاء وخسرت إنجلترا لتودع المونديال. وعلى الفور بدأ الجميع في طرح الأسئلة: هل بالغ هاري كين في التفكير لأن حارس مرمى المنتخب الفرنسي، هوغو لوريس، يلعب معه في توتنهام ويعرف طريقة تسديده جيدا؟ وهل تأثر كين سلبيا بالضغط الناتج عن حاجته إلى إحراز هدف آخر ليصبح الهداف التاريخي للمنتخب الإنجليزي؟

إنها مجرد تخمينات، لكن هاري كين نفسه يحاول ألا يفكر كثيراً في أسوأ لحظة في مسيرته الكروية، ويقول عن ذلك: «لن تكون الأمور مثالية أبدا في جميع المباريات التي تخوضها في مسيرتك الكروية. وستكون هناك دائماً أشياء تختبر شخصيتك وعقليتك، لكني أحب هذه اللعبة وأريد مواصلة اللعب لأطول فترة ممكنة». وأضاف: «إنني لا أدع شيئاً كهذا يؤثر علي أبدا. عندما تمر بلحظات مخيبة للآمال، فإن هذا يجعلني مستعداً لتحد آخر. وبعد نهائيات كأس العالم، كان هذا هو الوقت المناسب لإظهار قدرتي على التحسن والتطور - وأعتقد أنني أقدم مستويات تُظهر هذا منذ ذلك الحين».

وكان من الواضح بالفعل أن كين لم يتأثر بما حدث في كأس العالم، حيث واصل تألقه مع ناديه ومنتخب بلاده الموسم الماضي، وحطم مؤخراً الرقم القياسي لأفضل هداف في تاريخ المنتخب الإنجليزي، عندما سجل هدفا من ركلة جزاء في مرمى إيطاليا في مارس (آذار) الماضي، كما تألق بشكل فوري مع بايرن ميونيخ فور انتقاله إليه قادما من توتنهام. ومع ذلك، فمن المثير للاهتمام أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، يعتقد أن الفوز ببعض البطولات والألقاب هذا الموسم سيساعد كين كثيرا. وهناك أيضا بعض الانتقادات التي توجه إلى كين وتقول إنه لا يكون حاسما في المباريات والمواجهات الكبرى. لم يفز كين حتى الآن بأي بطولة جماعية، وتجرع مرارة الهزيمة في النهائيات الكبرى مع منتخب إنجلترا ونادي توتنهام.

في هذا السياق، يتساءل البعض عما إذا كان من الممكن أن يتصرف كين بطريقة مختلفة مع ركلة الجزاء التي أهدرها أمام فرنسا لو كان قد انتقل إلى مانشستر سيتي في عام 2021 ولعب تحت قيادة جوسيب غوارديولا وتذوق طعم الفوز بالبطولات والألقاب؟ من جانبه، لا يريد كين الحديث كثيرا عن ركلة الجزاء، ويقول: «إنني أقوم ببعض الأمور بشكل تقليدي، فأتخذ نفس الخطوات، وأتنفس بنفس الطريقة، وأركز بنفس الشكل. وقبل كل مباراة أتخذ قرارا بشأن المكان الذي سأسدد فيه الكرة، وأفكر فيما سأفعله لو حصلنا على ركلتي جزاء. لقد كان كل شيء واضحاً في ذهني، لكن في بعض الأحيان لا تسير الأمور كما هو مخطط لها. ولم يكن الأمر يتعلق على الإطلاق بأنني لم أستعد جيدا لهذه اللحظة».

ومع ذلك، لا يزال اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً يؤمن بأن انتقاله إلى بايرن يمكن أن يجعله في وضع أفضل في بطولة كأس الأمم الأوروبية الصيف المقبل. يقول كين: «هناك الكثير من الحديث عن البطولات والألقاب، لكن هذا لم يكن هو السبب الوحيد الذي دفعني إلى الانتقال إلى بايرن ميونيخ. لقد كنت بحاجة للعب على أعلى مستوى من أجل مواصلة التطور والتحسن». ويضيف: «إذا كنت أريد أن أكون من أفضل المهاجمين وأفضل اللاعبين في العالم، إذن فيتعين علي أن ألعب في دوري أبطال أوروبا وأقاتل من أجل الحصول على البطولات. كان الموسم الماضي جيداً بالنسبة لي على المستوى الشخصي، لكنه لم يكن جيدا لتوتنهام كفريق. لقد حان الوقت لاتخاذ خطوة أخرى».

