الدوري السعودي للمحترفين: العوامل الرئيسية التي ستحدد التأثير العالمي لهذا الإنجاز

هناك مؤشرات واضحة حول إمكانية وصول البطولة المدججة بالنجوم إلى أهدافها الطموحة

رونالدو (أقصى اليمين) قاد نادي النصر إلى الفوز ببطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية (أ.ف.ب)
رونالدو (أقصى اليمين) قاد نادي النصر إلى الفوز ببطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية (أ.ف.ب)
TT

الدوري السعودي للمحترفين: العوامل الرئيسية التي ستحدد التأثير العالمي لهذا الإنجاز

رونالدو (أقصى اليمين) قاد نادي النصر إلى الفوز ببطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية (أ.ف.ب)
رونالدو (أقصى اليمين) قاد نادي النصر إلى الفوز ببطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية (أ.ف.ب)

اكتملت الجولة الأولى من مباريات الموسم الجديد للدوري السعودي للمحترفين. وحظيت المسابقة بالاهتمام الدولي الذي سعى إليه المنظمون بشدة، وركزت المناقشات بالكامل على كرة القدم والكثير من النجوم العالميين الذين انتقلوا مؤخراً للعب في المملكة العربية السعودية. فما الذي يمكننا قوله الآن عن هذا المشروع وفرصه في تحقيق النجاح العالمي الذي يأمل فيه؟

الأموال

إذا أصبح الدوري السعودي للمحترفين واحداً من أكثر البطولات شعبية في العالم، فستكون الأموال هي العامل الأكثر تأثيراً في ذلك. وإذا كانت الأموال التي دفعتها الأندية السعودية لنظيراتها الأوروبية لضم النجوم العالميين كبيرة، فإن الأجور التي يحصل عليها هؤلاء اللاعبون كبيرة للغاية أيضاً، فمن المتوقع أن يحصل النجم البرازيلي نيمار على 200 مليون دولار (157 مليون جنيه إسترليني) خلال عقده الممتد لعامين مع الهلال. وتشير تقارير إلى أن قائد ليفربول السابق جوردان هندرسون سيحصل على 40 مليون دولار في السنة. ويؤكد وكلاء اللاعبين على قدرة اللاعبين على «الحصول على عشرة أضعاف رواتبهم» إذا انتقلوا إلى المملكة العربية السعودية. يقول رئيس قسم التعاقدات مع اللاعبين في الدوري، مايكل إمينالو: إن هناك ميزانية مخصصة للإنفاق، وعلى الرغم من أنه لم يكشف عن الرقم بالضبط، فمن الواضح للجميع أن هذه الميزانية لا حدود لها. وإذا أصبح اللاعب المناسب متاحاً، فلا توجد أدنى مشكلة في وجود الأموال اللازمة للتعاقد معه. ولا يتم إنفاق الأموال على التعاقد مع اللاعبين الموهوبين فقط، وإنما أيضاً على التعاقد مع المديرين الفنيين، والمديرين التنفيذيين، والبنية التحتية، والتسويق. وطالما استمر الدوري السعودي للمحترفين في النمو والتطور، ستظل تلك الأموال متاحة، وبالتالي تزداد فرص تحقيق النجاح.

اللاعبون

من الواضح للجميع أن اللاعبين الذين نجح الدوري السعودي للمحترفين في ضمهم هم أعظم وأهم أصول هذه المسابقة، فهناك الآن لاعبون من 40 دولة مختلفة يعلبون في المملكة العربية السعودية، ويمتلكون شهرة دولية تتجاوز الدوري السعودي وأنديته. وتتجاوز شهرة كريستيانو رونالدو نادي النصر الذي يلعب له، وهو الأمر الذي لم يكن كذلك عندما كان النجم البرتغالي يلعب في ريال مدريد أو يوفنتوس أو مانشستر يونايتد. لكن يبدو أن رونالدو، الذي يعد أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم على الإطلاق، وافق على أن يتضمن عقده مسؤولية الترويج للدوري السعودي، وقد أصبح الوجهة الإعلامية للنادي. وعندما حصل رونالدو على البطولة الحادية والثلاثين في مسيرته الكروية برفع «كأس العرب للأندية الأبطال» مساء السبت الماضي، لم يقدم فقط عرضاً رائعاً لمقدار ما يعنيه هذا اللقب بالنسبة له، لكنه جلب رئيس النادي والمدير الفني لكي يرفعا الكأس معه. في الحقيقة، تعدّ هذه رسائل قوية، خاصة في عصر الرياضة الحالي الذي يقوده النجوم، ومن المرجح أن نرى لاعبين آخرين، مثل كريم بنزيمة في الاتحاد وجوردان هندرسون في الاتفاق، يفعلون الشيء نفسه بعد ذلك.

