عشيَّة كأس العالم للسيدات في كرة القدم، قالت لورين جيمس إنها تريد أن تُعرف بأنها أكثر من مجرد شقيقة ريس جيمس نجم نادي تشيلسي الإنجليزي. ويمكن القول إن مهاجمة منتخب «اللبؤات الثلاث» وفت بوعدها حتّى الآن، بل تخطت حدود التوقعات.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تألقت اللاعبة البالغة 21 عاماً في اكتساح الصين 6-1 الثلاثاء لتحسم إنجلترا بطلة أوروبا جميع مبارياتها، في طريقها إلى دور الـ16 لكأس العالم حيث ستواجه نيجيريا.
سجّلت جيمس هدفين، علماً أنه ألغي لها هدف وساهمت أيضاً في ثلاثة أخرى في أمسية لن تنساها في مسيرتها.
احتاجت إلى ست دقائق فقط لترك بصمتها في النهائيات المقامة في نيوزيلندا وأستراليا، بعدما سجلّت هدفاً رائعاً من خارج المنطقة خلال الفوز على الدنمارك 1-0.
قاومت المدربة الهولندية سارينا فيغمان الدعوات لإشراك المهاجمة في المباراة الافتتاحية للبطولة ضد هايتي، حين فازت إنجلترا بصعوبة 1-0 بفضل ركلة جزاء.
لكنّ جيمس، التي تلعب على غرار شقيقها، لمصلحة تشيلسي، شاركت للمرة الأولى في المباراة التالية أمام الدنمارك، وكانت اللاعبة الأفضل لمدة 45 دقيقة.
وحافظت، بكل أحقية، على مكانها الأساسي في المباراة أمام الصين في أديلايد، وتمكنت من تقديم أداء لافت مرة أخرى.
قالت كلوي كيلي زميلتها في المنتخب: «إنها مميزة... لاعبة مميزة جداً بالنسبة لنا ولكرة القدم النسائية بشكل عام».
وفيما تفضّل فيغمان عدم تخصيص كل لاعبة على حدّة بالثناء، لكنها أقرّت بعد ذلك بأن جيمس «قامت بأشياء مميزة».
التعامل مع الضغط: بالنسبة للعديد من مشجعي كرة القدم، فإن ريس شقيق لورين، الظهير الأيمن المتألق في صفوف تشيلسي، يحظى بالشهرة الأكبر.
وفي حديثها لوسائل الإعلام المحلية قبل كأس العالم، اعترفت جيمس بأن إدخال شقيقها في كل نقاش يخصّها، يزعجها، وقالت «دائماً يكون الحديث أني لورين جيمس، شقيقة ريس، لكنني أريد أن يُشار إليّ وأن أكون معروفة باسمي فيقال: هذه لورين جيمس».
ربما كانت جيمس لتحظى بشهرة أوسع عند الجماهير لو لم تقع ضحيّة الإصابات المتكررة.
بعدما تدرّجت في صفوف الفرق الناشئة لتشيلسي، لعبت لآرسنال ومانشستر يونايتد لتعود إلى صفوف الـ«بلوز» قبل عامين.
لكن إصابات الركبة المستمرة شكلّت عائقاً لها في البداية لتشاهد من المدرجات فوز إنجلترا ببطولة أوروبا الصيف الماضي.
لم تقف تلك الإصابات عائقاً أمام عودتها، بل بخلاف ذلك أكدت أن ذلك شكل تصميماً ورغبة جامحة لديها كي تكون جزءاً من تشكيلة منتخب بلادها في كأس العالم، وبعد 12 شهراً، أصبحت حديث البطولة.
وكتبت راشيل يانكي في صحيفة إيفنينغ ستاندرد بلندن، أنها لا تشكك بقدرة جيمس على التعامل مع الضغوطات وأنها باتت تحت الأضواء.
ورأت يانكي أنّ الصلات مع شقيقها صبّت على الأرجح في مصلحتها، إذ أضافت: «هذا يعني أن الناس كانوا يشاهدون لورين تلقائياً، لذلك أنا لست قلقة بشأن تعاملها مع هذا الأمر».
الشعور بالحرية: سجّلت جيمس هدفها الأول ضد الفريق الصيني المصدوم قبل أربع دقائق من نهاية الشوط الأول. سدّدت الكرة بهدوء تام في المرة الأولى بقدمها اليمنى من خارج منطقة الجزاء إلى الزاوية المنخفضة بعد ركلة حرّة لأليكس غرينوود.
وجاء هدفها الثاني بالمقدار ذاته من الإثارة، بعد تسديدة طائرة في الزاوية، لكن هذه المرة بقدمها اليسرى.
وقالت جيمس إن مساهمتها في خمسة من أهداف إنجلترا الستة كانت بمثابة «ما تصنعه الأحلام»، واصفةً ما حصل: «شعرت بالحرية، سواء كنت في الجناح أو في الوسط، أنا سعيدة فقط بالوجود في الملعب. أفكر كما شعرت في المباراة الأخيرة، لماذا لا أسددها وأرى ما سيحدث؟».