وتعد الخطوة التالية للمنتخب الإنجليزي واضحة: الفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية 2024. وتسير إنجلترا، التي تعادلت مع أوكرانيا بهدف لكل فريق في المباراة التي أقيمت في بولندا مساء السبت الماضي، بشكل جيد في مجموعتها في التصفيات، وسط أجواء إيجابية، كما فازت على ضيفتها أسكوتلندا 3 / 1 خلال المباراة الودية التي جمعتهما الثلاثاء في إطار استعداداتهما للمنافسات الدولية المقبلة واختتم كين الثلاثية. وأعادت الرحلة إلى ملعب «هامبدن بارك» ذكريات جميلة لكين، الذي لعب أول مباراة له كقائد للمنتخب الإنجليزي عندما سجل هدف التعادل في اللحظة الأخيرة في مباراة التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم أمام أسكوتلندا في يونيو (حزيران) 2017. يقول كين: «عندما تكون قائدا، فإنك لا تريد أن تكتب في سيرتك الذاتية أنك خسرت مباراتك الأولى أمام أسكوتلندا. وعلى الرغم من أننا تعادلنا، لكنه كان تعادلا بطعم الفوز إلى حد ما».

كين وفرحة هز شباك أسكوتلندا الثلاثاء (رويترز) Cutout

وكان ذلك أيضاً دليلاً على قدرة كين على أن يكون قائدا وقدوة يحتذى بها. وعلى الرغم من أنه ليس من نوعية اللاعبين الذين يصرخون داخل الملعب، فإن هناك مهاجمين سابقين حملوا شارة القيادة على المستوى الدولي بسبب قدراتهم الفنية الكبيرة، كما هو الحال مع كين. فعندما أصبح غلين هودل مديرا فنيا لمنتخب إنجلترا في عام 1996، كان السبب وراء منح شارة القيادة لآلان شيرار هو سمعة مهاجم نيوكاسل السابق كواحد من أفضل اللاعبين في العالم.

وبالمثل، رأى ساوثغيت شيئاً ما في شخصية كين عندما أجرى منتخب إنجلترا تدريباً على رباطة الجأش مع مشاة البحرية الملكية قبل أسبوع من مباراة أسكوتلندا. يقول كين عن ذلك: «ما زلت أتذكر تلك الرحلة جيدا. أعتقد أن غاريث استغل تلك التجربة لمعرفة اللاعبين المميزين من حيث القيادة. هناك طرق متعددة للقيادة، فالأمر لا يتعلق بمن هو أعلى صوتا!»، ويضيف: «ربما ساعدتني الطريقة التي تعاملت بها مع مشاة البحرية، والطريقة التي تعاملت بها مع مواقف معينة. أعرف أن غاريث سأل بعض جنود المارينز بعد ذلك عمن يعتقدون أنهم قادة بالفطرة، وعمن يجيدون التواصل مع الآخرين، وعمن يميل اللاعبون الآخرون للتحدث معهم. وربما ساعدني ذلك في أن أصبح قائداً».

لقد كان ذلك قراراً جيداً من ساوثغيت. لقد كافأه كين على ذلك من خلال إحراز الكثير من الأهداف، لكنه لعب أيضاً دوراً رئيسياً في تحسين ثقافة ووحدة الفريق بعيداً عن الملعب. لقد كان وما زال قائداً قوياً، وقادراً على التعامل مع الصعوبات والشدائد طوال مسيرته الكروية. لقد نجح كين في إسكات أولئك الذين كانوا يشككون في قدراته عندما كان لاعبا صغيرا، وعمل بكل قوة وجدية خلال الفترات التي لعب فيها لأندية أخرى غير توتنهام على سبيل الإعارة، وعلى الرغم من أنه تعرض للكثير من الإصابات فإنه كان يعود أقوى في كل مرة. ويتمثل التحدي التالي، مع الأخذ في الاعتبار ما حدث ضد فرنسا، في أن يطور كين مستواه بشكل أفضل قبل انطلاق نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة، فهل يساعده اللعب في بايرن ميونيخ على ذلك؟