الاستراتيجية

لكي تحقق نجاحاً عالمياً، فأنت في حاجة إلى شيء يريد الناس مشاهدته، وتشير كل العلامات والمؤشرات المبكرة إلى أن الأولوية القصوى للدوري السعودي للمحترفين هي الوصول إلى منتج يبدو جيداً على الشاشة. لقد عمل الرئيس التنفيذي للعمليات بالدوري السعودي للمحترفين، كارلو نوهرا، في كرة القدم في الإمارات العربية المتحدة، لكنه قضى أيضاً سبع سنوات في مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية. ويصف نوهرا الدوري السعودي للمحترفين بأنه شكل من أشكال «الترفيه التجريبي»، ويتحدث عن أهمية «السرد» في المباريات. وحتى الآن، فإن هذا يعني شيئاً مشابهاً لما تفعله شبكة «سكاي» الرياضية مع الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن من المتوقع أن تكون هناك بعض الابتكارات، التي من المحتمل أن تتركز حول اللاعبين البارزين في المسابقة مرة أخرى. يقول نوهرا: «يمكن أن تكون تجربة المشجعين بأكملها أفضل كثيراً. ويتعين علينا أن ننقل كرة القدم للجماهير. إننا في حاجة للتأكد من قدرتنا على الوصول إلى كل من يهتم بالمشاهدة». ويعد هذا شيئاً منطقياً تماماً في عالم الترفيه الرقمي، لكن الكثير من الرياضات تجد صعوبة في فهمه.

هندرسون يحتفل بفوز فريقه الاتفاق على النصر في الدوري السعودي (أ.ف.ب)

ارتفاع درجات الحرارة

درجات الحرارة مرتفعة بشكل لا يُصدق في المملكة العربية السعودية في شهر أغسطس (آب) الحالي: 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت) كحد أدنى خلال النهار، وليست أقل من ذلك بكثير في وقت متأخر من المساء عندما تنطلق المباريات، فضلاً عن الرطوبة العالية. وقال إمينالو مازحاً بعد المباراة الافتتاحية للموسم الجديد: «نحن نمرّ بأسوأ فترة منها الآن. والليلة الماضية، نجا الجميع». لكن مباراة الاتفاق في الدمام كادت أن تتوقف بسبب هذه الظروف. ستنخفض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، لكن حتى في درجات الحرارة المنخفضة سيكون الإيقاع البطيء إلزامياً تقريباً. وقال إمينالو: إن الدوري السعودي للمحترفين لا يدرس حتى الآن الاعتماد على مكيفات الهواء في الملاعب، على غرار ما فعلته قطر، لكن قد تضطر إلى إعادة النظر في ذلك.

فجوة في المنافسة

زاد عدد الأندية المشاركة في الدوري السعودي للمحترفين إلى 18 نادياً هذا الموسم، لكن أربعة أندية فقط هي التي لديها أمل في الفوز باللقب. تعد أندية النصر والهلال والاتحاد والأهلي هي أندية النخبة التاريخية في الدوري السعودي، وهي الأندية الأربعة التي استحوذ عليها صندوق الاستثمارات العامة في يونيو (حزيران) الماضي. يبدو أن هذا الإجراء أدى إلى توسيع الفجوة التنافسية بين هذه الأندية الأربعة من جهة وبين باقي الأندية من جهة أخرى، خاصة في ظل انضمام جميع النجوم العالميين خلال الصيف الحالي إلى هذه الأندية، باستثناء هندرسون (صفقة قيل إن رئيس نادي الاتفاق العاشق لليفربول هو السبب في إبرامها). وكانت هذه الفجوة في المستوى واضحة أيضاً على أرض الملعب. يقول إمينالو إنه يهتم بشدة بخلق حالة من التوازن بين المنافسين، لكن يجب أيضاً الحفاظ على مكانة ووضع الأندية الأربعة الكبار، وهو التوازن الذي يصعب تحقيقه.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

دوري الأمم الأوروبية: بداية مظفرة لـ«إنجلترا كارسلي»

رياضة عالمية غريليش محتفلاً بهدفه في مرمى آيرلندا (أ.ف.ب)

دوري الأمم الأوروبية: بداية مظفرة لـ«إنجلترا كارسلي»

استهلت إنجلترا حقبة ما بعد المدرب غاريث ساوثغيت بانتصار مقنع 2 - 0 على آيرلندا بهدفي ديكلان رايس وجاك غريليش، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فيكتور أوسيمين حطّ الرحال أخيراً في غالطة سراي التركي (أ.ب)

لماذا انتهى الأمر بأوسيمين في غالطة سراي؟

كان فيكتور أوسيمين موهبة نابولي في موسم 2022 - 2023؛ إذ فاز الفريق بأول لقب له في الدوري الإيطالي منذ 33 عاماً.

ذا أثلتيك (إسطنبول)
رياضة عالمية لي كارسلي سيقود منتخب إنجلترا بشكل مؤقت لمباراتين (د.ب.أ)

هل تدخل إنجلترا حقاً حقبة جديدة؟

لم يكن لي كارسلي أكثر وضوحاً عندما قال أثناء أول مؤتمر صحافي له قبل المباراة بوصفه مدرباً مؤقتاً لإنجلترا: «بالتأكيد لا أرى هذا بداية جديدة».

ذا أثلتيك (لندن)
رياضة عربية رياض محرز خارج تشكيلة الجزائر لمواجهة ليبيريا (النادي الأهلي)

محرز وآيت نوري وعمورة خارج تشكيلة الجزائر أمام ليبيريا

أعلن منتخب الجزائر، السبت، غياب رياض محرز وحسام عوار عن مواجهة ليبيريا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
رياضة عالمية الحارس الفلسطيني رامي حمادة تألق في مواجهة كوريا الجنوبية (رويترز)

تألق لافت لحراس المرمى الآسيويين في تصفيات كأس العالم

تلتصق بكرة القدم مقولة شهيرة ترددها مختلف وسائل الإعلام وخبراء التحليل منذ عقود طويلة، وهي أن حارس المرمى هو نصف الفريق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نهائي «فلاشينغ ميدوز»: سينر يصطدم بالموهوب فريتز... وجماهيره

فريتز يعول على دعم الجماهير الأميركية في المواجهة النهائية الكبرى (إ.ب.أ)
فريتز يعول على دعم الجماهير الأميركية في المواجهة النهائية الكبرى (إ.ب.أ)
TT

نهائي «فلاشينغ ميدوز»: سينر يصطدم بالموهوب فريتز... وجماهيره

فريتز يعول على دعم الجماهير الأميركية في المواجهة النهائية الكبرى (إ.ب.أ)
فريتز يعول على دعم الجماهير الأميركية في المواجهة النهائية الكبرى (إ.ب.أ)

يخوض الإيطالي يانيك سينر المصنف أول عالمياً اليوم (الأحد)، نهائي بطولة الولايات المتحدة، آخر البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، للمرة الأولى؛ حيث سيواجه دعماً جماهيرياً كبيراً لمصلحة صاحب الأرض تايلور فريتز.

وكي يصبح أوّل إيطالي يبلغ نهائي «فلاشينغ ميدوز» في نيويورك، تغلّب سينر على البريطاني جاك درايبر المصنف 25 بنتيجة 7 - 5، 7 - 6 (7 - 3)، 6 - 2، في مباراة دامت أكثر من 3 ساعات.

وقال ابن الثالثة والعشرين بعد فوزه على صديقه: «كانت مباراة بدنية كما لاحظتم. حاولت الصمود ذهنياً لأن الفوز عليه صعب».

ولإحراز لقبه الكبير الثاني بعد بطولة أستراليا مطلع السنة في ملبورن، يتعين عليه الفوز على فريتز المصنف 12 والذي أقصى صديقه ومواطنه فرنسيس تيافو 4 - 6، 7 - 5، 4 - 6، 6 - 4، 6 - 1.

وبات فريتز أول رجل أميركي منذ 2009 يبلغ نهائي بطولة كبرى، وهي الأولى في «غراند سلام» لابن السادسة والعشرين البالغ طوله 1.96م.