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

واين روني يواجه 3 اتهامات من الاتحاد الإنجليزي

رياضة عالمية واين روني يواجه اتهامات الاتحاد الإنجليزي (رويترز)

واين روني يواجه 3 اتهامات من الاتحاد الإنجليزي

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، الثلاثاء، توجيه التهم إلى واين روني مدرب نادي بليموث أرجايل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية هاري ماغواير (أ.ف.ب)

الإصابة تحرم مانشستر يونايتد من جهود ماغواير عدة أسابيع

أعلن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي اليوم الثلاثاء أن مدافعه الدولي هاري ماغواير سيغيب لعدة أسابيع بسبب الإصابة التي لحقت به أول من أمس الأحد.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية فيرجيل فان دايك (أ.ب)

قائد ليفربول: نريد المنافسة حتى اليوم الأخير للفوز بالبريمرليغ

يرغب فيرجيل فان دايك، قائد فريق ليفربول، في أن يواصل فريقه المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، هذا الموسم، حتى المرحلة الأخيرة من عمر البطولة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية جيريمي دوكو (د.ب.أ)

دوكو: السيتي لا يحتاج إلى تسجيل المزيد من الأهداف في غياب رودري

أكد جيريمي دوكو، نجم فريق مانشستر سيتي، عدم وجود ضغوط على مهاجمي فريقه لتسجيل مزيد من الأهداف لتعويض غياب لاعب خط الوسط الإسباني رودري.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية سولانكي (رويترز)

سولانكي يعود لتشكيلة إنجلترا بعد 7 سنوات من مشاركته الدولية الوحيدة

انضم دومينيك سولانكي مهاجم توتنهام هوتسبير إلى تشكيلة المدرب المؤقت لمنتخب إنجلترا لي كارسلي استعداداً لمباراتي اليونان وفنلندا في دوري الأمم الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

من سيعوض كارفاخال في ريال مدريد؟

إصابة داني كارفاخال جعلت ريال مدريد يفكر في البديل (إ.ب.أ)
إصابة داني كارفاخال جعلت ريال مدريد يفكر في البديل (إ.ب.أ)
TT

من سيعوض كارفاخال في ريال مدريد؟

إصابة داني كارفاخال جعلت ريال مدريد يفكر في البديل (إ.ب.أ)
إصابة داني كارفاخال جعلت ريال مدريد يفكر في البديل (إ.ب.أ)

سيتعين على ريال مدريد الاستغناء عن داني كارفاخال لبقية الموسم، بعد أن تعرض الظهير الأيمن لإصابة مروعة في الركبة خلال فوز يوم السبت على فياريال.

تعرض كارفاخال، 32 عاماً، لتمزق في الرباط الصليبي الأمامي، والرباط الجانبي الخارجي ووتر الركبة اليمنى.

وحسب شبكة «The Athletic»، يتوقع ريال مدريد أن يغيب عن الملاعب لمدة ثمانية أشهر على الأقل وسيخضع لعملية جراحية هذا الأسبوع بمجرد أن يخف التورم في ركبته.

سارع أبطال إسبانيا وأوروبا إلى إعلان تجديد عقد كارفاخال لمدة عام آخر (كان من المقرر أن ينتهي في يونيو (حزيران) المقبل) بعد إصابته.

ولكن ما خطط النادي الأكثر إلحاحاً؟ أي من اللاعبون الذين سيستعين بهم كارلو أنشيلوتي لتغطية مركزه؟ وهل سوق الانتقالات خيار؟

دعونا نلقِ نظرة.

من المرجح أن يكون فاسكيز البالغ من العمر 33 عاماً، والذي كان في مدريد منذ انضمامه إلى أكاديمية الشباب في عام 2007، هو البديل الفوري لكارفاخال، حيث سيشغل المنصب في نفس النظام.

لم يكن هذا دائماً دوره المفضل. على الرغم من أنه ظهر في مركز الظهير الأيمن نادراً جداً في الماضي، إلا أن فاسكيز لم يبدأ في فعل ذلك بانتظام إلا في عام 2020 تحت قيادة زين الدين زيدان، بعد أن لعب في الغالب جناحاً أيمن. منذ ذلك الحين، عُدَّ ظهيراً في التخطيط لكل موسم.

قد لا يكون فاسكيز هو الأكثر بريقاً في تشكيلة مدريد، لكنه يحظى باحترام وتقدير كبيرين في النادي بسبب أخلاقياته في العمل وروح الفريق وأدائه. مساهمته تحظى بالإعجاب بشكل أكبر لأنه ليس من السهل أن تكون دائماً في ظل كارفاخال.

في الموسم الماضي، لعب فاسكيز 1784 دقيقة في 38 مباراة، مما جعله اللاعب السادس عشر الأكثر استخداماً في الفريق، وسجل ثلاثة أهداف وقدم ثماني تمريرات حاسمة. لكنه يتمتع بمهارة تقديم عروض كبيرة عندما يكون الأمر مهماً. كانت مساهمته في فوز أبريل (نيسان) 3 - 2 على برشلونة في الكلاسيكو أمراً حيوياً -حيث سجل هدفاً وصنع هدفين، بما في ذلك هدف الفوز لغود بيلينغهام في الوقت بدل الضائع لريال مدريد.

أظهر رد فعل الإنجليزي بعد تلك المباراة مدى تقديره بين المجموعة. كتب على منصة «إكس»: «لوكاس فاسكيز، أنت أسطورة كبيرة». غالباً ما ساعد فاسكيز في دمج اللاعبين الجدد والشباب -وهو جانب آخر من أهميته للفريق.

على الرغم من عدم وجود دور رئيسي في المواسم الأخيرة، كانت أولوية فاسكيز دائماً البقاء في ريال مدريد. كان النصف الثاني من الموسم الماضي قد أكسبه تجديداً لمدة عام واحد -حيث من المقرر الآن أن يستمر عقده حتى يونيو (حزيران) 2025.

إن نقل قلب الدفاع البرازيلي ميليتاو إلى الظهير هو خيار آخر يفكر فيه أنشيلوتي.

إنه ليس مركزاً مألوفاً للاعب، الذي لعب هناك كثيراً في ساو باولو (2017-2018) وفي النصف الثاني من موسمه مع نادي بورتو (2018-2019)، قبل أن يغادر للانضمام إلى ريال مدريد.

بدأ في مركز الظهير مع ريال مدريد في ثلاث مناسبات. كانت إحداها ضد ريال بيتيس في عام 2020، قبل أن يثبت نفسه خياراً أول في مركز قلب الدفاع. كان أداءً مخيباً للآمال، وهو ما يعدّه اللاعب أدنى نقطة له في النادي. ومؤخراً، لعب ميليتاو مع البرازيل ظهيراً أيمن في كأس العالم 2022 في قطر.

لكن نقل ميليتاو يعني كسر شراكته في قلب الدفاع مع أنطونيو روديغر. وقد يكون هناك قلق آخر بشأن لياقته البدنية. عانى ميليتاو من إصابة في الرباط الصليبي الموسم الماضي وغاب عن آخر فترتَي توقف دوليتين بسبب مشكلات عضلية، مما يشير إلى ضرورة توخي الحذر.

على الرغم من بدء أول ثماني مباريات من موسم الدوري الإسباني الجديد، فإن مصادر الجهاز الفني في مدريد -التي، مثل كل من تم ذكرهم هنا، فضلت التحدث بشكل مجهول لحماية العلاقات- تعتقد أنه لا يزال يلعب إلى حد ما مع نفسه. إنه غير متاح حالياً بسبب إصابة في الفخذ ولكن من المتوقع أن يعود في الوقت المناسب لمباراة مدريد التالية ضد سيلتا فيغو في 19 أكتوبر (تشرين الأول).