وسينر هو اللاعب الأكثر تحقيقاً للانتصارات هذه السنة على أرض صلبة (34 مقابل خسارتين) محرزاً 4 ألقاب، متقدماً على الألماني ألكسندر زفيريف (27).

وهو أيضاً الأكثر فوزاً بعدد المباريات هذه السنة في بطولات «غراند سلام» (22)، أمام الإسباني كارلوس ألكاراس المتوج في «رولان غاروس» و«ويمبلدون».

في المقابل، وقع درايبر، أول بريطاني يبلغ نصف النهائي منذ إحراز أندي موراي لقب 2012، ضحية 10 أخطاء مزدوجة و43 خطأ مباشراً.

وتقيّأ أيضاً في اللعب وأرجع ذلك إلى التوترح «عندما تواجه لاعبي القمة يكون الضغط مختلفاً. هي خطوة إلى الأمام. كانت فرصة كبيرة لي. لقد شعرت بالتأكيد بمزيد من التوتر».

وتابع درايبر (22 عاماً) الذي تفوّق عليه سينر في اللحظات المهمة من اللقاء على غرار الشوط الفاصل من المجموعة الثانية: «أنا إنسان قلق للغاية. عندما تجتمع كل هذه الأمور في أرض الملعب أشعر أحياناً بالغثيان، خصوصاً عندما تصبح الأمور صعبة».

وقال سينر الذي يخوض بطولته الكبرى العشرين وضرب 43 كرة فائزة في المباراة: «جاك وأنا يعرف بعضنا بعضاً جيداً جداً. نحن صديقان رائعان خارج الملعب».

وعن النهائي ضد فريتز، أضاف الإيطالي: «سيكون التحدي صعباً للغاية. أنا سعيد لأن مجرد بلوغ النهائي يعني أنك قمت بعمل رائع».

سينر يتطلع لتتويج مستوياته الرائعة بإحدى البطولات الأربع الكبرى (أ.ب)

ومن جهته، يعتقد تايلور فريتز أن مباراته في نهائي بطولة «أميركا المفتوحة» للتنس أمام يانيك سينر ستكون أقل توتراً من مواجهته في قبل النهائي أمام مواطنه الأميركي فرنسيس تيافو، لأنه سيكون الطرف الأضعف عندما يواجه المصنف الأول عالمياً.

وتغلب فريتز، المصنف الأميركي الأول و12 عالمياً، على تيافو 4 - 6 و7 - 5 و4 - 6 و6 - 4 و6 - 1 في قبل النهائي أمس (الجمعة)، ليقطع خطوة كبيرة نحو إنهاء انتظار بلاده المستمر منذ 21 عاماً للفوز بلقب فردي الرجال في البطولة الكبرى بنيويورك.

وبعد أن أصبح أول رجل أميركي يصل إلى نهائي بطولة كبرى منذ آندي روديك في ويمبلدون عام 2009، قال فريتز إنه سيستمتع بفرصة تحقيق اللقب.

وقال للصحافيين: «لقد استمتعت دائماً باللعب ضد سينر. بصراحة لا أعتقد أنني سأواجه موقفاً أكثر توتراً مما كنت عليه أمس. أعتقد أن الأمس كان أكثر إرهاقاً من خوض المباراة النهائية. أشعر بأنني بحالة جيدة. لدي شعور بأنني سألعب بشكل جيد وسأفوز».

وقال فريتز، الذي كان يتمتع بأفضلية الفوز 6 - 1 في المواجهات المباشرة مع تيافو قبل المباراة: «كل منا يريد أن يكون اللاعب الذي يحقق ذلك. لن أدخل هذا الأمر وأنا أفكر في أنني المرشح المفضل، لأن كل شيء يكون مختلفاً تماماً عندما تلعب مباراة مثل هذه». وأشار إلى أن تيافو قدم أداء لا يصدق في البطولة.

وخسر فريتز بـ3 مجموعات في آخر مرة التقى فيها مع سينر، في دور الثمانية من بطولة «إنديان ويلز» العام الماضي، ويتوقع اختباراً هائلاً ضد لاعب حقق منذ ذلك الحين نجاحاً كبيراً في البطولات الأربع الكبرى بالفوز ببطولة «أستراليا المفتوحة» هذا العام.

وقال فريتز: «إنه يضرب الكرة بقوة هائلة، لكنني أشعر بأن ضرباتي جيدة دائماً مقارنة به. أعتقد أنني ألعب بشكل جيد ضده عادة».