الأوروغواياني فالفيردي هو خيار آخر قد يكون مناسباً، لكن وضعه في مركز الظهير يعني خسارة أفضل لاعب في الفريق في خط الوسط حتى الآن هذا الموسم. لقد نمت أهميته منذ اعتزال توني كروس.

لعب فالفيردي عدة مرات في مركز الظهير الأيمن مع مدريد -بما في ذلك في دوري أبطال أوروبا- وتضيف خبرته في الانتشار بنجاح كجناح أيمن زائف أيضاً ثقلاً إلى جاذبيته لهذا الدور. غالباً ما كان يغطي كارفاخال مع هجوم مدريد.

لقد أظهر أنشيلوتي بالفعل استعداده لنقل لاعبي خط الوسط إلى أدوار دفاعية أكثر مع أوريليان تشواميني وإدواردو كامافينغا (لقد لعبوا في مركز قلب الدفاع والظهير الأيسر على التوالي). إنه مورد آخر يسمح له بإشراك الجميع عندما لا تكون هناك أماكن كافية في خط الوسط، وهو شيء يمكن أن يساعد على سلاسة اللعب من الخلف.

لكنَّ فالفيردي، من جانبه، قال علناً إنه يشعر بأنه في أفضل حالاته في خط الوسط.

تعتقد مصادر حول النادي، بما في ذلك من طاقم التدريب والأكاديمية، أنه لا يوجد لاعب «جاهز» ويستعد رافاييل بين صفوف الشباب للصعود إلى الفريق الأول.

الوضع مختلف قليلاً عن الوضع في مركز قلب الدفاع، حيث تم تسليط الضوء على جاكوبو رامون وجوان مارتينيز (آخر من عانى من إصابة في الرباط الصليبي هذا الموسم) بوصفهما لاعبين من المتوقع أن يكونا ضمن ديناميكيات الفريق الأول.

وتتفق نفس المصادر أيضاً على أن أنشيلوتي لم يكن مهتماً كثيراً بإحضار خريجي الأكاديمية، لأنه يميل إلى تفضيل اللاعبين الأكثر خبرة داخل الفريق الأول. ومع ذلك، طلب الإيطالي تقارير تدريبية حول الخيارات المتاحة.

الأسماء الثلاثة الأكثر ترجيحاً للظهور في أي محادثات حول هذا الموضوع هي لورينزو أغوادو وديفيد خيمينيز وخيسوس فورتيا.

أغوادو، 22 عاماً، يلعب مع مدريد منذ عام 2010، وكان جزءاً من جولة ما قبل الموسم في الولايات المتحدة، وكان هذا الموسم مع ريال مدريد كاستيا -الفريق الاحتياطي الذي يلعب حالياً في الدرجة الثالثة في إسبانيا، تحت إدارة راؤول غونزاليس. إنه المرشح المفضل للانضمام إلى مجموعة أنشيلوتي يومياً في التدريب وربما الظهور بانتظام على مقاعد البدلاء.

انضم خيمينيز، 20 عاماً، إلى مدريد في عام 2013. وهو أيضاً يلعب مع كاستيا. جلس على مقاعد البدلاء في فوز مدريد 3-2 على أرضه على ديبورتيفو ألافيس في 24 سبتمبر (أيلول)، عندما أُصيب أغوادو.

من ناحية أخرى، يبلغ فورتيا 17 عاماً فقط ولكنه يحظى بتقدير كبير. انتهك مدريد ما يسمى «ميثاق عدم الاعتداء» مع غريمه في المدينة أتليتكو ​​مدريد للتوقيع معه في عام 2022. في السابق تم الاتفاق على أن الناديين لن يستهدفا اللاعبين الشباب في كل منهما.

لقد تفوق هذا الموسم مع فريق مدريد تحت 19 عاماً، الذي يديره الظهير السابق لليفربول ألفارو أربيلوا -لكنه لا يُعد جاهزاً تماماً للفريق الأول، نظراً لأنه لم يشارك بعد مع كاستيا.

يجب أن نذكر أيضاً بإيجاز، لاعبَين هما أوكبيجبي البالغ من العمر 17 عاماً. وُلد في إسبانيا لأبوين نيجيريين، ومثَّل بلد ميلاده على مستوى الشباب، وكان الموسم الماضي معاراً في أكاديمية باير ليفركوزن.

أراد النادي الألماني إعارته هذا الموسم أيضاً، وسط اهتمام منافس من أماكن أخرى، لكنَّ مدريد قرر الاحتفاظ به. هذا الموسم كان يلعب لفريق تحت 19 عاماً ولفريق ريال مدريد سي -فريق احتياطي آخر يتكون في الغالب من لاعبي الشباب الذين يتنافسون في الدرجة الرابعة من كرة القدم الإسبانية.

قد يكون خيار آخر هو لاعب الأكاديمية السابق البالغ من العمر 19 عاماً أليكس خيمينيز، الذي انضم إلى ميلان في يونيو (حزيران). تقول مصادر قريبة من اللاعب إن هدفه هو العودة إلى إسبانيا في الأمد المتوسط، بينما أدرج مدريد -كما هي سياسة النادي عند بيع لاعبي الشباب- خيار إعادة الشراء.

ومع ذلك، لا يصبح هذا الخيار نشطاً إلا في نافذة الانتقالات الصيفية (كلاهما في عامي 2025 و2026)، ولا تتم دراسة عودة خيمينيز بجدية من أيٍّ من الجانبين الآن.

يعتقد أنشيلوتي وطاقمه أن التعزيزات ضرورية. لقد شعروا بهذه الطريقة في وقت سابق من هذا العام بعد المحاولة الفاشلة للتعاقد مع ليني يورو أيضاً.

لكن مصادر النادي التي تمت استشارتها هذا الأسبوع تقول إن مدريد لن يوقع مع أي شخص على الفور، حيث لا يرون أي خيارات مقنعة في سوق الوكلاء الأحرار. وأعربت نفس المصادر عن شكوك قوية في أن النادي سيتطلع إلى القيام بخطوة في نافذة يناير (كانون الثاني).

بشكل عام، يميل مدريد إلى عدم إجراء تعاقدات في منتصف الموسم، حيث يفضلون الانتظار للحصول على فرص ذات قيمة أفضل. كان آخر توقيع لهم في يناير (كانون الثاني) للفريق الأول هو إبراهيم دياز من مانشستر سيتي في عام 2019.

الفكرة في الوقت الحالي هي عدم القيام بأي تحركات، لكنَّ هذا لا يعني أن مدريد لا يدرس السوق. ولا يعني هذا أيضاً أن الوضع لن يتغير. يبقى أن نرى، على سبيل المثال، كيف ستتقدم عودة ديفيد ألابا المخطَّط لها من إصابته في الرباط الصليبي الأمامي في ديسمبر (كانون الأول).

لقد لخصت إجابة حديثة من مصدر في طاقم التدريب الموقف على هذا النحو: «لقد اعتدنا على ذلك، لكننا سنبتكر شيئاً ونبذل قصارى جهدنا».

ومن بين استراتيجيات مدريد الأخرى في سوق الانتقالات انتظار اللاعبين الذين تنتهي عقودهم، كما حدث في التعاقد مع ألابا (2021) وروديغر (2022) وكذلك كيليان مبابي في الصيف.

في هذا السياق، قد تكون إحدى فرص السوق هي ترينت ألكسندر أرنولد، الذي لم يجدد عقده مع ليفربول بعد (ينتهي في يونيو).

مثل مبابي في الموسم الماضي، سيكون اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً حراً في التفاوض مع نادٍ آخر اعتباراً من يناير (كانون الثاني)، على الرغم من أن مصادر كبار المسؤولين في مدريد تصف التقارير الأخيرة حول إمكانية حدوث ذلك بأنها تكهنات في الوقت الحالي.

ومع ذلك، يشير التاريخ الحديث إلى أن هذا وحده لا ينبغي أن يرسم خطاً تحت الوضع.